بوابة الوفد:
2025-06-17@18:06:14 GMT

عبقرية الإعلام المصرى على أرض الميدان

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

شهدت مصر منذ عام ١٩٦٧م حقبة زمنية لن تمحى من ذاكرة المصريين جميعًا، سيطرت خلالها حالة من الترقب بعد أن اتضحت حقيقة النوايا الإسرائيلية التى كشفت حرب ١٩٦٧م عن كثير من أطماعها التوسعية، وقد كان لعبقرية التخطيط الإعلامى، الذى تم باتباع الأسلوب العلمى الممنهج والأداء المهنى الدقيق، ما حقق التمهيد السياسى لحرب أكتوبر ١٩٧٣م، وكذلك استخدام الإعلام المصرى على أسس سليمة فى رأب الصدع بالشارع المصرى بعد النكسة، وفى تقبل الرأى العالمى لحرب مقبلة لا محالة، فكان قرار الحرب.

. وكان نصر أكتوبر العظيم.

ومن هذا المنطلق تحرك الإعلام الحربى المصرى ووجه نشاطه لكشف حقيقة النوايا التوسعية لإسرائيل والتى كشفت حرب يونيه ١٩٦٧م عن كثير من أطماعها، كما استطاع الإعلام الحربى المصرى من خلال برامجه فى الوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة أن يتجه إلى الشارع المصرى بما يمثله من تيارات فكرية وعقائدية متنوعة وخصائص وسمات مختلفة، وأصبح الهدف الذى يسعى الإعلام الحربى إلى تحقيقه واضحًا تمامًا، كما أصبح مضمون الرسالة الإعلامية لا غموض فيه، فهى موجهة أساسًا نحو الغد.

وكان للإعلام العسكرى الحربى الدور الأكبر فى تنفيذ خطة الخداع الإستراتيجى التى تم التخطيط لها عسكريًا وتنفيذها بمنتهى الدقة لتحقيق عنصر المفاجأة فى اتخاذ قرار الحرب، وفى هذا الإطار تم تسخير كل وسائل الإعلام المصرى لنشر الأخبار وإذاعة خطابات القادة العسكريين، ونشر مقالات لكبار الكتاب فى الدولة؛ كلها تؤكد عدم نية القيادة السياسية دخول أى حروب أو خوض أية مواجهات عسكرية، فكانت الأخبار التى تم تداولها عن تسريح الجنود المصريين، ورحلات العمرة لكبار قيادات الجيش قبيل شهر رمضان، وكانت البيانات العسكرية كلها تؤكد عدم الاستعداد لدخول الحرب، وكان الهدف أن تتم تهيئة العدو الإسرائيلى وإيهام الجانب الدولى الذى يدعمه اقتصاديًا وعسكريًا أن الجيش المصرى فى حالة استرخاء، وغير مستعد، وليس لديه أية قدرة على المواجهة، لتكون المفاجأة؛ وقد كانت فى تمام الساعة الثانية ظهرًا يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣.. وكان النصر العظيم.

وبذلك فإن الإعلام المصرى طوال فترة الحرب، قد خاض حربًا من نوع خاص، حربًا ضروسًا من أجل النصر، كما كان الهدف الرئيس للإعلام الحربى المصرى أثناء حرب أكتوبر المجيدة هو التغلب على النتائج المعنوية والنفسية التى خلفتها حرب ١٩٦٧م، والقضاء على أسطورة التفوق الحربى الإسرائيلى الذى لا يمكن التغلب عليه، وإثبات كفاءة الجندى المصرى فى القتال، وقدرته على الإعداد والتخطيط لمعركة مثالية يخرج منها منتصرًا؛ وقد كان.

وفى النهاية، فقد كانت عبقرية الإعلام الحربى المصرى الذى نجح فى رأب صدع هزيمة الأمس إبان نكسة ١٩٦٧م، وغرس أمل اليوم من خلال إعادة ثقة الشارع المصرى فى قدراته، وخلق تطلعات الغد فى تحقيق النصر واستعادة الأرض؛ فاستحق الإعلام الحربى المصرى خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣م أن يطلق عليه بكل جدارة «إعلام أمس واليوم وغدا»..

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان مصر ذاكرة المصريين الإعلام المصرى

إقرأ أيضاً:

هل يكون للمواجهة توابعها؟

تعد المواجهة الحالية بين " دونالد ترامب" و" إيلون ماسك"، وهى بين من يجرى تصنيفهما كأسوأ شخصين فى العالم حيث يوجه كل منهما سهامه ضد الآخر وهو أمر مريع. ورغم ذلك يعيشان اليوم فيما أطلق عليه انفصالا كبيرا وجميلا. القصة بدأت مع إنفاق " ماسك" 277 مليون دولار لمساعدة " ترامب" فى الفوز فى الانتخابات الرئاسية. وبعد إنفاق هذه الأموال وفوز " ترامب" حصل "ماسك" على (منصب دوج) الذي أضعف من خلاله الوكالات الأمريكية باسم توفير الكثير من المال للولايات المتحدة الأمريكية. وبعد انخفاض أسهم شركة (تيسلا) قرر " ماسك" أنه سيترك منصبه فى إدارة ترامب، وانتقد علنا مشروع قانون الضرائب الضخم الذى طرحه " ترامب"، ومن ثم بدأت الشائعات تتوارد عن تنامى الخلافات بين الرجلين.

