صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-12@09:58:48 GMT

البرھان وزيف السلطة

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

البرھان وزيف السلطة

 

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

البرھان وزيف السلطة

بعمد أو بغير عمد، ظل الجنرال البرھان يخوض منذ صعوده الي السلطة، في سراب منطقة غامضة، أستطيع أن أُسَميھا “منطقة زيف السلطة”.

المھم فان الجنرال برھان منذ أن طار الي عنتيبي الأوغندية في الثالث من فبراير سنة (20) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خارج صلاحياته الدستورية، إذ ظل ھو منذ ذلك التاريخ يركل في لعبته المفضلة “الوثيقة الدستورية”، التي صار بموجبھا رئيسا لمجلس السيادة الإنتقالي، والتي يزعم الي اليوم أنه يحكم وفق مشروعيتھا، والي أن خاطب البرھان بالأمس القريب “الجمعية العامة” بأسم ذات الشرعية المفترضة التي يستمدھا من ھذه الوثيقة المفتري عليھا نفسھا، ھذه الوثيقة التي مزقھا البرھان في الواقع علي رؤوس الأشھاد، ولأكثر من مرة، قبل إنقلابه عليھا في (25) اكتوبر (21) وبعده، بل والي يومنا ھذا شر مُمزق.

علي أية حال يبدو أن ھذا الجنرال لا يستطيع ممارسة الحكم سوي في ھذه المنطقة الرمادية التي تمنحه سلطات شبه مطلقة لا تحدھا حدود، لا يقبل ھو فيھا التقيد بوثيقة أو باتفاق أو بقانون.

فضلا عن أن حكم برھان الذي يمثل في أفضل حالاته الي الآن توصيفا انه “سلطة أمر واقع”.. نجده في ذات الوقت يغالط حقائق ھذا الواقع كل يوم ولا يعترف بھا، حتي لو أن الناس قد قبلوا جدلا “الأمر الواقع” كمُحددٍ ومِعيارٍ، يكفي لإعتراف منقوص بسلطة ھذا الجنرال، القائمة في حقيقتھا علي ما يمتلكه من سلاح وقوة فقط، لا أكثر ولا أقل.

ولعل من آخر تجليات “الظاھرة البرھانية” في التناقض مع الواقع وعدم إحترامه، بل وإحترام عقول من يصدر بشأنھم من قرارات، ھو قرار تعيينه للسيد بحر الدين ادم كرامة واليا لولاية غرب دارفور، ھذه الولاية التي تقع بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

المھم فلكل سُلطةٍ زَيفُ سُلطة، إذ للسُلطةَ أيا كان نوعھا ظِلٌ، يَضيقُ تارةً ويتسع تارة أخري، درج السودانيون علي وصف حالة مثل ھذا الظل بأنه “ضُل ضَحا” قابل للإنكشاف أو الإنحسار، مع خط سير حركة الشمس الظاھرية وتبدلاتھا.

وبالتالي فإن السقوط في منطقة “زيف السلطة”، يصنع لدي من إنكمشت من بين أيديھم سلطتھم لسبب أو لاخر، شعورا زائفا بالقدرة علي ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتھم في وقت مَدِھا وتَمدُدِھا، حتي وإن فقدوا من بعد ھذه السلطة كليا أو جزئيا بقانون الجذر، ھذا القانون الذي من شأنه أن يفقدھم بالطبع، قدرة مزاولتھا كما كانت من قبل علي أرض الواقع.

بل أتصور أن لمنطقة زيف السلطة، دوار كدوار البحر، لذا تجد من وقع في ھذه المنطقة المتأرجحة، دائم التحسس بشكل لا إرادي مستمر لأدوات وأطراف سُلطانه، للتأكد علي الأقل من أن أطراف ومظاھر وأدوات ھذا السلطان لا زالت فاعلة وموجودة في مكانها ولم تغادره.

وقد يتخذ ھذا التحسس احيانا شكل أقوال وقرارات تجافي العقل والمنطق والحقيقة، كالتصريحات التي تصدر من حين لآخر، خاصة من الجنرالين البرھان والعطا.

والتي تعكس في بعض الأحيان صورة تھيوءات تكشف عن نوع من الغربة النفسية، فضلا عن وقائع في سيرة الرجلين، تثبت بلا شك عندي وجود قطيعة ما، لھذين الجنرالين مع الواقع.

الوسومالبرهان حرب السودان زيف السلطة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان حرب السودان

إقرأ أيضاً:

بالصور: فريق طبي بغزة يطلق مبادرة لتقديم علاج نفسي للأطفال باستخدام التكنولوجيا

أطلق فريق دعم التكنولوجيا الطبية "تيك ميد غزة "، مبادرة علاجية في مدينة الزوايدة وسط قطاع غزة، لتقديم جلسات علاجية للأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية بفعل الحرب، وذلك باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.

واعتبر القائمون على المشروع العلاجي تلك الخطوة "رسالة رمزية وإنسانية تهدف لبث الأمل في قلوب الأطفال وسط الخراب والدمار" الذي خلفته الحرب الإسرائيلية.

وقال المشرف على الصحة النفسية في مؤسسة "تيك ميد غزة"، عبد الله أبو شملة، لريا نوفوستي، إن "فكرة المشروع جاءت بمبادرة شخصية من الشهيد الراحل مصعب علي، وهو مصمم برمجيات سابق، وذلك لمساعدة ابنه الذي أصيب خلال الحرب، كي يتجاوز المشاكل والصدمات النفسية التي تعرض لها جراء الإصابة".

وأضاف أن مصعب عمل على تجربة نظارة الواقع الافتراضي على طفله، وكانت النتيجة جيدة، لذلك تم تطوير هذا البرنامج، منه أولا، ومن بعده بواسطة مختصين في البرمجيات والتكنولوجيا لمعالجة الأطفال.

وأشار القائمون على المبادرة أوضحوا إلى أن البرامج المستخدمة تهدف إلى إعادة بناء تصورات إيجابية عن العالم، وهي برامج صُممت خصيصا للأطفال الذي يعانون من صدمات نفسية جراء الحرب لمساعدتهم على التكيف مع واقعهم الجديد.

وأوضحت المساعدة التقنية في "تيك ميد غزة"، نورهان سلمي، لوكالة ريا نوفوستي "الأطفال في غزة شاهدوا العديد من المشاهد المؤلمة والصعبة خلال سنتي الحرب، لذك نحن نستخدم خاصية [الواقع الافتراضي] لتخفيف الضغط النفسي عن الأطفال".

وأضافت أن "الأطفال لا يستطيعون بشكل تلقائي نسيان المشاهد الصعبة التي عاصروها خلال الحرب، هذه التقنية تساعدهم في الانفصال عن واقعهم والتجول في واقع افتراضي مختلف عن عالم المعاناة الذي يعيشون فيه".

وخلال التجربة، يجلس الأطفال داخل خيمة بيضاء صغيرة، أقيمت على أرض رملية، يرتدون نظارات الواقع الافتراضي ويستخدمون أجهزة التحكم بأيديهم.

وتقوم الفكرة العلاجية على دمج العلاج النفسي بتقنيات الواقع الافتراضي ضمن إطار علمي ممنهج، بحيث ينتقل الأطفال إلى بيئات افتراضية مليئة بالخضرة والطبيعة الهادئة تمنحهم شعورا بالأمان والراحة، وهو ما ينعكس إيجابا على حالاتهم النفسية وسلوكهم اليومي.

وقالت الطفلة آية حجاج، 14 عاما، لريا نوفوستي: "نحن في غزة لا نشاهد سوى الدمار والنزوح، ولكن هنا نشاهد في الواقع الافتراضي، أشياء مريحة، طيور وغابات ومدن جميلة.. ونأتي إلى هنا لتغيير الحالة النفسية، نحن من فترة طويلة لم نشاهد الحيوانات والطيور".

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع غزة تراجعًا كبيرًا في الإمكانيات الطبية والنفسية بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر، وعدم دخول المستلزمات الطبية والعلاجية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على قدرة المؤسسات الصحية على تقديم الخدمات الأساسية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية؛ تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة على منصة "إكس" ، إن "الأطفال في غزة يتنفسون لحظات من الهدوء أخيرا بعد عامين من العنف"، مشيرًا إلى أن "تعافي الأطفال في قطاع غزة بعد الحرب "سيستغرق وقتا طويلا.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة " حماس " التي كانت تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيليا غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، متعهدة بالقضاء على "حماس" وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأعلنت روسيا في أكثر من مناسبة دعمها للجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى، مؤكدة موقفها الثابت الداعم لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الحوار والمفاوضات على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ويحفظ الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 70,366 شهيدا غزة: تحذيرات رسمية من خطر منخفض "بيرون" القطبي القادم غزة: ضبط 29 طنا من الدجاج المجمّد مخالفا للتسعيرة الرسمية الأكثر قراءة تفاصيل لقاء "مصطفى" مع مساعد وزير الخارجية الياباني لشؤون إعمار غزة الأرصاد الجوية: كميات الأمطار حتى الآن أقل من المعدلات السنوية الاحتلال يعتقل أشقاء شهيد بيت ريما وقريبه ويهدد عائلته بالصور: غزة: الهلال الأحمر يعزّز المنظومة الصحية بافتتاح مستشفى تأهيل جديد عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع
  • عادل نعمان يدعو لضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر
  • برعاية أم الإمارات، «الإمارات للإفتاء» ينظم مؤتمر الأسرة في سياق فقه الواقع 15-16 ديسمبر
  • تقرير أميركي: انتعاش النفط الليبي بين الواقع والطموح
  • أسرار تحت الأهرامات .. بين إشارات وزيف أثري .. جدل الكشف عن هياكل عملاقة في الجيزة
  • العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى
  • بين الواقع والطموح.. التاريخ يمنح السعودية الأفضلية أمام فلسطين قبل موقعة كأس العرب
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • بن حبريش يدعو للنضال في حضرموت ويكشف استخدام الانتقالي للمسيرات ضد قواته
  • بالصور: فريق طبي بغزة يطلق مبادرة لتقديم علاج نفسي للأطفال باستخدام التكنولوجيا