مصر ستنتصر بالخطاب الدبلوماسى.. وبدون خطاب!
«اطمئنوا».. سننتصر لأن مصر اليوم مختلفة، مصر اليوم تسير بخطى ثابتة، ضرباتها دائما استباقية، لا تنتظر أن تكون فى موقف رد الفعل، خطوات مدروسة، تعرف كل شىء عن الخصم، أى خصم، وتتحرك دائمًا بخطوة قبله، لا تظنوا أن مصر فوجئت بالأخبار التى يبثها الإعلام الإسرائيلى بوجود منصات صواريخ فرط صوتية فى سيناء، أو خزعبلات النتن ياهو رئيس وزراء إسرائيل بجلب السلاح للفلسطينيين عبر أنفاق رفح، أو تصريحات إثيوبيا بشأن ملء السد أو تحركات مصر فى الصومال! الكل مرصود ومتوقع، وكلها أمور تعرف مصر كيف تواجهها، وتعرف توجيه دفة العالم إلى مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإفشال خطة تهجير الفلسطينيين، إلى الوقوف «كاللقمة فى الحلق» لإسرائيل، وهو ما تؤكده قيادات المقاومة الفلسطينية فى كل مناسبة، مصر تعرف جيدا تحديد بوصلتها، وهى تواجه نيران أزمات كل الدول التى تحيط بها، مصر تتحرك على كافة المستويات لوضع إثيوبيا فى مواجهة العالم كله، وهذا المطلوب فى تلك المرحلة الدبلوماسية، مصر تعرف جيدًا من يحرك اثيوبيا، وتعلم منذ ٨٠٠ عام مضت أطماع السيطرة على إثيوبيا ومنابع النيل، وتعلم جيدا كل أجندة تقوم إثيوبيا بالاستقواء بها، وبيان الخارجية كان واضحًا، هى قضية وجودية تهدد الأمن والسلام العالميين، سننتصر لأن لدينا الإرادة، مصر الآن أقوى، ليس لأن لديها قوات مسلحة باسلة فقط، بل لديها قيادة سياسية قوية يقف خلفها شعب صاحب حضارة ٧ آلاف سنة، يتحمل أى أزمة، من أجل أن تبقى مصر.
سننتصر لأننا بنينا قوتنا، وأيضًا قوة إرادتنا السياسية، واستطعنا فى خلال ١٠ سنوات أن نقود أفريقيا بل والعالم العربى بحكمة قائد يبنى ويحارب على كافة الجبهات، سننتصر بخطابنا السياسى الدبلوماسى المغلف بقوة دولة أجبرت العالم أن ينحنى لها، واستطاعت فى فترة وجيزة أن تعود بقوة بعد ضرب أجندات الخراب والوقيعة داخليًا وخارجيًا، اطمئنوا.. سننتصر بخطابنا السياسى والدبلوماسى، وأيضًا لدينا الإرادة أن ننتصر دون خطاب!
> «مصر الجديدة» وحكاية وطن اسمها ماسبيرو
من يُرد الحفاظ على مصر الجديدة، سيحافظ على «ماسبيرو» المبنى التاريخى الذى يمثل حكاية وطن على ضفاف النيل الخالد، هذا المبنى ليس طوبًا وخرسانة، مثل مصانع الغزل والنسيج التى خربوها وباعوا ماكيناتها خردة كما حدث فى كفر الدوار والإسكندرية، بل تاريخ يروى أعظم لحظات وحكايات تاريخ مصر على مدار أكثر من ٦٠ عامًا، أتذكر المذيع الشهير الذى خرج علينا منذ فترة ليواصل إشاعات الهدم ويقارن بين ماسبيرو والـ«بى بى سى»، المذيع الشهير لا يعرف أن استديوهات الإذاعة وحدها بتجهيزاتها والتى تساوى المليارات، تعتبر إرثًا قوميًا وتاريخيًا يفوق بكثير أكشاك الإذاعة البريطانية التى تم إنشاؤها أصلًا ضمن الإذاعات الموجهة التى تبث الفتن، وتتعامل مع الجواسيس لضرب دول العالم العربى، المذيع الشهير بدلًا من الوقوف ضد أى فكرة أو محاولة للقضاء على هذا المبنى العريق، يحاول التمهيد لتأكيد إشاعة تصفية مبنى ماسبيرو، ونقله، دون إيجاد الحلول لتطوير هذا الكيان التاريخى بكل استديوهاته وتجهيزاته، وجدرانه، وعراقته! الحكاية وما فيها أن ماسبيرو رغم أنه تعرض للإهمال الممنهج، طوال سنين مضت، إلا أن التفكير ولو مجرد التفكير فى تأكيد إشاعات تصفيته ونقله، هو خيانة لهذا الوطن، نعم «ماسبيرو» حكاية وطن، «ماسبيرو» بطاقاته الهائلة وذكريات جدران استديوهاته إذاعة وتليفزيون، وما أدراك عن استديوهات ١٠ و١ و٢ و٦ العملاقة التى شهدت فوازير ثلاثى أضواء المسرح، ونيللى، وعمو فؤاد، وشريهان، وجدو عبده وليالى الحلمية، وروائع مسلسلات قطاع الإنتاج، واستديوهات الإذاعة التى شهدت روائع عبدالوهاب، وفريد الأطرش، وأم كلثوم، عبدالحليم حافظ، «ماسبيرو» حكاية وطن فى قلب كل مصرى، ماسبيرو يحتاج تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يفكر دائمًا خارج الصندوق لبناء هذا الوطن، يحتاج تدخل الرئيس لتطويره والحفاظ على موقعه التاريخى، بما يتناسب مع مصر الجديدة التى يبنيها بكل جهد، ويحافظ على استقرارها، ماسبيرو حكاية وطن يكتمل بمصر الجديدة القوية.
