ما سر الاهتمام الأميركي والأممي بما يحدث في الفاشر السودانية؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
الفاشر- لا يعلم أحد عدد المرات التي هُوجِمت فيها مدينة الفاشر إلا من هم في ميدان معاركها، التي لا تكاد تهدأ إلا لتعود من جديد بشكل أكثر ضراوة وعنفا عن سابقتها، لكنَّ بيانا صحفيا للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل قوات الدعم السريع على تخوم المدينة، كشف عن تصديها -أمس السبت- للهجوم رقم 137 على الفاشر.
ورغم اندلاع الحرب في السودان منذ أكثر من 17 شهرا، فإن مدينة الفاشر ظلت العاصمة الوحيدة من عواصم ولايات إقليم دارفور الخمس ومدنها الكبيرة بمنأى عن القتال لشهور طويلة، عقب سيطرة الدعم السريع على المدن الأخرى.
وأغرى الأمان النسبي بالفاشر أعدادا كبيرة من النازحين الباحثين عن ملاذ آمن للجوء إلى المدينة، التي أصبحت تشهد منذ أشهر اشتباكات شبه يومية بالأسلحة الثقيلة، في معارك "كسر العظم" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ تشير التقارير الميدانية لمقتل المئات يوميا من الجانبين على أسوار المدينة.
ومع استمرار هجوم قوات الدعم السريع وإصرارها على الاستيلاء على الفاشر، في مقابل الدفاع المستميت عن المدينة من جهة الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الحليفة له، تبرز عديد من الأسئلة عن أهمية المدينة الإستراتيجية والسياسية والأمنية، وما تعنيه السيطرة عليها في الواقع.
لماذا الفاشر؟يقول الحاكم الأسبق لإقليم دارفور تجاني سيسي للجزيرة نت إن الفاشر، التي يسكنها نحو 1.8 مليون نسمة، تعد حاضرة ولاية شمال دارفور وعاصمة إقليم دارفور التاريخية بما تحمله من رمزية لأهله، ولها موقع إستراتيجي في منطقة ارتبطت تاريخيا بكل من مصر وليبيا وتشاد، وتتوسط منطقة شهدت نزاعات إقليمية امتدت لفترة طويلة.
ويرى سيسي أن الأهمية الإستراتيجية والعسكرية للمدينة تكمن في أنها أصبحت خط الدفاع الأول عن باقي السودان، إذ إن استمرار القوات المسلحة والقوات المشتركة بالدفاع عن الفاشر يؤمِّن ظهر مدينة الأبيض، ويخفف العبء عن عاصمة الإقليم القومية، ويعوق محاولات الدعم السريع للتمدد إلى شمال السودان ويقطع إمدادها عن وسطه.
بدوره، يقول معتصم أحمد صالح، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة التي تقاتل ضمن القوة المشتركة الحليفة للجيش بدارفور، إن الفاشر الآن هي مقر قيادة القوة المشتركة، ومقر اللجنة العسكرية العليا لوقف إطلاق النار المنشأة بموجب بروتوكول الترتيبات الأمنية – مسار دارفور ضمن اتفاق جوبا لسلام السودان، كما أنها تعد المركز الرئيسي لتجمع قوات حركات الكفاح المسلح.
ويرى معتصم أن الفاشر مدينة إستراتيجية ومهمة جدا لقوات الدعم السريع، لأن سقوطها يعني إخضاع كل دارفور تحت سيطرتها، وتضمن بذلك حدودا دولية مع 4 دول هي ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، بالإضافة إلى مطار دولي مؤهَّل لهبوط جميع أنواع الطائرات.
وأكد أنه في حال سيطرة الدعم السريع على الفاشر سيسهِّل عليها مهمة إعلان حكومة خاصة بها في غرب السودان، حدودها شرقا النيل الأبيض ونهر النيل، وهو ما يحقق مشروعها في تقسيم السودان وتكوين دولتها المنشودة بإكمال سيطرتها على دارفور بالكامل، وتكوين حكومة موازية للحكومة السودانية التي تمارس مهامها الآن من بورتسودان.
مقايضة الفاشر بالخرطوموكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان كشف يوم 24 أغسطس/آب الماضي عن رفضه لما تروج له قوات الدعم السريع بمقايضة انسحاب الجيش السوداني من الفاشر مقابل انسحاب قواتها من الخرطوم ومناطق أخرى.
وقال معتصم إن أهمية الفاشر لدارفور مثل أهمية الخرطوم لكل السودان، وإن "السيطرة عليها تمنح المليشيا وضعية جديدة، تستطيع بموجبها الادعاء أنها تسيطر على 80% من السودان، وتمكنها من تكوين حكومة موازية للحكومة القائمة، وسرعان ما ستجد التأييد من حلفائها" حسب وصفه.
وأضاف أن استيلاء الدعم السريع على الفاشر سيمكِّن من وصول الدعم اللوجستي لها بطريقة علنية من حلفائها أو من السوق العالمي، مما سيكسبها قوة عسكرية ودعما لوجستيا سيمكنها من السيطرة على عموم السودان.
من جهته، قلّل رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل من الأهمية الإستراتيجية للفاشر، وقال للجزيرة نت إنه لا قيمة سياسية للسيطرة على المدينة، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع مسيطرة على نيالا وجميع مدن دارفور والخرطوم والخرطوم بحري، وكان في قبضتها قبل تحرير مدينة أم درمان 90% من العاصمة، ولكن ضعفها السياسي والتنظيمي منعها من تشكيل حكومة أو إدارة.
وأفاد بأن الدعم السريع فقدت أي مسوِّغ أخلاقي، ولم تعُد لها فرصة لأي قبول سياسي، وذلك لإصرارها على احتلال الفاشر، معتبرا أن ذلك "لا يخرج إلا من جهل وتنافس قَبَلي وعرقي فارغ" على حد قوله.
من جهته، يرى مصطفى تمبور رئيس حركة تحرير السودان، التي كانت من أوائل الحركات الدارفورية المسلحة المصطفة إلى جانب الجيش لقتال قوات الدعم السريع، أن سقوط الفاشر يعني "انهيار السودان بالكامل، لأن المليشيا وحلفاءها سيُعلنون حكومة على طريقة ليبيا وهذه بداية تقسيم السودان".
وقال للجزيرة نت إن قوات "الدعم السريع تسعى لتكرار النموذج الليبي في السودان بلا أدنى شك، لأن الخطة (ب) بعد فشل الاستيلاء على السلطة في الخرطوم هي إعلان دولة في دارفور تكون عاصمتها الفاشر، ولكن نحن لن نسمح بذلك أبدا، وسنبذل قصارى جهدنا لقطع الطريق أمام هذا المخطط مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وأكد أنه في حال تقدم قوات الدعم السريع وتمددها في شمال دارفور، فمن المتوقع أن توسِّع رقعة الاستهداف وجرائم التطهير العرقي بحق المكونات الأصلية في الإقليم، مثل الفور والمساليت والزغاوة والبرتي والبرقد، وهو ما أكده الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة بقوله إن "من الطبيعي أن يكون سقوط الفاشر مدخل إبادة لجميع المكونات غير العربية، وقد يمتد ذلك ليشمل كل السودان".
بينما اعتبر الحاكم الأسبق لإقليم دارفور تجاني سيسي أن "سقوط الفاشر في أيدي المليشيا ليس بالضرورة أن يعني تكرار التجربة الحفترية، ولكن خطورة الأمر أن ذلك سيُشكل العتبة الأولى في إنفاذ مخطط إعادة تقسيم السودان" حسب وصفه.
لكنه أكد عدم قدرة قوات الدعم السريع -في حال سقوط الفاشر وإعلان قيام سلطة هناك- على بسط سيطرتها على دارفور، في ظل تزايد وتيرة الاستقطاب القبلي والإثني في الإقليم، ونتيجة لانتهاكاتها الواسعة بالمناطق التي تسيطر عليها في وسط وغرب وجنوب وشمال دارفور.
دعوات أممية واهتمام أميركيدعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى "التصرف بمسؤولية وإصدار أمر فوري بوقف هجوم قواته على الفاشر"، وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام أن وقف إطلاق النار يُعد ضرورة ملحة، سواء في الفاشر أو في جميع مناطق الصراع الأخرى في السودان.
وسبق أن طالب مجلس الأمن الدولي بتاريخ 13 يونيو/حزيران الماضي برفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وبالوقف الفوري للقتال في المنطقة.
كما حثَّ البيت الأبيض يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري قوات الدعم السريع على وقف فوري لهجماتها على الفاشر، وأوضح أن حصارها المدينة المستمر منذ أشهر "يهدد حياة مئات آلاف السودانيين"، وأن هجماتها على مخيمات النازحين والمستشفيات هناك "مروِّعة".
وبدوره، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى سحب قواتهما من الفاشر، وقال في بيان، أصدره في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، إن مدينة الفاشر في دارفور تعد موطنا لما يقرب من مليوني شخص ومئات الآلاف من النازحين، وتعيش تحت حصار طويل الأمد من قبل قوات الدعم السريع، لكنه تحوَّل في الأيام الأخيرة إلى هجوم شامل.
وأثار هذا الاهتمام الأميركي المُطالب بوقف أعمال العنف المتصاعدة في الفاشر علامات استفهام في الأوساط السودانية، إذ كشف الحاكم الأسبق لإقليم دارفور أن أحد دوافع الاهتمام الأميركي بالفاشر علاقتها بالأجندة التي تدعو إلى إعادة تقسيم السودان إلى 4 دول، بالإضافة إلى التنافس الدولي حول الموارد الكامنة في دارفور، خاصة اليورانيوم والذهب.
في حين يرى تمبور أن تحذيرات الإدارة الأميركية للدعم السريع "مناورة لا قيمة لها"، لأنها غير جادة في التعاطي مع الأزمة السودانية، و"تكتفي فقط بالإدانات والشعور بالقلق، بينما نجدها في أغلب الأحيان تقف بجانب الدعم السريع، لأنها تخدم مخططها الرامي إلى تقسيم السودان، ثم إنشاء قواعد أمنية وعسكرية تمكنها من السيطرة عليه ونهب ثرواته"، وفق رأيه.
بينما اعتبر الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة الاهتمام الأميركي بما يدور في السودان ضعيفا، نظرا لانشغال الإدارة والرأي العام الأميركي بقضايا أخرى، مثل الحرب في أوكرانيا وغزة، إلا أن ضغوطات الكونغرس ولوبي الأميركان الأفارقة والانتخابات الأميركية رفعت نسبيا من مستوى الاهتمام الأميركي بالسودان، وبدارفور والفاشر بشكل خاص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع الدعم السریع على الجیش السودانی تقسیم السودان مدینة الفاشر سقوط الفاشر على الفاشر فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان.. تطورات ميدانية في النيل الأزرق وتحالف «صمود» يطرح مبادرة شاملة لإنهاء الحرب
أحرز الجيش السوداني تقدماً ميدانياً جديداً بإعلانه السيطرة على مواقع عسكرية في إقليم النيل الأزرق بعد معارك مع قوات “الدعم السريع” ومسلحي الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في تطور يعكس تحولاً في ميزان القوى بجنوب شرقي البلاد.
ونقل موقع سودان تريبيون، الأربعاء، أن قوات “الدعم السريع” كانت قد بسطت سيطرتها مؤقتاً على مناطق بالإقليم عقب سلسلة خسائر تلقتها في ولاية سنار خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2024، إلا أن الجيش السوداني أعاد التمركز مؤخراً واستعاد هذه المواقع.
المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، صرّح بأن “قوات الفرقة الرابعة مشاة الدمازين طهّرت منطقة بالدقو وما حولها بمحافظة المابان من بقايا ميليشيا آل دقلو وقوات جوزيف توكا”، في إشارة إلى فصائل تتبع “الدعم السريع” والحركة الشعبية. وأكد قائد ميداني في الجيش استعادة ثلاث مواقع مجاورة لبالدقو، مع الإصرار على مواصلة العمليات العسكرية داخل الإقليم.
وأعلن الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، مقتل أكثر من 40 شخصًا في هجوم استهدف مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان في السودان، من بينهم أطفال ومسعفون، ووصف الهجوم، الذي وقع يوم السبت الماضي بالقرب من إحدى جبهات القتال بين الأطراف المتحاربة، بأنه “هجوم مروع آخر” يضاف إلى سلسلة الاعتداءات على المنشآت الصحية.
وأكد تيدروس عبر منصة “إكس” على ضرورة وقف الهجمات على القطاع الصحي في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن المنظمة “لا يسعها إلا أن ترفع صوتها عالياً” إزاء هذه الانتهاكات المتكررة.
وفي سياق متصل، اتهمت الحكومة السودانية كينيا بدعم قوات “الدعم السريع” بالأسلحة، واعتبرت ذلك انتهاكًا جسيماً للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
وذكرت الخارجية السودانية أنها عثرت في مايو الماضي على أسلحة وذخائر تحمل علامات الجيش الكيني داخل مخازن تستخدمها ميليشيات الدعم السريع في الخرطوم، ووصفت كينيا بأنها “معبر رئيس للإمدادات العسكرية الإماراتية” لهذه القوات.
