متاحف الآثار تكرس شهر أكتوبر لتسلط الضوء على البراعة العسكرية للمصريين القدماء
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
حقق المصريون القدماء انتصارات عظيمة في العديد من المعارك، حيث أظهروا براعتهم العسكرية وقيادتهم القوية للدفاع عن أراضيهم. تلك الانتصارات أسست لحقبة من القوة والازدهار في التاريخ المصري.
وفي سياقٍ مشابه، جاءت انتصارات حرب أكتوبر 1973، التي تُعد علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث استعاد الجيش المصري أرض سيناء.
- تعرف على الفعاليات والأنشطة والقطع الأثرية لشهر أكتوبر:
تحت عنوان "عظمة الانتصار في التاريخ المصري"، وقع اختيار الجمهور هذا الشهر على القطع الأثرية التي تسلط الضوء على الحروب التي خاضتها مصر على مر العصور، وبالقادة العسكريين، والأسلحة، والمعبودات الخاصة بالحرب في مصر القديمة، وذلك احتفالاً بنصر أكتوبر المجيد والذي يوافق 6 أكتوبر من كل عام.
وتبرز القطع دور الجيش المصري والذي يعد أقدم جيش نظامي ثابت في العالم على مدى العصور المختلفة، حيث خاض العديد من المعارك الكبرى للتحرير، والاستقلال من أبرزها معركة مَجدو بقيادة الملك تحتمس الثالث، ومعركة قادش بقيادة الملك رمسيس الثاني، ومعركة حطين، معركة عين جالوت. كما تظل حرب 6 أكتوبر 1973 إنجازاً وطنياً بطولياً ورمزاً للفخر والإعزاز لرجال القوات المسلحة المصرية، بالتعاون مع شعب مصر العظيم، والذي يعد من أعظم انتصارات العصر الحديث.
• متحف الفن الإسلامي بباب الخلق: يعرض سيف من الصُلب من العصر المملوكي عليه كتابة بالذهب نصها: "السلطان المالك الملك العادل أبو النصر طومان باي سلطان الإسلام والمسلمين أبو الفقراء والمساكين محيي العدل في العالمين خلد الله ملكه وعز نصره."
• متحف الشرطة بالقلعة: يعرض رشاش بورسعيد الذي استخدمه الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، من إنتاج المصانع الحربية بمصر بين عامي 1965 - 1970، وهو نسخة من الرشاش السويدي (إم 45)، عيار 9 ملم، سعة 36 طلقة.
• متحف قصر محمد علي بالمنيل: يعرض سيف له جراب من الفضة واليد من العاج ومطعم بفصوص من المرجان. كما ينظم المتحف معرضاً مؤقتاً لبعض الصور الأرشيفية لزيارة الأمير محمد علي للمدرسة الحربية، بالإضافة إلى عدد من الجولات الإرشادية بالمتحف.
• متحف المركبات الملكية ببولاق: يعرض سيف من المعدن له تلبيسة يد من الذهب وجراب من الجلد به حلقتين من المعدن. وتحت عنوان "العزة والكرامة"، ينظم المتحف معرضاً مؤقتاً يضم ثلاث قطع أثرية عبارة عن غدارة، ومسدس ساقية، وجهاز اتصال لاسلكي، بالإضافة إلى جريدتين من أرشيف جريدة الأهرام وجريدة الأخبار عن حرب أكتوبر. كما ينظم المتحف جولة إرشادية عن السيوف وبعض نماذج العربات الحربية، بالإضافة إلى جلسة نقاشية مع الأطفال حول حرب أكتوبر وورشة فنية لتصميم وتلوين العلم المصري مع أصدقاء المتحف من طلاب وأطفال.
• متحف جاير أندرسون بالسيدة زينب: يعرض خوذة من الحديد من العصر المملوكي على شكل وجه أدمى يتخلله زخارف نباتية ويعلوها حربه على جانبيها قرنين يتوسط الخوذة واقي لحماية الأنف ومزود بزرد لحماية الرقبة والأذنين. كما ينظم جولة إرشادية بالمتحف لمجموعة من الطلبة من إدارة القاهرة والجيزة مع تسليط الضوء على قاعة الأسلحة لتعريف الأطفال بتطور الأسلحة منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث. كما ينظم معرضاً إلكترونياً بعنوان "الأسلحة" يعرض مجموعة نادرة من الأسلحة الموجودة بالمتحف، وورشة فنية يقوم فيها الطلاب برسم حر عن حرب أكتوبر بالإضافة إلى ورش حرفية لمجموعة من السيدات المتدربات لعمل علم مصر باستخدام خامات مختلفة.
