عربي21:
2025-06-27@06:17:04 GMT

لماذا يراهن الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة؟

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT

لماذا يراهن الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة؟

في خطوة غير متوقعة، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض كبير في أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أول خفض من نوعه منذ بداية معركته ضد التضخم، القرار الذي يعكس تحولًا في السياسة النقدية الأمريكية وسط مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ سوق العمل.

نشرت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء على قرار بنك الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، الذي تم الإعلان عنه في 18 أيلول/ سبتمبر.



وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا القرار يكتسي أهمية بالغة لسببين رئيسيين، أولهما أن هذا الخفض يعتبر الأول من نوعه من قِبَل البنك المركزي الأمريكي منذ أن بدأ رفع أسعار الفائدة بهدف مكافحة التضخم، مما يعني أنه يمثل بداية مرحلة جديدة من التيسير النقدي، التخفيض الذي يمثل رهانًا من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن التضخم قد يصبح قريبًا من الماضي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لدعم سوق العمل. ولأول مرة منذ سنة 2005، عارض أحد المحافظين في بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة هذا القرار. وقد كانت ميشيل بومان، إحدى المحافظات، تُفضّل خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط.


عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ما بين أوائل سنة 2022 ومنتصف سنة 2023، كان يعلن عن حجم كل زيادةٍ مسبقًا. لكن هذه المرة، ساد عدم اليقين بشأن حجم التخفيض. فقبل أسبوع من القرار، كانت أسعار السوق تشير إلى احتمالات بنسبة حوالي 65 بالمائة حول إمكانية تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة، في حين كانت احتمالات الخفض بمقدار نصف نقطة تقدر بنحو 35 بالمائة. ومع اقتراب اليوم السابق للقرار، شهدت الأسعار تغيرًا حيث أصبحت الاحتمالات تشير إلى 65 بالمائة لخفض بمقدار نصف نقطة. وتساعد حقيقة أن بعض المستثمرين، رغم كونهم أقلية، كانوا لا يزالون يفضلون خفضًا أقل، في تفسير سبب ارتفاع الأسهم بشكل مبدئي بعد اختيار بنك الاحتياطي الفيدرالي الخفض الأكبر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحجج المؤيدة لخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة استندت إلى عدة ركائز. والأمر الحاسم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يشعر بالثقة بأنه يسير على المسار الصحيح للسيطرة على التضخم، حيث تباطأت ارتفاعات الأسعار لتصل إلى وتيرة سنوية تبلغ 2.5 بالمائة، وهي قريبة من الهدف المحدد البالغ 2 بالمائة. ومع تراجع أسعار النفط وارتفاع الإيجارات بشكل أبطأ، هناك فرصة جيدة لأن يتراجع التضخم بشكل أكبر في قريبًا.

في الأثناء، تحوّلت مخاوف بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو سوق العمل. فمعدل البطالة الحالي البالغ 4.2 بالمائة، يعتبر منخفضًا ولكنه أعلى بنحو نقطة مئوية كاملة مقارنة بمستواه في أوائل السنة الماضية. كما قامت الشركات بتقليص وتيرة توظيف العمالة. وقد صوّر جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، خفض أسعار الفائدة على أنه إعادة معايرة للسياسة النقدية بما يتماشى مع انخفاض مخاطر التضخم وزيادة مخاطر البطالة.


يعتبر خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي نوعًا من أشكال التأمين، حيث يستغرق الأمر شهورًا حتى تؤثّر تخفيضات أسعار الفائدة على الاقتصاد. وبالنظر إلى هذا التأخير، إلى جانب التوقعات بأن الاقتصاد سيواصل التباطؤ، من المنطقي أن يقوم البنك بخطوة أكبر الآن من أجل استباق أي ضعف محتمل في المستقبل. فقد تأخر البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة خلال سنة 2022، بينما يأمل الآن أن يساهم البدء بخفض أكبر في توجيه الاقتصاد نحو هبوط ناعم، وتفادي الركود الذي اعتقد العديد من المحللين ذات يوم أنه لا مفر منه. وقال باول: "لا نعتقد أننا متأخرون، بل نعتقد أن هذا تم في الوقت المناسب. لكنني أعتقد أنه يمكنك اعتباره بمثابة علامة على التزامنا بعدم التخلف عن الركب".

