لأجل لبنان نصلي| الكنائس والإيبارشيات تستقبل النازحين وتفتح أبوابها كملاذ آمن للجميع.. ومخاوف من "تلاشي" التعددية الدينية في المنطقة بسبب الحرب
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تصاعد هجوم الاحتلال الإسرائيلي على حزب الله في لبنان، لجأ العديد من العائلات إلى الفرار من منازلهم والبحث عن مأوى آخر؛ للحفاظ على حياتهم من هذا العدوان الغاشم، ولهذا الأمر، أعلنت الكنائس في جميع أنحاء لبنان فتح أبوابها للأشخاص الذين يسعون للفرار من الحرب، والمغادرة للجنوب بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي حصدت مئات من أرواح الشهداء، رغم أن الغارات تستهدف "حزب الله"، إلا أنها "تؤثر على الجميع".
وناشدت "مارييل بطرس"، منسقة مشروع عون الكنيسة المتألمة في لبنان، في بيان، بتوفير الطعام وأدوات التدفئة استعدادا لفصل الشتاء، للنازحين المقيمين في قاعات الكنائس، رغم أنها تأمل ألا تستمر الحرب لوقت طويل، مضيفةً أنها تعمل مع شركاء الكنيسة المحلية؛ لإيجاد طرق لمساعدة آلاف النازحين منذ بدء العدوان.
وأوضحت أن جنوب لبنان بأكمله مستهدف، وهي منطقة تضم عددًا كبيرًا من السكان المسيحيين، الأمر الذي دفع بالعديد من السكان إلى البحث عن ملجأ في الكنائس، مضيفة أن هناك العديد من العائلات المسيحية فقدت منازلها وينتقلون الآن من الجنوب إلى أجزاء أخرى من بيروت وجبل لبنان والشمال بحثًا عن مأوى.
وحذرت "مارييل" من خطورة هذا الصراع الذي قد يؤدي إلى موجة جديدة من هجرة المسيحيين من لبنان، وهو نزوح مستمر منذ عقود، وهو من شأنه أن يقلل الحضور المسيحي في المنطقة بشكل كبير.
كما أعلنت كلية اللاهوت المعمدانية العربية بلبنان، في بيان لها، استضافة 70 ضيفًا في الحرم الجامعي فروا من منطقة خطرة، موضحةً أنها قامت بزيادة قدرتها على استضافة ما يصل لنحو 200 نازح، بينما اتخذت قيادات مجلس إدارة الكلية، عدة قرارات وفي مقدمتها تأجيل حفل تخرج طلاب الكلية.
وأعلنت إيبارشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، في بيان، تأجيل الاحتفال بتدشين كنيسة سيدة الفرح ومتحف المتروبوليت نيفن "صيقلي"، وزيارة البطريرك يوحنا العاشر التي كانت مرتقبة إلى زحلة، نظرًا للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
ومن المقرر أن تعلن الإيبارشية عن موعد جديد للاحتفال حين تستقر الأوضاع الأمنية في البلاد، شاكرة كل الذين عملوا وساهموا في تحضيرات هذه الزيارة والاحتفال.
وفي السياق ذاته، أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن أسفه لاتساع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط، مطالبًا بالصلاة لأجل انتهاء الحروب، ولأجل الأسرة المتألمة والمضارة بكل نوع من جراء الحروب وكذلك المصابين.
جاء ذلك في ختام عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء الذي أقيم في كنيسة الشهيد مار جرجس بألماظة.
وأشار قداسته إلى أن الحرب بدأت في أراضي فلسطين، انتقلت الآن في لبنان، لافتًا إلى أن الحروب والصراعات العنيفة ومشاهد القتل والتدمير والإصابات والعوز الشديد أمور كلها مرفوضة.
وناشد قداسة البابا الجميع بإعلاء قيم الحكمة والإنسانية والرحمة.