• متحف مطار القاهرة الدولي مبنى الركاب 2: يعرض الجزء العلوي من تمثال من الجرانيت الأحمر للملك تحتمس الثالث بغطاء الرأس الملكي. ويعد هذا الملك من أعظم حكام مصر الذي وسع الإمبراطورية المصرية القديمة إلى أقصى مدي إقليمي لها قام ب 17 حملة حربية أهمها معركة مجدو ضد تحالف من 22 دوله بقياده أمير قادش. كما ينظم ورشة لمجسمات عن الأسلحة والحروب بعنوان "يوم النصر العظيم"، وعدد من الجولات الإرشادية للزائرين خلال شهر أكتوبر.
• متحف مطار القاهرة الدولي مبنى الركاب 3: يعرض تمثال من حجر الجرانوديوريت للمعبودة سخمت العظيمة سيدة الأرضين وعين رع وسيدة الحرب. كما ينظم المتحف ورشة عمل بعنوان " انتصارات خالدة " وعدد من الجولات الإرشادية للزائرين المصريين خلال شهر أكتوبر.
• متحف ركن فاروق بحلوان: يعرض نموذج لتمثال للملك تحتمس الثالث ممسك إنائي النو وعلى قاعده التمثال إهداء للملك فاروق من مدرسة أسوان الصناعية " وهو واحد من أعظم ملوك مصر القديمة الذي أشتهر ببراعته في وضع الخطط الحربية والانتصار بجميع المعارك العسكرية التي خاضها وعمل على توسيع ملك وحكم مصر
• المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية: يعرض تمثال برونزي من العصر اليوناني الروماني للإلهة سخمت جالسة بهيئة سيدة برأس أنثى الأسد، إلهة الحرب والقوة. كما ينظم المتحف ندوة عن دور سلاح المهندسين وأهميته في الحرب.
• متحف الإسكندرية القومي: يعرض طبنجة من العصر العثماني، ذات مقبض من الخشب عليها زخارف نباتية متشابكة مكفته بالذهب وبنهاية المقبض جامه بداخلها رأس أسد بارز مكفت بالذهب. وللطبنجة ماسورة من الصلب عليها زخارف نباتية مكفته بالذهب يتخللها بحور كتابية بالخط الفارسي. وبعنوان "متاحف من أجل السلام"، ينظم المتحف فاعلية فنية وثقافية تتضمن عرض موسيقى، وورشة عمل عن دور المتاحف من أجل السلام بالإضافة إلى سلسلة من المحاضرات عن مصر ودورها في تحقيق السلام.
• متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية: يعرض سيف نصله من الصلب بمقبض له تلبيسه من الذهب ومرصع بأحجار الماس. كما ينظم المتحف ورشة رسم لمجسمات للدبابات والأسلحة بالتعاون مع المتحف اليوناني الروماني.
• متحف رشيد الوطني: ينظم ورشة فنية تعليمية متنوعة بالحديقة المتحفية تشمل عمل مجسمات ورسومات لبعض الأسلحة والعربات الحربية.
• متحف مطروح القومي: يعرض لوحة جدارية من الحجر الجيري عليها منظر يصور الملك توت عنخ أمون وهو يمسك الأسرى من شعورهم وتكاد أرجلهم لا تمس الأرض المصرية وفي يده الأخرى المقمعة. وبعنوان " العرض غالى بس الوطن أغلى"، يقدم المتحف فعالية ثقافية، يقدم خلالها عرض أفلام وثائقية عن بطولات المقاتل المصري في حرب أكتوبر لنشر الوعى الثقافي و القاء الضوء على بطولات المقاتل المصري على مر العصور .
• متحف طنطا القومي: يعرض تمثال للآلهة "باستت" على هيئة رأس قطة وجسم آدمي ترتدي الزي الحربي وتحمل بيدها درع.
