أعلنت حملة المرشح الجمهوري لانتخابات البيت الأبيض دونالد ترامب -أمس الثلاثاء- أن أجهزة الاستخبارات الأميركية حذرت الرئيس السابق من وجود تهديدات إيرانية "حقيقية ومحددة" باغتياله.

وقالت الحملة -في بيان- إن "مكتب مدير الاستخبارات الوطنية أطلع الرئيس ترامب في وقت سابق اليوم على وجود تهديدات إيرانية حقيقية ومحدّدة باغتياله، في محاولة لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في الولايات المتحدة".

ونقل البيان عن مدير الاستخبارات قوله إن هذه "الهجمات المتواصلة والمنسّقة" زادت "في الأشهر الأخيرة".

وسبق لإيران أن نفت اتهامات مماثلة خلال الصيف ووصفتها "بالخبيثة".

وفي منتصف أغسطس/آب، اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف محاولات قرصنة عديدة استهدفت الحملتين الانتخابيتين لكل من ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

ورأت حملة ترامب الثلاثاء أن هذه "التهديدات" هي دليل على أن "النظام الإرهابي في إيران يحب ضعف كامالا هاريس ويخشى قوة الرئيس ترامب وتصميمه".

يشار إلى أن المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب تعرض خلال الأشهر الأخيرة لما قيل إنهما "محاولتا اغتيال" نجا منهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

حرب حقيقية بين إيران والعالم المهيمِن

 

 

