متلازمة نادرة وغريبة تصيب الشعر، تُعرف باسم الشعر الخشبي أو متلازمة الشعر الزجاجي، إذ لا يستطيع المُصاب بها التحكم في شعره وتمشيطه، وغالبًا ما تظهر في سنوات الطفولة المبكرة قبل بلوغ الطفل الثالثة من عمره، وفق ما ذكره موقع WebMd الطبي، فما أسباب تلك المتلازمة؟ وهل يوجد علاج لها؟

100 حالة فقط على مستوى العالم 

متلازمة الشعر الخشبي شديدة الندرة، فلم يتم تسجيل سوى 100 حالة فقط على مستوى العالم، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تخشب الشعر؛ أبرزها العوامل الوراثية، إذ يكون للجينات دور في تحديد نوعية وحالة الشعر، ويساهم التعرض المستمر للأدخنة والملوثات الكيميائية في تراكم مواد ضارة على فروة الرأس وبالتالي يُصاب الشعر بالتخشب، ويُمكن أن يؤدي استخدام الأدوات الحرارية مثل مكواة الشعر بشكل مفرط في تلف الشعر.

ويعتبر التوتر والقلق النفسي من أكثر العوامل التي تؤثر على صحة الشعر بالسلب، حسب ما أوضحه الموقع الطبي، كما يؤدي نقص العناصر الغذائية المهمة في النظام الغذائي مثل البروتين والفيتامينات إلى جعل الشعر هشا وأكثر عُرضة للتخشب.

أعراض الشعر المتخشب 

وتتمثل أعراض الإصابة بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط أو متلازمة الشعر المتخشب في جفاف الشعر الشديد وخشونته، وتحول الشعر إلى اللون الفضي أو الأبيض، واتخاذ الشعر في منطقة منتصف فروة الرأس مظهرًا أشبه بالمثلث، فضلًا عن عدم القدرة على تمرير المشط في  خصلات الشعر. 

ويوصي العلماء أن يلجأ المصابون بتلك المتلازمة النادرة إلى طبيب متخصص لإجراء فحوصات مخبرية وجينية تساعد على تشخيص حالة المريض بدقة لتحديد العلاجات الملائمة له من ضمنها مكملات البيوتين التي تساعد في تحسين حالة الشعر خلال فترة قصيرة، وجعله أكثر قابلية للتمشيط.

ويمكن اتباع مجموعة من النصائح عند التعامل مع الشعر الخشبي للطفل، قدمها تقرير طبي نُشر بموقع newscientist، كالتالي:

عدم التعامل بعنف مع الشعر عند محاولة تمشيطه. استخدام فرشاة ناعمة عند تمشيط الشعر. وضع  بلسم مرطب على الشعر المتشابك أثناء الاستحمام، ما يساعد في تليين الشعر وتسهيل عملية التمشيط. البدء بتمشيط الشعر من الأسفل والانتقال تدريجيًا إلى الأعلى. تجنب الاستخدام المفرط للحرارة مثل مكواة الشعر ومجفف الشعر. الحرص على تناول وجبات متوازنة وغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: متلازمة القلق العناصر الغذائية

إقرأ أيضاً:

«دارَةُ الشعر» وهالته المضيئة

قبل أن أزور (دارة الشعر العربي) في الفجيرة، تساءلتُ عن سبب تسمية المكان بـ(دارة) وليس بيتًا، ولا دارًا، لماذا هذه التاء المربوطة التي تزين مفردة (دار)؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الرجوع لجذور هذه المفردة في قواميس اللغة العربية، وفي هذا السياق نستحضر معلّقة امرئ القيس وقوله:

ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح ولا سيّما يوم بدارة جلجل

و(دارة جُلجُل) بالحمى ويقال بغمر ذي كندة، كما يذكر العالم النحوي أبو يوسف يعقوب بن السكيت (802-858م)، ودارة جلجل هي حادثة تروى عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس حدثت له مع صاحبة يوم «دارة جلجل» في بلاد نجد، وقد قدّم لها شرحا تفصيليا في معلقته:

ويوم عقرت للعذارى مطيتي

فيا عجبا من رحلها المتحمل

فظل العذارى يرتمين بلحمها

وشحم كهداب الدمقس المفتل

فالدارة تعني الأرض الواسعة بين الجبال، أو كل ما يُحيط بالشيء، وهي تُجمع على دارات، الدَّارَةُ: الدّار، والدَّارَةُ ما أَحاطَ بالشيءِ. والدَّارَةُ من القمر: هَالَتُه، لذا غمرتنا هالة شعرية، وقد وجدتُ هذه المفردة (دارة) عميقة الصلة بالثقافة العربية، لذا فهي أنسب من مفردة (دار) فـ( دارة الشعر العربي) المؤسسة الثقافية التي أنشئت في إمارة (الفجيرة) وتأسّست عام 2024م بمبادرة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي - ولي عهد الفجيرة- تضعنا في قلب التراث، من خلال إظهارها الأهمّيّة التي يحتلّها الشعر في تاريخنا العربي الزاهر،

