مصر تعلن عن استثمارات سعودية جديدة.. وتخصيص مناطق بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن السعودية ستضخ 5 مليارات دولار استثمارات جديدة بخلاف وديعة البنك المركزي للبلاد.
وأضاف مدبولي خلال مؤتمر صحفي، الخميس، أن هناك خططا لربط مصر والسعودية بشبكة كهربائية بحلول صيف 2025 في المرحلة الأولى.
وأعلن مدبولي أنه تم تخصيص 5 مناطق على ساحل البحر الأحمر لصفقات استثمارية ضخمة بينها رأس بناس، وهي رأس وشبه جزيرة كبيرة تضم محميات طبيعية وميناء ومنطقة سياحية في جنوب محافظة البحر الأحمر.
وقال إن مصر تستهدف التنمية في مناطق البحر الأحمر، على غرار صفقة رأس الحكمة، مشيرًا إلى أن الهدف هو دخول الدولة في شراكات واجتذاب استثمار أجنبي مباشر.
وأوضح أن هناك رؤية تنموية بأن تكون كل منطقة من هذه المناطق مدينة متكاملة بها كل الخدمات السياحية والترفيهية وغيرها.
وأكد مدبولي أن مصر تسعى لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر، وفتح آفاق جديد للتعاون بين البلدين، متابعًا: "كما أن هناك استثمارات مصرية في السعودية، ونعمل على تشجيع المزيد من الشراكات".
وتطرق مدبولي إلى أزمة قطاع الكهرباء، قائلا إنه لن يتم قطع الكهرباء مرة أخرى، موضحا أن الدولة نجحت في تدبير 2.5 مليار دولار لضمان عدم عودة انقطاع التيار الكهربائي.
وأكد أن احتياطيات الغاز الطبيعي لا تزال متوفرة، لكن الشركات تنتج أقل بسبب تأخر مصر في سداد المستحقات.
وأشار إلى أن مصر تستهدف استعادة إنتاج حقول الغاز الطبيعي المصرية بحلول الصيف المقبل.
وقالت الحكومة المصرية في بيان، الاثنين، إن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وجه صندوق الاستثمارات العامة، (صندوق الثروة السيادي للمملكة) بضخ استثمارات في مصر بإجمالي 5 مليارات دولار "كمرحلة أولى".
وجاء البيان بعد أن التقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بولي العهد السعودي في الرياض، حيث ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية، وفق ما نقلت "رويترز".
ولم يتضمن البيان أي تفاصيل أخرى عن موعد استثمار الأموال أو طبيعة الاستثمارات أو عدد المراحل التي تخطط الحكومة السعودية لتنفيذ استثماراتها فيها.
وفي 2022، تأسست الشركة السعودية المصرية للاستثمار كشركة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة. وتشير بيانات البنك المركزي المصري إلى أن ودائع المملكة طويلة الأجل لدي البنك بلغت 5.3 مليار دولار حتى 31 ديسمبر 2023.
وفي الثاني من سبتمبر الجاري قال مصدران مطلعان في قطاع الغاز في مصر إن السعودية وليبيا مولتا شراء شحنات غاز طبيعي مسال لمصر بقيمة 200 مليون دولار على الأقل لمساعدتها على تخفيف أزمة الطاقة التي تواجهها هذا الصيف، وسط انخفاض حاد في إنتاج الغاز المحلي.
وذكر أحد المصدرين المطلعين على ترتيبات الحكومة أن مصر بحاجة لما يقدر بنحو ملياري دولار من الغاز الطبيعي لتغطية الطلب في الصيف حتى أكتوبر، لكن أزمة العملة الصعبة تعني أنها تفتقر إلى التمويل للتغطية الكاملة لواردات الغاز.
وقال أحدهما "دون دعم أصدقائنا في الخليج، لم نكن لنتمكن من سداد قيمة تلك الشحنات"، وأضاف أن المسؤولين يتطلعون إلى الحصول على تمويل إضافي من دول حليفة.
وقال المصدران إن المملكة مولت 3 من أصل 32 شحنة غاز طبيعي مسال اشترتها القاهرة حتى الآن هذا العام تبلغ قيمتها، وفقا لإحصاءات رويترز، نحو 150 مليون دولار بالأسعار الحالية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
السعودية تتهم السيسي بالخيانة ودعم إسرائيل
"منذ 7 أكتوبر، أضخم دعم اقتصادي لتل أبيب يأتي من مصر"..
بهذه العبارات غرد حساب "أخبار السعودية" الذي يتابعه ما يقارب 24 مليون متابع على منصة إكس (تويتر سابقا)، في سياق تعليقه على صفقة استيراد الغاز الأخيرة بين مصر وإسرائيل.
الحساب الذي يعتبر من بين الأكثر انتشارا وتفاعلا داخل المملكة؛ نشر عدة تغريدات احتوت على انتقادات مباشرة للنظام المصري ودعمه لإسرائيل في صفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار.
وكالة رويترز كانت أول من نشر عن تفاصيل الصفقة يوم 8 آب/ أغسطس وأشارت إلى عقد يمتد حتى عام 2040 بين شركتي بلو أوشن المصرية ونيو ميد إنرجي الإسرائيلية؛ ترفع إسرائيل من خلال صادراتها من الغاز إلى مصر لتصل يوميا إلى 1.2 مليار قدم مكعب، في صفقة وصفها وعلق عليها وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بأنها الأكبر في التاريخ الإسرائيلي، واعتبرها إنجازا كبيرا على المستوى السياسي والاقتصادي والإقليمي أيضا.
"أنا لا أقدح من رأسي"
عبارة خالدة كتبها ذات مرة سعود القحطاني، مستشار الأمير محمد بن سلمان وأحد أهم أذرعه السياسية والإعلامية؛ حتى جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
القحطاني، زعيم وقائد الذباب الإلكتروني السعودي، أكد على مفهوم هام وهو أنه لا مكان داخل السعودية لصحفي أو ذبابة إلكترونية للعمل أو الكتابة بمعزل عن أوامر سيده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. تلك السياسة التحريرية السعودية ربما تفسر باختصار عنوان هذا المقال؛ أن السعودية تتهم السيسي بالخيانة ودعم إسرائيل.
على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا منصتي إكس وتيك توك، لن تبذل وقتا طويلا لتلاحظ تلك الحملة السعودية الممنهجة والقوية ضد صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل، أو إن شئت القول تلك الحملة ضد مصر ونظامها وأجهزتها السيادية.
حساب أخبار السعودية لم يغرد منفردا، بل شاركه بقوة حساب كولمبوس السعودي، وهو حساب يعتقد ان صاحبه هو سعود القحطاني نفسه أو أحد مستشاريه. كولومبوس أعلن الحرب على أذرع السيسي الإعلامية مثل أحمد موسى وغيره، وأظهر تناقضاتهم في الهجوم على السعودية لدفعها تريليون دولار أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وبين دفاعهم عن النظام المصري في دفعه مليارات الدولارات لإسرائيل في صفقة الغاز الأخيرة.
تغريدات كولمبوس كانت إيذانا بانطلاق حملة شرسة من مغردين سعوديين؛ بعضهم معروف على المستوى الصحفي وبعضهم معروف بنشاطه داخل مجموعات الذباب الإلكتروني السعودي منذ سنوات.
الحملة السعودية ركزت على مفهومين واضحين، الأول أن قرار مصر يعتبر خيانة لفلسطين وشعبها وأهلها المجوعين في قطاع غزة، أما الثاني فهو أن مصر تدعم إسرائيل بكل وضوح في وقت تسعى فيه المملكة العربية السعودية للضغط دوليا من أجل إقامة دولة فلسطينية ووقف الحرب في غزة، على حد زعمهم.
تطور الأمر إلى معايرة النظام المصري بالتسول والشحاتة المستمرة والاعتماد على المساعدات الخليجية وفي القلب منها المساعدات السعودية، وهو ما أفصحت عنه بعض التغريدات عن إجمالي قيمة المساعدات السعودية لنظام السيسي في عشر سنوات وفقا لمنصة المساعدات السعودية الرسمية.
بعيدا عن بعض البذاءات الإلكترونية وسباب مصر كدولة والتحريض على أبناء الشعب المصري العاملين في السعودية، إلا أن الانتقادات السعودية لصفقة الغاز بين مصر وإسرائيل هي انتقادات صحيحة وموضوعية ولا يمكن لأي مواطن عربي أن يختلف معها، ولكن المحير في الأمر هو السبب الحقيقي وراء تلك الانتقادات السعودية لنظام السيسي في مصر.
"الصبر نفد"
كان هذا التحذير إيذانا بما سيأتي بعده بأيام، التحذير الذي أطلقه المجنس السعودي عمرو أديب في رده على وزير الإعلام المصري السابق أنس الفقي على حسابه الرسمي على منصة إكس؛ كان كافيا ليشرح حالة الاحتقان الحالية بين النظامين الكبيرين بسبب الهجوم من قبل الشركة المتحدة المملوكة للمخابرات العامة المصرية على موسم الرياض وصاحبه المستشار تركي آل الشيخ، وهو ما أشار إليه عمرو أديب في هجومه الواضح على شركة المخابرات.
خرج السيسي بعدها في خطاب داخل الأكاديمية العسكرية ليؤكد على متانة العلاقات بين البلدين، مطالبا مواقع التواصل الاجتماعي بعدم الوقوع في فخ إثارة الفتنة والوقيعة بين البلدين، الخطاب نفسه أكده رئيس الشركة المتحدة طارق نور في رده على أحد المغردين السعوديين المنتقدين له ولشركة المخابرات. فطارق نور أكد على متانة العلاقات واحترام القيادة السعودية، ودعا لعدم الانجرار وراء حملات الوقيعة والفتنة بين البلدين، ولكن يبدو أن الرياض كان لها رأي آخر.
الرد السعودي على خطاب السيسي وتغريدة رئيس الشركة المتحدة كانت بحملة غير مسبوقة، وربما هي الأولى من نوعها على مستوى حجم الانتقادات ونوعيتها وحدّة وخطورة الرسائل التي احتوت عليها من اتهامات بالخيانة ودعم إسرائيل.
الكرة الآن في ملعب السيسي ونظامه وأذرعه الإعلامية، ولننتظر ونرى كيف سيرد هؤلاء على الاتهامات السعودية الخطيرة بالخيانة والعمالة ودعم إسرئيل، وهل سيتحول الإعلام المصري من أسطورة المؤامرة الإخوانية الصهيونية إلى أكذوبة المؤامرة الإخوانية السعودية.
فلنتابع ما سيحدث، فربما يصبح محمد بن سلمان مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين بدلا من بنيامين نتنياهو كما يزعم إعلام السيسي.
x.com/osgaweesh