بادر " إيلون ماسك" فأعلن أنه قد ينشئ حزبا سياسيا جديدا، وكان حريصا على التباهي بالجميل الذى أسداه للرئيس الأمريكى " ترامب" قائلا بأن " ترامب" كان سيخسر الانتخابات لو لم يتدخل هو بمئات الملايين التى يملكها دعما له. وفى المقابل وصف " ترامب" الملياردير "إيلون ماسك" بأنه مجنون، وهدد بقطع العقود الحكومية مع شركاته. ليبدو ما يحدث بين الرجلين اليوم بمثابة وضع نهاية صداقة عميقة بينهما، ليحل محلها انفصال عميق وجميل. وهكذا تنتهى مهام "ماسك" فى إدارة " ترامب" بعد 129 يوما مثيرا للجدل، قاد خلالها حملة لخفض الإنفاق الحكومى بشكل غير مسبوق مما أثار موجة من الانتقادات. وكان " ماسك" قد شكر "ترامب" على منحه فرصة العمل فى وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصارا بـ ( دوج).

وفي معرض التعليق على انتهاء مهمة " ماسك" فى الوزارة قال "ترامب": "اليوم هو يوم " ماسك" الأخير، ولكن لن يغادر أبدا، سيبقى دائما معنا ويواصل دعمه لنا". وعلى الرغم من أن الفترة التى قضاها ( ماسك) فى الحكومة لم تتجاوز الأربعة أشهر فإن تأثيره فى وزارة " الكفاءة" أحدث هزة فى عمل المؤسسات الفيدرالية، وامتد أثره إلى ما هو أبعد من واشنطن ليصل إلى الساحة الدولية. وكان " ماسك" قد انضم إلى البيت الأبيض بهدف واحد ألا وهو تقليص الإنفاق الحكومى إلى أقصى حد.بيد أن وجوده بصفته موظفا حكوميا غير منتخب، ويمتلك شركات تربطها عقود كبيرة مع الحكومة الأمريكية مما أثار تساؤلات حول إشكالية تضارب المصالح، إمبراطورية " ماسك" للأعمال تشمل شركات تتعامل مع حكومات داخل أمريكا وخارجها من أبرزها شركة ( سبيس إكس) التى تصل قيمة عقودها الحكومية إلى نحو 22 مليار دولار. كما اتهمه عدد من الديمقراطيين باستغلال منصبه فى الحكومة لتعزيز مصالح شركته (ستارلينك) المتخصصة فى خدمات الانترنت الفضائى خاصة على الصعيد الدولي.وخلافا لذلك تعرض البيت الأبيض لانتقادات بعدما استعرض " ماسك" فى مارس الماضى سيارات تابعة لشركة ( تسلا) التى يملكها فى حدائق البيت الأبيض فى خطوة اعتبرت دعما غير مباشر لشركاته.

جاء الإعلان عن رحيل " ماسك" فى اليوم نفسه الذى أعرب فيه عن خيبة أمله فى مشروع قانون الموازنة الجديد الذي وصفه " ترامب" بأنه ضخم وجميل، ويشمل إعفاءات ضريبية بقيمة تريليونات الدولارات إلى جانب زيادات في الإنفاق الدفاعي. وقال " ماسك": " إن مشروع القانون يقوض جهود وزارة الكفاءة الحكومية فى تقليص الانفاق، ما يعكس انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهورى بشأن التوجه الاقتصادى".

مقالات مشابهة

  • وزير الإنتاج الحربى يتابع مراحل التصنيع العسكري والمدني بمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات
  • خسائر الكيان الصهيوني الاقتصادية منذ 7 أكتوبر
  • بعد إرجاء إفتتاح المتحف الكبير.. هذا مكان عرض قناع توت عنخ آمون
  • اليونيسف تثمن دور الهلال الأحمر الجزائري في الميدان
  • إبراهيم عيسى: الإعلام العربي يفتقر للتحليل العميق في الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • إبراهيم عيسى يوضح كيف يتعامل الإعلام العربي مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • هل يكون للمواجهة توابعها؟
  • دبلوماسية في الميدان.. الخارجية: نتابع ونراقب أوضاع الجالية المصرية في إيران
  • عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار
  • وزير الإعلام: لبنان متمسك بسياسة النأي بالنفس عن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية