بعد عام على الحرب.. خسائر غزة الاقتصادية المباشرة 33 مليار دولار
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
مع دخول حرب الإبادة الجماعية عامها الثاني، يواصل جيش الاحتلال هجماته الجوية والبرية العنيفة التي تستهدف منازل مأهولة وتجمعات للفلسطينيين دون سابق إنذار في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مما يوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقد قدر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة الخسائر المالية الأولية المباشرة بنحو 33 مليار دولار.
ومنذ طوفان الأقصى دمرت إسرائيل بشكل ممنهج القطاع الاقتصادي بما فيه المنشآت والمصانع والمزارع وأسواق الأسماك، مما تسبب في خسائر مالية واقتصادية كبيرة جدا لا يمكن تعويضها بسهولة، ناهيك عن الخسائر البشرية التي لا يمكن تعويضها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عام على الإبادة.. استهداف إسرائيلي ممنهج للعقول الفلسطينية بغزةlist 2 of 2ماذا قدمت واشنطن لإسرائيل خلال عام من العدوان على غزة؟end of listوألقى جيش الاحتلال منذ اندلاع عدوانه على قطاع غزة 83 ألف طن من المتفجرات، سقطت معظمها على رؤوس المدنيين متسببة في استشهاد نحو 42 ألفا وجرح قرابة 97 ألفا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وفيما يلي أبرز معالم هذه الخسارة:
بحلول يناير/كانون الثاني الماضي، تسببت الحرب في فقدان نحو ثلثي الوظائف التي كانت موجودة قبل اندلاعها، وفق ما ذكره تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد). ارتفعت نسبة البطالة في القطاع من 45% قبل الحرب إلى 80% بعدها، وفق تقرير لمنظمة العمل الدولية في يونيو/حزيران الماضي. نسبة الفقر في القطاع -بحسب تقرير أونكتاد- ارتفعت إلى 100%، وقد كانت 50% قبل الحرب، وفق أرقام المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان. تضرر ما نسبته 80%-96% من الأصول الزراعية في القطاع، بما في ذلك أنظمة الري ومزارع الماشية والبساتين والآلات ومرافق التخزين، مما أدى إلى شل القدرة على إنتاج الغذاء وتفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل، وفق أونكتاد. أوضح تقرير أونكتاد أن 82% من الشركات توقفت في قطاع غزة، التي تشكل محركا رئيسيا للاقتصاد، مؤكدا أن الحرب وضعت اقتصاد القطاع في حالة خراب. حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام مستهدفة بذلك المباني والأبراج السكنية والمؤسسات الحكومية والخاصة والمصانع والمعامل والمتاجر، مما أثر بشكل كبير على اقتصاد القطاع. تسبب القصف في تدمير أكثر من 75% من القطاع الإسكاني والمستشفيات والمدارس والكنائس. من أصل 400 ألف وحدة سكنية في القطاع، دمر جيش الاحتلال نحو 150 ألف وحدة بشكل كلي و200 ألف وحدة جزئيا، وقد تسبب في تحول 80 ألف وحدة لأماكن غير صالحة للسكن.هذه المنطقة الجغرافية الضيقة التي تبلغ مساحتها 365 كيلومترا مربعا ويعيش فيها نحو 2.3 مليون نسمة، كانت تعاني قبل اندلاع الحرب من أزمة كبيرة في الإسكان، حيث بلغت نسبة العجز 120 ألف وحدة سكنية حتى مطلع عام 2023.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش دمر 3 كنائس، و611 مسجدا بشكل كلي و214 بشكل جزئي، و206 مواقع أثرية وتراثية، و36 منشأة وملعبا وصالة رياضية.
كما دمر 125 مدرسة وجامعة بشكل كامل، و337 بشكل جزئي، فضلا عن تدمير كامل لنحو 201 مقر حكومي، وفق المكتب.
حتى يونيو/حزيران الماضي، قدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في قطاع غزة مدمرة أو متضررة جراء الحرب.
وبحسب تقرير لمنظمة أوكسفام في يوليو/تموز الماضي، فإن الحرب أدت إلى إتلاف أو تدمير 5 مواقع للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي كل ثلاثة أيام منذ بداية الحرب.
ووفق بيان مشترك للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة جودة البيئة صدر في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، فإن إجمالي المياه المتوفرة في قطاع غزة تقدر بنحو 10% إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان.
وبذلك تراجعت حصة الفرد الفلسطيني في القطاع من المياه بنسبة 94% خلال الحرب، حيث بالكاد يستطيع المواطن في غزة الوصول إلى 4.74 لترات من المياه يوميا، مقارنة بوصوله لنحو 26.8 لترا يوميا لعام 2022، وفق تقرير سابق للجهاز.
وتبقى حصة الفرد الفلسطيني في قطاع غزة ضئيلة بموجب ما أقرته منظمة الصحة العالمية من حق كل فرد في الحصول على 120 لترا يوميا، بما يشمل الاستخدام الشخصي والمنزلي.
ويتعمد جيش الاحتلال استخدام التعطيش سلاحا ضد الفلسطينيين في حرب الإبادة، وفق ما أفاد به مسؤولون حقوقيون، وهو ما صنفته أوكسفام ضمن "جرائم الحرب"، حيث يواصل الجيش منع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطات المياه المتبقية في القطاع إلا بكميات شحيحة جدا، مما يعيق وصول الفلسطينيين إلى حصصهم القليلة.
وأشارت أوكسفام، في التقرير ذاته، إلى أن تدمير البنية التحتية للمياه والكهرباء والقيود المفروضة على دخول قطع الغيار والوقود (في المتوسط خمس الكمية المطلوبة المسموح بدخولها) إلى انخفاض إنتاج المياه بنسبة 84% في غزة، حيث تضررت أو دمرت 88% من آبار المياه و100% من محطات تحلية المياه.
وفي السياق، انخفضت الإمدادات الخارجية للمياه من شركة المياه الإسرائيلية "مكوروت" بنسبة 78%.
الصرف الصحي
منذ انطلاق الحرب، بلغت نسبة ما دمره الاحتلال من مضخات الصرف الصحي نحو 70%، فضلا عن تدمير 100% من جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومختبرات اختبار جودة المياه، وفق تقرير لأوكسفام.
تسبب هذا التدمير الواسع في تسرب مياه العادمة إلى الشوارع وخيام النازحين، حيث تتفاقم هذه المأساة في فصل الشتاء، مما يتسبب في انتشار الأمراض في صفوف النازحين.
التجويع
إلى جانب التعطيش، يستخدم جيش الاحتلال التجويع سلاحا لقتل الفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضدهم في غزة، وسط إدانة أممية ودولية لذلك.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حينما تشكلت ملامح المجاعة التي بدأت في محافظتي غزة والشمال بسبب الحصار المشدد المفروض عليهما، تتواصل هذه الظروف الغذائية الصعبة التي تسببت بموت نحو 36 طفلا بسبب سوء التغذية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت الأونروا في بيان إن أكثر من 50 ألف طفل في القطاع بحاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، وذلك من أصل مليون و67 ألفا و986 طفلا دون سن 18 عاما، وفق تقرير للجهاز المركزي الفلسطيني.
وتتواصل حلقة التجويع في ظل منع إسرائيل وصول المساعدات الغذائية لقطاع غزة إلا بكميات شحيحة، إضافة لاستهداف المخازن الغذائية التي كانت توجد في القطاع والمخابز وشاحنات المساعدات والجوعى الذين ينتظرون دورهم للحصول على مساعدات.
وبحسب تقرير نشرته أوكسفام في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي، فإن 1 من كل 5 أشخاص يعيشون في غزة يواجهون "مستويات كارثية" من الجوع، في حين قال برنامج الأغذية العالمي في يوليو/تموز الماضي إن نصف مليون شخص في القطاع يواجهون "مستويات كارثية" من الجوع.
