نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا للكاتب نيكولاس كريستوف تناول فيه الأوضاع المأساوية في السودان، مركزًا على قصة فتاة يتيمة تدعى صفاء خاطر، وكيف تمكنت من النجاة والعناية بأشقائها وسط الحرب الأهلية المستمرة.

وقال الكاتب؛ في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه شهد خلال رحلته الصحفية في السودان مشاهد مؤلمة لأطفال هزيلين وناجين من المجازر وجرائم الاغتصاب الجماعي، التي تستهدف الجماعات العرقية الأفريقية السوداء.



وأشار الكاتي إلى أن قوات الدعم السريع، وهي من أكثر الميليشيات وحشية في السودان، تقوم حاليًا بقصف مدينة الفاشر وتحقق تقدمًا، ما يهدد حياة أكثر من مليون مدني.

وذكر الكاتب أن الرئيس الأمريكي جو بايدن التقى مؤخرًا بزعيم دولة الإمارات، الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، دون توجيه أي انتقاد علني لدورها في تمكين التطهير العرقي في السودان.

وأضاف أن صفاء خاطر، وهي فتاة سودانية لاجئة تبلغ من العمر 16 عامًا، فقدت والديها بسبب الحرب الأهلية. وروت صفاء كيف أحرقت قوات الدعم السريع قريتها وقتلت الرجال والأولاد، مستخدمين عبارات عنصرية ضد السود.



وبيّن الكاتب أن صفاء تمكنت من الهروب إلى تشاد مع أشقائها، بعد أن عملت لمدة شهر في مقهى شاي لتوفير المال اللازم للرحلة. وهي الآن تعيش في مخيم للاجئين وتعمل لإعالة شقيقتها وأخيها.

وذكر أن هناك تناقض في ممارسات بايدن تجاه ما يحدث في السودان، فهو يدعم المحادثات السلمية في السودان لإنهاء الحرب الأهلية واستعادة الحكومة المدنية، لكن في نفس الوقت، يرفض انتقاد الإمارات، حيث يعتقد أن الإمارات مهمة للغاية في الشرق الأوسط. في الوقت عينه؛ قام النجم ماكليمور بإلغاء عرضه في الإمارات بسبب دورها فيما يحدث في السودان. من الملفت كيف لمغني راب أن يقدم قيادة أخلاقية أكبر من رئيس الولايات المتحدة.

وأفاد بأن صفاء تعمل في مقهى شاي داخل مخيم اللاجئين، حيث تغادر المنزل في الساعة 4:30 صباحًا وتعود حوالي الساعة 9 مساءً، طول الأسبوع، لتكسب ما يعادل حوالي 50 سنتاً يوميًّا. كما تحاول صفاء لعب دور الأم البديلة لأشقائها، حيث تقدم لهم النصح والعزاء في أوقات الصعوبة.

وختم الكاتب بالقول إن هذه الحياة القاسية ليست قدرًا محتومًا على السودانيين، داعيًا القادة العالميين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الأزمة السودانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السودان قصة فتاة يتيمة الحرب الدعم السريع السودان الحرب قصة الدعم السريع فتاة يتيمة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. حرب بلا معنى (2)

اشتهر أشقاؤنا السودانيون بروح الأخوّة والجماعة والتعاطف بينهم إلى الدرجة، التي يصاب فيها المرء بالحيرة، عندما يحاول فهم هذه الحرب البغيضة بينهم داخل السودان. ولهذا يجد المرء مرارة في قراءة هذا الصراع بين السودانيين، خاصة الطريقة الغامضة، التي نشأت فيها وبرزت ميليشيا الدعم السريع، التي تضم مقاتلين من خارج السودان، بعضهم في سن المراهقة، وتتلقّى الدعم من قوى أجنبية لا تهمها مصلحة السودان. لقد اقترفت هذه الميليشيا الكثير من الجرائم في هذه الحرب العبثية.
من الصحفيين القلائل الذين حاولوا نقل الصورة البشعة لهذه الحرب وعواقبها الوخيمة على الشعب السوداني، الصحفي البريطاني أنتوني لويد، الذي تمكّن من الدخول إلى الخرطوم وأم درمان، وكشف عن جانب مظلم تستخدمه ميليشيا الدعم السريع؛ كسلاح في هذه الحرب.
يسرد الكاتب البريطاني هذه القصة بعد أن أجرى مقابلة مع والدة إحدى الفتيات التي تعرّضت للاغتصاب. اختارت الفتاة المراهقة أن تنام في غرفتها بدلاً من النوم مع أمها وبقية الأطفال في الرواق؛ حيث النسيم العليل القادم من النيل في أحد أحياء الخرطوم، الذي كانت تسكن فيه هذه الأسرة، والذي يخضع لاحتلال ميليشيا الدعم السريع. لم يدر بخلدها أنه في الهزيع الأخير من الليل سيدخل ثلاثة جنود يحملون السلاح من نافذة المنزل ذي الدور الواحد، ثم إلى غرفتها دون أن تلحظ ذلك الأم التي كانت تغط في نوم عميق. لم يكن والدها موجوداً في المنزل ذلك اليوم. كان هؤلاء يبحثون عن أي شيء يسرقونه، وإذا لم يجدوا شيئاً أمعنوا في إهانة أهل هذا الحي بارتكاب جرائم الاغتصاب التي يحجم الكثير من الضحايا عن التصريح بها؛ مخافة العار والفضيحة في مجتمع ديني محافظ. لم يجد هؤلاء الجنود الثلاثة أي ذهب أو مال أوهاتف محمول؛ فأقدموا تحت تهديد السلاح على ارتكاب هذه الجريمة، التي أصبحت- بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة- “منتشرة” في هذه الحرب، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات؛ بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب، وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. عندما وجدت الأم ابنتها ترتجف خوفاً بجانبها في الظلام، أدركت أنها أمام وقت عصيب. لم تجد الصرخات التي أطلقتها في الشارع، وأيقظت الجيران الذين ملأوا ساحة بيتها، ولم تنفعها الشكوى لدى نقطة التفتيش التابعة للدعم السريع في نفس الشارع. تكرر نفس السيناريو بعد ثلاثة أشهر عندما هجم ثلاثة أفراد من الميليشيا على المنزل وأخذوا الفتاة من يدها، لكن الجيران أنقذوا الموقف بعد سماع صيحات الأم. لم تخبر الأم والد الفتاة الغائب بما حلّ بابنته، ولا تدري كيف سيكون ردة فعله لو أخبرته بالأمر. غادرت الأسرة هذه المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا متوجهة إلى أم درمان دون التفكير في العودة للمنزل، الذي أصبح مكاناً للذكريات المؤلمة.
لم تنته قصة الأم المكلومة فأمامها الكثير من الجهد لتساعد ابنتها على تجاوز هذه المعضلة.
هذا جانب واحد فقط من الأعراض الجانبية للحرب. فما بالكم في الحرب نفسها؟

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • قرقاش يرد على نيويورك تايمز: تدخلنا في السودان بطلب أممي
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • في مؤتمر “أممي”.. رؤية سودانية لإعمار ما دمرته الحرب
  • السجن المؤبد عشرين عاما لمؤيدة ومتعاونة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • الأمم المتحدة: ميليشيا الدعم السريع تجند مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى