جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@21:27:51 GMT

العرب بين حياة البشر وحياة الماعز

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

العرب بين حياة البشر وحياة الماعز

 

د. سليمان المحذوري

[email protected]

 

خلال الفترة القريبة أُثيرت ضجّة كبيرة في وسائل الإعلام، وعبر منصات التواصل الاجتماعي لا سيما العربية بسبب عرض فيلم "حياة الماعز The Goat Life" الهندي على إحدى منصات البث الترفيهي العالمية.

أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية لمغترب هندي جاء للعمل في دول الخليج الغنية بالنفط في فترة التسعينات من القرن المنصرم؛ بيد أنَّ هذا العامل تعرض للخداع من قبل شركة التوظيف في بلاده، كما أُجبر على رعي الأغنام في الصحراء العربية، وواجه مُعاملة قاسية من قبل كفيله في العمل بحسب رواية الفيلم.

ورغم أنَّ قصة الفيلم قد تحدث في أي مكان في العالم، وأنّها حالة لا يُمكن تعميمها على أي مجتمع إلا أنَّ الفيلم بالغ في تصوير الأحداث لأغراض سينمائية. وفي المُقابل وبعيدًا عن الإساءة، وتعزيز الصورة النمطية السلبية عن المجتمعات الخليجية يُمكن أن تكون هذه القصة فرصة لمراجعة ملفات العمالة الوافدة في دول الخليج بشكل عام، وتصحيح مساراتها ورب ضارة نافعة.

ودون الدخول في تفاصيل هذا الفيلم ورؤيته الفنية التي أُشبعت نقاشًا، وكُتبت حوله عشرات المقالات والرؤى مع أو ضد؛ فإنه مما يلفت الانتباه ويحزّ في النفس أن العقل العربي يلتفت إلى أشياء قد تبدو هامشية؛ فيما يغض الطرف عن أحداث جوهرية تعصف بالمنطقة العربية نتيجة للتكالب الاستعماري عليها. وبنظرة عامة على خارطة الوطن العربي نجد أنه مُثخن بالجراح ابتداءً من العراق واليمن مرورًا بسوريا وليبيا والسودان، والساحة العربية وللأسف الشديد هي ميدان الصراعات الدولية، والدماء العربية هي وقود تلك الحروب. ودول العالم شرقًا وغربًا تتقدم وتتطور؛ فيما تعود بلداننا العربية إلى العصور الوسطى والله المستعان.

ولا نذهب بعيدًا ومنذ أحد عشر شهرًا وما زال الكيان المُحتل يمارس إجرامه البربري في الأراضي الفلسطينية بتواطؤ دولي، وبدعم غربي لا متناهٍ، وخذلان وصمت عربي راح ضحيته أكثر من 40 ألف شهيد حتى اللحظة، ناهيكم عن الأعداد المهولة للجرحى، وتعمُّد قتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف الطواقم الطبية والتعليمية والإعلاميين، وتدمير غزة بالكامل، لا لشيء إلّا أنها قالت "لا" للغطرسة الصهيونية، وطالبت بحقها المشروع إنسانيًا ودوليًا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورحيل المحتل إلى غير رجعة.

ومع هذه الأحداث الأليمة التي نعيش تفاصيلها لحظة بلحظة، واستمرار ممارسة لعبة المفاوضات لإطالة أمد الحرب، نجد أن المجتمع العربي غير مكترث لما يدور حوله،  أو أنه منقسم مع أو ضد، رغم أن الموقف لا يختلف عليه اثنان، وقلة قليلة هي من تدعم المقاومة الفلسطينية، ولله الأمر من قبل ومن بعد. وفي خضمّ هذه الأحداث، وفي ظل التشرذم العربي القُطري، وتجذّر الفكر الطائفي والمذهبي الذي وُظِّف لخدمة أجندات محددة، يبدو أننا بعيدين عن الوصول إلى مُبتغانا من الوحدة العربية، وتعمير بلداننا، والاستفادة من خيراتنا. ويبدو واضحًا كذلك أن سياسة "فرق تسد" قد نجحت بامتياز في بلداننا العربية.

ومع ذلك، فالأمل دائمًا موجود، ولن يغلب عسر يسرين، والرؤية أضحت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار إلا من كان على عينيه غشاوة. ويُمكن إعادة توجيه البوصلة مجددًا، واستثمار المناخ السياسي الإيجابي، والتخلص من مصالحنا الآنية الضيقة شريطة توفر الرغبة الصادقة، والإرادة الأكيدة نحو رسم خارطة طريق للمستقبل، وضرورة العمل التكاملي، ورص الصفوف من أجل الخروج من هذه الشرنقة، وقبل كل هذا وذاك لا بد أن نعترف أن المشكلة في داخلنا، وفي طريقة تفكيرنا وما نحتاجه فعلًا هو صناعة وعي عربي، وإعادة برمجة عقولنا رأفة بالأجيال القادمة، وتنقيتها من الرواسب الفكرية المنحرفة عن جادة الصواب والتي قادتنا إلى هذا المصير المتردي.