وبينما كان يصل قطاع غزة نحو 600 شاحنة محملة بالمواد الغذائية يوميا قبل اندلاع الحرب، تقلص العدد إلى نحو 50 شاحنة أو أقل، في وقت تمنع فيه إسرائيل دخولها في بعض الأيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یونیو حزیران الماضی جیش الاحتلال فی قطاع غزة فی القطاع وفق تقریر ألف وحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكوارث الطبيعية تسبب أضراراً بـ 131 مليار دولار
ميونخ"د. ب. أ": تسببت الكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات والعواصف والزلازل، في أضرار بقيمة 131 مليار دولار حول العالم في النصف الأول من عام 2025، بحسب تحليل أجرته شركة إعادة التأمين الألمانية "ميونخ ري".
ووفقا للتحليل، فإن ذلك ثاني أعلى إجمالي خسائر يتم تسجيله خلال نصف أول من العام منذ عام 1980.وتسببت حرائق الغابات في كاليفورنيا وحدها في أضرار تقدر بنحو 53 مليار دولار في يناير الماضي، ما يجعلها كارثة الحريق الأعلى تكلفة على الإطلاق، وفقا لـ"ميونخ ري".
وبوجه عام، يفاقم التغير المناخي وتيرة وشدة الجفاف والحرائق في أنحاء العالم حيث جاءت كانت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من الكوارث الطبيعية، حيث تسببت العواصف والأعاصير الشديدة في خسائر إجمالية بلغت 92 مليار دولار، وهو ما يمثل 70% من الأضرار العالمية.
وكان الحدث الأكثر فتكا هو الزلزال الذي هز ميانمار في 28 مارس الماضي، والذي أودى بحياة 4500 شخص.
وبحسب الخبراء في "ميونخ ري"، فإن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب الاحتباس الحراري.
ونجت أوروبا من كوارث كبرى، وتكبدت خسائر متواضعة نسبيا بلغت حوالي 5 مليارات دولار.
ومع ذلك، حذر توبياس جريم، كبير خبراء المناخ في "ميونخ ري"، من التراخي، وقال: "لقد كان من حسن الحظ أن أوروبا تجنبت كوارث مناخية كبيرة في النصف الأول من العام".
وكان أحد الاستثناءات هو الانهيار الأرضي الذي وقع في مايو الماضي في كانتون فاليه السويسري، حيث طمر انهيار جليدي من الصخور والجليد قرية بلاتن ودمر 130 منزلا، متسببا في أضرار تقدر بنحو 500 مليون دولار.
وذكرت "ميونخ ري" أن ذوبان الجليد الدائم في جبال الألب بسبب تغير المناخ يزيد من المخاطر الجيولوجية في المناطق الجبلية.
ومن بين إجمالي الأضرار البالغة 131 مليار دولار، بلغت قيمة الأموال التي شملها التأمين 80 مليار دولار - وكلاهما أعلى بكثير من المتوسط المسجل في العقود الأخيرة، والذي قدرته الشركة بعد احتساب متغيرات التضخم بنحو 79 مليار دولار. وكان الاستثناء هنا هو عام 2011، الذي شهد زلزال وتسونامي اليابان بخسائر إجمالية أعلى مقارنة بمتوسط النصف الأول من العقود الثلاثة الماضية.
وفي سياق الكوارث الطبيعية في الوقت الراهن، يحاول المئات من عناصر الإطفاء اليوم إخماد حرائق تشتعل في أنحاء البرتغال وتخشى السلطات من أن تؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية.
وأُعلنت في كل أنحاء البلاد تقريبا حالة الإنذار بسبب مخاطر "قصوى أو مرتفعة جدا" من اندلاع حرائق، بحسب توقعات المعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي.
ويكافح 1500 عنصر إطفاء قرابة 10 حرائق ولا سيما حريقين كبيرين في شمال البلاد ووسطها.
ففي وسط البرتغال يبذل يحاول نحو 500 عنصر السيطرة على حريق حول بلدية أروكا.
وفي الشمال تتسع رقعة حريق اندلع السبت في محيط بونتي دا باركا، علما بأن أربع طائرات انضمت لجهود الإطفاء.
وقال رئيس بلدية بونتي دا باركا أوغوستو مارينهو "إنه حريق ينطوي على صعوبات، في منطقة جبلية وينتشر بسرعة مع الكثير من الرياح" ويمتد قرب مناطق سكنية.
