جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@17:28:36 GMT

المضروب لا ينسى!

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

المضروب لا ينسى!

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

إن المُعلِّم والطبيب كلاهما

لا ينصحان إذا هما لم يُكرما

 

فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه

واصبر لجهلك إن جفوت مُعلِّما

 

لا ريب أنَّه من شيم الأخلاق والمكارم أن نعترف للمُعلِّم بقَدْرِهِ، وقد تواصل معي أستاذ جليل علمني في المدرسة السعيدية بصلالة في بداية السبعينيات من القرن الماضي، يطلب مني أن أكتب مقالًا عن مُعاناتهم مع الكثيرين من زملائهم من مُختلف المناطق التعليمية في وزارة التربية والتعليم منذ ثلاثين عاماً إلى اليوم؛ حيث أُقعِد هؤلاء إجياريا في العام 1994 في الوقت الذي كانت الرواتب الحكومية ضعيفة، وليست مثل الآن، ولم تتضاعف علينا الأسعار أضعافًا مضاعفة كما هو الحال اليوم، فقد كان متوسط مرتباتهم الأساسية في حدود 400 ريال شهريًا واحتسب لهم ما نسبته 80% منها أي مبلغ 320 ريالًا فقط معاشًا تقاعديًا.

وبالطبع أثَّر ذلك عليهم وعلى أسرهم كثيرًا؛ مما اضطرهم للعمل كسائقي سيارات أجرة أو سيارات تعليم السياقة أو مركبات نقل مياه وغيرها، لسد الهوة الاقتصادية التي وُضِعوا فيها دون سابق إنذار أو منحهم ما يحفظ كرامتهم وسط مجتمعهم وطلبتهم.

بالطبع ترددتُ كثيرًا بيني وبين نفسي في الكتابة عن موضوع مضى عليه هذه المدة الطويلة والتي تجاوزت حتى فترة العشرين عامًا التي تنقضي معها الحقوق بالتقادم إلا ما تعلق منها بحق الحكومة حيث لاينقضي بالتقادم ثم إن ما يعانيه كثير من المواطنين في جوانب مشابهة وحديثة في بلدنا كثيرٌ جدا يغنينا عن الحديث عن القديم.

إلّا أنني تذكرت وأستاذي يحدثني بحرقة عمرها ثلاثون عاماً لم ولن ينساها هو وزملاؤه ماحيوا إذا لم تعدل أوضاعهم فالمثل العربي القديم الشهير "ينسى الضارب ولكن المضروب لا ينسى" ومن منطلق نقطة حق الحكومة الذي لا ينقضي بالتقادم وتذكير الضارب وتقديرا للمطلب الغالي لأستاذي الجليل الذي علمني صغيرًا وتواصل معي كبيرًا، يطلب مني الكتابة عن موضوعهم، وهو قد وهن العظم منه، وكذلك بطبيعة الحال كل زملائه الذين شملهم هذا التقاعد الإجباري المتعسف آنذاك، ولم يعودوا قادرين حتى على المشي السوي، وليس مجرد قيادة مركبة نقل المياه أو سيارة إيجار تُعينهم دخولها على تكاليف الحياة الحالية.

أخاطب هنا بالذات كل مسؤول معني من قريب أو بعيد بهذا الأمر أن يتذكر كلاً من علمه حرفاً حتى أصبح اليوم مسؤولاً ويسعى جاهدًا لإيجاد مخرج لهؤلاء لإعانتهم على العيش ما تبقى لهم من حياتهم بأمان اجتماعي ونفسي ومادي.

رسالة أخيرة.. أهمسُ بها في أذن الجميع: اذا لم نوفِ حتى مُعلِّمينا حقوقهم المشروعة هل نتوقع أن يقبل بعد ذلك أحد على تولي هذه المهنة الشريفة- مهنة المُعلِّم- والتي يفترض أن تكون أعظم المهن وعلينا أن نكافئ أصحابها ونكرمهم لا هضم حقوقهم ثم ما مصير القبول على مهنة المُعلِّم وهكذا قد عاملنا الرعيل الأول منهم من سيعلم أبناءنا مستقبلا إذا لم يحظوا بالأمان الوظيفي وما بعد الوظيفة.

 

رحم الله أمير الشعراء الذي قال:

قم للمُعلِّم وفه التبجيلا

كاد المُعلِّم أن يكون رسولا

 

أعلمت أشرف أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفسًا وعقولاً

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذر: كثرة الاعتماد على شات جي بي تي في الكتابة تكلفك قدراتك الذهنية

#سواليف

وجدت #دراسة_جديدة أن #الاعتماد على #روبوت_الدردشة #شات_جي_بي_تي، من شركة “OpenAI”، بكثرة يؤثر على قدرات التفكير النقدي.

وأجرى باحثون من مختبر “MIT Media Lab” بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية ويلسلي، وكلية ماساتشوستس للفنون والتصميم، دراسةً استمرت أربعة أشهر ووجدوا أن مستخدمي النماذج اللغوية الكبيرة، مثل روبوت الدردشة شات جي بي تي أظهروا أداءً “بمستوى ضعيف باستمرار على المستويات العصبية واللغوية والسلوكية”.

وشمل ذلك انخفاض نشاط الدماغ لدى المشاركين، وضعف الشعور بالقدرة على التأليف والإبداع، وعدم القدرة على تذكر ما كتبوه، وهو ما استمر حتى عندما لم يُسمح لهم باستخدام أحد النماذج اللغوية الكبيرة، بحسب تقرير لموقع “Mashable” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه “العربية Business”.

مقالات ذات صلة أبرز ما حصلت عليه حواسب آيباد مع iPadOS 26 2025/06/22

وأثبتت الدراسة -التي لم تخضع لمراجعة الأقران- أن الاعتماد على “شات جي بي تي” والنماذج اللغوية الكبيرة الأخرى يمكن أن يُضعف الذاكرة والتعلُم.

وقسمت الدراسة 54 مشاركًا إلى ثلاث مجموعات، كُلِّفت بكتابة مقالات مشابهة لاختبار “SAT” على مدار ثلاث جلسات. و”SAT” هو اختبار معياري أميركي يُستخدم كجزء من متطلبات القبل في الجامعات الأميركية.

واستخدمت إحدى المجموعات “شات جي بي تي” (عُرفت باسم مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة)، واستخدمت مجموعة أخرى بحث غوغل (عُرفت باسم مجموعة محركات البحث)، ولم يُسمح للمجموعة الثالثة باستخدام أي أدوات (وعُرفت باسم “مجموعة الدماغ فقط”).

وفي جلسة رابعة إضافية ضمت 18 مشاركًا، كُلِّفت مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة بكتابة مقال بدون “شات جي بي تي”، وسُمح لمجموعة “الدماغ فقط” باستخدام “شات جي بي تي”.

وقام الباحثون بقياس نشاط أدمغة المشاركين أثناء كتابتهم للمقالات باستخدام تخطيط كهربية الدماغ، وحللوا المقالات باستخدام معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وخضعت المقالات للتقييم من قِبل الذكاء الاصطناعي والبشر.

واكتشف الباحثون انخفاضًا حادًا في “الاتصال في نطاق موجات ألفا” (alpha band connectivity) لدى مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة، وهو مقياس للقدرات المعرفية للدماغ مثل الذاكرة ومعالجة اللغة، مقارنةً بمجموعة “الدماغ فقط”.

وكان هذا واضحًا عندما طُلب من المشاركين الاستشهاد بما كتبوه في مقالاتهم السابقة. وجاء في الورقة البحثية للدراسة: “مستخدمو النماذج اللغوية الكبيرة أدوا بشكل ملحوظ بمستوى أقل بكثير في هذا المجال، حيث أبلغ 83% من المشاركين عن صعوبة في الاقتباس في الجلسة الأولى، ولم يقدم أي منهم اقتباسات صحيحة”.

وفي الجلسة الرابعة، حيث اضطرت المجموعة التي استخدمت “شات جي بي تي” سابقًا لكتابة مقال بدونه، استمر المشاركون في مواجهة صعوبة في اقتباس أي شيء مما كتبوه سابقًا.

ويشير هذا إلى أن المشاركين لم يكونوا يحتفظون فعليًا بما كتبوه أو استخلصوه من “شات جي بي تي”. في الواقع، بحلول الجلسة الثالثة، أفاد الباحثون أن معظم مقالات مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة كانت في الغالب ردودًا منسوخة من “شات جي بي تي” مع “حد أدنى من التحرير”.

ومن التأثيرات الأخرى التي قاسها الباحثون مستوى الإحساس بـ”الملكية الفكرية” أو مدى اعتقاد المشاركين بأنهم من ألفوا المقال بأنفسهم كليًا.

وبالمقارنة مع مجموعة “الدماغ فقط”، التي أظهرت باستمرار شعورًا شبه كامل بالملكية، أظهرت مجموعة النماذج اللغوية الكبيرة “شعورًا مجزأً ومتضاربًا بالإبداع”، حيث ادّعى البعض الملكية الفكرية الكاملة أو الجزئية أو عدم الملكية على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • يورينتي: الخسارة أتليتكو مدريد أمام باريس كلّفتنا كثيرًا
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • مليشيا الحوثي تُفجّر ثأرًا قبليًا مجددًا في الجوف وتعيد التوتر بين قبيلتي "الفقمان" و"آل كثير"
  • صمتُ الذكرى في زمن الحرب.. حين ينسى الحاضر رواد الأمس
  • دراسة تحذر: كثرة الاعتماد على شات جي بي تي في الكتابة تكلفك قدراتك الذهنية
  • مبدعون يفتحون نوافذهم على لحظة الكتابة كفعل داخلي ووجودي
  • واتساب يكشف عن ميزات جديدة منها الكتابة بالذكاء الاصطناعي
  • العلاقات التركية-الإيرانية: إلى أي نقطة وصل التنافس الذي امتد لمئات السنين اليوم؟
  • دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة يؤثر سلبًا في نشاط الدماغ
  • إكرامي: لاعيبة كثير خذلتني في كأس العالم للأندية