بعد أيام عسيرة من المفاوضات الإيرانية-الأمريكية بموجب الاستعلاء الأمريكي وغاياته الاستحواذية وشروطه الإملائية، أطاحت الساعات الأخيرة بالجولة السادسة من المفاوضات، مستأنفةً مراحل المسار الإجرامي الذي سلكته «الهيمنة الغربية» ليصل أتونه إلى «طهران» بوصفها الحلقة المركزية في «جبهة المقاومة».
لم تبدأ «طهران» الحرب، ولم تعدم احتواءها التصعيد، فقد انتهجت قيادتها سبيلًا عقلانيا بحنكة دبلوماسية نادرة، والتزمت صبرًا استراتيجيا لا يطاق، كسبًا للوقت ومراكمةً للاقتدار في مواجهة جنون «المهيمِن» الذي مضى قدمًا في مخططاته المرسومة سلفًا.
جاء الإفصاح عن إنجازها الاستخباري الخطير والنوعي الأخير، كحاجة لرفع العدوان المحتمل عليها أو دفعه وتأخيره، وكرسالة قوة بحيازة ما يخرج عن التوقع، ويعيد التوازن لصالح «جبهة المقاومة»، وكورقة تفاوضية صالحة لكسب الوقت وتحسين شروط التداول، وكحجة على ازدواجية المعايير التي تعتمدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى تورط بعض أعضائها لصالح الكيان الصهيوني وبرنامجه النووي.
انفجار المفاوضات وإنذارات الجريمة
ليست هذه المحطة الوحيدة التي يشهد فيها تاريخ المفاوضات الشاق مع «إيران» مأزقًا، وليست اللحظة الوحيدة التي تشهد فيها المفاوضات الأخيرة رسائل شدة ونار في ساحات مختلفة، لكنها ذروة غليان البركان، الذي فجره الكيان الصهيوني فجر الجمعة ١٣ حزيران ٢٠٢٥م، باستهدافات تجاوزت كافة خطوط الحمر، لتدخل المواجهة الأخيرة بين «جبهة المقاومة» و«العالم المهيمِن» مرحلتها الخامسة منذ عملية طوفان الأقصى في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣م.
وضع «ويتكوف» الحبكة في نصابها، وهو المنتدب الأمريكي إلى مفاوضات غزة واليمن وإيران، معتبرًا أن تخصيب اليورانيوم أو تطوير القدرات النووية والقدرة الصاروخية بمثابة تهديد وجودي لـ«إسرائيل».
لقد أعطى «ويتكوف» الإشارة الصريحة للانقضاض الإسرائيلي وربما الأمريكي على إعاقة تطوير قدرة إيران النووية أولًا وعلى النيل من قدرتها الصاروخية ثانيًا، لجلب «إيران» إلى بيت الطاعة الأمريكية أو لإزالة مفاعيلها الثورية بكل بنيتها الداخلية وامتداداتها الخارجية.
لم يكن تجميد الصراع الأمريكي اليمني المباشر، وإن كان نجاحًا لليمن ومقاومته، إلا إتاحة من جانب آخر لليد الإسرائيلية في القيام بدورها العدواني عليه مباشرة، كإحدى سيناريوهات محتملة تقتصر على «إسرائيل» في الضغط الأمريكي على «طهران»، ولم تكن تلك الجولات العدوانية الإسرائيلية المتكررة عليه إلا مناورة حية، استطلاعية بالنار، وتمهيدية تجريبية للهجوم على «إيران» بتوقيت «واشنطن».
وفي هذا السياق، جاء ما أعلنته «وزارة الحرب الإسرائيلية» عن «نقل أكثر من 90 ألف طن من الأسلحة، كجهد مشترك بين عدة جهات تابعة للجيش الإسرائيلي، تشمل بعثة المشتريات الدفاعية الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وفرع التخطيط وبناء القوة في الجيش…»، كإشعار بعمل غير مسبوق، لا يخفى على اللبيب احتمالية العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما لم يخل الإبقاء على الحكومة الإسرائيلية الحالية، والحيلولة دون سقوطها، إلا قرارًا واضحًا نحو المواجهة والتصعيد، في نفس الاتجاه المتدرج للنيل من حلقات «جبهة المقاومة»، حلقة إثر حلقة.
قبل ذلك، لم يكن فرض الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاقات المؤقتة على صيغها المتفاوتة في فلسطين ولبنان دون أدنى التزام من الجانب الإسرائيلي، وإحداث انقلاب في سورية وتعديل موازين السلطة في لبنان، وتقييد إسناد الحشد الشعبي في العراق للمقاومة الفلسطينية، إلا فتحًا للمسرح أمام التحكم الإسرائيلي بالنظر والنار، كمقدمة ضرورية للهجوم على إيران ما لم تذعن وتستسلم صاغرة للإملاءات الأمريكية.
تكون الولايات المتحدة الأمريكية، ووفق تصوراتها، قد قضت بيد “إسرائيلية” على الدور الإيراني في دعم دول وحركات المقاومة، بالميدان والحصار بدلًا من الدبلوماسية والمفاوضات، أي شطبت بندًا رئيسيا مما كانت تشترطه، واستطاعت أن تضرب المقاومة في لبنان وفلسطين وخط إمدادها العراقي السوري وتعيدها سنوات ضوئية إلى الوراء، وتفكك فكرة «جبهة المقاومة» في مخيلة روادها بعد أن اغتالت أعمدتها.
مرحلة الانقلاب على المفاوضات بالنار
انتهجت الولايات المتحدة الأمريكية الأسلوب عينه في محاولتها تقييد المسألتين الصاروخية والنووية، وتكريس وقائع جديدة.
بعد تمزيقها الاتفاق النووية الموقع عام ٢٠١٥، ها هي عبر عملية إسرائيلية خبيثة تنقلب بالنار على المفاوضات.
استهدف «الكيان الصهيوني» بتحفيز أمريكي في عدوانه السافر عددًا من القادة العسكريين وعلماء الذرة، والمنشآت النووية والعسكرية، وكعادته لا يرف له جفن من إزهاق أرواح المدنيين. لتستكمل المواجهة تاليًا بعملية القضاء المتدحرج على ما تبقى من أثر مقاوم بأيدي قوى محلية، يوازيها اتخاذ إجراءات عقابية عدوانية مفتوحة، وحظر قانوني دولي، فضلًا عما تتكفله وزارة الخزانة الأمريكية وغيرها من أدوار تخدم أغراضها، وهكذا يتم اغتيال القادة والعلماء وتدمير القدرات العلمية والعسكرية وإحباط عمليات التمويل.
وبذلك تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد نزعت فتيل التهديد الوجودي القريب والمتوسط والبعيد الذي يستهدف الكيان الإسرائيلي ونظام هيمنتها في المنطقة، وأعادت رسم خريطتها الجيوسياسية على طريق إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، والتوصل إلى دولة إسرائيلية خالصة، وإنجاز ممر «الهند-الشرق الأوسط-أوروبا»، والسيطرة على نقاط الالتقاء الاستراتيجية، مثل الممرات البحرية.
المنطقة على فوهة بركان
أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بيد «الكيان الصهيوني» واعتدائه السافر على إيران كل المنطقة في مرحلة جديدة غير واضحة في مآلاتها، امتلك الكيان الغاصب حروف بدايتها العدوانية، لكن، لا يمكن لأي امرئ أن يحسم سيرورتها ونهاياتها. بما أن وجهة الأحداث تتحدد وفقًا لموازين القوى وتفاعلاتها، وإن كان من المحتوم أن «جبهة المقاومة» كافة معنية بما حدث، ومن القطعي أن إيران سترد ردًا مباشرًا غير مسبوق، لم يشهده «الكيان الصهيوني» من قبل.
تبقى ديناميات الميدان وتقدير الموقف لدى صناع القرار على طرفي نقيض من المواجهة الجارية هي التي ترسم ملامح منطقة غرب آسيا، وفق طموح معلن من «جبهة المقاومة» بتوجيه ضربة للكيان الصهيوني اللقيط بنحو قوي ومدروس ومن ورائه شبكة الهيمنة المعولمة.
إنها لحظة التحديات المفصلية وربما المصيرية، لا يصمد فيها إلا من كان على قدرها، ولا قدر لأهل المقاومة والدفع عن الإنسان والإنسانية إلا بمواجهة الهيمنة والاحتلال والعدوان والإبادة.
* باحث في الاجتماع السياسي والشؤون الإيرانية

مقالات مشابهة

  • ترامب يراوغ.. هل طلب الرئيس الأمريكي من إسرائيل وقف الهجمات على إيران؟
  • الرئيس التركي ونظيره الأمريكي يبحثان الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • عاجل - 13 قتيلا و250 مصابا إثر سقوط صواريخ إيرانية على عدة مناطق بإسرائيل
  • ترامب يخلط الأوراق.. تهديدات وفرص “صلح” هشة
  • قوات مشاة البحرية الأميركية تنفذ أول اعتقال في لوس أنجلوس وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات
  • حرب حقيقية بين إيران والعالم المهيمِن
  • بمشاركة ترامب.. حملة إعلامية وأمنية إسرائيلية لتضليل إيران عن موعد الهجوم
  • صحيفة بلجيكية: مديرة الاستخبارات الأميركية تخشى هيروشيما أخرى
  • أستاذ علاقات دولية : إسرائيل استخدمت خدعة الرئيس الراحل السادات ضد إيران
  • منشور لحظة إهمال للسلطات الأميركية يثير المخاوف في مونديال الأندية