• متحف كفر الشيخ: يعرض تمثال مزدوج من الجرانيت الأحمر للملك رمسيس الثاني والمعبودة سخمت. صور الملك بنفس حجم معبودة الحرب والقوة كدليل على قوة حكمه وكثرة انتصارات. كما يقدم المتحف مسابقة رسم للأطفال للتعبير عن الانتصارات، لرفع الوعي بملاحم الوطن العظيمة
• متحف تل بسطا بالشرقية: يقدم المتحف جولات إرشادية لألقاء الضوء على أحداث حرب أكتوبر المجيد، بالإضافة إلى تنظيم ورشة فنية بعنوان "التصوير بالألوان الزيتية على الاتوال" يقدم خلالها منظر العبور بالإضافة إلى تنظيم محاضرة بعنوان" حرب أكتوبر 1973 العزة والنصر".
.
• متحف السويس القومي: يعرض سيف من العصر العثماني، مقبضه وغمده مكسيان بالفضة المزخرفة بالنقش البارز ويظهر على الجراب زخارف تشبه قشور السمك وتنتهي برأس سمكة. وبعنوان "دور المرأة السويسية في الحرب وبطولات السويس في الدراما المصرية"، ينظم المتحف معرضاً للصور الفوتوغرافية والوثائق التاريخية عن حرب أكتوبر المجيدة لمدة أسبوعين، كما يقدم المتحف فعالية ثقافية وفنية تتضمن حفل فنى لكورال "هارموني عربي" التابع لجامعة عين شمس ويتم تقديم بعض الأغاني الوطنية والتراثية الخاصة بمدينة السويس، وندوة ثقافية يلقيها عدد من المتخصصين.
• متحف الإسماعيلية: جلة نفط مخروطية الشكل من الفخار عليها زخارف نباتية من العصر الفاطمي. كانت جلل النفط تمتلئ بمواد سريعة الاشتعال مثل الكبريت والنفط والراتنجات والأدهان حيث كانت تستخدم كأداة حربية حتى ظهور البارود في منتصف القرن الـ 13 الميلادي.
• متحف الغردقة: يعرض لوحة جدارية للملك تحتمس الثالث، مؤسس الإمبراطورية المصرية الحديثة، عن معركة مجدو.
• متحف شرم الشيخ: يعرض تمثال للملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين، والذي دافع عن استقلال مصر ضد القوى الأجنبية. وتعتبر فترات حكمه من الفترات الحاسمة في تاريخ مصر، إذ شهدت محاولات مستمرة منه للحفاظ على سيادة مصر واستقلالها وسط التحديات الكبرى. وقد تميز الملك نختنبو الأول بقدراته العسكرية والإدارية فقد أعاد بناء الجيش المصري وعزز التحصينات العسكرية في مواجهة الفرس.
• متحف الوادي الجديد: يعرض طبنجة لها ماسورة من الصلب ومقبض من الخشب وعلى الماسورة زخارف نباتية.
• متحف كوم أوشيم بالفيوم: ينظم جولة إرشادية، ومجموعة من الورش الفنية للأطفال لتعليم الرسم و تلوين الجبس وتلوين رسومات أثرية للأطفال من سن 7 الى 14 سنة، كما يقدم لهم محاضرة تثقيفية عن نصر أكتوبر المجيد.
• متحف ملوي بالمنيا: يعرض تمثال للمعبودة سخمت وهي تعتنى بالملك وتهزم أعداؤه، كما يقدم حفلاً فنياً من أطفال الحضانات والمدارس بملوي وعرض أغنية تحكي الحرب بشكل مبسط للأطفال وترجمتها بلغة الاشارة .
• متحف سوهاج القومي: يعرض لوحة جدارية من الدولة الحديثة، تظهر الملك سيتي الأول يرتدي تاج الحرب وأمامه المعبودة حتحور تمنحه الحياة، حيث قام بتوطيد السلطة المصرية في الخارج في فلسطين والشام، وقاوم الحيثيين الذين حكموا أسيا الصغرى، ووضع بنفسه الخطط لإعادة مجد وسيادة مصر في العالم. كما ينظم المتحف ندوة ثقافية بالتعاون مع المركز الروسي للعلوم والثقافة بالإسكندرية تحت عنوان "الإلهة إيزيس في الدلتا" وذلك بحضور وفد روسي من ضيوف المركز، وعدد من الشخصيات الهامة وأهل الفكر والثقافة محافظة الغربية.
