ماذا تحتاج الكرة العُمانية لتخرج من سُباتها؟
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
حمد الناصري
خاض الأحمر مُباراته الثانية من التصفيات الآسوية المُؤهلة لكأس العالم 2026 ، بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، بعد أنْ اسْتهل مِشوار جولة المُنافسة الأولى للتصفيات بخسارة أمام العراق في استاد البصرة الدولي يوم 5 سبتمبر 2024.
وسعى مُنتخبنا لإسْتعادة الثقة بعد خسارة العراق ، وتعادل المُنتخب الكوري مع مُنتخب فلسطين في سُول.
ولأنّ الشمشون الكوري، يتميّز بخط دفاعي قوي كان على "شيلهافي" مُدرب مُنتخبنا ، إيجاد حلول هجومية من الأطراف والعُمق ، وحيث أنّ الكوريين يتميّزون باللياقة العالية والسرعة والمهارة ودقّة التنفيذ.. خاصة وأنهم جاؤوا إلينا مُحمّلين بأمانيّ كبيرة ، وكان لا مَفر لهم إلا بتحقيق نتيجة ايجابية لإمْتصاص غضب جمهورهم المُحبط من نتيجة المُباراة الاولى.
وقبل المُباراة أكّد مُدرب المُنتخب الكوري "هونج بو" أنه سيسعى إلى توجيه لاعبيه للتركيز العالي في هذه المباراة لتحقيق نتيجة إيجابية.. وهي الفوز.".
أمّا مُدرب مُنتخبنا العُماني "تشيلهافي" فقد صرّح قُبيل المُباراة" أنّ الهدف هو الصُعود والتأهل عن المجموعة والتي ليست بالسّهلة، ونتائج الجولة الأولى أكّدت صُعوبة المُباريات، واللاعبون لديهم كلّ المعلومات عن الفريق الكوري الذي لديه مُحترفين في مختلف الأندية الأوربية وذلك سيتطلب منا التركيز أكثر في هذه المباراة".
ذلك التصريح تضمّن قناعة مُبَطّنة بعدم وجود أمل في التأهل بتاتاً ،وفي إحدى لقاءات ، رئيس الاتحاد العُماني ، الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي أدلى بتصريح حول تلقيه سُؤال مُهم جداً عن المنتخب أجاب " المُنتخب سيصل إلى كأس العالم " وبقيَ الجمهور يَنتظر خُطوات اتحاد كرة القدم للوصول فِعْلًا وليس قولا إلى كأس العالم ،
رغم أننا لم نصل حتى لدور الثمانية في كأس آسيا
ولم يتجاوز ذلك الحُلم كأس الخليج ، وقد أوجزها مُعلق المباراة أ. أحمد البلوشي أنّ قُدرة الأحمر ومَنظومة إدارته الفنية " ما تُودّي إلى بُرج الصحوة"..
إنّ الخسارة أبْكَت الجماهير بحرقة وأبْكتنا كونها حدثت بسبب تقصير فني واضح وضُوح الشمس في رابعة النهار ، ومِمّا زاد الصّدمة ألًمًا وخيبة هي أنّ الفوز الذي هو مَطلب جماهيري لم يكن مُستحيلاً ، وكان على المُدرب شَحن لاعبيه نفسيًا لعدم الاسْتسلام و تغيير استراتيجية اللُعب من دفاع عقيم إلى قتال هجومي ضاري لا يُعطي الخصم فترة من التقاط الانفاس، وحينها كنُا سَنقبل بأيّ نتيجة وكانَ المُنتخب قد أدّى ما عليه من أداء وأبْهَر المُراقبين والخُبراء جميعاً وتحقّق الفوز بتلك الإرادة والإصْرار وبعزيمة وروح قتالية حتى النهاية ، وما حصل في خليجي 18 شاهد على كلامنا، ورغم كُل الإرهاصات ، فقد عادت الروح بنفس القوة والإصْرار ، وإنْجاز تحقّق في خليجي 19.