وأضاف: "نثق أن الله هو ضابط الكل، ولا يظن أحد أن الله يصمت على ما يحدث، إنما هو يعطي فرصة للإنسان لكي يتوب ويرجع، وفي الوقت المناسب سيتكلم الله ويمد يده للمتألمين والمجروحين، ولكي ينتقم من الظالمين.
وأعرب عن ألمه لأجل الأطفال الذين ينشأون في أجواء الحروب، وكذلك الشباب الذين تقضي الحروب على أحلامهم وتطلعهم للمستقبل.
واختتم بالدعوة للصلاة لأجل أن يحفظ الله بلادنا ويمتعها بدوام الاستقرار وبالذات على المستوى الاقتصادي، ويمنح الحكمة للمسئولين لأجل مصر باعتبارها بلدا كبيرا.
وندد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في بيان له، بـ"التصعيد المروّع" الذي تشهده لبنان، معتبرًا أن الوضع الحالي "غير مقبول"، داعيًا المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الممكنة لوضع حد لهذا التصعيد من أجل مساعدة لبنان في تجاوز هذه الأوقات العصيبة، لا سيما أن الوضع الإنساني في "بيروت" يزداد تعقيدًا.
وأوضح بابا الفاتيكان أن هذه الأحداث تمثل تحديًا إنسانيًا وأخلاقيًا وتستدعي استجابة جماعية من الدول ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، معربًا عن تضامنه مع الشعب اللبناني الذي عانى من أزمات وصراعات متتالية على مر السنين، داعيًا إلى الصلاة من أجل كل الشعوب التي تعاني بسبب الحرب.
بينما نعى الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، ضحايا الحرب في لبنان، داعيًا إلى رفض الحرب التي تزرع الموت والدمار، والسعي إلى السلام، والدعوة إلى القرب من المتضررين من الحروب، مضيفًا أن الحرب لا يمكنها أن تحل شيئًا، فليصمت صوت السلاح، ولنستمع إلى صرخة الشعوب.
وفي سياق متصل أعرب الدكتور القس جيري بيلاي الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، عن حزنه العميق وقلقه الشديد إزاء تصاعد العنف والهجمات على لبنان، وقال: "بصفتنا أتباعًا للمسيح ووكلاء للسلام، فإننا نؤكد التزامنا بالعدالة وحماية كرامة الإنسان وأرواحه". "نحن ندين بشكل لا لبس فيه استخدام العنف، وخاصة في المناطق المدنية، مما تسبب في معاناة هائلة ودمار وخسارة مأساوية للأرواح.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى وقف جميع أشكال العنف فوراً وإعطاء الأولوية لسلامة وأمن الشعب اللبناني.
وقال: "إننا نحث جميع القادة - الوطنيين والإقليميين والدوليين - على الالتزام بالحلول الدبلوماسية، وضمان إعطاء السلام فرصة للازدهار"، داعيا كذلك جميع الأطراف المعنية إلى احترام "قدسية الحياة البشرية والحفاظ على كرامة وحقوق جميع الناس، وخاصة الأكثر ضعفا - الأطفال وكبار السن والنازحين بسبب الصراع المستمر".
وحثت بيلاي أيضا على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المجتمعات المتضررة من هذا العنف دون عوائق.
وقال "باعتبارنا زمالة كنائس ملتزمة بالعدالة والسلام، فإننا نناشد المجتمع الدولي تكثيف الجهود من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، ووقف الهجمات على لبنان، ووقف إطلاق النار الفوري في غزة". وأضاف "نحن نقف متضامنين مع الكنائس والزعماء الدينيين والمجتمع المدني في لبنان الذين يعملون بلا كلل من أجل السلام والحوار والمصالحة في هذه الأوقات الصعبة".
