مادمت فى طلب الحق فلا تقف مع الخلق!
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى شخصية قلقة فى التاريخ الإسلامى، أثارت جدلا طويلا فهو منذ ولادته في مرسية في الأندلس حتى وفاته بدمشق محل خلاف واختلاف ما بين مؤيد ومعارض.
الإنجاز الأعظم للروائي المبدع محمد حسن علوان هو اختياره أن تكون روايته «موت صغير» عن حياة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى من منظور خيالى وهو يعلم ان الشيخ الأكبر حوله المؤيدون لأفكاره والمعارضون لكتاباته واقواله من العلماء الأجلاء والفقهاء الأفاضل.
فهناك من مؤيديه من قال إِن الشيخ من كمّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الفقيه المحدث عبد الوهاب الشعراني
ومثل قول صاحب القاموس الفيروزآبادي، حين سئل عن الشيخ الأكبر فقال: «اللهم نطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده وأدين الله به إنه كان شيخ الطريقة حالًا وعلمًا وإمام الحقيقة.. حقيقةً ورسمًا ومحيي رسوم المعارف فعلًا واسمًا».
وأيضا شهاب الدين عمر السهروردي وهو أحد علماء السنة والجماعة ومن أعلام التصوف، عندما سئل: ما تقول في ابن عربي؟، قال: بحر الحقائق.
هذه بعض أقوال من يحب الشيخ الأكبر ويراه إمام المتصوفين ومحيي الدين وسلطان العارفين.
لكن هناك فى الجانب الآخر من يهاجمه من الفقهاء والعلماء الأجلاء ويهاجم أفكاره فيروي الشوكاني عن العز بن عبد السلام في كتابه الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد: «قال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام لما قدم من القاهرة وسألوه عن ابن عربي: شيخ سوء معتوه، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجًا».
وأيضا يهاجمه الفقيه تقي الدين السبكي بقوله «ومن كان من هؤلاء الصوفية كابن عربي وغيره فهؤلاء ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء».
وقال عنه ابن حجر العسقلاني وهو من أئمة العلم والتاريخ أن الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى قال أقوالًا منكرة.. ثم قال بعد أن ذكر سيرته وما يعتقده فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مئة كتاب، أو عمل مئة خلوة.
لكن الروائى المبدع محمد حسن علوان خاض بجدارة وتمكن تجربة الكتابة عن أهم شخصية فى عالم التصوف بالرغم من وجود منحنيات وصعود وهبوط فى حياة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربى ولكنه للحق استطاع بمهارة شديدة أن يقدم عملا سرديا بالغ الجمال بطريقة مبسطة خاليه من مصطلحات التصوف الإسلامى أو الفلسفة.
فى الرواية خيال رائع وتصور مدهش عن عالم التصوف حيث يدخلك الروائى المبدع تجربة الشيخ الأكبر الصوفية ويجعلك تعيش معه قلقه ويشعرك بتأثير الاحداث عليه وأيضا يصحبك معه فى سفرياته فتتنقل من بلد إلى بلد مستمتعا بما تقرأه.
بدأت الرواية بجملة فاطمة بنت المثنّى فى مرثية للشيخ الأكبر بقولها «طهّر قلبك» فانطلق من خلال هذه الجملة الروائى المتميز فى رحلته مع الشيخ الأكبر في بحثه، على مدى الحكاية، عن أوتاده الذين يثبتون قلبه وكانت هذه الأوتاد هي أحد محاور الرواية وحبكتها، بحيث يفاجئ الروائى المبدع القارئ بأوتاده الأربعة الذين استمر في البحث عنهم من بداية الرواية إلى خاتمتها.
بالقطع ستشعر بالمتعة وأنت تعيش مع الشيخ في الرواية فى تجربته الصوفية التى تتصف بعمق شديد وقلق أشد ومع الأحداث المتخيلة التي يعيشها وستسافر معه إلى الكثيرٍ من الدول.
الرواية شيقة جدا وممتعة ومكتوبة بأسلوب جميل وكلماتها تنبض بالحياة وفيها مشاعر حية تحكى تجربة روحية عريضة ومملوءة بالحكمة والفلسفة وقد تعيد قراءتها مرة ثانية من أجل أن تظل محتفظا بمتعة قراءتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عالم التصوف
إقرأ أيضاً:
احتفالية جماهيرية كبرى في الحديدة بذكرى يوم الولاية
الثورة نت/..
