محافظة الحديدة تجسد أبهى صور التفاعل الإيماني خلال احتفالاتها بالمولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الثورة نت| تقرير/ جميل القشم
جسد أبناء محافظة الحديدة، هذا العام 1446ھ، أبهى وأروع صور التفاعل الإيماني المنقطع النظير من خلال الاحتفالات المحمدية الواسعة المعبرة عن عظمة احياء ذكرى المولد النبوي الشريف، والاعتزاز برسول الله.
مثلت الاحتفالات التي شهدتها مدن وأرياف الحديدة لوحة إيمانية فاضت بعناوين الحب والاعتزاز بنبي الرحمة، وعكست مضامين العشق المحمدي بمستوى الحفاوة بهذه المناسبة التي حظيت باهتمام غير مسبوق ابتهاجا بمقام مولد رسول الرحمة.
وحرصت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة على توسيع مظاهر الاحتفال بذكرى النور المحمدي بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية، وتشكيل لجان واسعة للتحشيد المكثف لاحياء الفعاليات المركزية بهذه المناسبة العظيمة واعطائها القدر الكافي من الاهتمام والتوقير والاجلال.
أصالة أبناء الساحل التهامي
وتميزت محافظة الحديدة باحياء أكثر من ثمانية آلاف و500 فعالية وأمسية وندوة ووقفة ومحاضرة وخواطر وغيرها من الأنشطة احتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، استجابة لدعوة قائد الثورة وترجمة فعلية للحب الصادق والولاء والارتباط الحقيقي بخير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وعكست الفعاليات والأمسيات الاحتفالية التي نظمتها المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات ومختلف الجهات الرسمية منذ مطلع شهر صفر، مدى الحفاوة والتعظيم لهذه الذكرى الدينية التي تمثل حدثا فارقا في نشر الدعوة الاسلامية، ومناسبة استثنائية تبرز من عام لآخر تنامي الوعي بأهميتها ومكانة صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كما جسدت الاحتفالات الشعبية الكبيرة على مستوى حارات واحياء مربع مدينة الحديدة، ومربعات المديريات الشمالية والشرقية والحنوبية، الهوية الإيمانية الحقيقية للاسلام والرسول، كما برهنت أصالة أبناء الساحل التهامي بما قدموه من ابتهالات بأهم وأكبر مناسبة دينية في تاريخ البشرية.
صورة بهية للربيع المحمدي
تجلت مشاهد الصور البهية في احياء الربيع المحمدي، بطوفان بشري هو الاكبر من نوعه في ساحتي الاحتفال بمدينة الحديدة ومديرية بيت الفقية يوم 12 ربيع أول، لحشود أبناء تهامة الذين تقاطروا من ريف ومدن المحافظة لإيصال رسائل العشق المحمدي بما خالجتهم نفوسهم من محبة وإجلال للرسول الأكرم.
تهللت مواكب الحشود التي تدفقت من عموم مديريات محافظة الحديدة إلى ساحتي الاحتفال بمشاركة الصغار والكبار بأهازيج الفرح وهتافات المديح المحمدي، واضفت اللافتات والأعلام الخضراء روحانية وزخم كبير لمهرجان المناسبة الأكبر.
ورسم ضيوف نبي الرحمة، في مهرجان الاحتفال الذي فاق التوقعات، أيقونة الصمود والاعتزاز بالجهاد الذي يمثل رسول الأمة، بما تجلت فيهم من روحية ايمانية ومشاعر العزة بارتباط أهل اليمن وتمسكهم بنهج المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ورغم موجة الحر الشديدة في الساحل التهامي، ازدانت الاحتفالات المركزية، بالفرح لعظمة هذه المناسبة ومكانتها المتأصلة في وجدان الشعب اليمني الذي يحتفل بها جيلا بعد جيل، إجلالاً وتكريماً لصاحبها الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
عروض بحرية وصور أخرى للفرح
وتزين حفل المهرجان بهذه المناسبة التأريخية، بتنفيذ عروض بحرية واسعة، وعشية الاحتفال المركزي شهد ساحل مدينة الحديدة، عروضا لمئات القوارب والزوارق المزينة بالأضواء الخضراء المحمدية؛ المعبّرة عن الفرح والابتهاج بقدوم المولد النبوي الشريف.
وتوهج ساحل البحر الأحمر بهذه العروض الاحتفالية بأنوار العشق للرسول الأعظم، فرحا بمشاركة الموكب المحمدي في حارس البحر الأحمر، التي تفردت بزخم كبير من مظاهر الاحتفال بذكرى مولد النور والسراج المنير للأمة.
