يستمر الكابوس بعد مرور عام على مذبحة 7 أكتوبر (تشرين الأول) واحتجاز الرهائن بشكل غير إنساني، وتدمير حياة أكثر من 40 ألف شخص بعد القصف المستمر على غزة.

فقد التلاميذ في غزة ما يعادل نحو عامين دراسيين

كما تواصل الحرب التمدد إلى الشرق الأوسط الأوسع، ويبدو وقف النار بعيداً أكثر من أي وقت مضى ومع ذلك، وسط الأنقاض وأحلام السلام المحطمة، لا يزال يتعين البحث عن علامات الأمل.


وكتب رئيس الوزراء البريطاني سابقاً غوردن براون في صحيفة "غادريان" البريطانية، أن الغبار تكدس على خطة حل الدولتين، وسيتطلب المضي إلى الأمام جهداً عالمياً منسقاً، وإقران القول بالفعل، والأهم من ذلك تكثيف الجهود من أجل وقف النار وتكثيف الضغوط من أجل إطلاق الرهائن وبذل كل الجهود لدعم إعادة الإعمار. 

Today, our hearts are breaking for the children of Gaza. Tomorrow, we must give them peace | Gordon Brown https://t.co/f0tn96onPN

— Guardian Opinion (@guardianopinion) October 8, 2024

وأضاف: "قد يبدو أننا مجرد مراقبين يقفون على الشاطئ، ولكن يجب علينا أن نستعد مسبقًا للوقت الذي ستتوقف فيه المدافع عن إطلاق النار. لهذا السبب، لا ينبغي أن نتأخر في التخطيط وتقديم الدعم غير المسبوق المطلوب لأولئك الذين لم يعرفوا سوى المعاناة، والذين ليس لديهم خيارات أفضل: أطفال غزة، وعددهم مليون طفل". 

برنامج فريد

دعا براون المجتمع الدولي، بقيادة مجموعة العشرين التي تضم جميع الاقتصادات الكبرى، إلى إعلان تمويل برنامج خاص للتعليم والصحة ورعاية الأطفال، وتقديم الدعم الأساسي للصحة العقلية لهؤلاء الأطفال الذين وُلدوا في خضم الصراعات ويعيشون الآن وسط أنقاض منازلهم المدمرة وعلى حافة الكفاف. وغالباً ما تكون المدارس أول ما يُغلق وآخر ما يُعاد فتحه بعد الأزمات. 

Excellent piece by Gordon Brown on the importance of education for children: Today, our hearts are breaking for the children of Gaza. Tomorrow, we must give them peace. https://t.co/cQ1ydzHune

— Emma Brigham (@brigham_emma) October 8, 2024

وتابع "نعلم أن الأشهر الـ48 الأولى من حياة الطفل هي الأهم لنمو الدماغ مقارنة بالـ48 عاماً التالية، وفي أجزاء عديدة من العالم، يُعتبر التعلم المبكر حقاً أساسياً لكل طفل، وليس مجرد رفاهية، لكن تنمية الطفولة المبكرة، التي تشمل قطاعات متعددة مثل الصحة والتعليم واللعب، لا تحظى بوكالة واحدة تركّز على احتياجات أصغر الأطفال في العالم، وبالتالي، إذا لم نتخذ أي إجراء، فإن الأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية سيواجهون مستقبلًا مظلماً يشبه ماضيهم المؤلم". 

الاستثمار في الأطفال

وأضاف براون "من خلال خطة إعادة الإعمار المقترحة، لدينا فرصة لإظهار الفارق الذي يمكن أن يحدثه الاستثمار في الأطفالـ واليوم، يشكل هؤلاء نصف عدد النازحين في غزة البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة، لا يوجد سوى توفير الهيكل العظمي لحديثي الولادة والرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات".

واستعرض براون الأوضاع في غزة قائلاً إنها تعاني اليوم من نقص كل شيء، إذ يوجد مرحاض واحد لكل 850 شخصاً، وأفاد 85 في المائة من الآباء أن أطفالهم قضوا يوماً كاملاً على الأقل بلا طعام، ويحتاج الآن 346,000 طفل دون سن الخامسة إلى أغذية تكميلية ومغذيات، ويعاني ما لا يقل عن 50,000 طفل من سوء التغذية الحاد، كما يظهر تقرير جديد صادر عن أكاديميين في جامعة كامبريدج ومركز الدراسات اللبنانية، أنه - بسبب الوباء أولاً والآن الحرب - فقد التلاميذ في غزة ما يعادل نحو عامين دراسيين، وكان هناك زيادة بمقدار نقطة مئوية في نسبة الأطفال غير القادرين على قراءة النص الأساسي بحلول سن العاشرة.

وأضاف "لكن حتى هذا لا يأخذ في الاعتبار آثار الصدمة والإعاقة والنزوح. وقبل أن تبدأ عملية إعادة الإعمار، يجب إنشاء مراكز مؤقتة للطفولة المبكرة في أنحاء غزة، لتكون أماكن آمنة توفر للأطفال والأمهات الحوامل التغذية والدعم النفسي والاجتماعي والرعاية والتعلم المبكر. ولا يمكن السماح لأي من المرافق التعليمية مرة أخرى باستضافة أي قواعد عسكرية".

