تمثل ولاية الجبل الأخضر إحدى أبرز الوجهات السياحية لعشاق التخييم في سلطنة عُمان، إذ بات هذا القطاع الواعد يستقطب السياح والزوار على حد سواء، وأصبحت المواقع المخصصة للتخييم في الولاية مزارًا حتى للسياحة العائلية، وتتكامل الجهود الحكومية في توفير الخدمات الأساسية لسياحة التخييم في الجبل الأخضر، وتقديم النصح والإرشادات للقادمين إلى الولاية، بالإضافة إلى التوعية بالمحافظة على البيئة، كون الولاية تتميز بطبيعة بكر تتنوع فيها الأشجار المعمرة بتنوع طبيعي فريد.

كما يتميز الجبل الأخضر بطقس استثنائي، وقرى متناثرة على سفوحه العالية، وقد استطلعت جريدة «عُمان» جهود المؤسسات الحكومية في تقديم وتوفير الخدمات الأساسية للسياح والزوار القادمين إلى الجبل الأخضر.

تجربة آمنة

وقال أحمد بن سالم العميري، مدير إدارة البيئة بمحافظة الداخلية: إن استعداد إدارة البيئة بمحافظة الداخلية لموسم التخييم لعام 2024 في الجبل الأخضر يأتي من خلال إطلاق النسخة الثانية من برنامج «حماية البيئة»، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين والزوار، مع التركيز على حماية الأشجار البرية المعمرة مثل العلعلان والعتم، والحفاظ على التنوع البيئي الغني في المنطقة، ويتضمن البرنامج جهودًا ميدانية تشمل حملات توعوية ورصد المخالفات البيئية لضمان عدم الإضرار بالطبيعة، مثل حرق الأشجار أو رمي المخلفات بشكل غير منظم.

وأشار إلى تخصيص عدد من المواقع المناسبة للتخييم، حيث تم تشكيل فريق يضم عددًا من الجهات الحكومية بالمحافظة، من بينها إدارة البيئة بمحافظة الداخلية، وإدارة التراث والسياحة، وبلدية الجبل الأخضر لضمان توفير تجربة آمنة ومستدامة للسياح وهواة التخييم، وقد تم وضع خطة تتضمن الخدمات الضرورية مثل المصليات، ومواقد الشواء، وحاويات القمامة، ودورات المياه العامة، واللوائح الإرشادية.

وأشار إلى أن إدارة البيئة تواصل تقديم النصائح والإرشادات للسياح والمخيمين، مشددة على أهمية الحفاظ على نظافة المواقع الطبيعية وعدم ترك المخلفات، والالتزام بالإرشادات البيئية لضمان استمتاع الجميع بالطبيعة مع الحفاظ عليها، وفي هذا الصدد توجد وحدة رقابية تضم عددًا من المختصين العاملين في مجال الرقابة البيئية، وذلك لإرشاد السياح ومرتادي الجبل واتخاذ الإجراءات القانونية ضد منتهكي الحياة الفطرية.

وجهة مثالية

وقالت أحلام بنت حمد القصابية، المديرة المساعدة لإدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية: إن الجبل الأخضر بجماله الطبيعي وتضاريسه المتنوعة يمثل وجهة مثالية للتخييم، مما يعزز سياحة التخييم في هذه المنطقة الخلابة، وهناك عدة استراتيجيات لضمان نجاح تجربة التخييم، من بينها اختيار موقع آمن وسهل الوصول إليه مع مراعاة التنوع في المناظر الطبيعية، وكذلك توفر الخدمات الأساسية مثل المرافق الصحية، ومصادر المياه النظيفة، وحاويات القمامة، بالإضافة إلى ذلك، يسهم وجود مسارات للمشي وركوب الدراجات في تشجيع النشاط البدني واستكشاف المنطقة، فضلًا عن توفير أماكن للشواء.

ونصحت زوار الجبل الأخضر بالاستمتاع بجمال الطبيعة من خلال التجول في المسارات الجبلية المعتمدة، وزيارة القرى التراثية للتعرف على ثقافات وعادات السكان المحليين، بالإضافة إلى أهمية القيادة بحذر، وممارسة سياحة المغامرات مع الشركات المرخصة.

وأوضحت أن إدارة التراث والسياحة في محافظة الداخلية، بالشراكة مع جهات الاختصاص، تسعى لتطوير سياحة التخييم في الجبل الأخضر، حيث يهدف هذا التعاون إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة الطبيعية الخلابة للجبل الأخضر وتوفير تجربة سياحية ممتعة للزوار، ويكمن هذا التعاون في منح التراخيص والموافقات الخاصة بنشاط المخيمات السياحية وفق المعايير والاشتراطات المحددة.

وأوضحت أن عدد زوار الجبل الأخضر خلال النصف الأول من عام 2024 بلغ حوالي 48,869 زائرًا، حسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، مع وجود زيادة بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع ارتفاع النشاط السياحي في ولاية الجبل الأخضر خلال السنوات المقبلة لعدة أسباب من بينها الجهود الحكومية التي تسعى بشكل مستمر إلى تطوير البنية السياحية الأساسية في الجبل الأخضر وتوفير المزيد من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات السياح.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر الجبل الأخضر مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية التي تلبي اهتمامات شريحة واسعة من السياح، مثل الرحلات والمشي لمسافات طويلة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والهواء النقي، والتسلق لمحبي المغامرة والاستكشاف، وزيارة القرى للتعرف على الثقافة والتراث العُماني، كما تتميز المنطقة بوجود الفنادق والمنتجعات الفاخرة التي توفر تجربة إقامة مريحة ومرفهة.

ويتميز الجبل الأخضر بطبيعة خلابة فريدة وطقس معتدل طوال العام، مما يجعله وجهة سياحية جذابة في جميع فصول السنة، كما تسهم الحملات التسويقية والترويجية التي تقوم بها الحكومة وشركات السياحة في جذب المزيد من السياح إلى الجبل الأخضر.

دورات مياه متنقلة

وقال أحمد بن مبارك بن ناصر الهنائي، مدير دائرة البلدية بولاية الجبل الأخضر: توجد 5 متنزهات في ولاية الجبل الأخضر تقوم دائرة البلدية بصيانتها وتوفير المياه لها لخدمة الزوار والسياح، كما تم استئجار عربات متنقلة لدورات المياه في مواقع متفرقة بالجبل لخدمة الزوار والسياح، أما دورات المياه في المتنزهات الخمسة فهي مفتوحة طوال الوقت، بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص أرض لتكون موقعًا للتخييم، وجارٍ استكمال إجراءات استخراج سند التملك والرسم المساحي.

وأكّد أن دائرة البلدية بالجبل الأخضر تنصح الزوار والسياح بضرورة رمي المخلفات في الأماكن المخصصة، والتأكد من إطفاء النار المستخدمة للطبخ والشواء، وكذلك الاستخدام الصحيح والآمن لمرافق المتنزهات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بمحافظة الداخلیة فی الجبل الأخضر بالإضافة إلى إدارة البیئة التخییم فی

إقرأ أيضاً:

قريــات .. كنز طبيعي يخبئ أسرار البحر والجبل

حبا الله سلطنة عمان موقعًا جغرافيًا مميزًا في الجزيرة العربية، اكتنز معه جمالًا طبيعيًا شكّل لوحة بانورامية بين البحر والجبل والسهل، فزخر كل موقع بمفردات من الجمال الطبيعي الفريد عبر امتداد مساحات جغرافية سلطنة عمان، فأينما يممت وجهك في أي منطقة من أرض عماننا الحبيبة تجد التنوع في الطبيعة والأجواء.

وتعد قريات إحدى الولايات الوديعة التي يحتضنها البحر من جهة، والجبال من جهات أخرى، لتشكل لوحة من الجمال الطبيعي، وتتميز بموقعها الجغرافي وتضاريسها المتباينة حيث تجمع بين سهول خصبة وشواطئ ممتدة وجبال شاهقة وأودية خصبة، وبمعالم بيئية رائعة الجمال، ولاية تقع على بعد 90 كيلومترًا جنوب العاصمة مسقط، تحدها من جهة الشمال ولاية مسقط، ومن الجنوب الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين، ومن الشرق بحر عُمان، ويمكن الوصول إليها من مسقط عبر طريق ولاية العامرات ثم إلى طريق جبلي أخّاذ، وهي ذات تنوع في معالمها البيئية بين الجبال والأودية والأفلاج والكهوف والأخوار الطبيعية ذات القيمة السياحية العالية التي تمكّن الولاية من جعلها موقعًا للجذب السياحي ومحطة مهمة من محطات السياحة الرئيسية بين ولايات محافظة مسقط.

وتُعد الأخوار من المعالم البيئية ذات الأهمية السياحية بالولاية، نظرًا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة وكائنات حية مختلفة كالطيور بأنواعها المتعددة، وكذلك الأشجار البحرية المتنوعة كأشجار القرم، وأنواع من السرطانات والرخويات وغيرها من الكائنات الحية الأخرى، حيث تتوزع الأخوار في ولاية قريات في العديد من الأماكن على امتداد مساحات الولاية، مما يعطي المكان إطلالات رائعة ومشاهد ساحرة.

وشكّلت الأخوار جمالًا فريدًا للولاية، وقبل الانطلاق لاستكشاف أغوارها لا بد أن نعرف الخور، الذي يتكون من قناتي مد مفتوحتين بشكل دائم على البحر، تتوغلان في اليابسة مخترقتين الكثبان الرملية الساحلية، وبعضها محاطة بالجبال لتشكل قيمة مضافة من الجمال الطبيعي الخلاب، ويعد خور الخوير وخور الحاجر بولاية قريات من أشهر الأخوار في الولاية، إلى جانب خور الملح وبعض الأخوار الأخرى، وتعد هذه الأخوار من مفردات الطبيعة التي اكتنـزت الكثير من الجماليات الملهمة، ولكل واحد من هذه الأخوار ما يميزه عن الآخر في تكامل طبيعي فريد.

