المخدرات غول يتهدد المؤسسات التربوية في تونس
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
شهدت المؤسسات التربوية في تونس، خلال الأعوام الأخيرة، تفشي آفة ترويج وإدمان المخدرات، مما بات يهدد الناشئة في البلاد، حيث تثير هذه القضية تساؤلات في الأوساط التونسية بشأن أسباب تفاقمها وتداعياتها المحتملة على التلاميذ.
وكانت نتائج مسح للمعهد الوطني للصحة في عام 2023، كشفت أن أكثر من 16 بالمائة من التلاميذ المستجوبين يجدون سهولة في الحصول على مواد مخدرة، فيما تقدر نسبة استهلاك التلاميذ ولو مرة واحدة للأقراص المخدرة 8 بالمائة.
وبحسب نتائج هذا المسح الذي استهدف الشريحة العمرية بين 13 و 18 سنة ، فإنه تضاعف استهلاك التلاميذ للمخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، حيث قفز من 1.3٪ في 2013 إلى 8.9٪ في 2023.
وسبق للرئيس التونسي، قيس سعيد، أن اتهم، في وقت سابق، من وصفهم بـ "اللوبيات التي تريد تحطيم الدولة والمجتمع بالمخدرات"، وتعهد بوضع سياسة كاملة لمكافحة الظاهرة، متسائلا "كيف تصل المخدرات إلى التلاميذ والمدارس؟".
استدراجبخصوص تفشي آفة بيع واستهلاك المخدرات، يقول إسكندر العلواني، وهو أستاذ في مدرسة الابتدائية بتونس العاصمة، إن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على المؤسسات التربوية في الأحياء الشعبية، بل امتدت لتشمل كذلك المحيط المدرسي في الأحياء الراقية.
ويضيف لـ"أصوات مغاربية" أنه يكفي أن تتجول في بعض الوحدات الصحية في عدد من المؤسسات التربوية لترى آثار المواد المخدرة، مشددا على أن الإطارات التربوية بهذه المؤسسات غير قادرة لوحدها على مراقبة سلوكيات التلاميذ أو الحد من هذه الظاهرة التي تستهدف الناشئة.
ويتابع بخصوص تسرب ظاهرة ترويج المواد المخدرة إلى المحيط المدرسي، بأن بعض التلاميذ يؤكدون أنه يقع استدراج الطلاب عبر مدهم بالمخدرات بالمجان، وعند الإدمان يصبح بعض التلاميذ بمثابة زبائن لدى المروجين، وفق قوله.
ويتفق رضا الزهروني، رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ، وهي جمعية غير حكومية مهتمة بالشأن التربوي، مع إجماع المختصين، على أن شبكات ترويج المخدرات تجد مجالا واسعا للتحرك في الوسط المدرسي، خاصة في صفوف التلاميذ وذلك لسهولة اختراق هذه الفئة من المجتمع.
غياب المتابعة الأسريةويقول الزهروني، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن مسؤولية تسرب هذه الآفة إلى التلاميذ، يتحملها بدرجة أولى الأولياء لغياب الرقابة الأسرية و متابعة سلوكيات أبنائهم اعتقادا منهم بأنهم في مأمن من هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة.
ويشدد أن المنظومة التربوية في تونس تحتاج إلى مراجعة شاملة من ذلك الزمن المدرسي، الذي يتيح للتلاميذ الخروج أثناء فترات الراحة إلى محيط المؤسسات التربوية وتكثيف الأنشطة التوعوية بمخاطر استهلاك المواد المخدرة فضلا عن تشديد الرقابة الأمنية وعدم اقتصارها على المناسبات فقط كتأمين العودة المدرسية.
وكان سعيد قد أكد في سبتمبر الماضي، خلال إشرافه على اجتماع مجلس الوزراء، على مزيد تكثيف المجهودات الأمنية في محيط كل المؤسسات التربوية لحماية التلاميذ من كل المخاطر، سواء تلك المتعلقة باستهلاك المخدرات أو من العنف الذي يمكن أن يستهدفهم في تنقلهم.
الرقابة الأمنية لا تكفيفي المقابل، يؤكد مختصون أن اعتماد تونس على المقاربة الأمنية في مكافحة انتشار المواد المخدرة في المؤسسات التربوية لا تكفي، بل تتطلب تضافر جهود مختلف مؤسسات الدولة بالاشتراك مع المجتمع المدني للقضاء عليها.
وفي هذا الخصوص، يرى المحلل السياسي الخبير الأمني، خليفة الشيباني، أن هذه الآفة استفحلت بعد "انتفاضة 2011"، وتصاعدت أرقامها بشكل مخيف، حيث يتم حجز الآلاف من الأقراص المخدرة، وتحولت تونس من منطقة عبور قبل هذه الفترة إلى بلد ترويج.
ويؤكد لـ"أصوات مغاربية" أن تونس شهدت في السنوات العشر الماضية ارتفاع في "معدل الجريمة ومنسوب الانقطاع المبكر عن الدراسة".
وبخصوص الجهود الأمنية في مكافحة هذه الظاهرة داخل الوسط المدرسي، يقول الشيباني إن أسباب الآفة ليست فقط أمنية، بل ترتبط بعدة ظواهر أخرى، مثل العنف واستقالة بعض العائلات من دورها وتقصير وسائل الإعلام في التوعية من بمخاطرها".
ولفت الخبير الأمني إلى أن الحل الأمني يبقى قاصرا ولا يحل هذا الإشكال.