دعوات لاجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ونظيره الإفريقي لفرض هدنة عاجلة
أعلن التحالف المدني السوداني “صمود”، الذي يضم أكثر من 100 كيان سياسي ونقابي ومجتمعي، عن طرح رؤية شاملة لإنهاء الحرب المتصاعدة في السودان، بالتزامن مع اجتماعين دوليين مرتقبين في بروكسل ونيويورك لمناقشة سبل إنهاء الأزمة السودانية المتفاقمة.
ومن المنتظر أن تحتضن العاصمة البلجيكية، يوم الخميس، اجتماع المجموعة الاستشارية الدولية لتنسيق جهود السلام في السودان، بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول عربية. كما يناقش مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة تطورات النزاع السوداني في جلسة رسمية.
ودعا تحالف “صمود” في بيان إلى عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، للتوافق على إجراءات عاجلة تفضي إلى هدنة إنسانية شاملة، تُمكّن من إيصال المساعدات الطارئة، وتضمن حماية المدنيين، في ظل تصاعد الانتهاكات وسوء الأوضاع.
وتضمنت رؤية التحالف خطة متكاملة تستند إلى أربعة محاور أساسية: وقف إطلاق النار، وضع ترتيبات أمنية دائمة، حماية المدنيين، وإطلاق حوار وطني شامل يعالج جذور الأزمة ويضع أساسًا لسلام دائم.
واقترحت الوثيقة أن تخضع هذه المسارات لإشراف شامل من قبل الميسرين الإقليميين والدوليين، مع توزيع واضح للأدوار استنادًا إلى القدرات النسبية لكل منظمة ودولة مهتمة بدعم السلام في السودان.
وأكد التحالف المدني أن رؤيته تهدف إلى “الوصول لاتفاق سلام شامل، وترتيبات دستورية انتقالية على قاعدة توافق وطني، تضمن تشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد إلى الانتخابات، مع تنفيذ برامج عدالة انتقالية وإنصاف الضحايا، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب”.
وفي ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، حذر التحالف من أن أكثر من 26 مليون سوداني يواجهون خطر الجوع، مع نزوح قرابة 15 مليونًا من ديارهم، بينما تستمر الانتهاكات ضد المدنيين دون رادع قانوني أو حماية فعلية.
وطالب التحالف بتعيين منسق إقليمي إنساني من قبل الأمم المتحدة، تكون مهمته قيادة جهود الاستجابة وتنسيق عمليات الإغاثة بين الفاعلين الدوليين والمحليين، وتوفير تقييم مستقل وشفاف للأوضاع الإنسانية داخل السودان.
ودعا “صمود” إلى تشكيل مجموعة عمل مختصة بوضع خيارات عملية لحماية المدنيين والبنى التحتية، وتنفيذ آليات التزام تفرض على أطراف النزاع الإيفاء بواجباتهم، مطالبًا في الوقت ذاته بتجديد ولاية البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق وتمكينها من أداء مهامها بلا عوائق.
وحذر التحالف من استمرار حالة الجمود السياسي بعد فشل أكثر من 10 مبادرات إقليمية ودولية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مشيرًا إلى أن تلك المبادرات افتقرت إلى منهج شامل وموحد لتصميم عملية سلمية تعالج مختلف أبعاد الأزمة.
وختم البيان بالتأكيد على ضرورة قيادة سودانية حقيقية للعملية السياسية المقبلة، مع إشراك أوسع للأطراف المدنية والمجتمعية، باعتبار ذلك الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام عادل ومستدام في البلاد.
هذا التصعيد جاء وسط أزمة إنسانية متفاقمة في النيل الأزرق، حيث تسببت المواجهات في نزوح أكثر من 100 ألف مدني نحو مدينة الدمازين، عاصمة الإقليم، وسط شح في الغذاء وتدهور في الخدمات الأساسية.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عانى السودانيون من تدهور واسع في الخدمات الصحية والاقتصادية، وتفاقمت أزمة النزوح داخلياً وخارجياً.
ورغم جهود الوساطة التي قادتها أطراف عربية وأفريقية ودولية خلال الأشهر الماضية، لم تفلح المبادرات في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، في وقت لا تزال العمليات العسكرية تتوسع جغرافياً في مختلف الأقاليم، ما يهدد بمزيد من التدهور الإنساني والأمني.