تمنيّت أنْ يصل صوت الجماهير إلى الجهاز الفني للمنتخب ، فيتجاوز خسارته مع مُنتخب العراق الشقيق ، ويُصحح مسار خطته ويجد الحلول للدفاع الذي هو لُبّ وسبب الخسارة الرئيسي ويُقَوّي شوكة الهجوم ويُطَعّمها بعناصر وتكتيكات هجومية ويَدعمها بِلُعب جماعي وبروح قتالية ، وبذل جهود أكبر في بَحثه عن قنّاص للفُرص الثّمينة وبلادنا ولاّدة لمثل تلك المواهب وتنتظر فقط من يَكتشفها ويُباغت بها قلب دفاع الخصم لكيْ تجد الفرحة طريقها إلى قلوب الجماهير العُمانية بفوز مُسْتحق ، خاصة وأنّنا نلعب على أرضنا وبين جماهيرنا الوفية التي ما فَتأت تُنادي" كُلنا مع الأحمر".
ما أحزنني أكثر وأنا أتفحص وجوه الجماهير التي حضرت إلى المَلعب قبل المُباراة بساعات حتى لَفحتها الشمس واستنزفت طاقتها ورغم ذلك لم تَفقد ثِقتها بلاعبيها وتمسّكت بتشجيعهم حتى آخر دقيقة.
فقد بدأت الجماهير بالزحف على مُجمع السلطان قابوس بـ بوشر ، منذ ظهيرة الثلاثاء ، وتحديداً الساعة 2 بعد الظهر ، ولم تجد ماءً ولا شراباً ، ولم تستطع أنْ تحمل معها مَتاعاً يسُدّ جوعها ويُبِلّ رِيْقها ، فصبرتْ وآمنتْ بأنّ المُنتخب يَستحق ، فآزرت ودعمتْ فريقها طامحة بالفوز.. ولكن أصوات الجمهور بحّت ولم تجد لها صَدى في الأداء الباهِت للاعبين والتخبّط والتردّد للمُدرب تشيلهافي.
خلاصة القول.. أعْتقد يقيناً أنّ مُنتخبنا بحاجة إلى صَحوة فنية ولياقيّة ومَعنوية لأنّ ذلك مَطلب جماهيري ، وحِسّ الجماهير صوت يُنادي بأعلى صَوت لصناعة الفرح الذي طال انتظاره ، ومن ضِمْن الحُلول أيضاً إيْجاد إدارة فنية بديلة عاجلة تُنقذ المُنتخب مِن تخبطه ، وذلك لكيْ يتبوأ الأحْمر المكانة التي يستحقها كما عهدناه دوماً وبالعزم والإصْرار والروح القتالية وبرؤية فنية فعّالة تَنطلق به إلى كأس العالم 2026 بإذن الله.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تقبل رسميا الطائرة القطرية هدية لترامب.. تحتاج إلى تعديلات
قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الأربعاء أن الولايات المتحدة قبلت طائرة 747 هدية من قطر، وطلبت من القوات الجوية إيجاد طريقة لتطويرها سريعا لاستخدامها طائرة رئاسية جديدة (إير فورس وان).
وأعلن البنتاغون أن وزير الدفاع بيت هيجسيث تسلم الطائرة لاستخدامها طائرة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتبلغ قيمة الطائرة 400 مليون دولار وهي من إنتاج شركة بوينغ.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل إن وزارة الدفاع "ستعمل على ضمان مراعاة التدابير الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية".
وشكك خبراء قانون في إمكان قبول مثل هذه الهدية في سياق مجموعة القوانين المتعلقة بالهدايا المقدمة من الحكومات الأجنبية والتي تهدف إلى مكافحة الفساد والنفوذ غير المشروع، كما سعى منتمون للحزب الديمقراطي إلى عرقلة تسليمها.
ونفت قطر صحة المخاوف التي أثيرت حول صفقة هذه الطائرة في حين تجاهل ترامب المخاوف الأخلاقية ذات الصلة قائلا إنه سيكون من "الغباء" عدم قبولها.
وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي قدمتها الأسرة الحاكمة في قطر سيتطلب تحسينات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات.
والتكاليف الدقيقة لهذه التعديلات غير معروفة لكنها ربما تكون كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج بوينغ طائرتين جديدتين (إير فورس وان) تتجاوز خمسة مليارات دولار.
وعلى مدى العقد الماضي واجه برنامج (إير فورس وان) تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين 747-8 في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقا.
وفازت بوينغ في 2018 بعقد قيمته 3.9 مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأمريكي لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت بوينغ إنها أنفقت 2.4 مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع.