جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@05:46:00 GMT

عقلية الممنوع

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

عقلية الممنوع

 

خلفان الطوقي

 

المتغيرات في حياتنا أصبحت لحظية، والأصل في القاعدة هو التغير والتقدم والتطور، والاستثناء هو السكون والثبات، عليه، وإن اردنا أن نكون جزءًا جوهريًا في هذه الحياة، فلابد من مجارتها ومسايرتها بكافة الطرق المتاحة، وهذا يحتاج عملًا مستمرًا مؤسسيًا يمتاز بالمنهجية والسرعة الفائقة المحققة للنتائج الملموسة المتوافقة مع تطلعات الأفراد.

ما دفعني لكتابة هذه المقالة هي مقولة متداولة وهي أن أسهل كلمة لانهاء اي موضوع في الوحدات الحكومية هي استخدام كلمة: "ممنوع" و"غير ممكن"، و"غير مسموح"، وما شابهها من كلمات، وإذا أردت معرفة السبب، فلا مجال لذلك! واذا نجحت في معرفة السبب، فلن تجده مقنعا بما فيه الكفاية إلّا ما ندر!

كلمة "ممنوع" سهلة على اللسان، وقد تُريح المسؤول أو الوحدة الحكومية من العمل المتجدد،  لكن في المقابل قد تكون لها عواقب على أرض الواقع؛ سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وعليه، فلا بُد من حصر كل "الممنوعات" و"المحظورات" وما شابه ذلك، والإجابة بكل شفافية ودون تحيز على هذا السؤال الجوهري: لماذا ممنوع؟ وهل السبب مقنع بما فيه الكفاية؟ ولماذا هذا الأمر ليس "ممنوعًا" في دول أخرى مشابهة لنا في التجارب والتوجهات؟! وكيف لبلدنا ومؤسساتنا الحكومية أن تُقلل- قدر الإمكان- من منع هذا أو ذاك؟

عُماننا بكل وحداتها الحكومية إن ارادت أن تكون من ضمن الركب العالمي أو الرائدة أو في المقدمة، فعليها أن تحصر ما هو "ممنوع" من خلال المراجعة والتقييم الدوري، وتتعامل معه داخليًا من خلال موظفيها المؤهلين الأكفاء، وتُنصِت إلى وجهات نظرهم البناءة المبنية من خبراتهم التراكمية ومعارفهم المتعددة والمتنوعة، أو تستفيد من أفضل التجارب العالمية من خلال شراكاتها الاستراتيجية مع المؤسسات الدولية المرموقة، وأيضًا مما لديها من الأدوات المتنوعة للقيام بذلك على أكمل وجه.

كثيرٌ من المواضيع كانت ممنوعة، لكنه ومع مرور الوقت أصبحت مسموحة وطبيعية، ولنتصور كيف سوف يكون الوضع إن كانت ما زالت ممنوعة، ولذا وبكل تأكيد هناك الكثير  مما هو "ممنوع" حاليًا، سيحقق العديد من الفرص الواعدة إذا أصبح "مسموحًا" أو "ممكنًا"، والكل في هذا الوطن سوف يستفيد من هذه الفرص.

لذلك.. الوقت الحالي والمستقبلي يجب أن يكون فقط للمسؤول الحكومي المبادر والرشيق الذي يُحوِّل "الممنوع" إلى "مسموح" و"ممكن" مع المحافظة على الخط الفاصل والرفيع بين التنظيم والتقنين المنطقي، أو التعقيد المفرط والمتخلف عن التطور والتقدم المنشود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بلدة في إسبانيا يتراشق سكانها بالنبيذ سنويًا..ما السبب؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة ما يُعد النبيذ مشروبًا يستمتع به البعض خلال الاحتفالات، باستثناء بلدة في شمال إسبانيا، حيث يُستخدم النبيذ كذخيرة.

في تاريخ 29 من يونيو/ حزيران من كل عام، يجتمع المئات من السكان المحليين في بلدة أرو للمشاركة في مهرجان يحتفي بالنبيذ الذي تشتهر به منطقة لاريوخا المحيطة، ويصل إلى ذروته في La Batalla del Vino، أي معركة النبيذ.

ما بدأ في الأصل كمسيرة دينية إلى مزار دير "San Felices" التاريخي، الواقع على قمة تل، تطوّر الآن إلى احتفال ثقافي سنوي نابض بالحياة، يتراشق فيه آلاف المشاركين مشروب النبيذ الأحمر باستخدام مسدسات المياه، والدلاء، والزجاجات.

