صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-09@10:55:23 GMT

البرھان وزيف السلطة

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

البرھان وزيف السلطة

 

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

البرھان وزيف السلطة

بعمد أو بغير عمد، ظل الجنرال البرھان يخوض منذ صعوده الي السلطة، في سراب منطقة غامضة، أستطيع أن أُسَميھا “منطقة زيف السلطة”.

المھم فان الجنرال برھان منذ أن طار الي عنتيبي الأوغندية في الثالث من فبراير سنة (20) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خارج صلاحياته الدستورية، إذ ظل ھو منذ ذلك التاريخ يركل في لعبته المفضلة “الوثيقة الدستورية”، التي صار بموجبھا رئيسا لمجلس السيادة الإنتقالي، والتي يزعم الي اليوم أنه يحكم وفق مشروعيتھا، والي أن خاطب البرھان بالأمس القريب “الجمعية العامة” بأسم ذات الشرعية المفترضة التي يستمدھا من ھذه الوثيقة المفتري عليھا نفسھا، ھذه الوثيقة التي مزقھا البرھان في الواقع علي رؤوس الأشھاد، ولأكثر من مرة، قبل إنقلابه عليھا في (25) اكتوبر (21) وبعده، بل والي يومنا ھذا شر مُمزق.

علي أية حال يبدو أن ھذا الجنرال لا يستطيع ممارسة الحكم سوي في ھذه المنطقة الرمادية التي تمنحه سلطات شبه مطلقة لا تحدھا حدود، لا يقبل ھو فيھا التقيد بوثيقة أو باتفاق أو بقانون.

فضلا عن أن حكم برھان الذي يمثل في أفضل حالاته الي الآن توصيفا انه “سلطة أمر واقع”.. نجده في ذات الوقت يغالط حقائق ھذا الواقع كل يوم ولا يعترف بھا، حتي لو أن الناس قد قبلوا جدلا “الأمر الواقع” كمُحددٍ ومِعيارٍ، يكفي لإعتراف منقوص بسلطة ھذا الجنرال، القائمة في حقيقتھا علي ما يمتلكه من سلاح وقوة فقط، لا أكثر ولا أقل.

ولعل من آخر تجليات “الظاھرة البرھانية” في التناقض مع الواقع وعدم إحترامه، بل وإحترام عقول من يصدر بشأنھم من قرارات، ھو قرار تعيينه للسيد بحر الدين ادم كرامة واليا لولاية غرب دارفور، ھذه الولاية التي تقع بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

المھم فلكل سُلطةٍ زَيفُ سُلطة، إذ للسُلطةَ أيا كان نوعھا ظِلٌ، يَضيقُ تارةً ويتسع تارة أخري، درج السودانيون علي وصف حالة مثل ھذا الظل بأنه “ضُل ضَحا” قابل للإنكشاف أو الإنحسار، مع خط سير حركة الشمس الظاھرية وتبدلاتھا.

وبالتالي فإن السقوط في منطقة “زيف السلطة”، يصنع لدي من إنكمشت من بين أيديھم سلطتھم لسبب أو لاخر، شعورا زائفا بالقدرة علي ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتھم في وقت مَدِھا وتَمدُدِھا، حتي وإن فقدوا من بعد ھذه السلطة كليا أو جزئيا بقانون الجذر، ھذا القانون الذي من شأنه أن يفقدھم بالطبع، قدرة مزاولتھا كما كانت من قبل علي أرض الواقع.

بل أتصور أن لمنطقة زيف السلطة، دوار كدوار البحر، لذا تجد من وقع في ھذه المنطقة المتأرجحة، دائم التحسس بشكل لا إرادي مستمر لأدوات وأطراف سُلطانه، للتأكد علي الأقل من أن أطراف ومظاھر وأدوات ھذا السلطان لا زالت فاعلة وموجودة في مكانها ولم تغادره.

وقد يتخذ ھذا التحسس احيانا شكل أقوال وقرارات تجافي العقل والمنطق والحقيقة، كالتصريحات التي تصدر من حين لآخر، خاصة من الجنرالين البرھان والعطا.

