لا لتسلط القوات والحركات والمليشيات
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
كلام الناس
نورالدين مدني
رغم الجهود الاقليمية والدولية المقدرة لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الانسانية للمتضررين منها داخل السودان وخارجه مازالت الحرب تتمدد وتنتقل من منطقة إلى أخرى.
أصبحت الحرب العبثية التي يرى البعض أنها حرب بين طرفين حرب عصابات بين قوات وحركات ومليشيات جهوية وقبلية تتصارع حول السلطة التي لم تعد موجودة لا في الخرطوم ولا في بورتسودان.
لذلك ظللنا نؤكد منذ اندلاعها بأننا لسنا مع هذا الطرف أو ذاك كما أننا لانقف على الحياد بينها لأنهما في حقيقة الأمر أدوات في يد جهات أخرى ليس من مصلحتها وقف الحرب ولا حماية المدنيين ولا مستقبل السودان.
إننا نرى أن الحل السلمي ممكن وفي أيدي السودانيين أنفسهم إذا خلصت النوايا وجد العزم وتوحدت الإرادة للانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف الظاهرة أو المستترة الإستمرار في تأجيج الحرب التي أثبتت فشلها في تحقيق أهداف أي طرف ولابد من إعلاء صوت العقل والتجرد عن الهوى والاطماع الذاتية ووضع السلاح أرضاً والدخول في السلم كافة.
لذلك لابد من تنفيذ قرار جمع السلاح من كل القوات غير النظامية الظاهرة والخفية لإنجاح عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية لتامين عملية بناء جيش قومي واحد بدلاً من هذه القوات والحركات والمليشيات المتقاتلة وتسليم السلطة الانتقالية لقادة القوى المدنية الديمقراطية الحزبية والمهنية والمجتمعية التي مازالت قابضة على جمر الديمقراطية.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان
حول تلقي رئيس مجلس السيادة رسالة من رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، نقلها له مدير جهاز المخابرات، مستشار الرئيس.
كلما تقدم جيش الدولة ومُسانديه، بقيادة متحرك “الشهيد الصيّاد”، نحو الغرب والجنوب لاستعادة الأراضي المحتلة وتحرير جغرافيا البلاد من مليشيات أبوظبي، وفكّ أسر ملايين الرهائن من السودانيين في مناطق الاحتلال الإماراتي، كلما ازداد شعور دول الجوار الغربي والجنوبي بالخوف والقلق على مستقبل استقرارها وأمنها الداخلي.
فالانعكاسات الجيوسياسية المتوقعة لهذا التقدم العسكري، ميدانياً وعلى جبهات متعددة، ستكون عميقة وذات آثار تمتد عبر جغرافيا السهل الإفريقي حتى شواطئ الأطلسي. دول الجوار السوداني المباشرة تواجه احتمال تحوّل أراضيها إلى وجهة عكسية لمرتزقة أبوظبي، وهذه المرة سيكونون مدججين بالسلاح الثقيل والطائرات المسيّرة المتطورة. وهو ما سيدفع غالبيتهم ممّن لن يتمكنوا من الانتقال للضفّة الشمالية للمتوسط من الالتحاق بالحركات المتمردة والمطلبية داخل تلك البلدان، مما يزيد من تعقيد مشهد عدم الاستقرار فيها، بل وستتحوّل تلك الدول إلى أسواق مرتزقة، ومناطق تنافس جيوسياسي سيفاقم تعقيداتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان، حين شاركوا في مؤامرة إغراق السودان في الفوضى، واستبدال شعبه، وإعادة هندسة ديمغرافيته وأمنه القومي، واستتباع مؤسساته السيادية. فتحوا حدودهم ومطاراتهم لتحويلها إلى مراكز استيراد للمرتزقة والعتاد، في محاولة للتخلص من عناصر عدم الاستقرار القادمة من بلادهم وعبرها، ولأجل مكاسب مادّية رخيصة لنخب فاسدة عابثة بأمن واستقرار الإقليم. واليوم، أعتقد أنهم يسارعون إلى السودان في محاولة للتنسيق واحتواء آثار تلك التداعيات.
وتبدو الدولة، في هذا السياق، تتعامل بعقل ومسؤولية وهدوء مع هذه الملفات، واضعةً على رأس أولوياتها إنهاء حرب الغزو والعدوان، واستكمال تحرير البلاد، وبسط السيادة، وتحقيق الاستقرار. وبعد ذلك، قد يأتي النظر في ما تحدث عنه الفريق أول ياسر العطا بشأن “ردّ الصاع صاعين”.
Ahmad Shomokh
إنضم لقناة النيلين على واتساب