بعد طردها من منزلها.. الاحتلال يلُزم عائلة "صب لبن" بدفع 48 ألف شيكل لـ"السارقين"
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
لم تتخيل عائلة المقدسية نورا صب لبن أن تُطالبها محكمة الاحتلال الإسرائيلي بدفع "تعويضات" مالية باهظة لمن شارك في الاستيلاء على منزلها بالقدس المحتلة وتهجيرها منه بالقوة.
وفي 11 تموز/ يوليو الماضي، استولى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، على منزل عائلة "صب لبن" في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة، بعد اقتحامه وإخلائه من أصحابه واعتقال المتضامنين مع العائلة.
وبعد نحو 12 يومًا من الاستيلاء على منزلها، أخرج المستوطنون أثاث العائلة وأمتعتها من المنزل، وألقوه في الطريق.
وفي رسالة وجهتها للمستوطنين من أمام منزلها المستولى عليه، قالت نورا حينها: "أنتم سارقون، ونحن الحق وأنتم الباطل، سأرجع لبيتي ولن أبقى صامتة، سأفضحكم في كل العالم أنكم دولة تدّعي الديمقراطية أنتم دولة سرقة وإرهاب وتطهير عرقي".
ولم يكتف الاحتلال بتهجير نورا وزوجها مصطفى من منزلهما والاستيلاء عليه، بل طالبها بدفع تعويضات مالية بمبلغ 47,187 شيكل (نحو 13 ألف دولار) لصالح شرطة الاحتلال والمستوطنين.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن محكمة الاحتلال طالبت منذ 10 أيام، عائلة "صب لبن" بدفع مبلغ 17187 شيكلًا لشرطة الاحتلال مقابل 160 ساعة من العمل بالمنزل لتأمين الإخلاء، ودفع 17 ألف شيكل لشركة مقاولات خاصة نفذت الإخلاء، إلى جانب ديون العائلة بأكثر من 13 ألف شيكل للمصروفات القانونية المتعلقة برد دعوى المستوطنين للاستيلاء على المنزل.
عنصرية وإجرام
وبألم يعتصر قلبها، تقول المقدسية "صب لبن": إن "الاحتلال لم يكتف بإخلائي وزوجي من منزلنا، بل يُطالبنا بدفع مبالغ مالية كبيرة للشرطة والمحاكم، كتعويضات عن تنفيذ عملية الإخلاء".
وتضيف، في حديثها لوكالة "صفا"، أن "حكومة الاحتلال المتطرفة تتعمد اتباع سياسة عنصرية ممنهجة بحقنا؛ فكما تُطالب بدفع غرامات مالية عن هدم آليات البلدية للمنازل بالقدس، والتي تصل إلى نحو 300 ألف شيكل، تتبع نفس السياسة مع قضية الإخلاء".
وتشير إلى أن "الاحتلال طالبنا في 15 آذار/ مارس الماضي بتسليم مفاتيح المنزل بسلام، مقابل أن يُسقط عنا دفع 10 آلاف شيكل للمحكمة، إلا أننا رفضنا ذلك، لأن الأرض أرضنا، وليس له أي حق في ذرة تراب واحدة فيها".
وتتابع "في 11 يوليو/ تموز الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل، وسلمته للمستوطنين بالقوة، والآن تطالبنا بدفع مبالغ مالية تصل إلى 48 ألف شيكل، لكل من شارك في عملية الإخلاء وتهجيرنا من منزلنا".
"هذه حكومة إجرام وتطهير عرقي، تضرب بعرض الحائط كل القرارات والقوانين الدولية، وخاصة القانون الدولي، والذي يحظر على الاحتلال إخلاء أي مواطن من أرضه ومنزله"، تؤكد "صب لبن".
ويفرض القانون الدولي الإنساني حظرًا مطلقًا على الترحيل القسري للمدنيين من الأرض المحتلة أو داخلها، كما يتعين على السلطات المُحتلة أن تضع حدًا لجميع التدابير القسرية، بما فيها عمليات الإخلاء والهدم المزمعة وإجراء التدريب العسكري في المناطق السكنية.
صمود لا يلين
وتؤكد "صب لبن" أن الاحتلال لا يملك ذرة تراب واحدة من العقارات والأملاك والأراضي في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، بل هي ملك للفلسطينيين وحدهم.
وستضطر نورا إلى دفع تلك التعويضات لشرطة الاحتلال والمستوطنين، خشيةً من الحجز على ممتلكات العائلة، ومنعها من السفر وزوجها في حال زاد المبلغ عن 50 ألف شيكل".
وتضيف "لن يتمكن الاحتلال من تهجيرنا وترحيلنا من أرضنا وقدسنا، ولن يستطيع كسر شوكتنا وإرادتنا، رغم ما نتعرض لها من ضغوطات، سنبقى صامدين ثابتين، وسنرفع صوتنا عاليًا في مواجهة إجراءاته وعنجهيته".
وتطالب المقدسية المحكمة الجنائية الدولية بالنظر إلى قضيتها، وقضايا الفلسطينيين والمقدسيين، ووقف سياسة الهدم والإخلاء والتهجير القسري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتسعى حكومة الاحتلال- كما تؤكد "صب لبن"- للاستيلاء على المنازل المحيطة بالبلدة القديمة والأقصى، بغية فرض سيطرتها الكاملة على المسجد المبارك وتهويده.