وفي نفس السياق أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط بشدة قتل الأبرياء، الأطفال والنساء والشيوخ وسائر المدنيين، والهجمات التي تنفذها القوات المعتدية بشكل مكثف على المناطق المكتظة بالسكان والتي أدت إلى استشهاد نحو 500 شخص في يوم واحد حتى الآن، ونزوح مئات الآلاف من المواطنين من مناطقهم، موضحًا أن هذه الجرائم إن دلت على شيء، فإنها تدل على تجاهل قوات العدوان مبادئ القانون الدولي وقواعد اتفاقيات جنيف وكافة الاتفاقيات التي ترعى النزاعات المسلحة.
وبحث المجتمعون خلال اجتماع طارئ للأمانة العامة، القضايا الإنسانية الملحة وسُبل العمل على مؤازرة العائلات ومساندتها على مختلف الصعد، مشيدين بالتضامن الإنساني الوطني الذي يشهده المجتمع اللبناني منذ بداية الاعتداءات، كما رفعوا الصلاة؛ من أجل إحلال السلام، وإحقاق الحق والعدالة وإسكات أصوات الحرب التي تزرع الموت والدمار.
وطالب المجلس، المجتمع الدولي بالتدخل لإصدار موقف واضح يندد بجرائم الحرب الواقعة على المدنيين والمتمثلة في شن الغارات والتدمير الممنهج للممتلكات وقطع الإمدادات الغذائية والصحية، كما يطالب بتوفير الحماية الدولية للمدنيين كي تستطيع المنظمات والجمعيات إمدادهم بالمواد الضرورية لحياة كريمة.
بينما أعرب القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في تصريح لـ"البوابة نيوز" عن مخاوفه الشديدة من احتمالية لجوء الأقباط والمسلمين في المناطق التي يسيطر عليها مثل غزة ولبنان إلى الهجرة لدول أوروبا، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل الحضور المسيحي بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد استمرار مجلس كنائس الشرق الأوسط في تقديم الدعم اللازم للنازحين الفارين من العدوان الإسرائيلي من خلال إنشاء خلية طوارئ لمتابعة الأمور الميدانية اللوجستية وأوضاع العائلات التي نزحت من المناطق والوقوف إلى جانبها إنسانيًا ومعيشيًا، بالإضافة إلى مواكبة حثيثة لكل المآسي التي تطال المواطنين وتأمين الدعم النفسي للأطفال جراء ما شهدوه من مجازر وانتهاكات مرتكبة ضد الإنسانية.
وأضاف "فكري"، أن هناك عددا من الكنائس المجهزة وأخرى غير المجهزة لاستقبال النازحين، موضحًا أن المجلس يسعى دائمًا إلى دعم جميع الكنائس بشكل كبير؛ لتوفير كافة احتياجاتها لخدمة هؤلاء النازحين، خاصة بالتزامن مع اقتراب موسم الشتاء، داعيًا إلى إحلال السلام في "الشرق الأوسط" وإنهاء الحروب بالمنطقة لوقف سفك دماء الأبرياء.
كما أعرب القس أمير إسحق راعي الكنيسة الإنجيلية بقنا والراعي السابق لكنيستي صور وعلما الشعب، عن قلقه بشأن النزوح إلي بيروت وسوريا من أهل الجنوب ، وأسفه الشديد عما يحدث في لبنان في السنوات الأخيرة.
وأفاد “إسحق” في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" بأنه تم تخصيص مركزين للمؤتمرات في زحلة وضهور الشوير، لاستقبال النازحين من أهل الجنوب.
460556730_1071240050510173_6132723076855527899_n 460632111_1033156658605620_7393977939503720624_n 461029086_1246455886782484_6581415198137080126_n 461034409_1501863787124230_6272021818940751236_n 461201674_534347312509466_6730834949078652359_n 461214455_837085148588400_4922738287070588996_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لبنان الكنائس النازحين الحرب مجلس الكنائس العالمي كنائس الشرق الأوسط العدوان الإسرائيلي الشرق الأوسط فی لبنان داعی ا من أجل
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي كبير يعترف: قطر بيت الحكمة الجديد في الشرق الأوسط
رغم الهجمة الاسرائيلية المعادية الموجهة ضد قطر، لكن هناك أصواتا أخرى تعتبرها مساحة لا تتصادم فيها التقاليد والحداثة، بل تتكاملان لخلق نموذج إقليمي جديد، حيث تقدم الدوحة منبراً للحوار العالمي، والأمن الثقافي، والإسلام المنفتح، وهو بديل يتحدى الثنائيات المألوفة اليوم، ولذلك ليس من السهل على الإسرائيليين الوصول إليها هذه الأيام، ليس بسبب جدول الرحلات المرهق، بل بسبب الأعباء الذهنية التي يحملها على ظهورهم كلما التقوا بالعالم العربي عمومًا، وقطر خصوصًا.
أبراهام بورغ رئيس الكنيست الأسبق، والرئيس السابق للوكالة اليهودية، ذكر أن "طريق الإسرائيليين إلى قطر مليئة بالتحيزات، والمفاهيم الخاطئة، وشعور عميق بالريبة، رغم أنهم اعتادوا النظر إليها كونها مموّلة لحماس، ومصدر تمويل المنظمات المعادية لليهود، وهكذا ينطلقون إلى قطر، وهم يشعرون بالقلق والتوتر، لأن قطر بالنسبة للإسرائيليين هي "أم المشاكل"؛ من الرشاوى المقدمة لمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وصولا إلى إنشاء أنفاق حماس، وهي بالتالي عبارة عن أخطبوط سياسي مخيف وعدائي".
وأضاف بورغ في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "النظرة الإسرائيلية إلى قطر تثبت مدى ضآلة معرفتها بها، ولذلك يكتشف الإسرائيلي الذي يزور الدوحة أنها ليس الفناء الخلفي المتخلف للعالم، بل أحد مراكزه الجديدة والمؤثرة، ساحة رائعة، وهوية جديدة، حداثةٌ كاملةٌ لا تمتّ للغرب بصلة، ولا تتخلى عن تقاليدها أمام سطوة الغرب، بل حداثةٌ بديلة أكثر إثارةً للاهتمام من انغلاق إسرائيل".
وأوضح الكاتب أن "من يزور قطر سيتفاجأ باكتشاف إسلامٍ واثقٍ من نفسه، إسلام قائم على الإيمان، ينتمي لثقافة تُدرك قيمتها، وترتبط بتقاليدها، ولا تخشى العلم أو التكنولوجيا أو قواعد اللعبة العالمية، ويصعب تصديق ذلك، لكن الجميع هنا متدينون، ويدرسون المواد الأساسية بسعادة، يتحدث الجميع الإنجليزية، ويتقنون جميع المهن العالمية، ويُعنون بالثقافة والجمال، وهكذا تُقدم الدوحة نموذجًا يُمكن فيه للمرء أن يكون جزءًا من العالم دون أن يذوب فيه، نموذج ديني ومعاصر".
وأشار إلى أن "قطر تُقدم نموذجًا مُغايرًا، فالفضاء العام، والهندسة المعمارية الخلابة، والأوساط الأكاديمية، والإعلام، والثقافة، كلها تُجسد هوية عربية واثقة، والنتيجة هي إسلام معتدل لا يعتذر عن وجوده، بل يُقدم نفسه كمورد ثقافي استراتيجي للعالم أجمع، مرة في السنة، يُعقد "منتدى الدوحة"، وهو مؤتمر دولي يجمع قادة العالم وصناع السياسات ورجال الأعمال والناشطين لمناقشة التحديات العالمية".
وأكد بورغ أن "الدوحة بمنأى عن الترهيب السياسي الإسرائيلي، صحيح أن إسرائيل عامل مؤثر في الشرق الأوسط، ولا يوجد ما يمنع من قول ذلك، لكن ليس كل نقد لها معاداة للسامية، وليس كل معارض لها هو شقيق هتلر، ويجب على الاسرائيليين أن يتيقنوا أنهم ليسوا مركز العالم، رغم نزعتهم الأنانية".
وأكد أن "منتدى الدوحة تعبير عن الرؤية القطرية للعالم، غرفٌ تعجّ بأناسٍ ذوي معرفة، وممراتٌ مكتظة، وتجمعاتٌ غير رسمية، يحتسي الخصوم الرسميون القهوة، ويتجاذبون أطراف الحديث بودٍّ، الجميع مع الجميع دون حواجز، ممثلو القوى المتنافسة، ووزراء من مناطق النزاع، ورواد أعمال تكنولوجيون وفلاسفة مفكرون، ورجال دولة وعلماء، وممولون ونشطاء اجتماعيون، وسياسيون من دول لا تجمعهم لغة مشتركة، يتحدثون مع بعضهم، والأهم من ذلك، يُنصتون".
وبين بورغ أنه "في عالمٍ بات فيه الخطاب مُستقطباً وثنائياً؛ مع أو ضد، نحن أو هم، تُقدّم الدوحة أرضيةً وسطى غير حاسمة، مكانٌ يُدرك أن الحوار ليس ضعفاً، بل أداةٌ قوية، وفي عصرٍ لم تعد فيه القوة تُقاس بالأسلحة أو حجم الاقتصاد فحسب، تُعدّ هذه رؤيةً جوهرية، مشاهدٌ كانت تبدو مستحيلةً، لكنها أصبحت مألوفةً هناك، وما يُهيمن على أيام النقاش الثلاثة هو المضمون، وليس الدعاية أو الاستفزازات، حتى أن إسرائيليا مثلي طرح أسئلةً على كبار المسؤولين الإيرانيين، السابقين والحاليين، فيُجيبون".
وأضاف أن "الدوحة جعلت من نفسها مركزًا وبوصلةً لدوائر لا تلتقي في أي مكان آخر، ففي النقاشات المغلقة، تتبلور صورةٌ جديدةٌ للعالم، ولم يعد العالم منقسمًا بين الشرق والغرب، بل بين المنفتحين والمنغلقين، وقد اختارت الدوحة بوضوح الانتماء للعالم المُنفتح، وأصبحت قطر من الدول التي لا تُصدّر النفط فقط، بل تُصدّر نماذج الوساطة السياسية، من خلال دبلوماسية الوساطة، عبر منع الحروب، وخلق مصالح مشتركة، واستقرار ديني واقتصادي يُتيح مدّ جسور التواصل، بدلاً من تعميق العداء".
وأوضح بورغ أن "قطر تمثل نموذجا تكون فيه جسراً فاعلاً إلى العالم، ومن منظور جيوسياسي، هذه رؤيةٌ بعيدة المدى، وقد كشف منتدى الدوحة عن مزيجٍ لم نعهده من قبل، أناسٌ عصريون لا يخجلون من تقاليدهم، ولا يخشون أنماط الحياة الأخرى، وعلى الممشى الجميل، في ساعات الفجر الأولى، تسير النساء المحجبات من الرأس إلى أخمص القدمين بخطى سريعة إلى جانب سواهن من السافرات، ممن يرتدين قمصانًا قصيرة فقط، وتمتلئ متاجر المراكز التجارية بشتى أنواع البضائع، بما فيها ما قد لا يكون مناسبًا للمتسوقين المسلمين".
وختم بالقول إن "الدوحة لا تحاول أن تكون نيويورك، ولا تدّعي أنها باريس، بل تقدم حكمة مختلفة، عقلًا عالميًا من الشرق الأوسط، مكانًا تجتمع فيه التقاليد والحداثة على طاولة واحدة، دون أن يشك أحدهما في الآخر، لأن ذلك غير منطقي، وليس مفيدًا".