والتي تعكس في بعض الأحيان صورة تھيوءات تكشف عن نوع من الغربة النفسية، فضلا عن وقائع في سيرة الرجلين، تثبت بلا شك عندي وجود قطيعة ما، لھذين الجنرالين مع الواقع.

الوسومالبرهان حرب السودان زيف السلطة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان حرب السودان

إقرأ أيضاً:

باكستان: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟

مايو 8, 2025آخر تحديث: مايو 8, 2025

المستقلة/-يستمر التصعيد الهندي-الباكستاني لليوم السابع عشر على التوالي، إذ أعلنت إسلام آباد أنها أسقطت 25 مسيّرة هندية إسرائيلية الصنع اخترقت أجواءها، فيما قالت نيودلهي إنها “حيّدت” محاولات عدوّتها لضرب 15 هدفًا عسكريًا.

وذكر المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شريف شودري، أن المسيّرات الهندية انطلقت من مواقع متعددة، بما في ذلك أكبر مدينتين: كراتشي ولاهور.

وأشار إلى أن إحدى الطائرات الهندية أُسقطت فوق مدينة روالبندي، مقر قيادة الجيش الباكستاني شديدة التحصين.

كما لفت شودري إلى أن واحدة من المسيّرات أصابت هدفًا عسكريًا بالقرب من لاهور، ثاني أكبر مدينة باكستانية، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود، وتوعّد الجارة النووية بالقصاص.

ومضى في انتقاداته لنيودلهي فقال: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟ نافيًا حديثها عن ضرب 15 موقعًا عسكريًا، مشيرًا إلى أنهم “سيردون في الوقت المناسب” ويمارسون أقصى درجات ضبط النفس.

وكانت وزارة الدفاع الهندية قد قالت إن باكستان حاولت استهداف عدد من الأهداف العسكرية في شمال وغرب البلاد مساء الأربعاء وصباح الخميس، وقد “تم تحييدها” بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.

وأشارت نيودلهي إلى أنها ردّت على تلك المحاولات “بنفس الزخم والشدة”، مؤكدة أن إسلام آباد انتهكت مجددًا وقف إطلاق النار على الحدود مع كشمير، ما أسفر عن مقتل 16 هنديًا بينهم أطفال ونساء.

خلال الساعات القليلة الماضية، قُتل ما يزيد عن 31 باكستانيًا و13 هنديًا، وأصيب العشرات في الهجمات المتبادلة.

وفي سياق متصل، أعلنت الخطوط الجوية الباكستانية عن تعليق رحلاتها بشكل مؤقت، دون تقديم تفاصيل إضافية.

ورغم التصعيد، صرح وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، لصحيفة “نيويورك تايمز”، أن بلاده مستعدة لضبط النفس.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، عن موقف مماثل، لكنه أوضح: “إذا كانت هناك هجمات عسكرية علينا، فلا يشك أحد أنها لن تُقابل بردّ حازم جدًا جدًا”.

 

المصدر:يورونيوز

مقالات مشابهة

  • عاصم منير أحمد شاه | جنرال باكستان القوي ولاعب الكريكيت الملتزم
  • باكستان: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟
  • علي جمعة: السيرة النبوية هي التطبيق العملي المعصوم للقرآن
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع محافظ درعا الواقع التعليمي بالمحافظة
  • الحكم بالسجن 5 سنوات على محافظ البنك المركزي السابق في غينيا بسبب الفساد
  • غارات جوية جديدة على شرق وجنوب السودان
  • الحرب الهندية الباكستانية.. من هو «أوبيندرا دويفيدي» قائد الجيش الهندي
  • محافظ اللاذقية يطلع على الواقع الخدمي والتنموي في ناحية كسب
  • نيويورك تايمز: الرجل الأقوى في باكستان يخرج من الظل لمواجهة الهند
  • معرض مسقط الدولي للكتاب.. بين الواقع والمأمول (1- 2)