وفي رسالة وجهتها للعالم العربي والإسلامي، تطالب "صب لبن" بالوقوف وقفة حقيقية وجدية إلى جانب المقدسيين والفلسطينيين في مواجهة الإجرام الإسرائيلي والتحرك العاجل لوقف سياسة التطهير العرقي.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: قضية القدس الاستيطان في القدس مدينة القدس تهويد القدس الاستيطان عائلة صب لبن غرامات صب لبن
إقرأ أيضاً:
ترامب متهم بتلقي رشاوى مالية من دول الخليج
16 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تشن المعارضة ومنظمات في الولايات المتحدة حملة على ما تعتبره استغلال دونالد ترامب لنفوذه علنا، منذ عودته إلى السلطة بعد قبوله هدايا وترويجه للعملة المشفرة بكل الوسائل واستثمارات في العقارات.
يقول نوا بوكبايندر، رئيس جمعية “كرو” لمكافحة الفساد لوكالة فرانس برس “يبدو الفساد أكثر تجليا وفداحة مما كان عليه خلال الولاية الأولى”.
تضاعفت الاتهامات وتعززت بعد إعلان العائلة المالكة القطرية عزمها على تقديم طائرة بوينغ 747 للحكومة الأميركية، قدّر خبراء ثمنها ب400 مليون دولار.
والاثنين، اعتبر دونالد ترامب أنه من “الغباء” رفض هذا الهدية. وهو ينوي اعتمادها طائرة رئاسية جديدة على أن يقدمها لاحقا إلى مكتبته الرئاسية عند مغادرته السلطة.
وأكد البيت الأبيض اعتماد “أقصى درجات الشفافية” بشأن هذه الهدية، غير أن الدستور الأميركي يحظر على المسؤولين في السلطة قبول الهدايا “من ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
يرى عتبر توني كارك، المدير التنفيذي لجمعية “اكاونتبل يو اس”، أن قطر “أدركت الرسالة بوضوح بأن هذه الرئاسة برسم البيع” منتقدا الهدية التي وصفها “بالقصر الطائر”
يشدد نوا بوكبايندر أيضا على وجود “خطر كبير” عندما سيتخذ الرئيس قرارات تتعلق بقطر، يتمثل في أنه “بدلا من التفكير في ما هي مصلحة الولايات المتحدة والأميركيين، سيفكر بأنه ممتن جدا (للقطريين) على هذا الطائرة التي يحلو له استقلالها”.
– رشوة رئاسية –
سارع الديموقراطيون إلى التنديد بقبول الهدية المقدمة من الدولة الخليجية. ووصف تشاك شومر، أحد قيادات الحزب، ذلك بأنه “أكبر رشوة رئاسية في التاريخ الحديث”.
وأكد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الثلاثاء “هذا ليس فسادا محضا فحسب ، بل هو أيضا تهديد خطر للأمن القومي”.
بالإضافة إلى الطائرة القطرية، تعبر الجمعيات عن قلقها من ضلوع دونالد ترامب والمقربين منه في العملات المشفرة التي يصعب تتبع العمليات المتعلقة بها فيما إدارته مكلفة وضع ضوابط لها.
تشير هذه الجمعيات خصوصا إلى مأدبة عشاء يقيمها الرئيس في 22 آيار/مايو في أحد نوادي الغولف الخاصة به، والتي سيُدعى إليها فقط أكبر المستثمرين في عملته المشفرة “$ترامب” البالغ عددهم 220 شخصا. أما أكبر 25 منهم فستتم دعوتهم إلى زيارة خاصة في البيت الأبيض.
تذكر الجمعيات أيضا بالإعلان في نهاية آذار/مارس على أن صندوق الاستثمار “إم جي إكس MGX” ومقرّه في الإمارات سيستخدم عملة رقمية أخرى مرتبطة بعائلة ترامب من خلال شركتها World Liberty Financial ، لاستثمار ملياري دولار في منصة “بينانس” لتداول العملات الرقمية.
وبعد السعودية وقطر، يزور دونالد ترامب الخميس الإمارات العربية المتحدة خلال جولته في الشرق الأوسط.
وهذه الدول الثلاث تتعامل معها الشركة القابضة العائلية للرئيس “منظمة ترامب” في مجالات المال والعقارات أو الرياضة.
– قلق –
ويوضح توني كارك “الرئيس يسهل إثراءه الشخصي من خلال مرور عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات من ثروته العائلية، عبر عدة مشاريع من عملات مشفرة غامضة ومجهولة بشكل كبير”.
ويضيف نوا بوكبايندر أن هذا “مجرّد جزء قليل ظاهر ” من الحجم الفعلي.
ويقول توني كارك “مع سيطرة الحزب (الجمهوري) على مجلسي الكونغرس، لم نر سوى حفنة صغيرة من الشجعان في صفوف البرلمانيين الجمهوريين.
وفي ظاهرة نادرة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، عبر بعض المشرعين الجمهوريين عن عدم ارتياحهم لهدية قطر.
وأشار زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جون ثون أمام الصحافة إلى “مشاكل جمة تتعلق بهذا العرض”.
أما السناتور راند بول، فقال إن هذه الطائرة “ربما توجه رسالة خاطئة إلى الناس”.
وقد طال هذا القلق بعض الشخصيات الإعلامية المقربة من الرئيس.
وقال البودكاستر المحافظ بن شابيرو الاثنين بخصوص العشاء المخصص للمستثمرين في العملة المشفرة “$ترامب” إن الوضع “يثير مسألة استغلال النفوذ”.
وأضاف “إذا ما أريد لإدارة ترامب النجاح فإن قبول طائرة من قطر ليست الطريقة الفضلى للقيام بذلك”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts