الشحاتي: المخاوف من تقسيم المصرف المركزي لا تزال قائمة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
ليبيا – رأى الخبير الاقتصادي الليبي محمد الشحاتي، أن المخاوف من تقسيم المصرف المركزي لم تختفِ، حتى بعد الاتفاق على توحيد المصرف 2023، الذي تزامن حينها مع تخفيض سعر صرف الدينار مقابل الدولار.
الشحاتي في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط”، قال:” إن البيئة السياسية انزلقت إلى موقع جديد تختلف فيه أوزان وأحجام القوى المسيطرة على تدفق النقد وتدفق النفط؛ ولا أظن أن التقسيم الحالي للنفوذ داخل المصرف المركزي متوازٍ مع هذه المعطيات”.
ولفت الشحاتي إلى أن الأمر اليوم أكثر حدة ولا مجال فيه للخطأ؛ حيث سيفقد الطرف المخطئ، سواء في اختيار مَن يمثله في المصرف، أو حليفه الدولي المبادرة؛ وقد يسقط من العملية السياسية برمتها في الخطوة المقبلة.
وانتهى الشحاتي إلى أن هذا ما يعتمر في قلوب وعقول الليبيين، وهم يراقبون صراع الديكة ليس على مخزن النقود فحسب بل على القناة الدولية التي تربطهم مع العالم.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
انقضى عيد الأضحى .. وغزة لا تزال تعاني الجوع والمجازر
الثورة / متعابات/
في غزة، لا صوت للتكبيرات، لا رائحة للشواء، لا لعب للأطفال، ولا حتى لحظة هدوء تسمح بالتقاط النفس.
حلّ عيد الأضحى على القطاع الجائع، المحاصر، المحترق، وغابت أجواؤه فيما لم يحمل سوى المزيد من الفقد. لم يُذبح لوجه الله شيء، فالأضاحي غابت، والذبيح الوحيد هو الإنسان.
على امتداد القطاع، من رفح إلى بيت حانون، اختفى كل ما يُشبه العيد. لا ضيافة، لا زيارات، لا ثياب جديدة، ولا حتى سلام عابر بين الجيران.
ما تبقّى من العيد هو اسمه فقط، أما ملامحه فقد دهستها الحرب، والتهمها الجوع.
جوعٌ أشد من القصف
يقول فايز زقوت، أحد النازحين في مخيم أقيم حديثًا شمال غزة: “لا نعرف أي يوم هو. العيد فقد معناه، لم نسمع تكبيرات، ولم نرَ أضاحي، ولم نشتم رائحة طعام. الجوع هو سيد اللحظة”.
في غزة، كيلو السكر بـ300 شيقل، وربع كيلو القهوة بـ250، لكن لا مال، ولا سلع.
الأسواق مغلقة، المخازن مدمرة، الثلاجات فارغة، وإن وُجد الطعام، فلا وسيلة لحفظه، ولا طاقة لطهوه.
لا حج لا عيد لا حياة
الحصار المتواصل، وقيود الاحتلال، حرمت أهالي القطاع للعام الثاني على التوالي من أداء فريضة الحج.
حتى الروحانيات صارت ممنوعة على سكان غزة، كأن الاحتلال يلاحق الغزي في صلاته، كما يلاحقه في رغيفه ودفء بيته.
طوابير الموت
المساعدات الإنسانية، إن وصلت، تحولت إلى مصيدة.
وفي مشهد مروّع، أطلق جيش الاحتلال النار على مئات المدنيين المنتظرين للمساعدات غرب رفح، ليستشهد منهم 14 مواطنا.
يقول رامز حمدان، أحد من شهدوا المجزرة: “نمشي أميالًا من أجل كيس دقيق، ثم نجد أنفسنا تحت وابل من الرصاص، الجوع يقتلنا، ولكن الرصاص يسبق”.
تجويع ممنهج… وصمت دولي مطبق
الأمم المتحدة اتهمت إسرائيل بممارسة “تجويع متعمّد” يرتقي إلى جريمة حرب، مطالبة بفتح المعابر فورًا أمام المساعدات، لكن شيئًا لم يتغير.
أونروا تقول: “لدينا المساعدات، لكن لا يمكننا إيصالها. ما نحتاجه ليس الطعام فقط، بل الطريق إليه”.
أرقام الكارثة
54,927 شهيدًا حتى الآن، و126,615 جريحًا، وفق تقارير الصحة في غزة.
كما أن مليوني إنسان بلا مأوى أو كهرباء أو ماء.
“العيد مرّ من هنا… ولم يبقَ أحد ليستقبله”
في كل بيت في غزة حكاية من الجوع، وفي كل خيمة وجع، وفي كل ثلاجة جسد.
الثلاجات التي كانت تحفظ اللحم، باتت تحفظ جثامين الشهداء، أما الطقوس، فقد أُحرقت مع البيوت، وصارت رفاهية لا مكان لها في قاموس الموت الجماعي.
عيد الأضحى هذا العام لم يكن يوم فرح، بل كان يوم حداد عام في غزة.
عيد تتحوّل فيه الخراف إلى رماد، ويتحوّل فيه الإنسان إلى هدف، عيد يتهاوى فيه العالم أمام مرآة غزة، فينكشف قبح صمته وتواطؤه.
غزة لا تريد احتفالات، بل هدنة تحفظ الحياة. لا تطلب الخراف، بل كرامة الإنسان، لا تطلب العيد، بل ألا يكون الجوع سلاحًا والرصاص إجابة.