في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم تعالت شعارات الثورة السودانية كـ «سودانا نسوى جديد» و«كل البلد دارفور» كانت تلك الهتافات رمزاً لطموحات شباب السودان في بناء وطن تسوده العدالة والديمقراطية.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 واندلاع حرب 15 أبريل 2023 أصبحت تلك الأحلام عرضة للتحديات حيث تحاول الحرب القضاء على آمال الشباب في ديمقراطية مستدامة.

واليوم وبعد مرور ما يقارب عام ونصف على بداية الحرب يجد الشباب السوداني الذين قادوا ثورة ديسمبر 2018 أنفسهم موزعين بين جبهات القتال والنزوح واللجوء باحثين عن سلام دائم في وطنهم.

وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية استطلعت «التغيير» آراء عدد من الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية في السودان والتحديات التي تواجهها ما بعد الحرب الدائرة حالياً.

استبصار المشهد

وفي هذا الصدد يرى الشاب أكرم نجيب، أن الحديث عن مستقبل الديمقراطية في السودان يتطلب استبصارا للمشهد المعقد الذي تمر به البلاد.

ويقول لـ «التغيير» إنه في ظل المتغيرات السريعة محليا وعالميا من الصعب تخيل مستقبل ديمقراطي للسودان بحدوده الحالية.

ويتوقع أكرم أن الحرب ستطيل أمدها مما سيؤدي إلى تقسيم السودان إلى عدة دول ضعيفة وفاشلة وهو ما يجعل من المستحيل تحقيق الديمقراطية في ظل غياب مؤسسات دولة قوية.

دار منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر 2018

ويضيف أن “الديمقراطية تحتاج إلى مؤسسات قوية وإذا انقسم السودان فلن تكون هناك فرصة لتحقيقها أو ازدهارها” لان الحكم الرشيد يجب أن يكون ديمقراطيا في جوهره ولكن في ظل الدول الضعيفة التي ستنتجها الحرب لن نرى هذا النوع من الحكم.

بينما ترى الشابة عبير طه، أن عسكرة الدولة تعيق الديمقراطية و أضافت لـ «التغيير» أن الديمقراطية في السودان ليست في الأفق القريب لأنها لم تكن واضحة لدى السودانيين وتجاربهم معها لم تكن كافية لتمسكهم بها.

وتضيف بأن التاريخ الطويل للحكم العسكري في السودان والحرب الحالية يدفعان الناس للاعتقاد بأن الحل العسكري هو الأسلم.

و تعتقد عبير أن عسكرة الدولة الحالية تعزز من فكرة أن الحكم الديمقراطي بعيد المنال حتى بعد انتهاء الحرب.

ومضت قائلة إنه حتى إذا انتهت الحرب عسكريا فإن المجتمعات لن تتعافى سريعا والديمقراطية تحتاج إلى وعي ومعرفة لا أظن أنها ستتوفر في السودان ما بعد الحرب.

كيفية إنهاء الحرب

الشاب أبّو يظل متفائلا بإمكانية رؤية سودان ديمقراطي موحد بعد الحرب ويعتقد أن الطريق إلى الديمقراطية يعتمد على كيفية إنهاء الحرب.

وقال لـ «التغيير» إذا توقفت الحرب بمفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتم الاتفاق على الخروج من الحياة السياسية فقد نشهد تحولا ديمقراطيا.

ويرى أن اتفاق القوى السياسية الحالية على مشروع وطني موحد هو الطريق نحو سودان ديمقراطي، لكنه يشير إلى أن الانتصار العسكري لأحد الأطراف سيعقد الأمور ويؤخر هذا التحول.

و لكن محمد إبراهيم، يرى أن الديمقراطية هي البديل عن العنف و يعتقد أن الديمقراطية هي الطريق الرشيد الذي يجب أن يسلكه السودان بعد الدروس القاسية التي علمتها الحرب.

وقال لـ «التغيير» الصراع على صناديق الانتخابات والمناظرات المدنية أقل كلفة بكثير من الصراع المسلح.

ويؤكد أن الديمقراطية يجب أن تكون الخيار المفضل لأنها ستجنب السودان العنف وتوفر مخرجا جيدا من دوامة الانقلابات والحكم العسكري.

إلا أن يسرا النيل، ترى أن مستقبل الديمقراطية في السودان بعد الحرب مظلم وتشير إلى التحديات المرتبطة بوجود المليشيات المسلحة والمجموعات العسكرية المتنامية.

وقالت في حديثها لـ «التغيير» حتى لو انتهت الحرب سيكون من الصعب دمج أو تسريح تلك المليشيات، مما يعقد الطريق نحو نظام ديمقراطي.