• متحف التحنيط بالأقصر: يعرض مومياء كبير كهنة آمون رع وقائد الجيش ماسهرتى "ابن "بأنجم الأول من الأسرة 21 بالدير البحري. كان ماسهرتي القائد الأكبر للجيوش في الوجهين القبلي والبحري والبلاد بأجمعها وكان يحمل لقب السيد العظيم لمصر. كما ينظم المتحف ورشة فنية بعنوان "انتصارات أكتوبر" وعمل نموذج لمومياء ماسهرتي كبير الكهنة، وعمل رسومات تمثل انتصارات أكتوبر، كما يقدم عدد من الجولات الإرشادية لزائري المتحف خلال شهر أكتوبر.
• متحف الأقصر للفن المصري القديم: يعرض لوحة من الجرانيت الوردي للملك والمحارب امنحتب الثاني الذي صور بكفاءة بدنيه عالية حيث يقوم بإطلاق سهامه على هدف نحاسي. كما ينظم المتحف معرضاً فنياً من نتاج أعمال القسم التعليمي لعرض بعض الملوك المحاربين وبعض أدوات الحرب قديما لتعريف الأطفال بأدوات الحرب وأهمية هذا اليوم، بالإضافة إلى تنظيم جولة ارشادية لمجموعة من فئات عمرية مختلفة من أصدقاء القسم التعليمي وقسم التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة وبعض أصدقاء المتحف من ذوي الاحتياجات، بالإضافة إلى إقامة ورشة رسم وتلوين.
• متحف التمساح بأسوان: ينظم عدد من الجولات الإرشادية للزائرين خلال شهر أكتوبر.
• متحف النوبة: يعرض رأس تمثال الملك "شبتكا" أحد ملوك الأسرة 25، من الجرانيت الوردي عثر عليها في الكرنك. وقد خاض الملك حروب مع الأشوريين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصريون القدماء العسكرية الانتصارات التاريخ المصري والازدهار المعارك ینظم المتحف معرضا خلال شهر أکتوبر کما ینظم المتحف بالإضافة إلى تحتمس الثالث الجیش المصری حرب أکتوبر یعرض تمثال یعرض لوحة أکتوبر 1973 الضوء على ورشة فنیة کما یقدم من العصر
إقرأ أيضاً:
130قطعة.. مؤتمر بالمتحف المصري بالتحرير للإعلان عن المعرض المؤقت كنوز الفراعنة
نظمت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، مؤتمراً صحفياً بالمتحف المصري بالتحرير، للإعلان عن معرض "كنوز الفراعنة" والمقرر افتتاحه بالعاصمة الإيطالية روما في أكتوبر القادم، وذلك بالتعاون مع كلا من السفارة الإيطالية بالقاهرة وقاعة المعارض الإيطالية "سكوديري ديل كويريناله".
ويضم المعرض 130 قطعة أثرية تم اختيارها من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن بالأقصر، فضلا عن مجموعة من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها حديثاً ليقدم لزائريه تجربة فريدة تنقلهم في رحلة استثنائية إلى قلب الحضارة المصرية القديمة، لتروي تاريخ هذه الحضارة العريقة منذ بدايتها وحتى العصور المتأخرة.
معرض كنوز الفراعنةوخلال كلمته التي ألقاها بالمؤتمر، أعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن كامل تقديره للتعاون المثمر مع الجانب الإيطالي والذي يؤكد على عمق العلاقات الدبلوماسية الوطيدة بين مصر وإيطاليا لاسيما في المجال الثقافي والأثري، لافتا إلى دور المعارض الأثرية المؤقتة في الخارج في الترويج لمنتج السياحة الثقافية، وزيادة أعداد الحركة السياحية إليها، واصفاً تلك المعارض بالجسر الثقافي الحيوي، إذ تتيح لجمهور العالم استكشاف ثراء الحضارة المصرية القديمة، وتُبرز عبقرية المصريين القدماء في مجالات مثل العلوم والهندسة والفنون. كما تلعب هذه المعارض دورًا محوريًا في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقريب الشعوب من خلال التقدير المشترك للتراث الإنساني.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مصر شهدت زيادة في أعداد السياحة الثقافية خلال العام المالي الحالي، الذي سينتهي في يونيو الجاري، بنسبة بلغت 25% مقارنة بالعام المالي المنصرم، وذلك نتاج الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للآثار بأثرييه ومرمميه وجميع العاملين به من اكتشافات أثرية جديدة تكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية العريقة، وترميم وتطوير العديد من المواقع الأثرية والمتاحف وفتحها للزيارة وجعلها مناطق جذب سياحي، وتنظيم معارض مؤقته بالخارج وهو ما يأتي بثماره على أعداد السياحة الثقافية الوافدة إلي مصر.
