خبراء: الحرب الجوية والسيبرانية تخدم إسرائيل والبرية تخدم حزب الله
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
يرى خبراء أن كلا من إسرائيل وحزب الله اللبناني لا يزالان في مرحلة تقييم التصعيد العسكري، ويقولون إن ما يجري على الجبهة اللبنانية يمثل اختبارا حقيقيا لنظرية الأيام الصعبة التي لطالما ظلت مجرد هاجس للقادة الإسرائيليين.
ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديدا يعيش اختبارا حقيقيا على المستويين العسكري والداخلي، مشيرا إلى أن إسرائيل عموما "لم تدفع ثمنا باهظا بالمعنى الحقيقي خلال عام كامل من الحرب على قطاع غزة، التي تعامل معها المواطن الإسرائيلي بنوع من الرفاهية".
وأضاف جبارين أن الحرب الحالية مع حزب الله لا يمكن قياسها على حروب سابقة لأنها استثنائية بكل تفاصيلها، وتأتي في وقت تتعامل فيه إسرائيل بمنطق جديد مع الحروب بعدما تمكنت من تجاوز أزمات الوقوف أمام أعداد القتلى والأسرى في حرب غزة كما لم تفعل من قبل.
كما أن قدرات الجانبين العسكرية ليست هي نفسها التي كانت في عام 2006، وفق جبارين الذي يرى أن إسرائيل في هذه الحرب "تراهن بكل مقدراتها لأنها تدخل الاختبار الفعلي وتواجه الأيام الصعبة التي لم تغادر منطقة الكلام طيلة السنوات الماضية".
مرحلة تقييم وعض أصابعوعن الأهداف الحالية، يقول جبارين إن التصعيد الإسرائيلي في كل مرة يستهدف التقييم بالدرجة الأولى لمعرفة الخطوة التالية، لكنه أشار أيضا إلى أنها تستنسخ ما فعلته في غزة عندما قالت إنها ستعيد الأسرى بالقوة وليس بالدبلوماسية، ثم فشلت في ذلك.
والآن، وأمام حزب الله الأكثر قوة وتسليحا واستعدادا للحرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن السؤال متمحور حول ما إذا كانت إسرائيل ستواصل محاولات إعادة السكان للشمال بالقوة أم إنها ستلجأ للدبلوماسية بالنظر إلى عدم منطقية قدرتها على تحقيق هذا الهدف عبر الحرب، كما يقول جبارين.
إضافة إلى ذلك، يرى جبارين أن إسرائيل التي فشلت في محو حماس بعد عام كامل من القتال، لن تكون قادرة على محو حزب الله، فضلا عن أنها لم تتوصل بعد إلى المعادلة الأمنية التي يجب عليها اتباعها مع هذه الجبهة حتى الآن، وفق تعبيره.
ولأن إسرائيل فشلت في محو حماس فكيف ستفعل مع حزب الله؟ ثم إن ما تقوم به عمليا ليس كافيا لإعادة السكان بطرق عسكرية فقط. فهل سيتخذ نتنياهو لبنان ذريعة لتحقيق أهداف في الضفة الغربية؟ لأن حزب الله ليس حماس، ومعادلة التعامل معه الأمنية تختلف، وليس واضحا ما إذا كانت إسرائيل وضعت قواعد للتعامل معه.
معركة استخباريةوفي السياق، يرى الكاتب والباحث السياسي هادي القبيسي أن التصعيد الحالي يقوم على الاستخبارات بالدرجة الأولى، ويقول إن غارات الأيام الثلاثة الماضية أثبتت فشل إسرائيل في هذا الجانب لأن الأهداف كانت مدنية بنسبة 95%.
وقال القبيسي إن قصف حزب الله مقر الموساد في تل أبيب بصاروخ "قادر-1" يعكس فشل إسرائيل في ضرب منصات الصواريخ والقضاء على القوة الصاروخية النوعية للحزب.
ولفت القبيسي إلى وجود تغيرات كبيرة حدثت خلال العام الماضي في بنية حزب الله العسكرية وأعداد الصواريخ التي يمتلكها ونوعيتها وانتشارها، مما يعني أننا بصدد حرب مختلفة، حسب قوله.
وأشار إلى أن إسرائيل تغتال قادة في الحزب فعلا، لكن بنك أهدافها ليس مؤثرا لأن المقاومة في لبنان لم تتلق ضربة قاضية ولا تزال تحتفظ بأوراق لاستخدامها ربما في عمق الأراضي المحتلة.
ويتفق القبيسي مع جبارين بشأن اختبار الطرفين نوايا الآخر، وقال إن حزب الله يحاول امتصاص الضربات لمعرفة نوايا إسرائيل العسكرية والسياسية، مشيرا إلى أن توسيع استهداف المدنيين قد يدفعه لضرب تل أبيب بشكل مباشر وقوي لبتدأ الحرب الواسعة عمليا.
ولفت إلى أن الحديث الأميركي الجديد عن حل إقليمي ينطلق من وقف التصعيد في لبنان يعكس وجود قناعة بفشل محاولات فصل الساحات.
