الشهيد "السيد" أيقونة الجنوب الذي ضحى بحياته من أجل الأمن والاستقرار "تقرير"
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
تقرير: محمد علي رشيد النعماني:
في لحظة مؤثرة من تاريخ الجنوب ، استشهد القائد البارز عبد اللطيف السيد، قائد الحزام الأمني في محافظة أبين، بعد تعرض عربته لتفجير نفذته التنظيمات الإرهابية المسلحة في وادي عويمران بمحافظة أبين . تعتبر هذه الفاجعة خسارة كبيرة للجنوب وللجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية المحررة .
> من هو عبد اللطيف السيد؟
عبد اللطيف السيد كان قائداً شجاعاً ومحباً للجنوب ، قاد الحزام الأمني في محافظة أبين بكفاءة عالية وشجاعة لا تضاهى . كان لديه رؤية واضحة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وعمل بلا كلل لحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب. كان يعتبر حب الوطن والدفاع عنه أمراً أعلى من كل شيء، ولم يتردد في تقديم روحه وبذل جهده للحفاظ على أمن الجنوب وحماية شعبه من التهديدات الإرهابية.
ولد عبد اللطيف السيد في مدينة زنجبار عام 1976 ، وانضم إلى صفوف اللجان الشعبية في أبين عام 2012 ، حيث شارك في تحريرها من سيطرة تنظيم "القاعدة" . بعدها ، تولى قيادة قوات "الحزام الأمني" في دلتا أبين ، وأصبح أحد أبرز قادتها . نال شهادة التقدير من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2019 ، تقديراً لجهوده في حفظ أمن محافظة أبين . كان يتمتع بثقة واحترام كبير من قِبل زملائه وضباطه وأفراده .
> ما هي التحديات والتهديدات التي واجهها؟
كان عبد اللطيف السيد يواجه تحديات كبيرة في مهمته كقائد للحزام الأمني في أبين ، فهو يعمل في منطقة تعاني من انعدام الأمن والاستقرار ، وتشهد صراعات مسلحة بين القوى المختلفة ، وتتعرض لهجمات متكررة من قِبَل التنظيمات الإرهابية المسلحة . كان يقود عمليات عسكرية وأمنية معقدة وخطيرة ضد هذه التنظيمات ، وخاصة تنظيم "القاعدة" ، الذي يحاول استغلال الفراغ الأمني والسياسي في المنطقة لتوسيع نفوذه وزعزعة الأمن والاستقرار .
وفي إحدى هذه العمليات ، التي كانت تستهدف تأمين منطقة وادي عويمران من بقايا عناصر "القاعدة" ، تعرضت عربته لتفجير انتحاري ، ما أدى إلى استشهاده وإصابة عدد من مرافقيه . وقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن التفجير .
> ما هي إنجازات الشهيد السيد في مجال الأمن والتنمية؟
لم يكن الشهيد السيد فقط قائداً شجاعاً ومحارباً بطلاً ضد الإرهاب ، بل كان أيضاً رجلاً مخلصاً ومسؤولاً في خدمة محافظة أبين وشعبها. قام بإطلاق وتنفيذ عدة مشاريع ومبادرات في مجالات الأمن والتنمية والخدمات العامة ، وسعى إلى تحسين حياة المواطنين وتعزيز الثقة بينهم وبين القوات الأمنية.
> من بين إنجازاته التي يشهد بها التاريخ والواقع ، نذكر ما يلي:
- قاد عملية تحرير مديرية زنجبار من سيطرة تنظيم "القاعدة" عام 2015 ، وأعاد الأمن والأمان إلى المديرية التي كانت تعاني من الفوضى والانفلات الأمني .
- شارك في تأسيس قوات "الحزام الأمني" في أبين عام 2016 ، وأصبح فيما بعد قائدها العام ، وعمل على تدريبها وتسليحها وتأهيلها لتكون قوة فعالة في حفظ الأمن والقضاء على الإرهاب .
- نفذ عدة حملات أمنية لطرد عناصر "القاعدة" من مناطق مختلفة في أبين ، مثل حملة "سهام الشرق" التي انطلقت في نوفمبر 2020 ، وحملة "سيوف حُوّس" التي اشترك فيها قبل استشهاده .
- دعم اتفاقية "الرياض" التي تهدف إلى حل الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية ، وشارك في تطبيق بنودها المتعلقة بإعادة انتشار القوات وإخراج المليشيات المسلحة من محافظة أبين.
- شارك في توزيع المساعدات الإنسانية والغذائية على الأسر الفقيرة والنازحة في أبين ، وذلك بالتعاون مع عدة منظمات محلية ودولية.
- ساهم في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين بمحافظة أبين ، مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم ، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المانحة.
هذه بعض من إنجازات الشهيد السيد التي تثبت حبه للجنوب وخدمته لشعبه .
> كيف نواجه الإرهاب؟
إن استشهاد القائد عبد اللطيف السيد يجب أن يكون مناسبة لتوحيد الجنوبيين وتعزيز التضامن في مواجهة الإرهاب. يجب أن نعي أن الإرهاب لا يستهدف فقط ضحاياه المباشرين، بل يهدف أيضًا إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقسيم المجتمعات. وحدها الوحدة والتضامن بين شرائح المجتمع المختلفة بمناطقه وقبائله يمكن أن تواجه هذا التهديد الخطير .
وفي هذا السياق، يجب أيضاً إلقاء الضوء على الدور السلبي لنشطاء حزب الإصلاح، ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، الذين يحاولون تحريض الناس ضد القادة العسكريين المشاركين في الحرب على الإرهاب وجهود القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب. يستغل هؤلاء النشطاء الأحداث الأليمة مثل استشهاد القائد عبد اللطيف السيد لتأجيج الانقسامات وترويج الفتنة في المجتمع. ويستخدمون منابرهم الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والتحريض ضد القادة العسكريين و الأمنيين .
يجب على المجتمع الجنوبي أن يكون واعياً لهذه الحملة المضللة وأن يتحد في وجه هذه المحاولات التي تهدف الى زعزعة الاستقرار والضغط على القوات الجنوبية لإيقاف حملات مكافحة الإرهاب.
علينا أن نعمل معاً كشعب واحد، بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو القبلية أو المناطقية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب . وأن ندعم القوات العسكرية والأمنية ونؤمن لها ما تحتاجه لمواجهة التهديدات الإرهابية. و نعمل على تعزيز قدراتنا في مجالات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول الشقيقة والشركاء الدوليين .
ختاماً أود أن اؤكد أن استشهاد القائد عبد اللطيف السيد كما هو خسارة كبيرة للجنوب يجب أن يكون حافزاً لتعزيز الوحدة والتضامن في مواجهة الإرهاب. يجب على المجتمع الجنوبي أن يتجاوز الانقسامات والتحريض وأن يتحد في وجه هذا التهديد الخطير فالقادة العسكريين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل حماية الشعب والوطن يستحقون كل التقدير والدعم ، ومعاً يمكننا بناء مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للجنوب والاقليم ..
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأمن والاستقرار عبد اللطیف السید مکافحة الإرهاب الحزام الأمنی محافظة أبین فی أبین
إقرأ أيضاً:
مقتل وإصابة 77 جندي.. القوات الجنوبية تطلق «عملية الحسم» في أبين
أعلنت القوات المسلحة الجنوبية في اليمن، السبت، إطلاق “عملية الحسم” في محافظة أبين، استكمالًا لعملية “سهام الشرق”، بهدف التصدي لتحركات ومخططات تحالف الحوثي وتنظيم القاعدة لاستهداف المحافظة، ودعت القوات أبناء وأعيان أبين إلى تعزيز الالتفاف حول الوحدات العسكرية والأمنية المشاركة في العملية.
وأكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، خلال استقباله قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي في عدن، الدور الفاعل لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم العمليات العسكرية والأمنية، مشيدًا بالجهود المبذولة لمواجهة المخططات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ولضمان حرية الملاحة الدولية.
وتناولت المباحثات آليات تعزيز جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، إضافة إلى تنسيق العمليات مع الشركاء في التحالف الدولي لوقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية، بما يعكس حرص القيادة اليمنية والتحالف على تكامل الجهود الأمنية والعسكرية في مواجهة تهديدات الإرهاب.
