بوابة الوفد:
2025-08-03@00:30:38 GMT

جحيم على الأرض…؟

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ستظل إسرائيل ذلك الكيان الغاصب الذى يعيش على القتل واستنزاف الآخرين. حالة من الجنون سكنت هذا النزق «نتنياهو» فتحوّل معها إلى مصّاص دماء، وباتت رياضته المفضلة الرقص على الأشلاء. يصور له خياله المريض أن الانتصار الأبدى سوف يتحقق له بعد ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم وآثام حول معها الأرض الفلسطينية إلى مقابر متناثرة بعد أن حلت بها كارثة إنسانية غير مسبوقة حققها هذا الوغد عبر سفكه للدماء.

ولقد استغل هذا النزق الدعم الأمريكى اللامحدود من أجل تحقيق أهدافه التى يلخصها فى إرساء شرق أوسط جديد، معتمدا فى ذلك على الركيزة الأساسية وهى الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأكبر له، وعليه فلو توقف الدعم الأمريكى لتوقف العدوان الإسرائيلى خلال أقل من شهر. ذلك أن هذا الدعم هو العنصر الأساسى فى اجتراء نتنياهو على الحق واستمراره فى شن العدوان.

كان «نتنياهو» قد تعهد فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر بشن عملية عسكرية تنتهى بتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإعادتهم، والقضاء على حركة حماس. فى المقابل جرى تدمير واسع لقطاع غزة ليسقط خلاله عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين، ليصل عدد القتلى منذ بدء حرب غزة فى السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن إلى ما يزيد على 42 ألف قتيل، وعدد الإصابات إلى نحو 98 ألف مصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء. وفى معرض التعليق قال رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدنى فى غزة إن أكثر من 500 أسرة فى قطاع غزة مُحيت تماما من السجلات المدنية بعد قتل جميع أفرادها.

ولقد أدى تفاقم الأحداث إلى نزوح نحو المليون وتسعمائة ألف فلسطينى. وغدا جميع السكان الباقين فى القطاع فى حاجة إلى المساعدة. إنها الحرب التى خلقت المزيد من الآلام والمعاناة. ولقد أصبحت هذه الحرب بعد مرور عام على اندلاعها كابوسا لا نهاية له كما قال المفوض العام لوكالة «الأونروا»، وشدد على أن قطاع غزة بات مكانا غير صالح للعيش حيث يواجه سكان القطاع الأمراض والموت والجوع. كما أن القمامة ومياه الصرف الصحى تملأ الشوارع. هذا فضلا عن أن السكان باتوا محاصرين من جراء هذه الظروف فى 10% فقط من الأرض، وتنقلوا على مدار عام بحثا عن الأمان الذى لم يجدوه. لقد لحقت الأضرار بنحو ثلثى إجمالى المبانى فى القطاع، وبدت غزة غارقة فى الذخائر والمتفجرات، وبدا أن تطهيرها من الذخائر غير المتفجرة قد يستغرق أربعة عشر عاما حيث أن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.

كذلك تضرر القطاع الصحى فى غزة بشكل كبير، إذ تسببت الحرب فى خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، ليظل من بقى فى الخدمة يعمل بقدرات محدودة وتحت ظروف قاسية للغاية وسط نقص حاد فى الأدوية والمعدات الطبية. وهو ما حدا بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية «مارتن غريفيث» إلى أن يقول فى يونيو الماضى: (بأن القصف الإسرائيلى على غزة منذ السابع من أكتوبر حول القطاع الفقير الخاضع لحصار إلى جحيم على الأرض)، ويضيف قائلا: (الغريب أن يستمر تدفق السلاح من الولايات المتحدة ودول أخرى على إسرائيل رغم التأثير المروع للحرب على المدنيين فى غزة)، مشيرا إلى أن الكثير من العاملين فى المجال الإنسانى والأمم المتحدة قد نالوا حتفهم.

وتقول الأمم المتحدة إن حجم الدمار فى القطاع كبير لدرجة أن عمليات إعادة الإعمار قد يتطلب عقودا من الزمن وعشرات المليارات من الدولارات. وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائى إلى أن القطاع يحتاج إلى نحو ثمانين عاما لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل، ليظل الوضع الإنسانى فى حالة يرثى لها. وعليه نتساءل: ترى من يتحمل مسئولية الدمار الكبير الذى ألمّ بالقطاع؟ أخذا فى الاعتبار أن الدول الكبرى تتحمل جزءا من المسئولية فيما لحق بالقطاع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد جحيم على الأرض إسرائيل نتنياهو الدعم الأمريكي

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يدخل غزة لمعاينة الوضع الإنساني.. وترقب لقرار أمريكي بشأن المساعدات

زار المبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجمعة غزة لمعاينة مواقع توزيع المساعدات ولقاء سكان من القطاع والاستماع لهم مباشرة.

ما اللافت في الأمر؟

تعتبر الزيارة نادرة لدبلوماسي أجنبي إلى قطاع غزة، وهي ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى القطاع منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويفترض أن ينبني عليها قرار أمريكي بخصوص المساعدات الإنسانية الأمريكية المخصصة لقطاع غزة.

هذا الصباح، حضر ويتكوف إلى معسكر اعتقال يحاكي معسكرات النازية، في مشهد مُفبرك تم فيه إدخال مجموعات من المدنيين من المنطقة البدوية الخاضعة لسيطرة عصابات المجرم ياسر أبو شباب، بهدف إنتاج عرض دعائي لتوزيع المساعدات.

الانحدار الذي وصل إليه مجرم الحرب ويتكوف مثير للاشمئزاز. pic.twitter.com/G5XYFO0NbY — Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) August 1, 2025

الوضع الراهن

يفقد العشرات من الفلسطينيين حياتهم يوميا خلال التوجه إلى مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية" لاستلام مساعدات في عملية لا تخلو من المخاطرة حيث يطلق مشغلو مراكز المساعدة الأمريكيين، والجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين.

ماذا قالوا؟

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ويتكوف وسفير واشنطن في إسرائيل مايك هاكابي سيدخلان الى غزة لمعاينة المواقع الحالية لتوزيع المساعدات بهدف وضع "خطة لتسليم مزيد من الغذاء" لسكان القطاع.

تابعت ليفيت أنهما سيلتقيان هناك سكانا في غزة للاستماع منهم في شكل مباشر إلى ما يقولونه عن هذا الوضع الرهيب.

مقالات مشابهة

  • خلافات حادة داخل الكابينت حول مسار الحرب
  • وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.. الاحتلال يتوعد بمواصلة الحرب في غزة
  • جدعون ليفي: نتنياهو يرتكب أسوأ جرائم الحرب في غزة بحماية من ترامب
  • أزمة أحمد عبد القادر.. ما بين الخروج من جحيم الأهلي وفرصة الزمالك ووعد بيراميدز
  • الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأساة إنسانية متصاعدة
  • تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في أخلاقيات الحرب على غزة
  • هكذا تجنبت كمبوديا وتايلاند الحرب
  • جنود إسرائيليون: نحن منهكون وأملنا الخروج من جحيم غزة
  • ويتكوف يدخل غزة لمعاينة الوضع الإنساني.. وترقب لقرار أمريكي بشأن المساعدات
  • ويتكوف يصل تل أبيب..وعيون العالم على وقف العدوان