حزب الله مستعد للحربومن الناحية العملياتية، قال الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني إن الضربات الإسرائيلية "لم توقف فوهات الصواريخ"، مشيرا إلى أن رد حزب الله "مرهون بقوة الضربات الإسرائيلية لأنه لا يبادر بتوسيع المواجهة ويظل عمله في إطار الرد المتناسب".
وأضاف جوني أن "المقاومة في لبنان معنية بالعمل على وقف الاعتداء الإسرائيلي وتكريس معادلة الردع، لكن الإسرائيلي قرر تحمل صواريخ حزب الله حتى الآن على الأقل لتحقيق أهدافه، مما يعني أننا في مرحلة عض الأصابع".
واستبعد الخبير العكسري سيناريو الاجتياح البري لجنوب لبنان، وقال إنه "لن يكون إلا تورطا في الوحل اللبناني"، مشيرا إلى أن "تجارب إسرائيل السابقة غير مشجعة على هذا الأمر، مع ملاحظة أن المقاومة لم تكن في السابق كما هي الآن".
ووفقا لجوني، فإن حزب الله لديه تحصينات جيدة وإعداد لهذه الحرب المحتملة، فضلا عن أن جيش الاحتلال قادم من حرب منهكة في غزة إلى حرب أشد ضراوة. وخلص إلى أن المواجهة البرية ستمنح حزب الله نقطة قوة، في حين أن المواجهة الجوية والسيبرانية تظهر إسرائيل بوصفها طرفا أقوى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مشیرا إلى أن أن إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتوعّد حزب الله مجدداً وتُصعّد عملياتها في غزة: لن نسمح للحزب بإنتاج أسلحة مجدداً
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقتل أربعة جنود في مبنى مُفخخ بخان يونس، لترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على غزة إلى 429. اعلان
أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ تل أبيب "ستُهاجِم كلَّ مكانٍ يستدعي الهجوم"، مشيراً إلى أنّ قواته تواصل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "من دون السماح لحزب الله بإعادة تنظيم صفوفه أو استعادة قدراته التسليحية". وشدّد على أنّ الجيش "يُفعِّل أساليب متعددة" لمنع "حماس" من استعادة السيطرة في غزة، ولتحقيق أولويته "إعادة المخطوفين أحياء"، متعهداً بالنجاح "مهما طال الزمن".
وفي تلخيص للموقف الميداني، أوضح المتحدث أنّ الجيش "يعمل بقوة وبطرق مختلفة ويُحقِّق إنجازات"، بينما "تُمارس حماس حرب عصابات". وأضاف أنّ رئيس الأركان، إيال زامير، صادق على خطط عملياتية جديدة في القيادة الجنوبية لاستمرار القتال في القطاع.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقتل أربعة جنود في مبنى مُفخخ بخان يونس، لترتفع حصيلة قتلى الجيش منذ بدء الهجوم البري على غزة إلى 429. وقدّم نتانياهو تعازيه لذوي الجنود، مؤكداً أنّهم "ضحّوا بحياتهم من أجل سلامة الشعب الإسرائيلي"، فيما أفاد الجيش بإصابة ضابط احتياط آخر بجروح خطِرة في الحادث ذاته.
وفي جبهة الشمال، صعّدت إسرائيل تحذيراتها، إذ توعّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن "لا هدوء في بيروت ولا استقرار في لبنان ما لم يُضمَن أمن إسرائيل"، مؤكّداً الاستمرار في الضربات "بقوة كبيرة" إذا لم يُجرّد "حزب الله" من سلاحه. جاء ذلك غداة سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وُصفت لبنانياً بأنّها "انتهاك سافر" لاتفاق 27 تشرين الثاني/نوفمبر الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال العدائية.
Relatedبعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟رئيس الحكومة اللبنانية من دبي: نريد بلدًا يمتلك قراره في السلم والحربخلال جولة في لبنان.. وزير الخارجية الإيراني: تخصيب اليورانيوم خط أحمروأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف "أهدافاً تابعة للوحدة الجوية" في الحزب، بينها مواقع تحت الأرض لإنتاج الطائرات المسيّرة. وقد سبقت الغارات إنذارات للإخلاء تسبّبت في نزوح كبير وازدحام مروري خانق، وسط إطلاق نار تحذيري في الهواء لتنبيه الأهالي.
في المقابل، ندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بـ "الاستباحة الإسرائيلية"، فيما دعا رئيس الحكومة نواف سلام المجتمع الدولي إلى "ردع إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة". وأكد وزير الصحة ركان ناصر الدين إصابة عدد من المدنيين نتيجة الدمار وتساقط الزجاج.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أنّه "فور إعلان العدو الإسرائيلي عن تهديداته، باشرت التنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية لمنع وقوع الاعتداء، فيما توجهت دوريات إلى عدد من المواقع للكشف عليها بالرغم من رفض العدو للاقتراح"، محذّرة من أنّ استمرار الخروقات "يُضعِف دور اللجنة والجيش، وقد يدفع إلى تجميد التعاون معها".
يُذكر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ينصّ على انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" قرب الحدود، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها إبّان الحرب.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة