الجمعية الفلكية السورية تقيم ليلة رصد لشهب البرشاويات
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
دمشق-سانا
اقامت الجمعية الفلكية السورية مساء اليوم ليلة رصد فلكي لشهب البرشاويات، وذلك في مقر المرصد الفلكي السوري في حي الأمين بدمشق.
وفي تصريح لسانا أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد العصيري أن نشاط هذه الشهب عادة يبدأ في منتصف تموز من كل عام ويستمر حتى أواخر شهر آب، وتصل ذروة هطولها في الـ 11 والـ 12 والـ 13 منه، ويمكن رصدها بشكل أوضح باتجاه الشمال الشرقي، موضحاً أنه يتوقع خلال هذه الليلة رصد ما يصل إلى 300 شهاب، وخاصة أن القمر في طور الهلال الأخير، وبالتالي يساعد على رصد الشهب.
ولفت العصيري إلى الحضور الكثيف الذي أم المرصد، موضحاً أن شهب البرشاويات هي عبارة عن زخات كثيفة من الشهب وغير مؤذية، ويمكن مشاهدتها دون الحاجة إلى استخدام تلسكوبات أو أدوات للرصد، ويعتبر المذنب سويفت تتل والذي اكتشف عام 1862 مصدراً لها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كوكبة فرساوس أو برشاوس حامل رأس الغول، والتي تظهر وكأنها منبعثة منها، داعياً الراغبين برؤية هذه الظاهرة إلى اختيار رقعة واسعة من السماء باتجاه الأفق الشرقي الشمالي.
بدوره أشار عضو مجلس إدارة الجمعية المهندس عبد العزيز سنوبر في تصريح مماثل إلى أن نشاط اليوم يتضمن إضافة إلى رصد شهب البرشاويات التعريف بالخارطة السماوية، ورصداً تلسكوبياً لكل الكواكب الموجودة في السماء، إضافة الى التعريف بعلم الفضاء والفلك عبر السينما ثلاثية الأبعاد حيث يستطيع خلالها الحضور التجول في محطة الفضاء الدولية افتراضياً.
وأوضح سنوبر أن بإمكان الحضور كذلك القيام بجولة عبر كواكب المجموعة الشمسية، كما يستطيعون مراقبة المجموعة الشمسية عبر قاعة الهيلوغرام في الجمعية، وصولاً لمعرفة أفضل عن النظام الشمسي والكواكب والأجرام السماوية، إضافة الى استخدام المرصد الفلكي وهو ثاني أكبر مرصد في الوطن العربي بقطر 14 بوصة.
من جانبها عضو مجلس إدارة الجمعية تركية جبور بينت أن الجمعية تركز على تعليم الاطفال رصد الأجرام السماوية وتفسير الظواهر الفلكية، وصولاً لجعلهم يدركون أبعادها المختلفة من كسوف وخسوف وشهب، والوقاية من مخاطر بعض هذه الظواهر الطبيعية، مشيرة إلى أن أنشطة الجمعية تشمل كل المحافظات السورية.
الطفل تيم ركاب من مجموعة الفلكي الصغير في الجمعية أشار إلى رغبته في تعلم ما يلزم لرصد هذه الظاهرة الجميلة المتمثلة بشهب البرشاويات.
وركزت طفلة السابعة ميرا الورع على أنها تشارك في نشاطات الفلكي الصغير وفي منتدى البيئة الذي تنظمه الجمعية بهدف التعرف على الظواهر الفلكية والاطلاع على جماليتها.
محمد عماد الدغلي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
«عفا عليه الزمن».. الجارديان: الحضور 5 أيام في مقر العمل غير مُجدٍ
كشفت دراسة جديدة صادرة عن "مكتب المساءلة الحكومية" في الولايات المتحدة أن سياسات إلزام الموظفين بالحضور إلى المكاتب خمسة أيام في الأسبوع باتت نماذج من الماضي، ولا تتماشى مع معطيات الواقع الحديث وسوق العمل ما بعد الجائحة.
التقرير، الذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء، يؤكد أن تجاهل مزايا العمل عن بُعد يشكل مخاطرة حقيقية على قدرة المؤسسات على جذب الكفاءات، وتقليل التكاليف، وتحقيق المرونة في بيئة عمل تتطلب أقصى درجات التكيف.
في أعقاب جائحة كورونا، تبنت الشركات نماذج العمل عن بُعد والهجين كوسيلة للبقاء، لكن بعد خمس سنوات، اختارت شركات كبرى مثل أمازون، جي بي مورجان، دل، وجولدمان ساكس العودة إلى سياسات الحضور الكامل. وفي السياق ذاته، فرضت وكالات فيدرالية أمريكية على أكثر من 400 ألف موظف العمل من المقرات الرسمية.
لكن تقرير مكتب المساءلة الحكومية، والذي يحمل عنوان "العمل عن بُعد: آراء خبراء وممثلي القطاع الخاص"، يفند هذه السياسات ويؤكد أن العمل عن بُعد يمنح المؤسسات مزايا تنافسية واضحة، شرط أن يتم اعتماده ضمن استراتيجية متكاملة تشمل بناء ثقافة تنظيمية مدروسة، وآليات تقييم أداء واضحة، وامتثالًا للأنظمة التنظيمية.
أشارت الدراسة إلى أن المؤسسات التي طبقت أنظمة عمل عن بُعد تمكنت من تقليص مساحات مكاتبها بنسبة 50%، مما ساهم في خفض تكاليف الإيجار وتحويل الموارد نحو دعم مكاتب الموظفين في منازلهم. وفي المتوسط، استعاد الموظفون نحو 55 دقيقة يوميًا من الوقت المهدر في التنقل، ما ساعد في رفع التركيز وتقليل معدلات الاحتراق النفسي.
كما أظهرت البيانات أن الأداء الوظيفي ارتفع بنسبة 12% في الوظائف التي يمكن قياسها بوضوح عند تنفيذها عن بُعد، نظرًا لتقليل عوامل التشتيت وتوفير بيئة عمل مريحة. كذلك ساهمت هذه النماذج في تقليل الانبعاثات الكربونية ودعم أهداف الاستدامة للشركات.
العمل عن بُعد أتاح توظيف فئات لطالما وصفت بأنها "بعيدة عن السوق"، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، الآباء والأمهات، والذين يعيشون في مناطق ريفية نائية. وأظهرت إحدى الشركات التقنية انخفاض معدل الاستقالات الطوعية بنسبة 33% بعد السماح للموظفين بيومي عمل عن بُعد أسبوعيًا.
في المقابل، فقدت إحدى الشركات نصف قوتها العاملة، بما في ذلك قيادات رئيسية، بعد فرض سياسة صارمة للعودة الكاملة إلى المكاتب، ما يظهر الخطر الكبير الذي قد يترتب على تجاهل التغيرات الاجتماعية والمهنية.
رغم ما يحققه العمل عن بُعد من مكاسب، لا يزال بناء ثقافة مؤسسية متماسكة في بيئة رقمية يمثل تحديًا، وهو ما يتطلب تخطيطًا منهجيًا. من بين أفضل الممارسات التي رصدها التقرير: تنظيم لقاءات افتراضية دورية، تشجيع المحادثات غير الرسمية عبر الفيديو، الاحتفال بالنجاحات من خلال فعاليات إلكترونية، وتطبيق برامج إرشاد ومرافقة وظيفية.
كما أوصى التقرير بضرورة اعتماد نماذج تعويض مرنة، وبنية تحتية تقنية آمنة، وأدوات دعم نفسي وبدني تراعي بيئة العمل غير التقليدية.