> أبراج كورنيش الإسكندرية المتصدعة.. خطر مميت
ما هذا المشهد المهيب؟ أبراج الإسكندرية المتصدعة على الكورنيش بطول خط البحر، أصبحت قنابل موقوتة لإزهاق حياة المواطنين، منذ أيام سقط سقف على كافيه ركن السلطان بالمندرة، تجولت لمدة نصف ساعة وكاد قلبى أن يتوقف! العمارات متروكة بشرفاتها وجدرانها المتصدعة، دون تحذيرات، ماذا تنتظرون؟ هل ننتظرون إلى أن تقع الكارثة؟ أرجو من الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية تشكيل لجنة فورا ومحاسبة مسئولى الأحياء، وبحث حل هذه الكارثة حفاظا على أرواح المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبراج الإسكندرية قلم رصاص محمد صلاح رفح مصر الجدیدة حکایة وطن
إقرأ أيضاً:
هل يكون للمواجهة توابعها؟
تعد المواجهة الحالية بين " دونالد ترامب" و" إيلون ماسك"، وهى بين من يجرى تصنيفهما كأسوأ شخصين فى العالم حيث يوجه كل منهما سهامه ضد الآخر وهو أمر مريع. ورغم ذلك يعيشان اليوم فيما أطلق عليه انفصالا كبيرا وجميلا. القصة بدأت مع إنفاق " ماسك" 277 مليون دولار لمساعدة " ترامب" فى الفوز فى الانتخابات الرئاسية. وبعد إنفاق هذه الأموال وفوز " ترامب" حصل "ماسك" على (منصب دوج) الذي أضعف من خلاله الوكالات الأمريكية باسم توفير الكثير من المال للولايات المتحدة الأمريكية. وبعد انخفاض أسهم شركة (تيسلا) قرر " ماسك" أنه سيترك منصبه فى إدارة ترامب، وانتقد علنا مشروع قانون الضرائب الضخم الذى طرحه " ترامب"، ومن ثم بدأت الشائعات تتوارد عن تنامى الخلافات بين الرجلين.
بادر " إيلون ماسك" فأعلن أنه قد ينشئ حزبا سياسيا جديدا، وكان حريصا على التباهي بالجميل الذى أسداه للرئيس الأمريكى " ترامب" قائلا بأن " ترامب" كان سيخسر الانتخابات لو لم يتدخل هو بمئات الملايين التى يملكها دعما له. وفى المقابل وصف " ترامب" الملياردير "إيلون ماسك" بأنه مجنون، وهدد بقطع العقود الحكومية مع شركاته. ليبدو ما يحدث بين الرجلين اليوم بمثابة وضع نهاية صداقة عميقة بينهما، ليحل محلها انفصال عميق وجميل. وهكذا تنتهى مهام "ماسك" فى إدارة " ترامب" بعد 129 يوما مثيرا للجدل، قاد خلالها حملة لخفض الإنفاق الحكومى بشكل غير مسبوق مما أثار موجة من الانتقادات. وكان " ماسك" قد شكر "ترامب" على منحه فرصة العمل فى وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصارا بـ ( دوج).
وفي معرض التعليق على انتهاء مهمة " ماسك" فى الوزارة قال "ترامب": "اليوم هو يوم " ماسك" الأخير، ولكن لن يغادر أبدا، سيبقى دائما معنا ويواصل دعمه لنا". وعلى الرغم من أن الفترة التى قضاها ( ماسك) فى الحكومة لم تتجاوز الأربعة أشهر فإن تأثيره فى وزارة " الكفاءة" أحدث هزة فى عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتد أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن ليصل إلى الساحة الدولية. وكان " ماسك" قد انضم إلى البيت الأبيض بهدف واحد ألا وهو تقليص الإنفاق الحكومى إلى أقصى حد.بيد أن وجوده بصفته موظفا حكوميا غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة مع الحكومة الأمريكية مما أثار تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح، إمبراطورية " ماسك" للأعمال تشمل شركات تتعامل مع حكومات داخل أمريكا وخارجها من أبرزها شركة ( سبيس إكس) التى تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه فى الحكومة لتعزيز مصالح شركته (ستارلينك) المتخصصة فى خدمات الانترنت الفضائى خاصة على الصعيد الدولي.وخلافا لذلك تعرض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض " ماسك" فى مارس الماضى سيارات تابعة لشركة ( تسلا) التى يملكها فى حدائق البيت الأبيض فى خطوة اعتبرت دعما غير مباشر لشركاته.
جاء الإعلان عن رحيل " ماسك" فى اليوم نفسه الذى أعرب فيه عن خيبة أمله فى مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه " ترامب" بأنه ضخم وجميل، ويشمل إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال " ماسك": " إن مشروع القانون يقوض جهود وزارة الكفاءة الحكومية فى تقليص الانفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهورى بشأن التوجه الاقتصادى".