اعتبر موقع "ناشونال إنترست" اتفاقية "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" (المعروفة اختصاراً باسم IMEC)، ووُقعت في 10 سبتمبر (أيلول) 2023، في قمة مجموعة العشرين في دلهي، مبادرة جغرافية اقتصادية مهمة تهدف إلى تنشيط التجارة والاتصال عبر منطقة الهند والبحر الأبيض المتوسط.

يتمثل الهدف الرئيس من هذه المبادرة في تعزيز التجارة العالمية


وقالت المجلة الأمريكية في تقرير لها: تشكّل هذه الاتفاقية جسراً حاسماً يدمج التجارة والطاقة والخدمات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا من خلال ربط اقتصادات منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

ومع احتفال المبادرة بالذكرى السنوية الأولى لها، فقد حان الوقت لتقييم إنجازاتها وتحدياتها. أهمية المبادرة

يتمثل الهدف الرئيس من هذه المبادرة، وفق التقرير، في تعزيز التجارة العالمية من خلال إنشاء طرق نقل أكثر كفاءة وتوسعاً. ويعزز هذا المشروع الروابط السياسية والاقتصادية بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

 

 

IMEC at One Year: India-Middle East Leads, Europe Needs to Recommit https://t.co/cpAqmms4jb
L'IMEC mira a migliorare il commercio globale e la connettività collegando l'Asia meridionale con il Medio Oriente e l'Europa. Promuove l'integrazione economica tra regioni chiave creando…

— Giulio Terzi (@GiulioTerzi) September 11, 2024


ورغم أن المبادرة قد تبدو جديدة، فإنها ترتكز على طرق تجارية قديمة ربطت الهند بأوروبا لآلاف السنين. تاريخياً، كانت الهند محركاً رئيساً للتجارة العالمية، حيث مثلت 20-30% من الاقتصاد العالمي حتى القرن التاسع عشر. ومع ظهور الهند الآن كأسرع اقتصاد رئيس نمواً في العالم، يُنظر إلى مبادرة "الممر الاقتصادي" كوسيلة للبلاد لاستعادة أهميتها التاريخية في التجارة العالمية.

التأثير الاقتصادي والإمكانات المستقبلية تعتمد التجارة بين منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا حالياً على قناة السويس اعتماداً كبيراً. ومع ذلك، يهدف "الممر الاقتصادي" إلى تنويع طرق التجارة، والحد من الاعتماد على نقطة اختناق واحدة، وإضافة التنوع إلى هذه الشبكة.
وستربط الطرق البرية المخطط لها دول الخليج عبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل وتركيا والعراق، مما يعزز القدرة على التعامل مع حجم التجارة المتزايد. يَعِد هذا التنويع بفوائد اقتصادية كبيرة لمجموعة واسعة من المناطق، من آسيا الوسطى إلى الدول الإفريقية الساحلية على طول المحيط الهندي.
ويشارك في المشروع ثماني دول من مجموعة العشرين، هي: الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتستثمر كل دولة مشاركة في البنية الأساسية داخل حدودها لدعم هذه الشراكة الاقتصادية المتنامية. ويعزز دعم الولايات المتحدة لهذا المشروع الروابط عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي بينما يحدّ أيضاً من المرونة الاستراتيجية للدول المعادية. مدن الموانئ الرئيسة كمراكز

وسيعتمد نجاح مشروع "الممر الاقتصادي" إلى حد كبير على مدن الموانئ الرائدة في الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وتعد مومباي ودبي من المراكز المالية والنقلية الرئيسية، وتلعب دوراً محورياً في دفع النمو الاقتصادي. وتبرز ترييستي كميناء حيوي في أوروبا، حيث تعمل كبوابة شمالية في البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا الوسطى والشرقية.

 

IMEC at One Year: India-Middle East Leads, Europe Needs to Recommit https://t.co/GNDRiv6IWT

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) September 11, 2024


وهذه الموانئ على استعداد لتسهيل التجارة من خلال ربط الشركات من مختلف الدول الموقعة على المشروع. على سبيل المثال، من المتوقع أن تتعاون شركات هندية مثل تاتا وريلاينس مع شركات عملاقة في الشرق الأوسط مثل "اتصالات" و"موانئ دبي العالمية"، بالإضافة إلى شركات أوروبية مثل Generali و Fincantieri الإيطاليتين. ومن الأمثلة الرئيسة على هذا التعاون مشروع كابل الألياف الضوئية البحري بلو رامان، الذي يربط إيطاليا والهند، والذي تشارك فيه شركات مثل ريلاينس جيو وسباركل وجوجل.

عززت الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية علاقاتها الاقتصادية الثنائية. في عام 2022، وقعت الهند والإمارات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، تستهدف 100 مليار دولار من التجارة الثنائية بحلول عام 2027.