شهد ملعب العلفي في مدينة الحديدة، مساء اليوم، احتفالية جماهيرية كبرى، لأبناء مربع المدينة بمناسبة ذكرى يوم ولاية الإمام علي -عليه السلام- للعام 1446هـ، تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
واكتظ الملعب بآلاف المشاركين من أبناء مديريات الميناء، الحوك، والحالي، بحضور محافظ المحافظة عبدالله عطيفي، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي الدكتور مروان المحاقري، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكيلَي المحافظة محمد حليصي وعلي كباري، ورئيس محكمة استئناف أمانة العاصمة القاضي طه عقبة، ورئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة ، القاضي احمد الجرموزي ، وقيادات عسكرية وتنفيذية، تعبيراً عن عظمة ومكانة هذه الذكرى في قلوب اليمنيين.
وهتف المشاركون بالشعارات المعبّرة عن الولاء للإمام علي.. مؤكدين ضرورة توحيد بوصلة الجهاد صوب العدو الأوحد للأمة، وهو “الكيان الصهيوني والداعم الرئيسي له الولايات المتحدة الأمريكية”.. مجددين العزم على السير على نهج الإمام علي في مواجهة قوى الاستكبار وأعداء الأمة، بالتطبيق العملي لمبدأ الولاية، بما يحفظ للأمة كيانها واستقلالها وعزتها.
وأكد محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، أن يوم الولاية يمثل هوية جامعة للأمة، ومنطلقاً لمشروع تحرري عابر للحدود، يستند إلى القرآن كمرجعية، والإمام علي كرمز للعدل والشجاعة والنزاهة في الحكم.. معتبراً أن من يحمل راية الولاية اليوم هو من يحمل راية الأمة في مواجهة أعدائها.
واعتبر ذكرى الولاية لحظة فارقة في تاريخ الأمة؛ لأنها تؤسس لمبدأ القيادة الربانية المستندة إلى التزكية الإلهية.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني قدم في سبيل هذا المبدأ تضحيات جسام، وها هو اليوم أكثر وعياً وصلابةً واستعداداً للمضي في درب الحق.
وأشار إلى أن الشعب اليمني، بإحيائه لهذه المناسبة في هذا الظرف التاريخي، يجدد عهده مع الله ورسوله وأعلام الهدى، ويعبّر عن رفضه القاطع لكل أشكال الخضوع والاستسلام.. مؤكداً أن اختيار اليمنيين هو الصمود والثبات على نهج الإمام علي في مقاومة الطغاة والمستكبرين.
ولفت عطيفي إلى أن من يتولى الإمام علي -عليه السلام- قولاً وفعلاً لا يمكن أن يكون تابعاً لمستكبرين أو مُطبّعين مع الصهاينة، بل هو في الطليعة المدافعة عن قضايا الأمة، وأحد الأحرار الذين يسعون لتحرير فلسطين واستعادة مجد الأمة من براثن الوصاية والهيمنة.
ونوّه المحافظ عطيفي إلى أن هذه الذكرى تعد رسالة واضحة للعالم بصمود اليمنيين ورفضهم الوصاية الأجنبية.. مؤكداً أن العدوان على اليمن هو امتداد للصراع الكوني بين الحق والباطل، وأن صنعاء لن تنحني ولن تتخلى عن خيار الحرية والاستقلال.
كما نوّه بأن الشعب اليمني، وقيادته الثورية والمجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة، أسسوا جبهة حقيقية قادرة على إفشال مؤامرات تحالف العدوان وأدواته.. مؤكداً أهمية الاقتداء بتوجيهات الرسول الأعظم، والتمسك بمنهج الحق في مواجهة الطغاة.
من جانبه، أشار مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين في المحافظة، الشيخ علي صومل، إلى أن الاحتفال بيوم الولاية لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل محطة إستراتيجية لإعادة توجيه بوصلة الأمة نحو التحرر الحقيقي، وربط الشعوب بقيادتها الربانية ومنهج القرآن.
كما أكد أن الاحتفاء بهذه المناسبة هو تجسيد لمعاني تولي من ولاهم الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-، بالافتخار بالسير على منهجهم، ودرء المخاطر الجسام التي تحيكها قوى الشر ضد الأمة، وتحقيق رسالتها الربانية.
وأوضح صومل أن صلاح الأمة مرتبط بوفائها لله ورسوله، وبترسيخ الهوية والمبادئ التي تنطلق من المنهج القرآني، استناداً إلى المصادر النقية من كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم.
تخللت الحفل رقصات شعبية، وقصائد ووصلات إنشادية، عبّرت عن الاعتزاز بالانتماء للإمام علي، ومكانته في قلوب اليمنيين، وارتباطهم الوثيق به، وولائهم له، واعتمادهم الكامل على الله تعالى، والدعوة لإعادة الأمة إلى منارات الحق والعدل والسلام.