وبالتزامن مع هذه العروض، تلألأت سماء مدينة الحديدة، بإطلاق ألعاب نارية وانطلاق مسيرة ضوئية لمئات السيارات، التي جابت شوارع مركز المحافظة وكورنيش ساحل البحر الاحمر، في مشهد محمدي بديع ازدان بأضواء البهجة والفرح، والاعتزاز بيوم مولده الأغر.
الإنشاد والمديح النبوي
اكتست الفعاليات والأمسيات الاحتفالية بمولد الرسول الأكرم، بالمديح النبوي الزاخر بألوان إنشادية متعددة في حب النبي، تعبيراً عن الهوية الايمانية للشعب اليمني والتي صدحت بها حناجر الفرق الانشادية في مختلف الاحتفالات، تجسيداً لعظمة المناسبة ومحبة النبي -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
حيث طغت الاحتفالات الانشادية على أعظم وأقدس مناسبة في تاريخ البشرية بذكر رسول الله، في مختلف مساجد الحديدة والجامعات والمدارس الدينية والفعاليات الرسمية والشعبية، ما اكسب أجواء الفرح بذكرى مولد سيد الكائنات زخم وخصوصية تأكيدا على ارتباط أهل اليمن بالرسول الكريم.
وتنفس ساحل البحر الأحمر بتراتيل محمدية وابتهالات بديعة ومؤثرة في مدح النبي، عبر مهرجان الموالد والمدائح النبوية الذي استمر ثمانية أيام بمشاركة أكبر وأشهر فرق الإنشاد وقصائد الشعراء من عدة محافظات، على مسرح الهواء الطلق الذي تلألأ بملامح الحب والوفاء لنبي الأمة وتعظيم مقام النبي والفرح باحياء هذه المناسبة.
ارتياح كبير
وأثنى وكيل أول محافظ الحديدة أحمد البشري، على التفاعل الكبير للقطاعات الرسمية والشعبية في احياء فعاليات وأمسيات المناسبة، ومشاركة الجموع الغفيرة من أبناء الحديدة الذين دفعهم الشوق والحب لرسول الله، للاحتفال بيوم مولد صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داع إلى المنهج القويم.
ونوه بالتميز غير المسبوق في تنظيم الاحتفالات وما شهدته المحافظة من أروع صور الولاء والمحبة لخير الأنام والرحمة المهداة والنعمة المعطاة والقدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء، وسيد المرسلين الصادق الأمين خير البرايا أجمعين المبعوث رحمة للعالمين.
وأشاد الوكيل البشري، بجهود لجان التحشيد والتنظيم والاعداد للفعاليات المركزية بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي ساهمت في انجاحها، إتماما للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم الله بها على البشرية، وترجمة عملية للبهجة والسرور في احياء ذكرى يوم ميلاده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بدوره عبر رئيس وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل، عن الفخر بما شهدته الحديدة من تفاعل كبير في إحياء هذه المناسبة الدينية لتعزيز ارتباط اليمنيين برسولهم الكريم وتعميق الروح الإيمانية في الاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم وإحياء منهجه والسير على خطاه وتعميق الحب والنصرة والجهاد في قلوب الأجيال من أبناء الأمة على ذات التوجيه الذي جاء به النبي الخاتم.
واعتبر الحضور اللافت الذي عم كافة الساحات المركزية في مختلف المحافظات بيوم 12 ربيع الأول، أحد صور إحياء ذكرى مولد رسول الله لترسيخ معاني الاحتفال بها، واظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتمسك بهديه.
وشهدت محافظة الحديدة، حضور لافت للجانب الأمني الذي حرص على احياء ذكرى المناسبة على المستوى المركزي ومربعات المديريات، وعلى مستوى المديريات ومراكز الشرطة، وتميزت الهيئة النسائية والعلماء والقطاع الشبابي والرياضي بزخم الانشطة والفعاليات، وتم تنفيذ أنشطة وبرامج احسان ومسيرات ضوئية، وأنشطة تعبوية للمتخرجين من الدورات العسكرية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف محافظة الحدیدة النبوی الشریف صلى الله علیه هذه المناسبة رسول الله ذکرى مولد
إقرأ أيضاً:
جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
يقدّم الكاتب والباحث المصري جمال سلطان في هذا المقال، الذي تنشره "عربي21" بالتزامن مع نشره على صفحته في فيسبوك، قراءةً حميمة ومكثّفة في سيرة واحد من أكثر المثقفين العرب إثارة للجدل وحضورا في معارك الوعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين: محمد جلال كشك.