نمت التجارة بين البلدين بنسبة 16.4% منذ مايو (أيار) 2022، لتصل إلى 83.64 مليار دولار في عام 2024، مما يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة ثالث أكبر شريك تجاري للهند. كما يعمل البلدان على إنشاء ممر ثنائي للأمن الغذائي والمعالجة، والذي يمكن تمديده على طول طريق مبادرة "الممر الاقتصادي" بالكامل.
كما نمت تجارة الهند مع المملكة العربية السعودية، متجاوزة 50 مليار دولار سنوياً. والتزمت السعودية، على وجه الخصوص، بتخصيص 20 مليار دولار لتطوير شبكات الطرق والسكك الحديدية داخل حدودها لدعم مبادرة التعاون الاقتصادي بين البلدين، الأمر الذي عزز من دورها كلاعب أساسي في المبادرة.
ومع ذلك، ما تزال التحديات قائمة. فالصراعات في غزة والتوترات بين إسرائيل وحزب الله وإيران تشكل مخاطر كبيرة على الاستقرار اللازم لنجاح مبادرة التعاون الاقتصادي بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، فإن هجمات الحوثيين على السفن في قناة السويس تزيد الأمور تعقيداً.
وتؤكد هذه التحديات على الحاجة إلى زيادة النشاط الاقتصادي والترابط المتبادل على طول طرق التجارة التي تتبعها مبادرة التعاون الاقتصادي بين البلدين لتعزيز الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل. تلكؤ أوروبا والولايات المتحدة في حين تبدو بوادر مشجعة على تقدم التعاون بين الهند والشرق الأوسط في ظل مبادرة "الممر الاقتصادي"، نجد تراجعاً بين أوروبا والشرق الأوسط وأوروبا والهند. وهناك حاجة إلى بذل جهود أكبر من جانب الدول الأوروبية والولايات المتحدة لمواكبة الزخم في الشرق الأوسط.
وأدت التوترات والصراعات المتزايدة إلى تشتيت انتباه الشركاء الغربيين عن المشاركة الكاملة في مبادرة الممر الاقتصادي، على الرغم من إمكانية إعادة بناء الثقة. إن إيطاليا، وهي أقرب دولة أوروبية موقعة على اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، تتمتع بموقع فريد يسمح لها بتولي دور قيادي في تطوير الممر. وبفضل موقعها الاستراتيجي على رأس البحر الأدرياتيكي وأهمية ميناء ترييستي، تتمتع إيطاليا بالقدرة على أن تصبح المركز الأوروبي الرئيسي لاتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، حيث تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية مع آسيا مع توسيع الشراكات في أفريقيا من خلال خطة ماتي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل والشرق الأوسط وأوروبا الهند والشرق الأوسط العربیة السعودیة الممر الاقتصادی الأبیض المتوسط الاقتصادی بین ملیار دولار بین البلدین من خلال

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن طوق يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي مع قبرص واليونان