مع ذلك، يفرض الخفض الكبير الذي قام به بنك الاحتياطي الفيدرالي بعض المخاطر. فرغم وجود بعض التصدعات في سوق العمل، يبدو أن الاقتصاد بشكل عام ما زال صامدًا على نحو جيد. في الواقع، تشير التوقعات إلى أن الاستهلاك المرن وضع الاقتصاد على المسار الصحيح لتحقيق نمو سنوي بنسبة 3 بالمائة في الربع الحالي، وهو ما يتجاوز بكثير معظم التوقعات التي كانت قائمة قبل شهر واحد فقط. وبالتالي، فإن خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في ظل وجود خلفية اقتصادية قوية قد يُرسل إشارة خاطئة إلى الأسواق. مع ذلك، قرر البنك المركزي أن هذا الخطر يمكن إدارته.

ووفقًا للتوقعات التي صدرت في 18 أيلول/ سبتمبر، يُظهر متوسط توقعات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أنهم قد يخفّضون أسعار الفائدة بحوالي 1.5 نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية السنة المقبلة. ويمكنهم بسهولة إجراء تخفيضات أقل إذا ثبت أن التضخم أكثر عنادًا.


ونبّهت الصحيفة إلى أن هناك خطرًا آخر يتمثل في السياسة. فقد يجتذب خفض أسعار الفائدة الكبير، الذي جاء قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة، انتقادات من دونالد ترامب باعتباره علامة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي كان هدفًا متكررًا لغضبه، يسعى لمساعدة كامالا هاريس. ومن ناحية أخرى، قد يدعو خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى اتهامات من الديمقراطيين بأن باول كان يتصرف تحت ضغط من ترامب. ولطالما أكد باول أنه يتجاهل الضغوط السياسية، ولكنه قد يحتاج إلى استخدام سماعات رأس قوية تعمل على إلغاء الضوضاء خلال الأسابيع المقبلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أسعار الفائدة البنك المركزي الأمريكي السياسة النقدية الامريكية بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خفض أسعار الفائدة بمقدار بنک الاحتیاطی الفیدرالی نقطة مئویة سوق العمل

إقرأ أيضاً:

لماذا لم ترتفع أسعار النفط؟

24 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:  لم تتأثّر أسعار النفط كثيرا بالضربات الأميركية على منشآت نووية إيرانية الأحد ويبدو سيناريو إغلاق إيران لمضيق هرمز حيث يعبر حوالى 20 % من الخام العالمي مستبعدا في الأسواق المالية.

– “كابوس” –

بعد ارتفاع بسيط صباح الإثنين مع بدء التداول في البورصات، عادت أسعار النفط لتستقرّ عند حدود 77 دولارا لبرميل برنت بحر الشمال، المؤشّر العالمي في هذا المجال، حتّى أنها انخفضت في فترة من الفترات.

وما زالت الناقلات الصهريجية تسير على عادتها في مضيق هرمز قبالة سواحل إيران.

وأشارت إيبيك أوزكارديسكايا المحلّلة لدى “سويسكوت بنك” إلى أن “صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن (ناقلات) النفط ما زالت تبحر”.

وكلّ يوم، يعبر أكثر من 20 مليون برميل من النفط الخام في هذا المضيق الصغير، أي خمس التدفّقات النفطية العالمية وثلث حركة الملاحة البحرية المرتبطة بالنفط في العالم. وهذه الصادرات موجّهة خصوصا إلى بلدان آسيوية.

وصغر مساحة هذا المعبر يجعله عرضة للمخاطر، فعرضه يمتدّ على نحو 50 كيلومترا وعمقه لا يتخطّى 60 مترا.

ومن شأن إغلاقه أن يشكّل “كابوسا” يؤدّي إلى ارتفاع الأسعار، وفق أرني لوهمان راسموسن، المحلّل لدى “غلوبال ريسك مانجمنت”.

وفي هذه الحالة، قد يتخطّى سعر برميل البرنت مئة دولار، وفق أولي فالبي المحلّل لدى “اس اي بي”.