صورة من عام 2014 لاحتفال المشاركين برش النبيذ على بعضهم البعض خلال "معركة النبيذ" ، وهي معركة تُقام ضمن مهرجان النبيذ في بلدة أرو، في مقاطعة لاريوخا الشمالية، وذلك يوم 29 يونيو من كل عام.Credit: CESAR MANSO/AFP via Getty Images

هذا الحدث الفوضوي والحيوي يجذب حشودًا من السياح المتحمسين للاستمتاع بالأجواء. لكن، رغم الكميات الهائلة من مشروب النبيذ التي تُقذف في الهواء، يبدي المسؤولون المحليون قلقهم من أن يتحول المهرجان إلى مناسبة للإفراط في الشرب.

صرح خوسي لويس بيريز باستور، وزير الثقافة والشباب والرياضة والسياحة في لاريوخا، لـ CNN: "يجب ألا نحول هذا الأمر إلى مجرد مناسبة للشرب".

تبدأ الفعاليات عند الساعة السابعة والنصف صباحًا، حين يجتمع عمدة بلدة أرو وأعضاء أخوية"San Felices" ويقودون الحجاج إلى منحدرات بيليبيو، حيث يقع المزار.

وبعد إقامة قداس في المزار، تنطلق المعركة.

ثم يبدأ المشاركون، وهم يرتدون ملابس بيضاء بالكامل ومنديلًا أحمر اللون حول أعناقهم، في رشّ بعضهم بمشروب النبيذ حتى تتحول ملابسهم إلى اللون الأرجواني الداكن.

رغم تصويره غالبًا كمهرجان طريف، إلا أن هذا الاحتفال متجذّر في تقاليد عريقة، وتاريخ ديني، وفولكلور محلي.

يُقال إن بدايته تعود إلى القرن السادس، عندما كان الحجاج يتوجهون تكريمًا لقديس بلدة أرو "San Felices" إلى الكهوف التي دُفن فيها. 

مع مرور الوقت، تحولت هذه الزيارات إلى احتفالات صاخبة تتضمن "معموديات بالنبيذ"، والتي تطوّرت لاحقًا إلى معارك النبيذ المعروفة اليوم.

تحكي رواية أخرى عن أصل المهرجان أن نزاعًا حدوديًا وقع في القرن الثاني عشر بين أرو وبلدية "ميراندا دي إيبرو" المجاورة، دفع السكان من البلدين إلى السير على حدود الأراضي للتأكد من الحفاظ عليها بدقة. 

استمر هذا التقليد أكثر من 400 عام، حتى تم التخلي عنه، وبدأ الطرفان برشق بعضهما البعض بالنبيذ.

صورة من عام 2015 للمحتفلين خلال قيامهم بسكب النبيذ على بعضهم البعض خلال "معركة النبيذ" في بلدة أرو، Credit: CESAR MANSO/AFP via Getty Images

يحدد الموقع الرسمي "La Batalla del Vino" قواعد هذا الحدث، التي تنص على أن الهدف من المهرجان يتمثل بتلوين المشاركين بمشروب النبيذ حتى يُصبح لون ملابسهم أغمق من لون راية "Pendón de Haro" المرتبطة بالبلدة.

توفر بلدة أرو شاحنات ضخمة من مشروب النبيذ، يصل محتوى كل منها إلى 15 ألف لتر، ليستخدمها المشاركون في تعبئة "أسلحتهم" المعتمدة.

بالإجمال، يُلقى ما يصل إلى 50 ألف لتر من مشروب النبيذ كل عام.

رغم أن ذلك قد يبدو كإهدار لمشروب نبيذ جيد، فإن النبيذ المستخدم في هذه المعركة ليس مخصصًا للتعبئة، لأنه لا يتمتع بقيمة تجارية عالية، وغالبيته من الإنتاج المتبقي أو رديء الجودة.

بحسب المسؤولين، فإن النبيذ الذي يتدفق على منحدرات الجبال بعد انتهاء المعركة، يُعاد امتصاصه في التربة أو تجرفه مياه الأمطار.

عند الظهيرة، وبعد ساعات من المعركة، يتجه الجميع إلى "Plaza de la Paz" (ساحة السلام) وسط البلدة، حيث ينطلق السكان في مسيرة موسيقية برفقة فرق نحاسية، قبل أن يتوجهوا إلى حلبة لمصارعة الثيران وغيرها من الفعاليات.

غالبًا ما يتناول المشاركون خلال اليوم طبقًا تقليديًا شهيرًا من المنطقة، وهو طبق من الحلزون يُطهى في يخنة من الطماطم والفلفل.

المحتفلون يسكبون النبيذ الأحمر على الطبل خلال "معركة النبيذ" في بلدة أرو، بتاريخ 29 يونيو 2015.Credit: CESAR MANSO/AFP via Getty Images

خلال السنوات الأخيرة، اكتسب هذا الحدث شهرة واسعة، وأصبح يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، بفضل المنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي التي انتشرت بشكل واسع النطاق، فضلًا عن تزايد الحركة السياحية.

أشار إيريك وجيسيكا سميث، وهما زوجان أمريكيان يعيشان في منطقة لاريوخا، ويوثّقان الحياة الريفية الإسبانية لأكثر من 100 ألف متابع على "إنستغرام"، إلى أنهما تعرّفا على الحدث أثناء عملهما مع جمعية للإسكان الريفي.

قال إيريك: "معركة النبيذ نفسها لا تدوم سوى ثلاث ساعات، لكنها مجرد تجربة ممتعة. تصل إلى المكان وتجد آلاف الأشخاص الآخرين هناك".

بهدف الوصول إلى قمة التل حيث تُقام الاحتفالات، يُنقل المشاركين جزئيًا بالحافلات، وتُغطى المقاعد بالبلاستيك كإجراء احترازي لحمايتها من النبيذ في رحلة العودة.

رأى إيريك أن أفضل جزء يتمثل في استقلال الحافلة متوجهاً إلى معركة النبيذ، ثم التوقف في مزارع الكروم، والمشي صعوداً إلى التل لمدة 10 إلى 15 دقيقة تقريباً للوصول إلى المعركة، حيث تبدأ الفوضى.

أوضحت جيسيكا: "بمجرد دخولك، تجد رجال إسبان كبار في السن، من الواضح أنهم يشاركون في معركة النبيذ منذ سنوات، يحملون بخاخات مملوءة بالنبيذ. وتجد نفسك تتعرض للرش على الفور، ثم يظهر فجأة طفل عشوائي ويُفرغ دلوًا من النبيذ فوق رأسك".

وأضاف إيريك: "في أي لحظة، يمكن لأي شخص أن يسكب النبيذ عليك. أجواء معركة النبيذ ممتعة للغاية... لا تعرف تمامًا ما الذي يمكن أن تتوقعه".

من جانبه، أوضح خوسي لويس بيريز باستور، وزير الثقافة والشباب والرياضة والسياحة المحلي، أن المهرجان بدأ "بالإيمان والصداقة"، مؤكدًا أنه لا يجب أن يتحول إلى مجرد حفلة أخرى.

ولفت إلى أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لتجربة تحوّل حقيقي من خلال الاحترام والأصالة، إذ أن الأمر لا يقتصر على الشرب فقط، بل أن حضور القداس يُعد لحظة ثقافية مهمة، حتى وإن لم تكن دينية، لأنه يعكس تقاليد تعود لقرون من الزمن".

إسبانيانشر الأربعاء، 02 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • التأمينات: مسموح العمل في أكثر من جهة بشرط عدم تجاوز الأجور 45 ألف ريال .. فيديو
  • الإرتزاق المشروع والآخر الممنوع
  • أمل عمار تلقى كلمة مصر خلال فعاليات القمة العالمية للمرأة بألمانيا 2025
  • مغربي كلمة السر.. صفقة تبادلية بين الاتحاد السكندري وسيراميكا كليوباترا
  • الشكاوى الحكومية تتلقي 156 ألف شكوى واستفسار خلال شهر
  • رئيس الوزراء يوجه بتعظيم جهود المنظومة الحكومية للشكاوى
  • صفقة تبادلية مرتقبة بين الاتحاد وسيراميكا كليوباترا.. ومغربي كلمة السر
  • أحمد مرتضى منصور يكشف كواليس مثيرة من داخل الزمالك: "ممنوع شكر مرتضى عشان ممدوح عباس"
  • سلام: سيتمّ تخصيص جلسة حكومية لملف النفايات في أقرب وقت ممكن
  • بلدة في إسبانيا يتراشق سكانها بالنبيذ سنويًا..ما السبب؟