خلال  الاحتفالية، التي أقيمت مساء اليوم بالمتحف المصري الكبير بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من طلاب الجامعات الأهلية المصرية الجديدة، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة، استهلها بالترحيب بالوزراء والمحافظين، ورؤساء وأساتذة الجامعات المصرية، وأولياء أمور الخريجين، والخريجين، معربا عن سعادته بتواجده في هذا الحدث المهم، لتخريج أول دفعة من الجامعات الأهلية التي كانت تمثل حلما نتطلع إلى تحقيقه، مثل الأحلام الكثيرة الأخرى التي حلمنا بها ذات يوم، لكن التحدي الذي كان أمامنا كان يتمثل في كيفية ترجمة هذا الحلم إلى واقع حقيقي ملموس.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته الارتجالية: يجب أن ننسب هذا الفضل كله لصاحب هذه الرؤية والذي أصر على تنفيذها على أرض الواقع بأسرع وقت، وبأعلى جودة ممكنة، وهو  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه يتذكر الآن عندما تم بدء عرض فكرة وتصور إنشاء الجامعات الأهلية، حتى يعرف أبناؤنا من الطلاب والخريجين، كيف بدأت فكرة إنشائها، والتي تعد حاليا صروحا علمية بكل ما تعنيه الكلمة، من بداية الصفر عندما كانت الأرض عبارة عن صحراء جرداء في أغلب هذه المناطق التي تم تشييد تلك المدن بها، وكان الجميع يتساءل حينما يرى تلك التصميمات عما إذا كنا سنراها ملموسة على أرض الواقع أم لا. 
          
أضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه كانت هناك أحلام كثيرة ً تم وضعها على الورق لكنها لم تنفذ ولم تر النور، أو لم يتسنى الوقت لمن وضعها لرؤيتها منفذة على الأرض، أو كان يمكن أن تنفذ المشروعات بعدها بعدة عقود، لكن بفضل الله في العهد الذي نعيشه الآن، وهو عهد الجمهورية الجديدة، فإن الحلم الذي يتم وضعه تصاحبه الرؤية والإصرار والعزيمة على التنفيذ بأسرع وقت ممكن وبأعلى جودة ممكنة.

وأضاف رئيس الوزراء: هذا هو الإثبات الذي نحن أمامه اليوم، فهذه الجامعات الثلاث التي نتحدث عنها، وهي: جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة الجلالة، وجامعة العلمين الدولية، كانت منذ بضع سنوات ليس لها وجود على الإطلاق، ثم بدأت الدراسة في هذه الجامعات منذ 2021، واليوم نحتفل بتخريج أول دفعة منها.

وخلال كلمته، وجه رئيس الوزراء التحية إلى الدكتور خالد عبد الغفار، الذي كان يتولي منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي حينذاك، عند عرض الفكرة على فخامة الرئيس، حيث وجه السيد الرئيس بالبدء بهذه المجموعة من الجامعات التي وصلت وفق ما قاله الدكتور/ أيمن عاشور إلى 20 جامعة تم تنفيذها في أقل من 10 سنوات.
         
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى أن عدد الجامعات الأهلية لن يتوقف عند هذا الرقم، حيث سيتم إضافة ٧ جامعات أخرى جديدة، ستكون قائمة العام القادم، لندرك حجم الإنجاز والتعمير والتنمية الذي يجري على أرض مصر، مضيفا أن إنشاء أي جامعة كان يستغرق عشرات السنين فيما مضى، وكان ذلك يعد إنجازا، واليوم أصبح لدينا ٢٧ جامعة أهلية بخلاف الجامعات الخاصة والدولية الأخرى خلال فترة لم تتجاوز ٧ سنوات، وهذا الانجاز نتيجة رؤية ومتابعة وإصرار، وكذلك جهد رجال على الأرض يترجمون هذه الرسومات إلى واقع على أعلى مستوى من المهنية والاحتراف.

وتوجه رئيس الوزراء، فى هذا السياق، بالتحية والتقدير لرجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، الذين يقدمون دوما نموذجا مشرفا في كل المحافل، وكذلك رجال وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الذين شاركوا في تنفيذ تلك المشروعات.
      وفي ختام كلمته، قال الدكتور مصطفى مدبولي: اليوم عندما نتحدث عن أن لدينا رؤية لمنظومة تعليم مُتطورة ولدينا عزيمة على تنفيذها على الأرض، أعتقد بأن وجود أبنائنا الذين يحتفلون اليوم لهو خير إثبات على مصداقية الدولة المصرية وقدرتها على تجاوز كل الصعاب والتحديات التي نواجهها في فترة غير مسبوقة في تاريخ العالم كله.

كما أكد رئيس الوزراء أن التاريخ سيذكر هذه الفترة، مثلما نقرأ اليوم في كتب التاريخ عن فترات بداية القرن العشرين بوجود تغيرات جوهرية في موازين القوى العالمية، فمثل ذلك نشهد هذه الآونة فترة انتقالية يتغير فيها العالم كله، وهي فترة شديدة الاضطراب وشديدة التحديات، ومن سينجح وسيصمد فيها هو من لديه الرؤية والعزيمة والإصرار على النجاح. وأبناؤنا اليوم هم خير إثبات لهذا الأمر، موجها حديثه للخريجين قائلا: أنتم مُستقبل مصر وبمشيئة الله تعالى سيكون مستقبل مصر مُشرقا وجميلا بكم.