وأكد الدكتور محمد اسماعيل خالد على أن الإعلان عن إقامة المعرض اليوم من المتحف المصري بالتحرير وما يضمه المعرض من قطع أثرية تم اختيار بعضها من المتحف يبعث برسالة واضحة أن المتحف المصري بالتحرير سيظل أيقونة المتاحف المصرية وأم المتاحف وأهمها على الإطلاق حتى بعد افتتاح المتحف المصري الكبير في الثالث من يوليو القادم، لافتا إلى خطة وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار نحو إلقاء الضوء على المتحف المصري بالتحرير والذي سيشهد إضافة كافة المكتشفات الحديثة من نتاج أعمال الحفائر لتضاف للعرض المتحفي بالمتحف.
ومن جانبه قال السفير ميكيلي كاروني سفير دولة إيطاليا بالقاهرة، أن الدبلوماسية الثقافية تُعدّ أداة فعّالة تتيح لنا التعبير بلغة إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية وتقرّب بين الشعوب. ويأتي هذا المعرض تجسيدًا حيًا لهذا المفهوم، حيث يجمع تحت مظلته مؤسسات وخبراء ومواطنين من مصر وإيطاليا، ليؤكد أن الثقافة ليست مرآة للماضي فقط، بل بوابة تُفتح على المستقبل. إن الروابط الثقافية المتجذّرة بين بلدينا، والتي نشأت من قرون طويلة من التبادل الحضاري عبر ضفّتي المتوسط، ما زالت تنبض بالحيوية من خلال مبادرات مماثلة، مما يعمّق أواصر التفاهم ويعزز مسارات التعاون البنّاء.
وأشار الأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن هذا المعرض يمثّل ثمرة أكثر من عام من العمل المشترك والدؤوب مع شركائنا في إيطاليا. وقد تحقق هذا الإنجاز من خلال التعاون الوثيق مع شركة ALES – ARTE LAVORO E SERVIZI S.p.A.، وهي الذراع الثقافي الداخلي لوزارة الثقافة الإيطالية، بالإضافة إلى مؤسسة Mondo Mostre المعروفة بخبرتها الواسعة في تنظيم المعارض الدولية.
وأضاف إن قاعات Scuderie del Quirinale التي ستحتضن المعرض تُعد من أرقى وأهم المواقع الثقافية في إيطاليا. وتقع هذه القاعات بجوار حدائق كولونا، وفوق أنقاض معبد سيرابيس الضخم، وعلى مقربة من قصر كويرينالي، المقر الرسمي لرئيس الجمهورية الإيطالية، وكذلك المحكمة الدستورية. وهذا الموقع يحمل دلالة سياسية وتاريخية عميقة، واختيار هذا المكان لاستضافة المعرض يُعبّر بوضوح عن الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين يكنّهما الشعب الإيطالي للحضارة المصرية القديمة، معربا عن آماله أن يكون هذا المعرض نواه لمزيد من التعاون مع الجانب الإيطالي في الفترة القادمة.
وقال الدكتور فابيو تاليافيرّي رئيس مجلس إدارة شركة ALES – الذراع الثقافي لوزارة الثقافة الإيطالية، إنه من خلال شراكتها مع وزارة الثقافة الإيطالية في إدارة Scuderie del Quirinale، حققت شركة ALES SpA هدفًا استراتيجيًا مهمًا عبر تنظيم هذا المعرض الكبير كنوز الفراعنة، مثمنا على الدعم الاستثنائي لهذا المعرض، والذي يؤكد الدور المحوري للثقافة في تعزيز العلاقات الدولية، ويعكس التزام ALES بتنظيم معارض ذات طابع تاريخي وجغرافي بالغ الأهمية.
