سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
لا يحتاج النظام السياسي في العراق إلى مؤامرة خارجية للإطاحة به، فهو في الأصل متآمر على نفسه. وذلك مع اقتراب موسم الانتخابات البرلمانية في نهاية عام 2025، والتي قد تتقدم عن موعدها في مشروع تظن النخب الحاكمة أنه سيكون المنقذ لسلطتها عن طريق الانتخابات المبكرة بعد أن وصلت خواتيم الأمور إلى طريق مسدود، وهو ما يتم نقاشه في دهاليز السياسة القابعة في المنطقة الخضراء.
انتفض بعض قادة الإطار، يتقدمهم نوري المالكي وقيس الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق، وفرضوا شروطاً “تعجيزية” على السوداني مقابل عدم إجبار الحكومة على تقديم استقالتها مبكراً حسب ما تداولته بعض المصادر. كان من بين تلك الشروط رفع يد السوداني عن جهاز المخابرات وتسليمه إلى الإطار، وإعادة هيكلة مكتب رئيس الوزراء، والتعهد بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة أو الدخول بقائمة موحدة مع الإطار التنسيقي دون التفرد بقائمة واحدة.
هذا مطلب نوري المالكي الذي كان يؤيد استقالة السوداني قبل أشهر من موعد إجراء الانتخابات في حالة دخوله السباق الانتخابي لكي لا تُستغل موارد الدولة من قبل المرشحين حسب زعمه. ما يؤكد حقيقة مؤكدة أن حلم الولاية الثانية أصبح من الماضي بعد كل تلك الهزات السياسية، وأن طموح السوداني السياسي قد يصطدم بجدار ممانعة الإطار التنسيقي بعدم التجديد أو تكرار التجربة له.
وفي خضم هذا الاضطراب جاءت صرخة حيدر حنون رئيس هيئة النزاهة لتشعل صراعاً بين النزاهة والقضاء، الذي طالب بإحالة رئيس هيئة النزاهة إلى التحقيق بتهم تلقي رشى وتلاعب بعائدية أراض في العراق، وهو ما قد يطيح برئيس النزاهة بعد أن أصبح ورقة محترقة تؤكد أن الفساد تغلغل خلف الجدران والأبواب المغلقة وتحول إلى وحش أسطوري يغرز أنيابه في جسد الدولة.
في ظل هذا التوتر السياسي تصاعدت الأصوات المنادية بتدخل حكومي صارم يكبح جماح الفساد قبل أن يصل تأثيره وفضائحه إلى منظمات دولية وأممية قد تجد ذلك فرصة لمراجعة قراراتها بشأن الوصاية على العراق.
وقبل أن تصل الأمور إلى مرحلة “كسر العظم” وانهيار العملية السياسية، كان لا بد للفاعل الرئيسي والحامي لرموز النظام السياسي -ونقصد به إيران- أن يتدخل لحماية مصالحه أولاً في العراق. لذلك حاولت طهران إرسال رسائل سياسية لتهدئة الأجواء في فضيحة التجسس والابتزاز وتطويق الأزمة، خصوصاً وأنها تدرك أن واشنطن ستحاول أن تعيد وضعها وعلاقتها مع الحكومة العراقية في قضية تبادل المعلومات الاستخبارية بعد أن وجدت أن الاتهامات طالت أجهزة أمنية. حيث تؤكد مصادر أن القوات الأمريكية المتمركزة داخل قاعدة عين الأسد حجبت خدمة الـGPS عن الطيران العراقي وعطلت أجهزة الرصد في مناطق مختلفة من صحراء الأنبار الغربية، وألزمت القيادات الأمنية العراقية بإشعارها قبيل تنفيذ أي ضربة جوية تستهدف تحركات تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الغربية حسب تلك المصادر.
ربما كانت من بين الملفات التي حملها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد محاولة التهدئة والضغط على الأطراف السياسية لتطويق الأزمة وعدم استفحالها.
في نهاية هذا الممر الطويل سيكون أمام العملية السياسية في العراق طريقان لا ثالث لهما، إما إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء هذا الانسداد السياسي أو ثورة عارمة قد تكون أشد من أحداث ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تطيح بأركان المعبد، وهو ما ستقرره الأيام القادمة لهذا البلد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العراق الإطار التنسیقی النظام السیاسی فی العراق
إقرأ أيضاً:
ترامب يطبق سياسة "صفر تسامح".. ويواجه احتجاجات المهاجرين بالحرس الوطني
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني في شوارع لوس أنجليس السبت في مسعى للسيطرة على ما وصفها البيت الأبيض بـ"الفوضى"، بعدما اندلعت احتجاجات اتسمت بالعنف أحيانا على خلفية عمليات دهم لتنفيذ قوانين الهجرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأعلن الرئيس الأمريكي السيطرة الفيدرالية على جيش ولاية كالفورنيا لإدخال الجنود إلى ثاني كبرى مدن البلاد حيث يمكن أن يخوضوا مواجهة ضد المحتجين، في خطوة نادرة من نوعها وصفها حاكم الولاية غافين نيوسوم بأنها "تحريضية".
أخبار متعلقة ما زال قيد الدراسة.. متحور جديد يرفع إصابات كوروناالعلاقات تواصل التدهور.. تصعيد جديد بين ترامب وإيلون ماسكجاء ذلك بعد يومين على مواجهات أطلق خلالها عناصر فيدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه حيال توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة سيارة أضرمت فيها النيران عند أحد التقاطعات بينما أظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي رجلا يضع خوذة وهو يلقي الحجارة على مركبات فدرالية مسرعة. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } يقف المتظاهرون خلف حاجز قرب حريق في باراماونت - أ ف ب اندلعت اشتباكات بين حرس الحدود الأمريكي والمتظاهرين بعد أن داهمت إدارة الهجرة والجمارك (ICE) متجر - أ ف ب اندلعت اشتباكات بين حرس الحدود الأمريكي والمتظاهرين بعد أن داهمت إدارة الهجرة والجمارك (ICE) متجر اندلعت اشتباكات بين حرس الحدود الأمريكي والمتظاهرين بعد أن داهمت إدارة الهجرة والجمارك (ICE) متجر var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
الاعتداء بالمفرقعات
كما شوهد متظاهرون وهم يرمون المفرقعات باتّجاه عناصر قوات إنفاذ القانون المحلية الذين تم استدعاؤهم لتهدئة الوضع.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن "الرئيس ترامب وقّع مذكرة رئاسية لنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم"، محمّلة المسؤولية لقادة كالفورنيا الديموقراطيين "عديمي الفائدة"، على حد قولها.
وأكدت أن "إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، خصوصًا عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم".
"خطوة تحريضية"
وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهم عناصر احتياط في الجيش) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحيانا في حالات الاضطرابات المدنية، لكن يتم الأمر دائما تقريبا بموافقة السياسيين المحليين.
لكن الوضع لم يكن كذلك السبت.
وندد نيوسوم، خصم الرئيس الجمهوري، بأمر البيت الأبيض السبت. وكتب على منصة إكس "هذه الخطوة تحريضية بشكل متعمد ولن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات".
وأضاف "تسيطر الحكومة الفدرالية على حرس كالفورنيا الوطني وتنشر ألفي جندي في لوس أنجليس، ليس بسبب النقص في قوات إنفاذ القانون، بل لأنهم يسعون إلى عرض. لا تعطوهم ذلك. لا تستخدموا العنف إطلاقا. احتجوا بشكل سلمي".
وقال المدعي العام الأمريكي للمنطقة المركزية في كالفورنيا بيل عسيلي بأنه سيتم نشر الحرس "في غضون الساعات الـ24 المقبلة".
وزير الدفاع يهدد
من جهته، هدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بتصعيد التوتر أكثر، محذّرًا من أن قوات عسكرية عادية قريبة قد تتدخل.
وأفاد على وسائل التواصل الاجتماعي "إذا تواصل العنف، فستتم الاستعانة بمشاة البحرية ممن هم في الخدمة في معسكر بندلتن. إنهم في حالة تأهب".
لكن أستاذة القانون جيسيكا ليفنسون أشارت إلى أن تدخل هيغسيث يبدو رمزيا نظرا إلى القيود القانونية عموما على استخدام الجيش الأميركي كقوة شرطة محلية في غياب تمرّد.
وقالت "حاليًا، لا يتم استخدام قانون التمرد"، إذ أن ترامب يستند على ما يعرف بالبند العاشر من مدونة قوانين الولايات المتحدة.
وأضافت أنه "لن يكون بإمكان الحرس الوطني القيام بأكثر من مجرّد توفير الدعم اللوجستي وبالعناصر".