فـ(الدارة) تهدف، كما أعلن القائمون عليها، إلى «تعزيز مكانة الشعر العربي، وإبراز عناصر التراث والأدب العربي، والتعريف بها عبر الشعر، ودعم الحركة الشعرية في الدولة، والمنطقة العربية، والعالم، والاحتفاء بالشعر عبر الفنون الأدائية والتعبيرية الأخرى، ودعم وإبراز المواهب الإبداعية الشعرية، وتعليم أساسيات الشعر العربي، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات مختصّة بالشعر العربي» هذه الإصدارات جاءت بطباعة أنيقة، تمّت مراجعتها بدقّة من قبل أساتذة متخصّصين،

لتضيف للمكتبة العربية دواوين جديدة لنخبة مختارة من الشعراء العرب، وقد تصدّرتها مقدّمة تعريفيّة بدارة الشعر العربي بالفجيرة، من بين ما جاء فيها، كما قرأت في ديوان (خاتم الياقوت) للشاعرة جمانة الطراونة: «هنا يحضر الشعر؛ وثيقةً للرغبة مشفوعةً بالعزم، وللعشق مُتَّصِلاً بالترحال، وللآمال مغروسة في النفس البشرية تمدّها بوقود الحياة... ففي الشعر طيف من التاريخ الوجداني لأمّتنا، وطيف من فلسفتها،

وأطياف من وجوه بنيها وبناتها على مر العصور، في زمن تتدافع فيه ثقافات مُتباينة، وتَقِفُ فيه هُويَّاتٌ عِدَّة على المحك، وكلّ شيء يمضي على قلق حتى الجغرافيا نفسها؛ كان على اللسان العربي أن يُعيد تَمُوضُعه فينا كمُسْتَند يربطنا إلى هذه الأرض».

إن فكرة دارة الشعر وبيوت الشعر في الوطن العربي من شأنها أن تعزّز مكانة الشعر، وحضوره، في حياتنا الثقافيّة، لاسيّما أّنها تحظى بدعم مؤسساتي، لتعزّز المشهد الشعري العربيّ، كما فعلت مبادرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بتأسيس بيوت الشعر، وكان أول بيت للشعر قد أفتتح عام 2015م في مدينة المفرق بالأردن، تلته بيوت الشعر في الأقصر، والقيروان ونواكشوط والخرطوم وتطوان،

وهنا لابدّ من أن نذكر جهود الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد في تأسيس أوّل بيت للشعر العربي في تونس عام 1993م ليكون ملتقى للشعراء والأدباء، وقد ذكر في مقال له نشره في موقع (جهة الشعر): «لقد أسّستُ أول بيت شعر عند العرب في عام 1993م ولم يكن أحد في ذلك الحين قد نفّذ الفكرة في أي بلد عربي لتنتشر بعد ذلك في المغرب العربي وفلسطين والإمارات وغيرها من الدول» مشيرا إلى أنه استلهم الفكرة من زيارة قام بها في أواخر السبعينيات لباريس، فوجد سوقا للشعر في إحدى الساحات العامة ذكرته بسوق عكاظ ثم أن «بيت الشعر من الناحية التقنية هو الصدر والعجز وهو أيضا الخيمة وأجزاؤها حين تقسم على اثنين من هنا سمّى الفراهيدي البيت والأوتاد والقوافي على مسمّيات الخيمة، وأجزائها، لذلك كان حريّا بنا نحن العرب أن نؤسّس بيوتا للشعر في العصر الحديث».

كلنا ثقة بأن هذا المرفق الثقافي سيساهم في دعم حضور الشعر في الساحة الثقافية العربية جنبا إلى جنب مع جهود تبذلها مؤسّسات أخرى تسعى إلى خدمة الشعر الذي يظلّ «ديوان العرب أبدا وعنوان الأدب» كما قال أبو فراس الحمداني.

مقالات مشابهة

  • بعد استهداف شقة في النبطية... إستشهاد إمرأة وإصابة أكثر من 10 أشخاص
  • تامر عبد الحميد: الزمالك يحتاج إلى 11 صفقة.. والأهلي كان قادرًا على الفوز ضد بورتو بعشرة أهداف
  • أطعمة تسحب طاقتك وتُشعرك بالخمول.. أحذر تناولها في الصيف
  • أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • «دارَةُ الشعر» وهالته المضيئة
  • أمير الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • فوائد المانجو للبشرة وللشعر مذهلة..تعرف عليها
  • حبوب صغيرة بفوائد كبيرة.. ماذا تعرف عن الذرة الرفيعة؟
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • وفاة أكثر من 300 شخص بسبب الملاريا في زيمبابوي