كما أعرب الدكتور ماتيو لافرانكوني، مدير قاعات Scuderie del Quirinale في روما، أن المعرض يشكّل مصدر فخر كبير لـ Scuderie del Quirinale، هذا الفضاء الثقافي التابع لرئاسة الجمهورية الإيطالية والذي أتاح فرصة فريدة لتقديم مشروع ثقافي طموح للجمهور الإيطالي، كما توجه بالشكر والامتنان لكافة القائمين على تنظيم هذا المعرض، وكذلك المتحف المصري بتورينو والذي يشارك بواحدة من مقتنياته وهي مائدة إيزيس الشهيرة (Mensa Isiaca)، والتي تُجسّد العلاقة التاريخية المتينة بين مصر وروما، وتُعدّ رمزًا للحوار والتواصل الممتد بين البلدين عبر آلاف السنين.
هذا ويضم المعرض 130 قطعة أثرية تم اختيارها من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن بالأقصر، لتروي قصة الحضارة المصرية العريقة عبر حقب زمنية متعددة، من خلال محاور تشمل الملكية، البلاط الملكي، المعتقدات الدينية، الحياة اليومية، الطقوس الجنائزية، والعالم الآخر. وسيظل المعرض مفتوحًا أمام الجمهور حتى مايو 2026، موفّرًا فرصة ممتدة للتواصل مع ماضينا العريق.
ومن بين أبرز القطع الأثرية التي يضمها المعرض والتي من بينها قطع تصل إيطاليا لأول مرة هي التابوت الذهبي للملكة أحمس نفرتاري، الذي يُعد مثالاً لفنون الدفن في الدولة الحديثة، والمغطى بالكامل بالذهب، مما يعكس مكانة الملكة الرفيعة وعلاقتها الإلهية في وقت كان يشهد تحولات سياسية كبرى، بالإضافة إلى القناع الذهبي الجنائزي للملك أمنموب، والذي يُجسد مفهوم الخلود الملكي من خلال استخدام الذهب، المعدن المقدس المرتبط بإله الشمس رع.
كما يضم المعرض ثلاثية الملك منكاورع، وهي منحوتة ضخمة تعود لعصر الدولة القديمة، تمثل الملك واقفاً بين الإلهة حتحور والإله المحلي لمنطقة طيبة، في تجسيد قوي للسلطة المقدسة، والتابوت الذهبي لتويا جدة الملك إخناتون بزخارفه ونقوشه الهيروغليفية التي تروي رحلتها إلى العالم الآخر. ومن القطع المميزة وكذلك قلادة الذباب الذهبي الأسطورية الخاصة بالملكة أحمس نفرتاري، وهي وسام عسكري لم يُمنح إلا لأعظم محاربي مصر، وتشهد على دورها الحيوي في حماية استقرار المملكة في فترة مفصلية من تاريخها.
ويستعرض المعرض أيضا المجتمع المصري القديم، وسلطة الفراعنة الإلهية، والحياة اليومية، والمعتقدات الدينية، والطقوس الجنائزية، وأحدث الاكتشافات الأثرية. ومن تماثيل الملك رمسيس السادس والملك تحتمس الثالث المهيبة إلى الحُلي الملكية الدقيقة، ومن الأدوات اليومية المصنوعة ببراعة إلى التوابيت المزخرفة بالرموز المقدسة، يكشف المعرض عن مدى التطور الفني والروحاني العميق الذي ميّز الحضارة المصرية القديمة وجعلها واحدة من أكثر الحضارات سحراً وتأثيراً في التاريخ.
ويخصص المعرض محوراً خاصاً ل"للمدينة الذهبية”، والتي تعد من أهم الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، حيث كشفت الحفائر عن مجمع سكني كبير يعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث والملك إخناتون، وقدمت رؤى غير مسبوقة حول الحياة اليومية للحرفيين وأسرهم.
والجدير بالذكر أن معرض "كنوز الفراعنة" يعد ثاني أكبر معرض أثري يقام في إيطاليا بعد المعرض الذي أقيم في قصر غراسي في مدينة البندقية بين عامي 2002 و2003، والذي سلط الضوء على دور الملوك في عصر الدولة الحديثة.