فمن خلال استعادة شخصية كشك وتجربته الفكرية وتقلباته وتحولاته وصراعاته، لا يكتب سلطان مجرد شهادة شخصية، بل يعيد تفكيك مشهد ثقافي وسياسي كامل، كانت فيه مصر ـ والعالم العربي ـ تتشكل تحت وطأة الإيديولوجيات الكبرى، والمشاريع السلطوية، وصدامات الهوية، ومحاولات التأريخ والهيمنة على الذاكرة.
تتكشّف في هذه السطور صورة كاتب عركته التجارب، واشتعل بالأسئلة، وامتلك جرأة لا تلين في مواجهة ما اعتبره زيفا أو تزويرا للوعي، حتى آخر لحظة في حياته.
طاقة صحفية وفكرية مذهلة
كنت في شبابي مغرما بالكاتب الراحل الكبير محمد جلال كشك، وما زلت، كان الرجل طاقة صحفية وفكرية مذهلة، ولديه صبر ودأب على القراءة والكتابة بشكل تحار فيه العقول، ويكفي أنه كان يقرأ كتب الراحل الكبير أيضا محمد حسنين هيكل ويجري مقارنات صبورة بين ما يكتبه هيكل في النسخة الانجليزية التي تصدر للتسويق الخارجي وما يكتبه في النسخة العربية ، ليكشف عن تناقضات في الروايتين، وهو جهد صعب للغاية، كما كان كتابه المهم "ودخلت الخيل الأزهر" أهم موسوعة حديثة في تسجيل جرائم الغزو الفرنسي لمصر، والعملاء الذين خدموه في الداخل، والكتاب أثار ضجة في حينه، كما كان كتاباه: كلمتي للمغفلين، وثورة يوليو الأمريكية، من أخطر الكتب التي صدرت عن تجربة ثورة يوليو وعبد الناصر، وهو ما قلب عليه القوميين والناصريين بشدة، وهو كان يبادلهم كراهية بكراهية وله كتابات أخرى في هذه المعارك .
لذلك كانت سعادتي كبيرة عندما قدمتني له الكاتبة الكبيرة صافي ناز كاظم، خاصة عندما قرأ كتابا لي صدر في أول التسعينات الماضية "أزمة الحوار الديني"، وأبدى إعجابه الشديد به، وكان مندهشا أن كاتبا شابا يكتب بتلك اللغة والمعلومات، ودعاني لزيارته في شقته بالزمالك وأكرمني كرما حاتميا مما جعلني أحكي تلك "العزومة" الفاخرة لصافي ناز على سبيل التباهي بأنها أتتني من كاتب كبير في قيمة وقامة جلال كشك، فلما بلغه كلامي وغزلي في العزومة غضب، واعتبر أن "العزومة" وما فيها من أسرار البيوت وأنني بذلك لم أحترم بروتوكل الزيارات، فلم يكررها ثانية، وبصراحة كان محقا في ذلك وقد تعلمت من هذا الموقف فيما بعد، لكني وقتها خسرت الكثير من الحمام المحشي والمشوي وخلافه، رغم أنه ـ رحمه الله ـ لم يكن يأكل إلا قليلا بسبب إصابته بالسكر والكوليسترول وأمراض أخرى اجتمعت عليه .
شهدت أفكار محمد جلال كشك تحولات، مثل تحولات عبد الوهاب المسيري وعادل حسين وطارق البشري وجيل كبير من المثقفين المصريين، بدأ حياته الفكرية والسياسية ماركسيا وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي، ثم تركه وتركهم وقدم نقدا عنيفا للماركسية ومنظماتها في الستينيات ونشر سلسلة مقالات أزعجت الاتحاد السوفيتي، حتى ردت عليه صحيفة البرافدا واعتبرت أن وجود جلال كشك في الصحافة المصرية هو إساءة للاتحاد السوفييتي، وكانت علاقات عبد الناصر وقتها قد توثقت بموسكو، فأوقفه عبد الناصر عن الكتابة وعن العمل كلية ثلاث سنوات كاملة، ولم يعد إلا بعد النكسة، فعاد إلى مؤسسة أخبار اليوم، ثم ترك مصر كلها وهاجر، وقضى حقبة من حياته في بيروت في حالة لجوء اختياري بعد مضايقات عصر السادات، حتى كانت الثمانينيات حاسمة في توجهه إلى الفكرة الإسلامية، والانحياز للإسلام كحضارة وهوية للأمة وشرط لنهضتها.