– ردّ محدود –

وأشار فالبي إلى أن مضيق هرمز “يخضع لمراقبة واسعة على الصعيد العالمي” لا سيّما من قبل البحرية الأميركية، مستبعدا “إغلاقا فعليا لأسابيع طويلة”.

غير أن المحلّل لا يستبعد حدوث هجمات تستهدف شركات بحرية غربية من قبل “زوارق صغيرة مزوّدة أسلحة أو قنابل” أو صواريخ.

ولوّح مسؤولون إيرانيون بإغلاق المضيق إلا أن ذلك لم يحدث. وحذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الإثنين من أن خيارا مماثلا من شأنه أن يشكّل “خطأ فظيعا آخر” و”انتحارا اقتصاديا” لطهران التي تعوّل كثيرا على صادراتها النفطية.

ويسود اعتقاد في بعض الأوساط المالية بأن “إيران ستحجم عن ردّ شامل والتسبّب بفوضى إقليمية بغية حماية منشآتها النفطية” التي قد تستهدف في حال إقدامها على خطوة من هذا القبيل، بحسب إيبيك أوزكارديسكايا.

كما من شأن التصعيد أن يرتدّ سلبا على الصين التي هي أكبر مشتر للنفط من إيران التي تحتّل المرتبة التاسعة عالميا في تصنيف البلدان المنتجة للنفط مع إنتاجها 3,3 ملايين برميل في اليوم.

– مخاطر في الحسبان –

وقالت أوزكارديسكايا “يبدو أن الأسواق تتفاعل بقدر أقلّ مع المستجدّات”، واصفة قلّة التفاعل هذه بـ”الأمر المذهل”.

لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن المخاطر الجيوسياسية بعد اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 حزيران/يونيو حُسب لها حساب في الأسعار مع التحسّب أيضا لخطر وقوع ضربات أميركية شنّت في نهاية المطاف الأحد.

وفي عزّ الأزمة ليل الأحد الإثنين، ارتفع سعر البرنت بنسبة 15 % مقارنة بما كانت عليه الأسعار قبل الأعمال العدائية في إيران.

وأوضح المحلّل جوفاني شتاونوفو المتعاون مع “يو بي اس” أن “أسعار النفط تراعي نسبة المخاطر الحالية بمعدّل 10 دولارات للبرميل الواحد راهنا”.

-بدائل –

وقد يتمّ الحدّ من ارتفاع محتمل في الأسعار بـ”الإفراج عن الاحتياطي الاستراتيجي، لا سيّما في الولايات المتحدة والصين”، بحسب ما قال أولي هانسن من “ساكسو بنك”.

وهو أشار إلى احتمال “إعادة توجيه جزء من صادرات النفط الخام من السعودية والإمارات” عبر “خطوط أنابيب نحو منشآت تقع خارج المضيق”.

غير أن أولي فالبي يرى ألا “بديل فورا” عن مضيق هرمز، ما خلا “خطّ أنابيب للتصدير من قطر إلى الغرب لكن بطاقة أقلّ”.

ولفت ستيفن إينيس المحلّل لدى “اس بي آي ايه ام” إلى أن منظمة البلدان المصدرة للنفط والبلدان المتحالفة معها (أوبك +) تتمتّع بقدرات غير مستغلّة قدرها 5,2 ملايين برميل في اليوم، خصوصا في السعودية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • آي صاغة: استقرار أسعار الذهب محليًا وعالميًا مع ترقب خفض الفائدة بالبنك الفيدرالي
  • سان دييجو يتصدر الدوري الأمريكي لكرة القدم في موسمه الأول وسط الكبار
  • ترامب يخطط لتسمية خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي مبكرا
  • سيغادر قريبًا.. ترامب يعد مرشحين لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي
  • ترمب يهاجم باول ويتوعّده بإقالة مبكرة من الفيدرالي
  • أسعار النفط تبدأ بالتعافي مع هدوء التوترات الجيوسياسية وتحسن الطلب الأمريكي
  • ارتفاع أسعار النفط رغم التوقعات بخفض أسعار الفائدة في أمريكا
  • باول: الفيدرالي غير مستعد بعد لتخفيض أسعار الفائدة
  • دعوات لسحب ذهب ألمانيا وإيطاليا من الاحتياطي الأمريكي خشية عواقب تدخلات ترامب
  • لماذا لم ترتفع أسعار النفط؟