الإعلام الإيراني يؤكد كلام بزشكيان بشأن خفض التوتر مع إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بغداد اليوم - طهران
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم أمس الاثنين، إن إيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر.
وقال بزشكيان للصحفيين قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن على استعداد لوضع كل أسلحتنا جانبًا طالما أن إسرائيل مستعدة للقيام بنفس الشيء، نحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة".
وعلى الفور نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إفادة صحفية اطلعت عليها "بغداد اليوم"، ما نقله الإعلام الأمريكي عن بزشكيان، معتبراً ما جرى نقله "أمر ملفق"، منوهاً أن بزشكيان أكد على أن جرائم إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة وأن طهران تحتفظ بحق الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
من جانبه، نفى رئيس مجلس الإعلام الحكومي إلياس حضرتي، في بيان صحفي له وزعه على وسائل الإعلام الإيرانية، معتبراً إن ما نُقل على لسان بزشكيان مخالف لما ذكره.
أين الحقيقة
لكن وسائل إعلام رسمية إيرانية من بينها وكالة أنباء "مهر"، نشرت، اليوم الثلاثاء (24 أيلول 2024) تسجيلاً صوتياً لحديث بزشكيان يؤكد فيه ما قاله أمس في نيويورك.
ويقول بزشكيان "الإرهاب مدان مرفوض من أي بلد أو ديانة أو جنسية سواء كان عربي أو غربي أو فارسي أو من أي ديانة مسلمة وغيرها"، مضيفاً "نحن مستعدون لخفض التوتر والتصعيد مع إسرائيل، وإيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر".
وعلق الرئيس الإيراني على أن التوترات بين إيران وإسرائيل وصلت إلى مستويات جديدة بعد أن ألقت طهران باللوم على إسرائيل في كونها وراء انفجار واسع النطاق لأجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية والذي شهد مقتل عدة أشخاص وإصابة الآلاف في لبنان - بما في ذلك سفير إيران في بيروت. وهددت إيران بالرد.
وتتورط إسرائيل وحزب الله في تبادل مستمر لإطلاق الصواريخ، وإذا تصاعد ذلك إلى حرب إقليمية كاملة، فمن المرجح أن تنجر الولايات المتحدة وإيران - التي تدعم حزب الله باعتباره أهم الجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط - إلى هذه الحرب.
وقال بزيشكيان إن "إيران تريد أن ترى السلام لكنها ستقف في وجه الظلم ضد حلفائها، الذين يتخذون قراراتهم الخاصة بشأن العمل العسكري"، مضيفا أنهم "لا يتلقون الأوامر من أحد، ليس الأمر وكأن اليمنيين ينتظرون منا أن نقول لهم ما يجب عليهم فعله أو ما لا يجب عليهم فعله".
وبين انه "إذا اندلعت حرب في المنطقة، فلن تخدم مصلحة أحد، نحن لا نريد القتال، إسرائيل هي التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة".
من جانبه، وصف رضا نصيري خبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، ما نشرته وسائل الإعلام المحلية بأنها "مقالب إعلامية".
وقال نصيري "يشير الرئيس بزشكيان إلى المعايير المزدوجة التي يطبقها الغرب تجاه أداء إيران والنظام الإسرائيلي: فهم يطلبون من إيران عدم مساعدة فصائل المقاومة، لكنهم يسلحون إسرائيل حتى الأسنان".
وأضاف "إنهم يريدون أن تفكك إيران برنامجها النووي السلمي، لكن إسرائيل تستطيع أن تمتلك أسلحة نووية وتهدد الآخرين بها، إنهم يريدون من إيران أن توقف برنامجها الصاروخي، لكن إسرائيل تستطيع أن تمتلك أي سلاح تريده".
وأوضح المحلل السياسي الإيراني "في مثل هذا الوضع، يقول بزشكيان، نحن مستعدون للتخلي عن جميع أسلحتنا بشرط أن تتخلى إسرائيل أيضاً! والغرض من هذه العبارة هو إظهار عدم أهمية توقعات الغربيين، ولا علاقة له بالمصالحة مع إسرائيل".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
في اليوم الثالث.. هجمات متبادلة وارتفاع عدد قتلى إسرائيل
أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، ارتفاع حصيلة الهجوم الصاروخي الإيراني ليل السبت على إسرائيل إلى 13 قتيلا بعد انتشال جثث إضافية من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد.
وقال قائد الشرطة في منطقة أيالون وسط إسرائيل دانيال حداد للصحفيين في مدينة بيت يام التي طالتها الصواريخ الإيرانية "قُتل 6 أشخاص وأصيب 180 آخرون"، مشيرا إلى أن هناك 7 أشخاص على الأقل في عداد المفقودين ويرجح أنهم تحت الأنقاض.
وبحسب السلطات قُتل 4 أشخاص آخرين في موقع آخر في شمال إسرائيل.
هجمات متبادلة
وتبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل وحتى صباح الأحد، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذرا طهران من ضرب أهداف أميركية.
وقالت السلطات إن فرق الإنقاذ الإسرائيلية مشطت أنقاض مبان سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب البوليسية للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا.
إلغاء المحادثات النووية
وقررت طهران إلغاء المحادثات النووية التي وصفتها واشنطن بأنها السبيل الوحيد لوقف القصف الإسرائيلي فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات التي تعرضت لها إيران حتى الآن لا تقارن بما ستشهده في الأيام المقبلة.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) "إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل".
واستطرد قائلا: "لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي".
ولم يقدم ترامب تفاصيل بشأن أي اتفاق محتمل.
اليوم الأول والثاني
وأعلنت إيران مقتل 78 شخصا في اليوم الأول من الحملة الإسرائيلية عليها وسقوط عشرات آخرين في اليوم الثاني من بينهم 60 شخصا عندما دمر صاروخ مبنى سكنيا من 14 طابقا في طهران وكان من بين القتلى 29 طفلا.
وقالت إيران إن مستودع النفط في شهران استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة تسنيم للأنباء، الأحد، بأن حريقا اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضا مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة.
وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية بعد الساعة 11 مساء السبت بقليل (20:00 بتوقيت غرينتش)، عندما دوت صفارات الإنذار في القدس وحيفا ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ.
وفي حوالي الساعة 2:30 صباحا بالتوقيت المحلي (2330 بتوقيت غرينتش السبت)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ.
وتردد دوي الانفجارات في تل أبيب والقدس مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد. وألغى الجيش تحذير الاحتماء بعد ساعة تقريبا من إصداره.
ضربة بات يام
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 35 شخصا في عداد المفقودين بعد ضربة أصابت مدينة بات يام جنوبي تل أبيب. وقال متحدث باسم خدمات الطوارئ إن صاروخا أصاب مبنى من 8 طوابق هناك، وتم إنقاذ العديد من الأشخاص، لكن سقط قتلى.
وحتى الآن، قتل 9 أشخاص على الأقل في إسرائيل وأصيب أكثر من 300 منذ أن بدأت إيران شن هجماتها الانتقامية يوم الجمعة.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع وحث نتنياهو الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه من رجال الدين، تتزايد المخاوف من تصعيد في المنطقة يستقطب قوى خارجية.
وحذرت طهران حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضا إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.