قال تعالى في سورة الرعد "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" صدق الله العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نجاح باهر.. لقاح جديد قد يحمي البشر من الحساسية المفرطة

نجح فريق من الباحثين بقيادة معهد باستور بجامعة باريس في تطوير لقاح واعد قادر على حماية الفئران من الحساسية المفرطة، دون أن يظهر أي تأثيرات جانبية سلبية خلال عام كامل من المراقبة.

ويستهدف اللقاح الجديد، الذي يُعرف باسم IgE-K، الجلوبولين المناعي E، وهو البروتين المسؤول عن ردود الفعل التحسسية الشديدة، بما في ذلك الصدمات التحسسية المرتبطة بالطعام والأدوية.

وفقًا لموقع Medical Xpress، تعتبر الحساسية المفرطة من المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياة المرضى، ويُعد الجلوبولين المناعي IgE المسبب الرئيس لهذه الحالة، ما يجعل تطوير لقاح قادر على التحكم فيه خطوة علمية مهمة نحو الحد من المخاطر الصحية المرتبطة به.

تفاصيل التجربة العلمية

نشرت نتائج الدراسة في مجلة Science Translational Medicine، حيث صُمم اللقاح لتحفيز إنتاج أجسام مضادة قادرة على محاصرة الجلوبولين المناعي الحر، وإدخاله في حالة مغلقة تمنعه من التسبب في الصدمات التحسسية؛ وقد استُخدمت فئران مؤنسنة لإنتاج أجسام مضادة ضد الجلوبولين المناعي البشري، وأظهرت التجارب قدرة اللقاح على منع التفاعل الضار الذي يؤدي عادةً إلى الأعراض التحسسية.

وأوضحت النتائج أن اللقاح IgE-K ولد استجابة مناعية طويلة الأمد، حيث أظهرت الفئران انخفاضًا ملحوظًا في التسرب وتحلل الخلايا البدينة خلال اختبار رد الفعل الجلدي الموضعي، مما يقلل إطلاق الهيستامين والإنزيمات في الجلد مقارنة بالحيوانات غير الملقحة.

نتائج واعدة لحساسية الفول السوداني

كما أظهرت التجارب على الفئران المصابة بحساسية الفول السوداني أن اللقاح يقلل بشكل كبير من علامات الحساسية المفرطة، حتى بعد تعريضها لجرعات عالية من مضادات IgE متعددة النسائل. وتشير هذه النتائج إلى أن اللقاح قادر على السيطرة على الحساسية المفرطة الناتجة عن الجلوبولين المناعي البشري، وتكوين مستودعات طويلة الأمد للأجسام المضادة التي تعزز الحماية.

وأظهرت الفئران الملقحة أن الخلايا البدينة استمرت في العمل بكفاءة، مما يعكس قدرة اللقاح على تعزيز الاستجابة المناعية الطبيعية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

الخطوة التالية والتطبيق المحتمل للبشر

يقترح الباحثون في المرحلة القادمة اختبار اللقاح في نموذج عدوى طفيلية متعددة الخلايا للتأكد من فعاليته في سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك الحالات التي تشارك فيها كل من IgE والخلايا البدينة.

وتُعتبر النتائج الحالية واعدة للغاية، إذ يقدم IgE-K نموذجًا علاجيًا جذابًا لمكافحة الحساسية المفرطة، مع إمكانية التوسع لتطبيقه على البشر مستقبلًا إذا تم ترجمة النتائج التجريبية بنجاح.

ويشير الباحثون إلى أن القمع الفعال للتحسس المفرط في غياب أي آثار سلبية يجعل من هذا اللقاح خطوة علمية واعدة نحو تطوير علاجات جديدة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة، أو أولئك الذين يواجهون مخاطر الصدمات التحسسية المهددة للحياة.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!
  • "العمو"… مقتل مهرب البشر الليبي المطلوب دوليا
  • أحمديات: مملكة النمل تتحدث عن البشر
  • خالد بيومي: سالم الدوسري أفضل لاعب في آسيا والوطن العربي
  • منتخب السعودية يحسم القمة العربية ويعبر إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز مثير على فلسطين «فيديو»
  • جامعة برج العرب التكنولوجية تحصد المركز الثاني في ملتقى الشباب العربي لريادة الأعمال
  • نجاح باهر.. لقاح جديد قد يحمي البشر من الحساسية المفرطة
  • مدبولي: خفض الدين والتضخم وإسراع التأمين الشامل وحياة كريمة أبرز مستهدفاتنا
  • رئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية: المياه والبيئة في صميم الأزمات والفرص بالعالم العربي
  • ناقد رياضي: ما حدث للمنتخب الوطني بالبطولة العربية "فضيحة كروية كاملة الأركان"