الخيار النووي.. نقطة قوة إيران مهما ضعف تأثيرها
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن التطورات الأخيرة تظهر أن إيران، رغم ضعفها، لا تزال تمتلك رادعًا كبيرًا يتمثل في خيارها النووي. حيث مع تراجع قوة حزب الله وفشل صواريخه في إحداث أضرار كبيرة، يتجه الانتباه إلى التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن إسرائيل أظهرت أن رادعي إيران الرئيسيين ضد الهجوم - صواريخها الباليستية وميليشيا حزب الله المتحالفة - أقل قوة مما كان يُعتقد سابقًا.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين قد أفادوا بأن طهران قد جمعت معظم المعرفة اللازمة لبناء سلاح نووي، وقد تعيد النظر في تعهد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بعدم الحصول على أسلحة دمار شامل.
وفي سياق متصل، أشار فريدون عباسي، الرئيس السابق للوكالة النووية الإيرانية، إلى إمكانية بدء إيران في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90 بالمئة وهو المستوى المطلوب للأسلحة النووية.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين ذكروا أنه يمكن لإيران تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة إلى مادة صالحة للاستخدام في الأسلحة في أقل من أسبوعين.
وقد أُبرمت الاتفاقية النووية في عام 2015 كجزء من جهود للحد من البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة، تقدم البرنامج الإيراني بشكل كبير، مما جعله قريبًا من القدرة على تطوير سلاح نووي.
وأشارت الصحيفة إلى أن غريغوري برو، المحلل البارز في مجموعة يوراسيا الاستشارية، قال إن "تراجع قدراتها مقابل إسرائيل سيجبر طهران على تطوير مصادر جديدة للردع، مما يزيد الضغط على توسيع البرنامج النووي"، وأضاف أن ما من المحتمل أن نراه هو مزيد من الضغط لتقدم البرنامج وتحذيرات بأنه قد لا يبقى "سلميًا".
وذكرت، أن إيران تدعي أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكنها تعتبر الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج يورانيوم مخصب بشكل كبير.
ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران ما يكفي من الوقود النووي القريب من مستوى الأسلحة لأربعة أسلحة نووية تقريبًا. كما أن إيران أجرت تجارب على معدن اليورانيوم، وهو عنصر أساسي في الأسلحة النووية.
وأفادت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين ووكالة الطاقة الذرية لم يعودوا يقدمون الضمانات التي كانت تُعتبر معيارية بأن طهران لا تعمل على برنامج أسلحة.
ووفقًا لتقارير، بدأت طهران في أنشطة للحصول على مزيد من المعرفة اللازمة لبناء قنبلة نووية.
ولفتت إلى ن إيران تواصل استخدام نحو 13,000 جهاز طرد مركزي، بما في ذلك آلاف الآلات المتقدمة، وهي الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60 بالمئة. وفي عام 2021، استأنفت إيران العمل على معدن اليورانيوم، مما يعكس تقدمها في هذا المجال.
وذكرت الصحيفة أن إيران قد نجحت في تطوير تقنيات تصنيع السلاح النووي، حيث أفادت في عام 2005 بأنها حصلت على مخططات معالجة غاز اليورانيوم وصب اليورانيوم من العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في السابق، كانت إيران تسعى لتسليم رأس حربي باستخدام صواريخ شهاب-3 الباليستية، مما يدل على استمرارية سعيها لتعزيز قدراتها العسكرية النووية، وعلى الرغم من الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، فإن إيران تظل متقدمة في برنامجها النووي.
المخاطر المحتملة
وبينما يتزايد الضغط على إيران، تشير التقديرات إلى أن أي هجوم على برنامجها النووي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع؛ حيث حذرت إيران من أن أي عمل عدائي قد يدفعها للتخلي عن المعاهدات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية.
وأفادت الصحيفة أن إدارة بايدن قد أكدت التزامها بفرض عقوبات صارمة على إيران، إلا أن هناك قلقًا من تصاعد التوترات، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وختمت الصحيفة بالقول، إن الأنظار تظل متجهة إلى كيف ستتطور الأوضاع، وما إذا كانت إيران ستواصل سعيها نحو تعزيز قدراتها النووية وسط ضغوط دولية متزايدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران البرنامج النووي إسرائيل اليورانيوم الولايات المتحدة إيران إسرائيل الولايات المتحدة اليورانيوم البرنامج النووي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن أن إیران
إقرأ أيضاً:
واشنطن تبحث عن اليورانيوم المخصب.. أين اختفى مخزون إيران بعد الضربات النووية؟
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن الوجهة التي نقلت إليها إيران قرابة 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية مؤخراً، مما أثار قلقاً داخل أروقة الإدارة الأمريكية ووكالة الطاقة الذرية.
وبحسب الصحيفة، فإن نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أعربا عن عدم امتلاكهما أي معلومات مؤكدة بشأن موقع المخزون النووي الإيراني، الذي اختفى من منشآت فوردو ونطنز وأصفهان عقب القصف الأمريكي في 22 يونيو الجاري.
ورجّحت مصادر استخباراتية تحدثت لـنيويورك تايمز أن الضربات الأمريكية أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بين سنتين وخمس سنوات، إلا أن اختفاء اليورانيوم المخصب بهذا المستوى المرتفع يثير مخاوف من إمكانية إعادة استخدامه لاحقاً في أنشطة نووية غير معلنة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن الغارات استهدفت “بنجاح كامل” ثلاث منشآت نووية رئيسية، وطالب طهران بالقبول بإنهاء الصراع، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تنفذ ضربات متواصلة على الأراضي الإيرانية منذ 13 يونيو، تحت ذريعة وقف مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي.
كما أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مشيراً إلى أن إيران كانت على بعد أسبوع فقط من تصنيع سلاح نووي قبل الضربات الأمريكية.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال فانس: “قبل أسبوع كانت إيران قريبة جداً من صنع سلاح نووي، لكن الآن إيران غير قادرة على صنع سلاح نووي بالمعدات التي لديها لأننا دمرناها بالكامل”، وأضاف: “نأمل ألا تعيد طهران تشغيل هذا البرنامج”.
وشدد فانس على أن الهدف من الضربات الأمريكية كان تدمير المنشآت النووية الإيرانية فقط، وقال رداً على سؤال حول إمكانية تغيير النظام في إيران: “كانت مهمتنا تدمير المنشآت النووية الإيرانية وبرنامجها النووي، وهذا ما فعلناه بالطبع”. وأضاف: “ندعم المقاتلين من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم، لكن مهمتنا كانت تدمير المنشآت النووية”.
وفي تصريح سابق، قال محسن رضائي، أحد كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، إن بلاده “نقلت اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة” قبل الضربة الأمريكية، دون أن يحدد طبيعة تلك المواقع أو الجهة المسؤولة عن حمايتها.
من جهته، أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري موسوي، أن “الدعم الأمريكي الشامل لإسرائيل فتح أيدي القوات الإيرانية للرد بأي طريقة تراها مناسبة”، معتبراً أن الموقف الأمريكي منح طهران شرعية الرد دون قيود.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غانتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، أن الضربات المشتركة “نجحت في تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم”، واعتبرا ذلك “نصراً استراتيجياً” لإسرائيل وللتحالف مع واشنطن.
ولا تزال التساؤلات قائمة في الأوساط الأمنية والدبلوماسية الأمريكية والدولية حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومدى صحة الادعاءات بتدميره، في ظل غياب معلومات مؤكدة حول مصير المادة النووية الأكثر حساسية في الشرق الأوسط حالياً.
آخر تحديث: 24 يونيو 2025 - 17:41