الضفة الغربية - صفا

مع اقتراب الحرب من تمام العام، تشهد "إسرائيل" تداعيات اقتصادية حرجة وتباطؤاً ملحوظاً في النشاطات الاقتصادية، لاسيما بعد توسع جبهة الشمال وشنّ الاحتلال سلسلة غارات جوية على لبنان.

وبلغت نسبة العجز في موازنة عام 2024، نحو 10.5 مليار دولار (40 مليار شيكل)، ما أثار تساؤلات حول قدرة الحكومة "الإسرائيلية" على الإيفاء بالتزاماتها المالية، وتغطية نفقاتها العسكرية.

وأفاد الخبير الاقتصادي الدكتور نصر عبد الكريم، بأن الاقتصاد "الإسرائيلي" ينزف منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، مبيّناً أن كلفة العدوان تجاوزت 70 مليار دولار.

وقال في حديثه لوكالة "صفا"، بأن حكومة الاحتلال لأول مرة تحتاج إلى تقديم ميزانية إضافية ثلاث مرات خلال عام واحد، في محاولة لتخفيض العجز إلى 6.6%، وهو هدف الحكومة المحدد للعجز في العام المقبل.

وبيّن أن الخطر الأكبر على الاقتصاد "الإسرائيلي" يتمثل في حالة اللايقين والأمد اللامحدود للحرب، الذي يهدد حيوية الاقتصاد ويصيبه بالتصدع.

وأضاف أن إصرار حكومة اليمين المتطرف على توسعة الصراع والمواجهة مع حزب الله، سيكلف الاقتصاد فاتورة كبيرة وسيزيد من مساحة الضرر والتصدع، لاسيّما إذا تمكن الحزب من استهداف مراكز حيوية في الكيان.

وخلال يوم واحد من العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، بلغت تكلفة الغارات 173 مليون دولار، فيما بلغت تكلفة الأسلحة وحدها 160 مليون دولار، بحسب ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية.

وبيّن الدكتور عبد الكريم أن فتح جبهة الشمال سزيد من حجم الإنفاق العسكري، ويعمق العبء الاقتصادي مع بلوغ الدين العام نحو 70% من الناتج المحلي، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال.

وذكر أن الاحتلال لجأ إلى أسواق الديون الدولية عدة مرات خلال الحرب لتغطية نفقاتها، وإن عدم استقرار الأوضاع السياسة والأمنية للدولة يزيد من كلفة تأمين التعثر عن سداد الديون السيادية.

ووفق تقارير، فقد ارتفعت كلفة التأمين على الديون السيادية "الإسرائيلية" إلى 149 نقطة أساس، وهي الأعلى منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وخلال عام 2023، بلغت ديون الاحتلال السيادية 43 مليار دولار، من بينها 21.6 مليار دولار منذ بدء العدوان على غزة، بالمقارنة مع 16.78 مليار دولار في عام 2022.

وقال الدكتور عبد الكريم، إن معظم القطاعات الاقتصادية لدى الاحتلال تضررت بفعل الحرب، خاصة قطاع التكنولوجيا، إذ كانت صادرات الدولة من التقنيات المتقدمة تمثل 52% من مجمل الصادرات، وتشكل 20% من الإنتاج المحلي.

وأضاف "ناهيك عن قطاعات الزراعة والسياحة والبناء، بعد منع العمال الفلسطينيين من العمل في الداخل المحتل، فضلاً عن نفقات الحكومة على 120 ألف نازح إسرائيلي تركوا منازلهم في المناطق الحدودية، وتعويضات المتضررين من الحرب، كلها عوامل ساهمت في إثقال كاهل الاقتصاد الإسرائيلي"

وبين أن الاحتلال منذ تاريخ نشأته، وضع الاعتبار السياسي والأمني متقدماً على الاعتبار الاقتصادي، والحكومة الحالية برئاسة نتنياهو حشدت الدعم من كيانات صهيونية ودول غربية لخوض معركة وجودية بالنسبة للاحتلال.

وأضاف أن العامل الاقتصادي رغم تضرره، لن يكون عاملاً حاسماً في قرار "إسرائيل" بإنهاء الحرب أو الاستمرار بها، إلا إذا تحققت إضرابات كبيرة وواسعة في الداخل الإسرائيلي، وأدت إلى الشلل التام لكل المحركات الاقتصادية للدولة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز 60 ألف شهيد

تجاوزت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 60 ألفا و34 شهيدا، بينهم 18 ألفا و592 طفلا، و9782 سيدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بحسب بيان لوزارة الصحة في غزة.

وقالت الوزارة في بيان لها عصر اليوم الثلاثاء إن عدد المصابين تجاوز 145 ألفا و870 مصابا، وأضافت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغت 8867  شهيدا و33 ألفا و829 إصابة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

استهداف مباشر للمدنيين

وأوضحت الوزارة أن الأطفال والنساء يشكلون ما نسبته 47% من إجمالي حصيلة الشهداء الفلسطينيين، وترتفع النسبة الى أكثر من 55% من إجمالي عدد الشهداء مع إضافة كبار السن ما "يعكس بوضوح حجم الاستهداف المباشر وغير المبرر للمدنيين من قبل قوات الاحتلال".

وتابعت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 113 شهيدا و637 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال 24 ساعة بلغ 22 شهيدا، وأكثر من 199 إصابة ليرتفع إجمالي شهداء "المساعدات" ممن وصلوا المستشفيات إلى 1179 شهيدا وأكثر من 7957 مصابا.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى وجود مئات الجثامين تحت الأنقاض وفي مناطق يصعب الوصول إليها، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل واستهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، وبفعل استمرار الحصار الطبي والإنساني.

وجددت الوزارة دعوتها للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والطبية للتدخل العاجل "من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة".

إعلان

ويؤكد برنامج الغذاء العالمي أن مناطق بغزة تجاوزت مرحلتين من المجاعة من أصل ثلاث، مشيرا الى أن التصنيف العالمي للأمن الغذائي يؤكد أن مدينة غزة بلغت عتبة المجاعة الشاملة.

فيما قال مدير مجمع الشفاء الطبي للجزيرة إن القطاع دخل المرحلة الثالثة من المجاعة.

مقالات مشابهة

  • قائد أنصار الله: مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية
  • ويتكوف يصل تل أبيب..وعيون العالم على وقف العدوان
  • شريف عامر: استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 21 شهرًا بات أمرًا لا يُحتمل
  • وزير الصحة: 500 مليون دولار تكلفة علاج أهالي غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتجاوز 60 ألف شهيد
  • حصيلة القتلى في قطاع غزة تتخطى 60 ألفا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • كيف تقوّض فظائع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتُشعل تمردا صامتا بين صفوفه؟
  • حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتخطى 60 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • مطالبات دولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية
  • المشاط: المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة قدمت لمصر 22.2 مليار دولار أمريكي