وفي 30 يونيو 2024، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تفكيك شبكة دولية تنشط في مجال تهريب المخدرات وحجزت 1050 صفيحة من مخدّر القنب الهندي وحوالي 35 ألف قرصا مخدرا.
حوار مجتمعيوبشأن الحلول الكفيلة بمكافحة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر في تونس خاصة في الوسط المدرسي، يقترح رئيس الجمعية التونسية لطب الإدمان، نبيل بن صالح، ضرورة تحصين الناشئة من أخطار المخدرات بتمكين المربين داخل الفضاء التربوي من وسائل تحسيس الأطفال واليافعين بخطورة هذه الظاهرة.
ويشدد، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، على ضرورة العمل على بعث نواد علمية و القيام بورشات داخل المدارس والمعاهد التعليمية بهدف تنمية معارف التلاميذ وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات العلمية، لافتا إلى أهمية تقديم الرعاية الصحية والنفسية للمدمنين وذلك بتوفير مراكز معالجة الإدمان في مختلف محافظات البلاد.
كما دعا إلى ضرورة إجراء حوار مجتمعي تشاركي يضم الهيئات الحكومية وبالأساس وزارات الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية بالتشاور مع منظمات المجتمع المدني لمعالجة ظاهرة المخدرات من جذورها ورسم استراتيجية لمكافحتها.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة التونسية، مطلع يوليو الماضي، شروعها في إعداد مشروع قانون يتضمن اعتبار الإدمان على المخدرات "مرضا مزمنا يجب معالجته، وليس جريمة تستوجب العقاب".
ويقر القانون عدد 52 لسنة 1992 المتعلق بمكافحة المخدرات في تونس عقوبات سجنية تتراوح بين عام والسجن مدى الحياة، وتختلف العقوبات باختلاف الجريمة المرتكبة، سواء استهلاك أو ترويج أو تكوين وإدارة عصابات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المؤسسات التربویة المواد المخدرة التربویة فی هذه الظاهرة فی تونس
إقرأ أيضاً:
مباحث بنها تضبط ربة منزل وعاطل لاتهامهم بترويج المواد المخدرة
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة ضبط ربة منزل وعاطل لقيامهما بالاتجار في المواد المخدرة بدائرة قسم أول بنها، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
البداية عندما أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة قيام ربة منزل وشهرتها "المعلمة" وعاطل بإدارة دولاب مخدرات متخذين منطقة عزبة السوق بدائرة قسم أول بنها، بمحافظة القليوبية مسرحا لمزاولة نشاطهم الإجرامى بالإتجار في المواد المخدرة وفرض السيطرة.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن النيابة العامة وإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط المتهمين وبحوزتهما كمية كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت وتولت العامة التحقيق وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهما في الميعاد.
في نفس السياق، قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الأولى، برئاسة المستشار أيمن فؤاد فهمي، وعضوية المستشارين أيمن حسين حمدان، وحسام همام العادلي، وهيثم حلمى علي، ومحمد علي حموده، وأمانة سر إيهاب سليمان، بالسجن المؤبد لعامل، وتغريمه مبلغ مالى قدره 500 ألف جنيه، بعد إدانته بحيازة مواد مخدرة "الهيروين والميثامفيتامين والحشيش والترامادول" بقصد الإتجار، وحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص، ومقاومة السلطات بالقوة وإطلاق الأعيرة النارية على قوة من مكافحة المخدرات أثناء ضبطه، بدائرة مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.
البداية عندما أحالت النيابة العامة المتهمين: "محمد ح. م. ع."29 سنة، عامل، و "صالح ع. ص. د."- 24 سنة عامل، في الجناية رقم 31370 لسنة 2024 مركز القناطر والمقيدة برقم 4772 لسنة 2024 كلي جنوب بنها، لأنهما في يوم 11/26 / 2024 بدائرة مركز القناطر الخيرية بمحافظة الـقليوبية، حازا جواهر مخدرة (هيروين )، (ميثامفيتامين أحد مشتقات فينيثيل آمين)، (حشيش، حشيش قنب) (ترامادول )، وكان ذلك بقصد الإتجار في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
وإستطرد أمر الإحالة أنه حازا بغير ترخيص سلاح ناري مششخن (بندقيه ألية - مسدس فردي الإطلاق) حال كونها مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، حازا ذخائر (طلقات) مما تستخدم علي الأسلحة النارية أنفه البيان حال كونها مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، حازا بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مششخن (فرد خرطوش)، علي النحو المبين بالتحقيقات.
وتابع أمر الإحالة أنه حازا ذخائر (طلقات)، مما تستخدم علي السلاح الناري اتف البيان دون ان يكون مرخصاً له بحيازته أو إحرازه قانوناً، وأنهم قاوموا بالقوة والعنف موظفين عموميين قائمين علي تنفيذ قانون مكافحة المخدرات هم المقدم محمد الرفاعي مفتش بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والنقيب عمرو أبو النصر مفتش بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات وآخرين من رجال الشرطة السرية وكان ذلك بسبب تأديتهم لمهام وظيفتهم، بأن أطلقوا صوبهما والقوة المرافقة لهما وابل من الأعيرة النارية حوزتهما قاصدين منعهم من ضبطهما فبلغوا بذلك مقصدهما وتمكنا من الفرار علي النحو المبين بالتحقيقات.