وقال براون "كتب ألبير كامو ذات مرة: في منتصف الشتاء، وجدت أن هناك صيفاً لا يقهر في داخلي. وفي أحلك المواسم، لا يمكننا أن نطلب من أطفال إسرائيل ولبنان وغزة أن يجدوا الأمل حيث لا يوجد، وأن يجدوا السلام حيث لا توجد آفاق، وأن يجدوا الراحة حيث لا يوجد سوى الانزعاج".

ويختم: "لذا، يقع على عاتقنا تغيير هذه السردية، حتى نتمكن من توفير غد سلمي للأطفال الأكثر ضعفاً في العالم. ويجب علينا، حتى في هذه اللحظات المظلمة، أن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هذا الوعد بمستقبل أفضل وأكثر أمناً، والتسوية السلمية التي تكرسه". 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار

تضم سوريا بين ثراها الطبيعية مجموعة من أبرز 5 مناجم تمتلك احتياطيات ضخمة ومتنوعة تشمل الفوسفات، الملح، الرخام، الحجر الكلسي، والبازلت، ما يجعلها من الركائز الاقتصادية الحيوية في البلاد، خاصة في مرحلة إعادة الإعمار.

وبحسب تقرير منصة “الطاقة”، تتميز هذه المناجم بتنوع جيولوجي عميق يفتح آفاقاً استثمارية واعدة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، ويؤكد التقرير أن هذه المناجم تمثل رافعة استراتيجية أساسية للاقتصاد السوري.

وعلى رأس هذه المناجم يأتي منجم الشرقية أو “الصوانة الشرقية” الذي يبعد 45 كيلومتراً جنوب غربي تدمر، ويُعد الأكبر من حيث الاحتياطيات بإجمالي 858 مليون طن من الفوسفات القابل للاستثمار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ويتم استخراج الفوسفات فيه عبر تقنيات متطورة ونقله إلى مصانع الأسمدة في حمص وميناء طرطوس.

يليه منجم خنيفيس، الذي بدأ العمل فيه في السبعينيات، ويتميز بارتفاع جودة خامس أكسيد الفوسفور بين 28% و34%، مع احتياطات تصل إلى 24.6 مليون طن، وطاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو مليون طن، إضافة إلى معمل تجفيف بطاقة 650 ألف طن.

ومنجم الجبول في سبخة الجبول جنوب شرقي حلب، هو من أكبر مصادر الملح الصناعي في سوريا، ويحتوي على نحو 350 مليون طن من الاحتياطيات، ويستخدم الملح في الصناعات الكيميائية والغذائية، إضافة إلى دعمه للاقتصاد المحلي.

أما الرخام والحجر الكلسي فموزعة في محافظات عدة كحلب واللاذقية وإدلب وحمص، وتتنوع أنواعهما وألوانه، مستخدمين في الإكساءات، الأرضيات، والديكور، بينما يُستخرج الحجر الكلسي من مناطق مثل كفربهم وأوغاريت ويُستخدم في صناعة الأسمنت والبناء.

وفي الجنوب السوري، تنتشر صخور البازلت في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهي مادة أساسية في البناء وصناعة الأسمنت والزلط، حيث يتم استخراجها من خلال الحفر والتفجير قبل تشكيلها في المعامل.

وتؤكد منصة “الطاقة” أن هذه المناجم ليست مجرد موارد طبيعية فحسب، بل تشكل مستقبل الاقتصاد السوري الواعد في مرحلة التعافي، خاصة مع الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع التعدين، ما يجعل الاستثمار الأمثل في هذه المناجم ضرورة لتعزيز النمو الاقتصادي والتصدير ضمن بيئة قانونية واقتصادية ملائمة.

مقالات مشابهة

  • وزيرا الإدارة المحلية والمالية: أبواب سوريا مفتوحة للاستثمار ولا بد من تعدد مصادر تمويل إعادة الإعمار
  • استخراج بطارية من مريء طفل بمستشفى أطفال بنها - صور
  • أطفال جنوب السودان يخطفون الأضواء باليوم العالمي لحفظ السلام
  • منظمة الصحة تكشف عن موت أطفال غزة جوعا ونفاد الأدوية تحت الحصار
  • سوريا تعتمد خارطة طريق بين إعادة الإعمار والطاقة النظيفة
  • سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار
  • بري: نرحب بكل جهد استثماري للمساهمة في إعادة الإعمار ومصر لم تتأخر عن دعمنا
  • شاهد بالفيديو.. بعد ظهوره وهو يقاتل مع جنود الدعم السريع.. أيقونة الثورة دسيس مان يصرح: (أعاني من ضغوطات نفسية ومعنوية) وساخرون: (طيب والقضية تستمر كيف مع ضغوطاتك دي)
  • عودة دبلوماسية أمريكية لدمشق بعد غياب 13 عامًا: واشنطن تعلن قرب رفع اسم سوريا من قائمة الإرهاب
  • أزمة نفسية كادت أن تكلفه حياته.. شاب يشعل النيران بجسده وسط شوارع السلام