وتضيف بأن الأنظمة الشمولية والعسكرية في السودان قد أجهضت كل محاولات التحول الديمقراطي في الماضي وسيكون من الصعب تحقيقه دون ضغط وحشد دولي.

بينما تختلف آراء الشباب السوداني حول مستقبل الديمقراطية لكنها تتفق على أن الطريق إليها مليء بالتحديات في ظل الحرب المستمرة والوجود العسكري المتزايد حيث يبدو أن تحقيق حكم ديمقراطي في السودان ما بعد الحرب يتطلب جهودا محلية ودولية كبيرة فضلا عن إصلاحات شاملة للمجتمع السياسي والمدني.

الوسومالديمقراطية الشباب السوداني ثورة ديسمبر 2018 حرب الجنرالات حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الديمقراطية الشباب السوداني ثورة ديسمبر 2018 حرب الجنرالات حرب الجيش والدعم السريع الدیمقراطیة فی السودان مستقبل الدیمقراطیة الشباب السودانی أن الدیمقراطیة بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم

أعرب محمد عبدالستار، القيادي بحزب مستقبل وطن، عن قلقه العميق تجاه التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، وما يشهده الشرق الأوسط من تطورات غير مسبوقة تهدد أمن المنطقة والعالم بأسره.

وقال “عبدالستار”: إننا نتابع بقلق بالغ التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، عقب اندلاع الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران، فإسرائيل شنت هجمات عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع استراتيجية داخل العمق الإيراني، بما في ذلك مراكز القيادة والمنشآت النووية والمقار العسكرية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من القيادات الإيرانية والكوادر العلمية والعسكرية والمدنيين، بينهم رجال ونساء وأطفال."

قيادي بمستقبل وطن: الانتهاكات الإسرائيلية تُهدد بحرب شاملةالمستشار محمود فوزي: مستقبل وطن لم يعد مجرد حزب بل مدرسة سياسيةبمشاركة 20 ألف شاب .. «مستقبل وطن» يطلق مؤتمر شباب الدلتا .. صورترميم 500 منزل ودعم للأسر الأولى بالرعاية .. مستقبل وطن يعلن مخرجات مؤتمر شباب الدلتا

وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، "ردّت إيران بقوة عبر إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت العمق الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة، ووضع المنطقة على حافة الهاوية."

وحذر المهندس محمد عبدالستار، من أن هذا التصعيد الإقليمي قد يتحول إلى صراع شامل، يهدد ليس فقط استقرار المنطقة، بل أمن واستقرار العالم بأسره، وأكد أن هذه الحرب تُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن اللجوء إلى القوة العسكرية لن يؤدي إلى تحقيق الأمن لأي طرف، بل سيعمق الصراعات ويزيد من حالة عدم الاستقرار.

وأشاد بموقف مصر الثابت في الدفاع عن الاستقرار في المنطقة، وقال: "نحن ندعم موقف مصر الراسخ بضرورة العودة إلى الحلول السياسية ووقف كافة أشكال التصعيد، وبدء حوار شامل لاحتواء الأزمة ومنع امتدادها، ولا بد من التأكيد على أولوية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة، وعلى رأسها فلسطين والجولان السوري."

وأكد “عبدالستار” على أهمية دور المجتمع الدولي في التعامل مع هذه الأزمة، مطالبًا مجلس الأمن والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهما تجاه وقف العمليات العسكرية وحماية شعوب المنطقة من ويلات الحرب المدمرة.

كما جدد القيادي بحزب مستقبل وطن دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنًا جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تقديم الدعم الإنساني لأبناء غزة الذين يعانون من حصار وعدوان غاشم.

وختم المهندس محمد عبدالستار، محذرًا من خطورة استمرار التصعيد العسكري، داعيًا كافة القوى العاقلة في العالم للتدخل العاجل لإيجاد حل سياسي للأزمة، ووضع حد لهذه الحرب التي تهدد بانفجار إقليمي شامل. وأكد على ضرورة إطلاق مسار سياسي جاد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

طباعة شارك القيادي بحزب مستقبل وطن مستقبل وطن الشرق الأوسط إسرائيل وإيران

مقالات مشابهة

  • شقّ الصين والدول الأفريقية يدا بيد الطريق نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
  • محافظ مطروح والسفير السوداني يشهدان حفل تخرج جامعة الأحفاد للبنات
  • «التغيير» تنشر نص رؤية «صمود» لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة
  • مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم
  • الصمغ العربي السوداني: تأثير الحرب وتحديات القيمة المضافة
  • ليلة سقوط الجنرالات!
  • عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟
  • بعثة الأمم المتحدة تُطلق مشاورات شبابية شاملة لدعم العملية السياسية وتمهيد الطريق للانتخابات
  • حفتر .. التورط في حرب السودان