تواجه عصابات ومليشيات التمرد بولاية الجزيرة موقفاً عصيباً داخل المدن والقري التي اجتاحتها منذ أشهر الأمر الذي يفسر تحركاتها ونشاطها وحشودها الهستيرية منذ أيام لاستعادة قرية الشايقاب والتي صارت أيقونة انتفاضة أهل الجزيرة لطرد فلول الغزاة والمجرمين من أرض الجزيرة ..

• حتي ظهر اليوم لا تواجد لقوات مليشيا التمرد في كل المحاور القريبة من قواتنا .

. وماتم ويتم تداوله عن حشود للمليشيا غرب مدينة مدني لا أساس له من الصحة .. ومن مآزق عصابات حميدتي في لاية الجزيرة أن آلياتها القتالية إنتقلت من خانة المئات إلي خانة العشرات ومع ذلك فهي مكشوفة وقبل هذا وذاك تواجه المليشيا مرحلة جديدة من مراحل المقاومة الشرسة والتي ستنتهي بطردها من أرض الجزيرة بحول الله ..

• تعلم قيادة مليشيا التمرد وكلاب صيدها أن دخول الجيش السوداني إلي مدينة مدني يعني نهاية التمرد في وسط البلاد ولذلك فهي تسعي بكل ماتبقي لها من قوة وتآمر لتعطيل التحركات العسكرية من جهتي الغرب حيث متحرك المناقل ومن جهة الشرق حيث متحرك أسود الشرقية ..

• تتلقي مليشيات التمرد لطمات متتالية عسكرياً ومدنياً .. في الجانب العسكري لن تنسي المليشيات في تاريخها القريب النزال البطولي الذي وجدته في قرية الشايقاب وهو النموذج المصغر لما سينتظرها في كل قري الجزيرة ..

• أما في الجانب المدني فحدّث ولا حرج .. أبواق المليشيا تطلم الخدود وتشق الجيوب لأن سعر جوال السكر بسوق تمبول تجاوز ال300 ألف جنيه وسعر جوال الدقيق 52 كيلو بلغ 70 ألف جنيه وسعر كرتونة التونا تجاوز ال99 ألف جنيه ..

• أبواق مليشيا التمرد طالبت عدداً من مواطني القري المغلوبين علي أمرهم بتشكيل وفد لتقديم شكوي لحكومتي القضارف وكسلا لفك الحظر عن التصاديق التجارية التي كانت تنقل المواد التموينية إلي سوق تمبول حيث اكتشفت السلطات المختصة بين القضارف وكسلا وبورتسودان أن القوة الشرائية للسوق بكل قري شرق الجزيرة أقل 10 مرات من شحنات المواد التموينية التي تصل إلي عمق مناطق سيطرة المليشيات بالجزيرة وشرق النيل وحتي جبل أولياء بطريق تمبول .. القطينة جبل أولياء !!

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • أين ذهب الرفاق؟ تأملات في فكر وتجربة اليسار السوداني (1)
  • عاجل | مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
  • السودان يدين هجوم مليشيا الدعم السريع على مقر الأمم المتحدة بكادوقلي
  • البنتاغون: مقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني في سوريا
  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • السوداني: انتهاء مهمة يونامي لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • «المؤتمر السوداني» يحذر من انهيار كامل لمشروع الجزيرة