وخلال الاحتفالية، قام رئيس مجلس الوزراء بتقديم الشهادات وتكريم عدد من خريجي الجامعات الأهلية الثلاث.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تخريج الدفعة الأولى الجامعات الأهلية مدبولى م ستقبل مصر الدکتور مصطفى مدبولی الجامعات الأهلیة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

مُستقبل لا تُقرره البوارج بل الشعوب

 

 

منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها اليمن موقفه المبدئي والثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، لم يكن ذلك مجرد بيان تضامني عابر، بل انطلاق مسيرة فعلية تعكس ترجمة عملية لوعد قطعه اليمنيون على أنفسهم بأن يكونوا في طليعة المواجهة، ضمن محور المقاومة.
ومع مرور الشهور وتوالي الأحداث، تبيّن أن اليمن لم يدخل هذه المعركة بردّة فعل عاطفية ودوافع دينية وإنسانية وحسب، بل بخطة تصعيدية واعية، بلغت ذروتها مع دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري.
المرحلة الرابعة من الضغط على الكيان الصهيوني ليست مجرد تكتيك عسكري، بل هي خطوة استراتيجية تعكس فهماً عميقاً لطبيعة المعركة مع كيان يقوم اقتصاده على موانئ وشبكات شحن حساسة، ومع أن العدو كان يراهن على قدرة واشنطن وحلفائها في تأمين “ظهره البحري”، إلا أن اليمن استطاع عبر تنكيله النوعي بالبوارج والقطع البحرية الأمريكية واستهداف دقيق للمصالح والشركات المتعاملة مع الكيان، أن يقلب معادلات القوة، ويجعل الملاحة الدولية تعيد حساباتها.
هذا التحول أجبر عشرات الشركات على إعادة النظر في علاقاتها مع “تل أبيب”، وأدى فعلياً إلى شلل كبير في ميناء “أم الرشراش” (إيلات)، الذي كان يمثل شرياناً حيوياً للتجارة الصهيونية، وما يحصل اليوم هو أبعد من استهداف لمرفق أو سفينة، إنه إطباق تدريجي على اقتصاد الاحتلال، كشف هشاشته الداخلية، وأجبر مستوطنيه على الشعور بثقل الحرب وهم بعيدون عن ساحة القتال. لم يعد الصراع محصوراً في غزة أو لبنان، بل أصبح البحر الأحمر جبهة مفتوحة، واليمن رقماً صعباً فيها.
المعادلة الجديدة التي فرضها اليمن أربكت ليس فقط كيان العدو، بل أيضاً الإدارة الأمريكية التي وجدت نفسها أمام مقاومة لا تخضع للابتزاز، ولا تخاف من التهديدات، بل تزداد حضوراً وقوة كلما اشتد الحصار واشتعلت المواجهة.
واشنطن التي استنفدت أوراقها العسكرية في عملية “حارس الازدهار” لم تجد نفعاً، وعادت تبحث عن أدوات قديمة كتحريك الجبهات الداخلية أو اللعب على تناقضات التحالفات، لكنها اصطدمت بخطاب ثوري متوعد يقيم الحجة على الجميع قبل ارتكابهم المزيد من الحماقات، وبواقع سياسي يمني أكثر تماسكاً من أي وقت مضى.
واللافت أن اليمن، رغم ما حققه من إنجازات استراتيجية، لا يزال يتعامل بحكمة وتحفّظ، ولم يستخدم حتى الآن كامل قدراته، فالهجمات النوعية لا تعكس سقف القوة المتاحة، بل ما تسمح به الحاجة والتوقيت، وهذا “الغموض المحسوب” يضع العدو في حالة استنفار دائم، ويجعل من أي مغامرة ضد اليمن مقامرة مكلفة قد تطال خطوط الإمداد الأمريكية في المنطقة.
لكن الأهم من كل ذلك، أن اليمن لا يخوض هذه المعركة لمجده الوطني، بل يحمل راية قضية مركزية اسمها فلسطين، الانتصارات اليمنية لا تُكتب في صنعاء فقط، بل تُسجَّل أيضاً في غزة والقدس وكل أرض عربية تحت أقدام الاحتلال، إنها معركة أمة بأكملها، اختار فيها اليمن أن يكون في طليعتها، لا على هامشها.
لقد أثبتت صنعاء، بحنكة قيادتها الثورية المباركة وبأس رجالها، أنها شريك فاعل في معركة الكرامة، وصانع لتحوّلات حقيقية في توازن الردع، وفي ظل هذا الواقع المتغير، بات السؤال الملحّ لدى العدو قبل الصديق: إلى أين يمكن أن يصل اليمن؟، والجواب الوحيد: إلى حيث يجب أن يصل، من أجل غزة والمقدسات، ومن أجل كسر الهيمنة، ومن أجل مستقبلٍ لا تقرره البوارج، بل الشعوب.

مقالات مشابهة

  • افتتاح مؤتمر المصريين بالخارج بحضور رئيس الوزراء ..اليوم
  • الدكتور عمرو المصري قائماً بأعمال رئيس جامعة مطروح
  • مدبولي يشهد افتتاح مؤتمر المصريين بالخارج .. غدا
  • مدبولي يُشيد بجهود اللجنة الطبية العليا بمجلس الوزراء في رصد استغاثات المواطنين
  • مُستقبل لا تُقرره البوارج بل الشعوب
  • وزارة الخارجية السورية: الوفد التقني للوزارة الذي يزور ليبيا الشقيقة بهدف تسوية الأوضاع القانونية للمواطنين السوريين، يعلن عن قيامه بتقديم مجموعة من الخدمات القنصلية العاجلة للأخوة المواطنين تسييراً لأوضاعهم وذلك ريثما يتم افتتاح سفارة الجمهورية العربية ا
  • رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
  • رئيس جامعة الأزهر لـ «الخريجين»: أنتم حملة ميراث النبوة
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • منظومة الإفراج الجمركي.. مدبولي: إزالة العوائق التي تعرقل حركة التجارة