وفي سياق العمليات الميدانية، أفادت مصادر حكومية يمنية بمقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين من قوات دفاع شبوة إثر هجوم بطائرة مُسيرة استهدف معسكر عارين، أُطلقت من اتجاه محافظة مأرب، فيما اتهمت المصادر قوات حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان بالوقوف وراء الهجوم بعد أيام من طردهم من المعسكر.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين في هجوم بطائرة مسيرة انتحارية استهدف نقطة تفتيش في بلدة المصينعة بمحافظة شبوة، ونسبت العملية لتنظيم القاعدة، فيما أرسلت ميليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية تعزيزات بشرية وآليات قتالية إلى مناطق قريبة من خطوط التماس في جنوب البلاد، بالتزامن مع إعلان تنسيق مشترك بين عضوي مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي وطارق صالح، استجابة لهذه التطورات.
وفي محافظة حضرموت، كشف الجيش اليمني عن مقتل وإصابة 77 من ضباطه وجنوده إثر هجوم واسع شنته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على قوة تابعة له مطلع ديسمبر الجاري، انتهى بسيطرة المجلس على المحافظة الأكبر في اليمن.
وأكدت رئاسة هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني أن الهجوم أسفر عن 32 قتيلاً و45 جريحًا من ضباط وأفراد القوات، ولا يزال عدد من الضباط والأفراد في عداد المفقودين، متهمة المجلس الانتقالي بـ”تصفية عدد من الجرحى وإعدام المحتجزين، في انتهاك صارخ للقوانين المحلية والدولية”.
وتضم قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي لم تشارك في الحرب الدائرة منذ أكثر من عشر سنوات، خمسة ألوية: اللواءان 37 مدرع و315 مدرع و135 مشاة و23 مشاة ميكانيكا و11 حرس حدود.
وفي الثالث من ديسمبر، سيطرت قوات المجلس الانتقالي على مدينة سيئون ثاني أكبر مدن حضرموت إثر هجوم متعدد المحاور، وأسر المجلس العشرات من العسكريين، فيما خلفت المواجهات قتلى وجرحى من الطرفين، تلاها تقدم المجلس إلى محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان وانتشار قواته دون قتال.
ويوم الجمعة الماضي، غادر رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي العاصمة المؤقتة عدن إلى السعودية احتجاجًا على تحركات المجلس الانتقالي وسيطرته على محافظتي المهرة وحضرموت، وبإحكام قبضته على هذه المحافظات يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد فرض نفوذه على ست محافظات بالإضافة إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ويطالب المجلس باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة قبل توحيد اليمن في 22 مايو 1990، مبررًا ذلك بتعرض أبناء المحافظات الجنوبية للظلم عقب حرب صيف 1994، في حين لا يزال اليمن يشهد صراعًا مستمرًا منذ أكثر من عشر سنوات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين، التي تسيطر على غالبية المحافظات الشمالية والوسطى منذ سبتمبر 2014، ما تسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات على مستوى العالم.
الرئاسة اليمنية توضح أسباب زيارة وفد عسكري سعودي–إماراتي إلى عدن
وصل مساء الجمعة 12 ديسمبر 2025 وفد عسكري سعودي–إماراتي مشترك إلى القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لبحث تطورات الأوضاع في المحافظات الشرقية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر في مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أن الزيارة تأتي في إطار جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز وحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظات الشرقية إلى وضعها الطبيعي.
وأوضح المصدر أن السعودية تضطلع بدور محوري في قيادة جهود التهدئة، انطلاقًا من حرصها المستمر على أمن واستقرار اليمن وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني.
وأشار إلى أن الجهود الحالية تتركز على إعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي في المحافظات الشرقية، واحترام المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة و«اتفاق الرياض».
وأضاف أن المشاورات التي سيجريها الفريق العسكري المشترك في عدن ستتناول سبل معالجة الإجراءات الأحادية الأخيرة، بما في ذلك انسحاب أي قوات مستقدمة من خارج المحافظات الشرقية، وتمكين الحكومة والسلطات المحلية من أداء مهامها وفقًا للدستور والقانون، وعدم منازعتها صلاحياتها الحصرية.
وأكد المصدر أن قيادة الدولة ترى أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تبديد المكاسب المحققة، وصرف الأنظار عن المعركة ضد الحوثيين، وتقويض جهود الإصلاحات الاقتصادية، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وشدد على حرص قيادة الدولة على تغليب الحلول السياسية، ودعم جهود السعودية والإمارات، والعمل الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للحفاظ على وحدة الصف في مواجهة التهديد الحوثي.