أبوظبي (الاتحاد)
التقى معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا، بعدد من الوزراء من جمهورية قبرص وجمهورية اليونان، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة خلال المرحلة المقبلة، ودعم التعاون في قطاعات الاقتصاد الجديد والابتكار والبنية التحتية الرقمية والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا السياحية الذكية والممارسات البيئية المستدامة.
جاء ذلك على هامش انعقاد النسخة الأولى لـ «إنفستوبيا - المتوسط» في قبرص، والتي شهدت مشاركة واسعة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وممثلي شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين وصُناع القرار ورواد الأعمال في الإمارات ولبنان وقبرص واليونان وأوروبا، حيث حضر هذه الاجتماعات محمد الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار، ومحمد سيف الشحي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية قبرص، وشيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029.
واستعرض معاليه، خلال هذه اللقاءات، جهود دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة في نمو وتنويع الاقتصاد الوطني وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وتسريع التحوُّل نحو النموذج الاقتصادي المبتكر القائم على المعرفة والتكنولوجيا، وكذلك المستهدفات الوطنية لرؤية «نحن الإمارات 2031» ودورها في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والاستثمار والاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل.
وعقد معالي عبدالله بن طوق، اجتماعاً مع معالي جيورجوس باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، لمناقشة فرص توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بين دولة الإمارات وقبرص، وتوفير مسارات جديدة لمجتمعي الأعمال في الدولتين تُسهم في بناء شراكات نوعية تدعم النمو المستدام لاقتصاد الجانبين.
وأكد معالي عبدالله بن طوق، أن العلاقات الإماراتية القبرصية هي علاقات تاريخية قائمة على التفاهم المتبادل والتعاون المثمر، وتميزت بالتطور المستمر في كافة القطاعات الاستراتيجية، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، وذلك في إطار حرص قيادتي البلدين الشقيقين على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات جديدة من النمو والازدهار، بما يخدم التطلعات والرؤى المستقبلية للدولتين.
وتطرق الجانبان الإماراتي والقبرصي إلى مناقشة توفير المزيد من الفرص والممكنات الداعمة لتعزيز توسيع أعمال الشركات الإماراتية العاملة في السوق القبرصية، وكذلك أهمية استفادة المصدرين في قبرص من الموقع الاستراتيجي الفريد الذي تتمتع به دولة الإمارات باعتبارها مركزاً عالمياً للأعمال والاستثمار، إضافة إلى أنها تتمتع بشراكات واتفاقيات اقتصادية مثمرة مع العديد من الأسواق الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، وهو ما يمنحها مميزات متنوعة في عمليات التصدير والاستيراد.
وفي سياق متصل، عقد معالي عبدالله بن طوق لقاءً آخر مع معالي الدكتور كونستانتينوس كومبوس، وزير الخارجية القبرصي، لبحث سُبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة في المجالات ذات الاهتمام المتبادل، مشيراً معالي ابن طوق إلى أن الدولة ملتزمة بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الحكومة القبرصية في المجالات المستقبلية، لا سيما الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة. وسلّط الجانبان الضوء على المشاريع الاقتصادية المستدامة في البلدين وأهمية تبادل الخبرات والممارسات في هذا الصدد.
وأطلع معالي ابن طوق، معالي كوستاس كوميس، وزير الدولة للسياحة في قبرص، على «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031»، ودورها في تعزيز جاذبية الإمارات للزوار والسائحين والاستثمارات السياحية المحلية والأجنبية في قطاعي السياحة والضيافة، وترسيخ مكانة الدولة كأفضل هوية سياحية على مستوى العالم بحلول العقد المقبل.
وناقش الجانبان، خلال لقائهما، إمكانية إقامة مشاريع سياحية جديدة مشتركة في أسواق البلدين ومنطقة شرق المتوسط، وكذلك تطوير مبادرات نوعية في مجالات السياحة المستدامة والخضراء، بما يدعم زيادة التدفق السياحي بين الدولتين.
وبجانب ذلك، عقد معالي عبدالله بن طوق اجتماعاً مع معالي أولغا كيفالوياني، وزيرة السياحة اليونانية، لبحث تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياحية المتنوعة، وتبادل أفضل الخبرات في البنية التحتية السياحية الذكية والممارسات البيئية المسؤولة، ودعم العمل المشترك لتطوير المزيد من البرامج المشتركة الهادفة إلى زيادة تبادل الوفود السياحية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً معاليه أن هذا الاجتماع يُمثل خطوة مهمة لتعزيز آفاق التعاون السياحي بين البلدين في ضوء شراكتهما الاقتصادية المتطورة، والتي شهدت نقلة نوعية في مختلف المجالات والقطاعات الاستراتيجية.
ويشهد التعاون السياحي بين البلدين نمواً متواصلاً، حيث بلغ عدد السياح اليونانيين إلى دولة الإمارات 20.452 خلال العام 2024 بنسبة زيادة وصلت قرابة 25% مقارنةً بـ 16.366 في عام 2023، ووصل عدد رحلات الطيران بين البلدين إلى 33 رحلة أسبوعياً، عبر شركات الطيران في البلدين.

أخبار ذات صلة اليونان تستضيف النسخة الثانية من «إنفستوبيا - المتوسط» العام المقبل شيخة النويس تستعرض في «إنفستوبيا - المتوسط» بقبرص رؤيتها لتطوير واستدامة قطاع السياحة

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: إنذارات أمنية بريطانية دفعت أميركا لإخلاء رعاياها من الشرق الأوسط
  • ما مستقبل التجارة بين باكستان والهند في ظل التوترات بين البلدين؟
  • السعودية تستعيد هيبتها النفطية.. ودول عربية تتقدم بهدوء نحو قمة الأسواق العالمية
  • عبدالله بن طوق يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي مع قبرص واليونان
  • جمارك دبي أفضل دائرة جمركية في الشرق الأوسط
  • في لبنان.. إيطاليا تتقدم وفرنسا تتراجع0
  • القوات الروسية تتقدم في سومي وتهاجم خاركيف بالمسيرات
  • السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
  • تقرير دولي: الدبلوماسية المصرية تزداد توهجًا ونشاطًا مع تعقُّد أزمات الشرق الأوسط
  • استطلاع لمعاريف: المعارضة تتقدم ونتنياهو يفقد توازنه السياسي