“المعيقلي” يلقي خطبة الجمعة ويؤم المصلين في مسجد بوترا بماليزيا
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
بحضور وزير الشؤون الدينية الماليزية الدكتور داتوك ستيا محمد نعيم بن مختار، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا مساعد بن إبراهيم السليم، وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى ماليزيا، ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي خطبة الجمعة اليوم في مسجد بوترا بمدينة بوتراجايا بالمدينة الحكومية بمملكة ماليزيا.
وأوصى المعيقلي في خطبته المصلين بتقوى الله عز وجل، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والعمل بطاعته، ومجانبة سخطه ومعصيته، وقال: إن تقوى الله هي خير ما تزودتم، وأحسن ما عملتم، وأجمل ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وهي وصية الله لكم ولمن كان قبلكم، فتمسكوا بها، وحققوا مضامينها في شؤون حياتكم.
وأشار فضيلته إلى أن الله تعالى قد منّ على هذه الأمة بإنزال كتابه على أشرف رسله، فأحيا به القلوب، وأضاء به الدروب، وأرشد به العباد إلى ما تسعد به نفوسهم، وتحسن به عاقبة أمرهم، فهو الدال على الرحيم، وصراطه المستقيم، والنور الذي أشرقت له الظلمات، والرحمة التي بها صلاح المخلوقات.
وبين أن مداومة قراءة القرآن الكريم تُعرّف العباد بربهم سبحانه، وتدلهم عليه، وتبين لهم أسماءه وصفاته وأفعاله، وتُفصّل لهم بداية خلقهم ونهايته، ومصيرهم بعد موتهم، وطريق السعادة ليسلكوه، وسبيل الشقاء ليجتنبوه، ومآل أهل الخير، وعاقبة أهل الشر، ففي مداومته يقف قارئه على أنباء الأمم السابقة، فيرى أيام الله فيهم، والمثلات التي حلت بهم، أو قريبًا من دارهم.
وتابع: إن من فضائل كتاب الله أنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه الذين يعملون به، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما”.
بين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أصحاب القرآن وأهله هم أهل الله وخاصته، وأرفع الناس منزلة في جنته، وأن ما تمسك أحد بالقرآن إلا عز وساد، وعلا شأنه بين العباد؛ إذ إن فضائل القرآن الكريم تجاوزت كل الفضائل، وحاز أهله أعلى المنازل، فخير الناس وأفضلهم من تعلم القرآن وعلمه، والماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران: أجر التلاوة، وأجر المشقة، وله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
ما حكم تلاوة المرأة القرآن أمام الرجال الأجانب؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تلاوة المرأة القرآنَ الكريم بمحضر من الرجال الأجانب، أو تسجيلها تلاوتها ثم إذاعتها ونشرها على العموم بعد ذلك؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تلاوة المرأة للقرآن بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة؛ لأن شؤون النساء مبنية على الستر، وشأنها الإسرار في العبادات؛ كالأذان، والفتح على الإمام، والتلبية في النسك، ونحوها، أما تسجيلها الصوت وسماعه مسجلًا فلا كراهة فيه؛ لأن المسموع حينئذٍ ليس هو عين صوتها، بل هو حكايته ومثاله، أشبه صدى الصوت.
وأشارت إلى أن صوت المرأة في حد ذاته ليس بعورة، وإنما الممنوع أداءً واستماعًا هو ما يخشى معه من الفتنة كما قال تعالى: ﴿فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]، والخضوع بالقول: تليينه وترقيقه عند مخاطبة الرجال.
فضل قراءة القرآن الكريمورَغَّبَ الشرع الشريف في قراءة القرآن والاشتغال به وملازمته؛ فروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَثَلُ المؤمن الذي يَقرأُ القرآن مثل الأُتْرُجَّة ريحُها طَيِّب وطَعمها طَيِّب، ومَثَلُ المؤمن الذي لا يَقرأ القرآن مَثَلُ التمرة لا ريح لها وطعمها طَيِّب حُلو» متفق عليه.
وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» متفق عليه، إلى غير ذلك من النصوص السَّنِيَّة.
صوت المرأة ليس عورةعند النظرة التفصيلية ومزيد التأصيل فإن صوت المرأة بمجرده ليس بعورة على الصحيح، وقد دلَّ على هذا عدد من النصوص الشرعية؛ فروى الشيخان عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّحْلِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.
وروى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِن الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «أَمَّا نُقْصَانِ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانِ الدِّينِ».