ومثل الكثير من الدول تشهد البرتغال كل صيف حرائق غابات.
وفي الصين، لقي ثلاثون شخصا مصرعهم وتمّ إجلاء أكثر من 80 ألف شخص في بكين بسبب أمطار غزيرة هطلت على العاصمة الصينية، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي اليوم.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الصينية اليوم إنذارا بالمستوى الثالث على سلم من أربع درجات محذرة من تساقط أمطار غزيرة في بكين ومنطقتي خبي وتيانجين المحاذيتين للعاصمة وعشر مقاطعات أخرى في شمال الصين وشرقها وجنوبها، على ما أوردت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) الرسمية.
وفي بكين، أفادت وكالة الصين الجديدة نقلا عن المركز البلدي لمكافحة الفيضانات أن "أحدث موجة من العواصف الرعدية الشديدة أسفرت حتى منتصف ليل الإثنين عن مقتل 30 شخصا".
من جانبها، أوردت صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية على موقع ويتشات أنّه "حتى الآن تمّ إجلاء ما مجموعه 80332 شخصا" في العاصمة.
وسجل أكبر قدر من الاضرار في منطقة مييون بشمال شرق بلدية بكين.
وروت جيانغ وهي من سكان المنطقة لوكالة فرانس برس أن "المطار كانت غزيرة إلى حد استثنائي هذه المرة، لا يحصل هذا عادة".
وأوضحت أن "الطريق غارقة بالمياه، وبالتالي لا يمكن للناس الذهاب إلى عملهم"، مشيرة إلى طريق أمام منزلها يجري فيها سيل من المياه.
وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس في الموقع جرافة تنقل سكانا وكلبا إلى الأمان وعناصر إنقاذ يسيرون والمياه تغمرهم حتى الركبتين.
وعلى مقربة في مدينة موجيايو رأى صحافيون في فرانس برس خزانا يفرغ سيلا من المياه وسيارات إسعاف وآليات عسكرية تجوب الشوارع المغمورة بالمياه، وخطوط كهرباء جرفتها سيول وحلية.
وأسعف عناصر الإطفاء 48 شخصا كانوا محاصرين في مركز للمسنين، وفق شبكة سي سي تي في التلفزيونية العامة.
كذلك طالت الأمطار منطقتي هوايرو في الشمال وفانغشان في جنوب غرب البلاد.
وذكرت "بيجينغ ديلي" أن عشرات الطرقات باتت مقطوعة فيما قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في المنطقة.
وكتبت الصحيفة "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".
وحض الرئيس شي جينبينغ مساء الإثنين السلطات على تسريع جهود إيواء سكان المناطق المعرضة لخطر فيضانات.
وخصصت الحكومة 350 مليون يوان (42 مليون يورو) لعمليات الإغاثة في تسع مناطق شهدت أمطارا غزيرة، بحسب ما أفاد تلفزيون سي سي تي في، مشيرا من جهة أخرى إلى تخصيص 200 مليون يوان (24 مليون يورو) للعاصمة.
وفي مقاطعة خبي المحيطة بالعاصمة، أسفر انزلاق تربة الإثنين في قرية عن أربعة قتلى وثمانية مفقودين، بحسب التلفزيون.
وغالبا ما تشهد الصين كوارث طبيعية ولا سيما في الصيف حين تهطل أمطار غزيرة على بعض المناطق فيما تسجل موجات حر في مناطق أخرى.
وتسجل الصين أعلى مستوى في العالم من انبعاثات غازات الدفيئة التي يؤكد العلماء أنها تسرع التغير المناخي وتجعل ظواهر الطقس القاسية أكثر تواترا وشدة.
كما أن الصين رائدة في قطاع الطاقات المتجددة وتطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.
وشهدت مقاطعة شاندونغ (شمال شرق) في وقت سابق هذا الشهر فيضانات مفاجئة أسفرت عن قتيلين وعشرة مفقودين. كما أدى انزلاق للتربة على طريق عام في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب) إلى مقتل خمسة أشخاص.