تحذيرات من ترويج علاجات معجزة عبر الإنترنت
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تنتشر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، إعلانات مضللة تستخدم صور أطباء معروفين ويحظون بالاحترام تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تروّج لعلاجات "معجزة" لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهي ظاهرة يرى خبراء أن من الصعب لجمها.
عبر منصتي فيسبوك وانستغرام، يَعدُ هؤلاء الأطباء "المزيّفون" بعلاج لمرض السكري من دون تناول ادواء الذي عادة ما يوصف لهذه الحالات، حتى أنهم يشجعون المرضى على التخلي عن دوائهم الذي "سيقتلهم"، على قولهم، واعتماد شراب "طبيعي" غامض بدلا منه.
تعرّض عمليات الاحتيال هذه حياة مرضى كثر للخطر، وتزداد خطورتها لأنها تستند إلى صور أطباء مشهورين، مثل الدكتور ميشال سيم في فرنسا أو الدكتور مايكل موسلي في المملكة المتحدة، وهما من ضحايا ظاهرة "التزييف العميق" هذه عبر الإنترنت.
في حديث صحفي، يقول الطبيب العام البريطاني جون كورماك بشأن هذا الموضوع إن "الناس يثقون بهذه الفيديوهات لأن هؤلاء الأطباء أمضوا وقتا في بناء صدقيتهم. لذا، يصدّقهم العامة حتى عندما يقدمون ادعاءات غريبة جدا".
يقول المتخصص في الذكاء الاصطناعي هنري أدجير إنّ عمليات "التزييف العميق" هذه "بدأت فعليا خلال السنة الحالية"، مشيرا إلى أن الإعلانات تستهدف بشكل أساسي جمهورا "كبيرا في السن نوعا ما"، من خلال تشويه صورة "الأطباء الذي يظهرون كثيرا على التلفزيون".
وأكد ميشيل سيم أنه رفع دعوى على شركة "ميتا" في شأن لـ"عمليات الاحتيال" هذه.
وعيّن البريطاني هيلاري جونز، الذي يظهر في مقاطع فيديو مُبتكرة بواسطة الذكاء الاصطناعي وهو يبيع دواء مزيّفا لارتفاع ضغط الدم، خبيرا لرصد أي إعلانات مماثلة.
ويقول "حتى عندما تُحذف مقاطع الفيديو هذه، تعاود الظهور في اليوم التالي تحت عناوين أخرى".
- "أوساط نظرية المؤامرة"
اكتسبت عمليات الاحتيال بالتزييف العميق "زخما بسبب التقدم في التعلم العميق (تكنولوجيا تهدف إلى تمكين الآلة من التعلّم بنفسها)، على قول فريديريك جوري، وهو مدرس وباحث في علوم الكمبيوتر لدى جامعة "كاين".
ويشير إلى أنّ "جودة عمليات التزييف العميق" في الصور والمقاطع الصوتية والفيديوهات تقدّمت بشكل كبير، مضيفا "باتت مُتاحة أمامنا اليوم عشرات المليارات من الصور، ونحن قادرون على بناء خوارزميات يمكنها وضع نماذج لكل ما يمكن أن يظهر في الصور وتجديد الصور، وهو ما نطلق عليه الذكاء الاصطناعي التوليدي".
وفي المرحلة الأخيرة، وقعت شخصيات مثيرة للجدل مثل البروفيسور ديدييه راوول في فرنسا، ضحية لـ"التزييف العميق".
الطبيبة الاسترالية المتخصصة في الطب الطبيعي باربرا أونيل، التي تعتبر السلطات في بلدها أنها "تشكل خطرا على الصحة" بعد أن روّجت خصوصا لعلاج مضاد للسرطان، أصبحت نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي بالاستناد إلى "التزييف العميق" الذي جعلها تبيع حبوبا من أجل "تنظيف الأوعية الدموية".
وفي اتصال هاتفي، أعرب زوجها، الذي يشارك في إدارة شركة "أونيل"، عن أسفه لأن "الكثير من الناس يستخدمون سمعة باربرا لبيع منتجات لا توصي بها شخصيا".
لا تفاجئ هذه الظاهرة هنري أدجير الذي يرى أن "هؤلاء الأشخاص هم نماذج لبعض أوساط نظرية المؤامرة".
ومن بين مقاطع الفيديو المزيفة التي تستخدم باربرا أونيل، يندرج عدد منها في إطار نظريات المؤامرة إذ تزعم أنّ المعالجة الطبيعية ماتت، وهي معلومة غير صحيحة، بعد اكتشاف زيت معجزة يُباع عبر الإنترنت.
وفي مواجهة عمليات "التزييف العميق" هذه، لا يبدي الخبراء تفاؤلا كبيرا بشأن نجاح أدوات رصدها. ويقول جوري "إنها كلعبة القط والفأر. من حيث المبدأ، لا يمكن أن تتحسن عمليات الرصد كثيرا. فإذا وجد أحد الأشخاص طريقة لتحسين اكتشافها، سيستخدم مَن يريد إنشاء صور مزيفة الطريقة نفسها للتحايل عليها". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تعلم الآلة علاج أطباء الذکاء الاصطناعی التزییف العمیق
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحد من استخدام المبيدات الحشرية
في حقل قطن بولاية كاليفورنيا الأميركية، تحت شمس حارقة ودرجات حرارة تتجاوز 30 مئوية، يعمل روبوت يعمل بالطاقة الشمسية على إزالة الأعشاب الضارة بواسطة ذراعين ميكانيكيتين، ضمن تجربة تكنولوجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية ومعالجة نقص العمالة الزراعية.
الروبوت، المسمى «إليمنت» والذي تطوره شركة ناشئة تدعى «أيجن»، يستخدم كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد الأعشاب الضارة وتحديد مواقعها بدقة، قبل اقتلاعها بأدوات حفر دقيقة.
بديل مستدام
يقول كيني لي، الرئيس التنفيذي لشركة «أيجن»، إن الروبوت «يحاكي طريقة عمل البشر. عند غروب الشمس يتوقف، وفي صباح اليوم التالي يعود إلى العمل». ويضيف أن «أيجن» تسعى إلى توفير بديل عملي ومستدام للمواد الكيميائية، مع تعزيز كفاءة العمالة الزراعية من خلال تدريبها على استخدام الروبوتات ومعالجة الأعطال التقنية.
ويتابع لي: «لم يُبدِ أي مزارع يوماً حماساً لاستخدام المبيدات الكيميائية. إنهم يريدون حماية أرضهم، ونحن نقدم لهم وسيلة لفعل ذلك بطرق أكثر أماناً».
التفاعل مع البيئة
الروبوت الذي تبلغ تكلفته نحو 50 ألف دولار، قادر على إزالة الأعشاب من مساحة تصل إلى 13 هكتاراً، ويُستخدم حالياً في محاصيل القطن، الطماطم، والشمندر. وتطمح الشركة إلى توسيع استخدامه ليشمل مهاماً أخرى مثل رصد الآفات الزراعية أو بذر البذور، لكنها حالياً تركز على إتقان مهمة إزالة الأعشاب الضارة.
تعتمد شركة «أيجن»، التي يقع مقرها في ريدموند شمال غرب الولايات المتحدة، على نموذج الذكاء الاصطناعي المادي، وهي تقنية ناشئة تمكّن الأنظمة الذكية من التفاعل مباشرة مع بيئتها في مواقف معقدة ومتغيرة. وتُعد هذه التقنية وفقاً لجنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، المرحلة التالية من تطور الذكاء الاصطناعي.
مبادرات مناخية
في يناير، أطلقت «إنفيديا» منصة «كوزموس» لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي المادي، مؤكدة أن المستقبل لا يقتصر على إنتاج المحتوى، بل يشمل فهم العالم الواقعي والتفاعل معه.
وتحظى «أيجن» بدعم من «أمازون ويب سيرفيسز»، التي اختارت الشركة ضمن برنامجها الخاص بالمبادرات المناخية الناشئة، موفرةً لها قدرات حوسبة ودعماً فنياً.
ليزبيث كوفمان، رئيسة قسم المناخ في «أمازون ويب سيرفيسز»، تتوقع أن تصبح «أيجن» من كبار اللاعبين في هذا القطاع الناشئ. أما الشريك المؤسس والمسؤول التقني في الشركة، ريتشارد وردن، فيقول إن «العمل في هذا المجال له مغزى حقيقي. نريد أن نُحدث فرقاً».