لم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.كان جلال كشك يجمع بين الجدية والصرامة في الكتابة وبين خفة الظل والصراحة في المواجهة، وعندما ابتلي في سنواته الأخيرة بسرطان البروستاتا، كان يتردد على لندن للعلاج والفحص، وفي آخر زيارة طبية، أجرى التحاليل، فقال له الطبيب أن أمامه ما بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر فقط في الدنيا ثم يموت، ويومها كتب مقالا مؤثرا للغاية في مجلة أكتوبر، وكان لها شأن في تلك الأوقات، كان عنوانه "أنعي لكم نفسي"، وحكى فيه ما جرى وأنه ينتظر الموت خلال ستة أشهر على الأكثر، هي كل ما بقي له من الدنيا، ويودع قراءه، ورغم الحزن والمفاجأة، إلا أنه لم يتخل عن خفة ظله في هذا المقال، فحكى فيه أنه بعد أن تسلم من المستشفى اللندني التحليل الذي يؤكد قرب وفاته، فوجئ باتصال يأتيه من شركة أمريكية متخصصة في "دفن الموتى"، وقالوا له: مستر جلال نحن لدينا تجهيزات راقية للجنازات، ومقابر مميزة وبأسعار مناسبة ويمكن أن نحجز لك مقبرة تسرك!!، وراح في المقال يلعن سلسفيل جدودهم، ولم يمكث جلال كشك بعدها سوى ثلاثة أشهر فقط، وكان من كرم الله عليه أن مات بأزمة قلبية وهو في مناظرة على الهواء ضد نصر حامد أبو زيد يدافع فيها عن رسول الله في وجه خطابات علمانية وغربية متطرفة، فقبضت روحه وهو على هذه الحال.
كان جلال كشك شرسا في معاركه الفكرية، موسوعي الثقافة، قوي الحجة، حاضر الذهن، صاحب جلد وصبر غير عادي على البحث والكتابة، لذلك كان مزعجا جدا لأكثر من تيار فكري ، وبشكل خاص كان مكروها من الأقباط المتطرفين، ومن استصحبوا الوعي الطائفي من المثقفين في كتاباتهم عن تاريخ مصر، ولذلك كان يكرهه بشدة الناقد المعروف لويس عوض وكذلك غالي شكري ، خاصة وأنه في كتابه "ودخلت الخيل الأزهر" كشف عن دور "المعلم يعقوب" والفيلق القبطي الذي شكله للقتال بجوار الجيش الفرنسي الذي احتل مصر، وكان لويس عوض يثني في كتاباته على "المعلم يعقوب" عميل الاحتلال الفرنسي ويعتبره بطلا .
أيضا، يكرهه الناصريون بشدة، لأنه صاحب أهم الكتب التي كشفت عن الدعم الكبير الذي قدمته المخابرات الأمريكية "CIA"، لانقلاب ضباط حركة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، وكان كتاباه "كلمتي للمغفلين"، و"ثورة يوليو الأمريكية" أشبه بزلزال ضرب الوعي الخرافي الذي سوقته آلة الدعاية الناصرية على مدار عقود، وذلك بسبب ما حواه الكتاب من وثائق وأدلة دامغة على الاتصالات واللقاءات السرية التي كانت تجري بين عبد الناصر وبعض ضباطه وبين السفارة الأمريكية، والترتيبات الأمريكية لدعم وحماية انقلاب الضباط ومنع جيش الاحتلال الانجليزي من التدخل، حيث كان جيشهم يرابط في منطقة القناة، على بعد ساعة واحدة من القاهرة.
أيضا، كان يحظى بكراهية شديدة من محبي الأستاذ محمد حسنين هيكل، ومجاذيبه، لأنه القلم الوحيد الذي جرؤ على إهانة هيكل وإحراجه، بل وإعلان احتقاره وتحديه، في مقالات كثيرة، وفي كتب أيضا، وكشف تناقضاته، كما كشف تمريره لمعلومات غير صحيحة على الإطلاق، وتعتبر تضليلا للرأي العام، وكان له صبر عجيب في تتبع هيكل وإحراجه، ولذلك كان الناصريون وأنصار هيكل أكثر من شنعوا على جلال كشك، وأطلقوا حوله الشائعات والشبهات، ورموه بالاتهامات المرسلة والسخيفة والكاذبة التي يسهل إطلاقها على أي أحد، بدون أي دليل، محض كراهية وبهتان وتصفية مرارات عالقة في النفوس.
تتفق أو تختلف مع جلال كشك ، الذي توفاه الله في العام 1993 ، إلا أنك لا يمكن أن تتجاهل أن الثقافة العربية والصحافة العربية خسرت بموته قلما جبارا، وطاقة لا تكل ولا تمل من إثارة المعارك الفكرية والصحفية التي أحدثت استنارة حقيقية في جيل بكامله من المثقفين المصريين والعرب أراد البعض لهم أن يرسفوا في أغلال الزيف والبهتان، يرحمه الله .