وكيل الأزهر: النبي أرسى دعائم الدعوة على التيسير والحكمة والموعظة الحسنة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، إن ميلاد النبي محمد ﷺ لم يكن حدثًا عاديًّا، بل كان نقطة تحول تاريخية للبشرية جمعاء، وأن التاريخ توقف طويلًا أمام ميلاده ﷺ، لما كان لهذا الميلاد من أثر عظيم في إخراج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان بالله الواحد الحق، وقد أحدثت دعوته ﷺ تحولًا عميقًا في العلاقات الإنسانية، حيث أسست لمجتمعات قائمة على الحب والسلام والعدل.
وأوضح خلال كلمته في احتفالية نقابة السادة الأشراف بالمولد النبوي الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات، أن رسالة النبي ﷺ رسالة عالمية، حققت التوازن والعدالة بين جميع البشر، وقد جاءت هذه الشريعة العادلة لترسيخ الكرامة الإنسانية في جميع مراحل الحياة، من ميلاد الإنسان وحتى وفاته.
وأشار إلى أن نبينا محمد ﷺ كان دائمًا ما يوجه أصحابه إلى مبدأ التيسير في الدعوة، مستشهدًا بحديثه ﷺ: «إنما بُعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين»، موضحًا أن هذه الكلمات كانت توجيهًا واضحًا لحملة الدعوة من بعده، بأنهم أصحاب رسالة هادفة قائمة على التيسير والهداية وليس التخويف أو الترهيب، وأن الدعوة إلى الله تتطلب الحكمة والموعظة الحسنة، كما أمره الله تعالى: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ}.
وأكد وكيل الأزهر الشريف أن بناء الإنسان الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا باتباع هدي النبي ﷺ والسير على نهجه، والالتزام بما جاء في الكتاب الحكيم الذي جاء به، والتمسك بسنته وأخلاقه الكريمة وصفاته النبيلة، فقد كان ﷺ مثالًا للرحمة والعدل والوفاء، ولننظر إلى وفائه لأمه بعد أمه السيدة فاطمة بنت أسد التي كفلته ورعته قبل أن تنتقل كفالته إلى عمه أبي طالب، فحمل لها برها حتى أنها لما انتقلت إلى جوار ربه نزل ﷺ إلى قبرها ونام فيه وتأكد من مساواته وترتيبه، ثم كفنها بقميصه رحمة ورأفة منه ﷺ وكان دعاؤه لها بالرحمة والمغفرة والرضوان، وهنا نتعلم منه ﷺ كيف يكون الوفاء.
وختم وكيل الأزهر الشريف حديثه بالإشارة إلى أن رحمة النبي ﷺ لم تقتصر على أهله فقط، بل شملت جميع من حوله، وضرب أمثلة لتعامله ﷺ مع الناس من حوله، منها مع أصحابه ومنها مع أهله ومنها مع غير المسلمين، وسيرته العطرة ﷺ حافلة بهذه المواقف التي يجب أن نتأسى بتعامل وأخلاق النبي ﷺ فيها، لننعم بحياة آمنة وصحية مليئة بالخير والبركة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: تفجير أجهزة البيجر سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي إيران وإسرائيل محور فيلادلفيا حادث قطاري الزقازيق التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي محمد الضويني الأزهر الشريف المولد النبوي الشريف وکیل الأزهر النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
استمرار فعاليات دورة «الفساد الإداري وسبل المكافحة» الموجهة لوعّاظ الأزهر الشريف
تتواصل فعالياتُ الدورة التدريبية «الفساد الإداري وسبل المكافحة» الموجَّهة لـ"وعّاظ الأزهر الشريف"، في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز الوعي بقضايا الشأن العام، وترسيخ قيم النزاهة والشفافية، بما يُسهم في بناء وعي مجتمعي قادر على مواجهة مظاهر الفساد بمختلف أشكاله.
محاضرة بعنوان "عوامل انتشار الفساد الإداري وسبل المكافحة من المنظور التربوي»، قدَّمها سعادة الأستاذ الدكتور عطية السيد، وكيل كلية التربية بنين للدراسات العليا والبحوث – جامعة الأزهر، تناول خلالها الأبعاد التربوية المؤدية إلى انتشار الفساد، ودور المؤسسات التعليمية في تنمية القيم الأخلاقية والوقاية من السلوكيات السلبية.
محاضرةٌ بعنوان «قوانين مكافحة الفساد الإداري»، ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور سعيد عبد اللطيف، أستاذ القانون الجنائي بكلية الشريعة والقانون – جامعة الأزهر، استعرض فيها الإطار التشريعي الوطني والدولي لمكافحة الفساد، وآليات تطبيق القوانين التي تصون المال العام وتدعم الشفافية في مؤسسات الدولة.
واختُتمت الفعاليات بمحاضرةٍ بعنوان «جهات الكشف والتحري عن الفساد الإداري»، ألقاها سعادة اللواء الدكتور نبيل حسن، عضو هيئة التدريس بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، تحدّث فيها عن دور الأجهزة الرقابية والأمنية في متابعة قضايا الفساد، وأهمية التنسيق المؤسسي بين مختلف الجهات في كشفه ومواجهته.
تأتي هذه الدورة في إطار سعي أكاديمية الأزهر إلى تمكين السادة الوعاظ من أداء دورهم التوعوي في نشر ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد، من خلال خطاب ديني مستنير يُرسِّخ قيم الأمانة والمسؤولية والإخلاص في العمل.