خور الخوير

يقع خور الخوير ما بين منطقة دغمر وضباب، إلى الجنوب من سهل قريات الساحلي، والزائر لهذا الخور يمكنه الدخول إليه عبر مسار أخاذ على ظهر قارب رحلة تمكّنه من الاستمتاع بجماليات الطبيعة البِكر إلى أعماق الخور، في تجربة يعيشها بين جماليات المكان المثالية في رحلة ستبقى خالدة في الذاكرة، والرحلة إلى داخل الخور، الذي يقع بين جبلين بارتفاع حوالي مائة متر عن سطح البحر، في امتداد طولي يصل إلى قرابة ألف متر، يشاهد أشجار القرم التي يصل ارتفاعها إلى حوالي عشرة أمتار، كما يستمتع بمشاهدة عدد من الطيور المهاجرة التي ترتاد المكان، كما يوجد به العديد من الأسماك الصغيرة والقشريات، ويقطع مجرى هذا الخور وادي (حاور) في حافة جبلية بعمق يزيد على مائة متر.

خور حاجر قريات

يعد خور حاجر قريات لوحة بانورامية من الجمال الطبيعي، يقع في منطقة حاجر قريات بالقرب من منطقة جزيرة الساحل ومنطقة الصلحة، محاذٍ للجبل، ويتميز بمنظره الرائع والخلاب، حيث إنه محاط في بعض جوانبه بأشجار القرم الطبيعية التي يصل ارتفاعها حوالي أربعة أمتار، وقد أعطت أشجار القرم الخور بعدًا تاريخيًا طبيعيًا دائم الخضرة، ويعد الخور بيئة ملائمة وآمنة لتكاثر أنواع من الأسماك الصغيرة والقشريات والرخويات، كما أن هذا الخور في فترات الشتاء يعد من الأماكن الجميلة التي تكون محطة استراحة لبعض أنواع الطيور المهاجرة من أوروبا وشرق آسيا.

قيمة بيئية عالية

وتُمثّل أشجار القرم والأشجار الأخرى قيمة بيئية عالية، ولها العديد من الفوائد البيئية الكبيرة، وتُسهم في حماية خط الساحل كما تحد من تآكل التربة، إلى كونها ملاذًا للكثير من الأسماك الصغيرة والقشريات والطيور، وتنتشر أشجار القرم في معظم الأخوار بالولاية على امتداد الشواطئ، وخاصة على مداخل بحيرات المد والجزر، وعلى المسطحات الطينية وحواف البحيرات الضحلة، والزائر لهذه الأخوار يشاهد وجود مساحات شاسعة من السبخات تغطي جوانب الأطراف الداخلية للأخوار، والتي كانت المياه تغطيها سابقًا قبل أن تنحسر عنها.

ملاذ للطيور

لا شك أن الأخوار التي تكتنزها ولاية قريات، وتمتد على جوانبها غابات أشجار القرم الكثيفة، تُعد ملاذًا آمنًا لوجود أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة من أوروبا وشرق آسيا، ومنها الطيور المحلية، إلى جانب وجود الكائنات البحرية المتنوعة، ومن بين الطيور الموجودة طيور النحام الفلامنجو والنوارس وطائر الغاق وغيرها من الطيور البحرية.

قيمة سياحية واقتصادية

إن الأخوار في ولاية قريات تُمثّل مقومات ودعائم أساسية يمكن من خلالها استثمار هذه المواقع وتطويرها بالخدمات والمرافق التي يحتاجها السائح، لتصبح مواقع سياحية ذات قيمة جمالية وبيئية واقتصادية وسياحية مضافة، تستقطب المزيد من السياح ومحبي المغامرة والاستكشاف، وتعمل على تنشيط الحركة السياحية بالولاية، وبالتالي خلق مصادر دخل وفرص عمل جيدة للشباب العماني؛ لذلك، على القطاع الخاص ووزارة التراث والسياحة العمل بجد من أجل الإسراع في استثمار هذه الأخوار، في ظل تنامي السياحة الداخلية والخارجية التي تشهدها سلطنة عمان والعالم.

مقالات مشابهة

  • عطيف: حمدالله مميز فرديًا لكن لا يتحمل بدنيًا والمنتشري يرد: إذا لعب راح يساهم في الفوز.. فيديو
  • «ريدمي ألترا».. تجربة جديدة لعشاق الهواتف الذكية
  • وجودك بيخلي اليوم مميز.. رسالة ليلى زاهر لـ تامر حسني
  • فواكه تحتوي على مضادات أكسدة أكثر من الشاي الأخضر
  • الجبل الغربي يفتقر لخدمات القسطرة القلبية وسط نقص كبير في الأدوية والمعدات
  • 12 يوليو.. وائل جسار يحيي حفلًا مميزًا في لبنان
  • بالفيديو.. هطولات غزيرة على جبل شمس وبَرَد يكسو الجبل الأخضر
  • قرية العقر بولاية الجبل الأخضر وجهةٌ سياحيّةٌ وقيّمة مضافة للمنتج السياحي
  • الجبل الشرقي بالحمراء.. مقصد سياحي ينتظر التطوير
  • قريــات .. كنز طبيعي يخبئ أسرار البحر والجبل