ابراهيم جابر لـ ” المحقق”: اتهام حميدتي لمصر محاولة للتقليل من قدراتنا وهواة الطيران يمكنهم فضحه وتفنيده
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
مازالت ردود الفعل على خطاب حميدتي المهتز، تتفاعل على الساحة السياسية والاقليمية والدولية، ومازالت اتهاماته وادعاءاته ضد مصر تسيطر على الأجواء، وتستمر المليشيا في اتهاماتها ضد القاهرة دون دليل، ويبدو أن هذا الاتهام تشارك فيه قوى داخلية وخارجية، إلا أن مصر تتعامل من جانبها مع استفزازات أبواق المليشيا بهدوء، ولم تتعاطى حتى الآن مع المهاترات والتهديدات، ما يؤكد أن مصر تعي تماما الأسباب والأهداف، وفي وقت علقت فيه قوى وشخصيات سياسية بالاستهجان والرفض، تعاملت فيه جهات أخرى بأن هذا نذر لإدانة الجميع والخلاص من قوى الثورة، وأنه افرازات للحرب التي ستدمر السودان، ولم يخرج أي تعليق من جانب مجلس السيادة والجيش على هذا الخطاب حتى الآن ، ولذلك حاولنا استنطاق عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق إبراهيم جابر.
حاورته للمحقق: صباح موسى
بداية سعادة الفريق بماذا ترد على هجوم حميدتي عليك في خطابه؟
هو هاجم كل الجهات والأشخاص، ويدل ذلك علي تيقنه من خسارة مشروعه الفاشل.
حميدتي أعلن أيضاً عن حشد نحو مليون مقاتل وفتح جبهات في مناطق لم تشهد معارك من قبل هل يمثل ذلك تهديداً على الجيش؟
هذا حديث من فقد الوعي تماما، وبروباجندا ساذجة، نحن نعرف واقع التمرد جيداً، لأنه ليس هناك (ألف) شخص يحترم التمرد في السودان عامة أو في دارفور خاصة، دعك من أن يستجيبوا أو يقاتلوا من أجله، حتى جلب مرتزقة من دول الجوار صار مستحيلاً، لأن هناك وعي كبير يتشكل الآن بين شعوب المنطقة وقياداتها بخطورة التمرد على مستقبلها ووحدة شعوبها، ثم كيف له أن ينقل الصراع إلى مناطق جديدة وقواته وخطوط إمداده أصبحت في متناول جيشنا، الذي يتقدم بفاعلية في الخرطوم ودارفور وسنار، بينما جماعته تتراجع على كل الأصعدة، بعد اقتناعهم بخسارتهم وخطورة ما فعلوه باتباع كلامه، و مع ذلك نقول كل من يلقون السلاح سيجدون كل اعتبار لازم لبناء سودان المستقبل.
وكيف ينظر الجيش السوداني لإعلان حميدتي بأن الحرب لم تبدأ بعد وثمة فصول أخرى ربما أعنف؟
المليشيا أذاقت السودانيين كل صنوف العذاب من اغتصاب ونهب وقتل، لم يتركوا شيئاً قبيحاً لم يفعلوه، وعموماً القوات المسلحة و أجهزة الدولة الأمنية كافة واعية وصاحية تماما، لأي مخططات تستهدف السودانيين في الولايات الآمنة، سيردعهم الجيش والمشتركة والقوات النظامية بأقوى مما يتصورون جميعاً، وإن واصل في تدمير مقدرات الدولة، واستهداف المواطنين، نحن نثق أن المواطنين سيتصدون لهم بقوة، لأننا نقاتل جميعا جيش وشعب، لهزيمة حرب الإرتزاق والوكالة التي ابتدرها حميدتي، والوعي الذي تشكل بخطورة التمرد على مستقبل أهلنا في دارفور خاصة وعموم السودان، هم غير واعين بالمتغيرات على الأرض، وبعد هزيمتهم الأخلاقية الآن يتجرعون هزيمتهم العسكرية التي أفرحت كل وطني صميم، ويتهيأ السودانيون الآن للعودة لبناء وطن يحتفي بالجميع، إلا من آثر الاستمرار في التمرد فسيجد الردع و المحاسبة على هذه الجرائم البشعة.
حميدتي ومن معه يريدون التأثير على المبادرات الإقليمية التي تنشط فيها مصر و قطع الطريق على مشاركات مصر الناجحة في حل الأزمة
وما تعليقك على إتهامات حميدتي ومليشاته بأن الطيران الحربي المصري شارك ويشارك في معارك مع الجيش السوداني؟
هو يريد تبرير الهزيمة لنفسه قبل المتمردين معه، لأن في زمن الفضاء المفتوح والأقمار الصناعية، حتى هواة مراقبة الطيران بمقدورهم فضحه وتفنيده، الطريقة التي أدار بها الجيش عملياته الهجومية، أذهلت النخب العسكرية في العالم، وكتب بعض منهم مشيدين بقدرات الجيش السوداني التكتيكية والعسكرية .
وكيف ينظر الجيش السوداني إلى هذا الإتهام بمشاركة طيران آخر أو دعم حربي وعسكري في حربه ضد المليشيا؟
هي محاولة للتقليل من قدراتنا وصرف الأنظار عن انتصارتنا، ودلالة على أن المتمرد أصبح الآن يؤجر مواقفه لصالح أجندة الغير، ويسيى لخلق فتنة اقليمية، بعد أن قسم السودانيين بهذه الحرب، العالم جميعه يعرف قدرات مصر العسكرية والجوية، و يعرف أنه إذا كان الطيران المصري يساعدنا لكان هذا التمرد انتهى في أيام دعك من شهور، هو يعلم أن الجيش المصري من أعرق وأقوى جيوش أفريقيا بما يملكه من قدرات جوية قادرة على إلحاق الهزيمة بدول، لكنها دولة مؤسسات، لذا يحترمها العالم وهو يعرف أنها تعلم واقعه الآن بالتفصيل أكثر مما يتصور.
ومارأيك في توقيت هذا الإتهام لمصر والتصعيد ضدها والهدف وراءه؟
نحن في القوات المسلحة، نرى أن الهدف من ذلك هو التغطية على الهزائم، وابتزاز الإقليم بالفوضى في نفس الوقت، ولأن هناك متغيرات وتقاطعات في المشهد الإقليمي هو ومن معه بكل خفة عقل يريدون الاستثمار في هذه التقاطعات، والتاثير على هذه المتغيرات التي تنشط فيها مصر، إن كان من جهة ابتدارها المؤتمر المثمر لدول الجوار، أو لقطع الطريق على مشاركتها الناجحة إلى جانب الولايات المتحدة إن كان في جنيف1 أو القاهرة أو بعد تسلمها رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، الذي بدأ مراجعة موقفه، وبالضرورة سيقود ذلك إلى تغيير موقف الإتحاد الأفريقي بعد أن أصبح التمرد فعليا مهدداً للسلامة والأمن الأفريقي.
هجوم حميدتي على الجميع يدل على خسارة مشروعه الفاشل والمليشيا أذاقت السودانيين كل صنوف العذاب وسنردعها بأقوى مما يتصورون
وماتعليقكم على تصعيد المليشيا ومنسوبيها ضد مصر وتأثيره على الأمن القومي والعلاقة مع مصر، وتأثيراته على القرن الأفريقي؟
العلاقة مع مصر هي مصير وأمن قومي مشترك، تربطنا شرايين النيل والبحر الأحمر ودرب الأربعين، لذا نحن واثقون أنها لن تهتز بدعوى التصعيد معها من قبل التمرد، ومن يهاجمها إلا أن يكون مستجداً في السياسة الدولية، لأن مصر دولة رائدة في العالم وليس القرن الأفريقي وحده، ولو لم نكن متجاورين، كنا سعينا للتحالف معها، لأنها دولة قوية وجديرة بالاحترام، وهي تشاركنا الهم حول استقرار السودان وسلامة طرق التجارة عبر البحر الاحمر، ونحن نعتز بعلاقتنا المتميزة مع مصر ونسعى لتطويرها أكثر نحو التكامل في كافة الأصعدة عسكرية أو دبلوماسية، خدمة لأمن شعبنا في ظل تغيرات كبيرة متوقعة في العالم ومنطقتنا تحديداً.
وهل هناك جهات تسعى لتصعيد مسار الحرب في السودان والسعي لتدخل خارجي أكبر؟
أعداء السودان كثيرين والطامعون في أرضه أكثر، منهم من يطمع في الموارد و الموقع الجيوستراتيجي للسودان، وهناك فاقدو الوطنية الذين رفعوا فزاعة المجاعة لتبرير التدخل الأجنبي، وبعد هزيمتهم بواسطة مزارعنا هذا الموسم الصيفي، هناك من يريد الآن اللعب بكرت التصعيد لتبرير التدخل الدولي في السودان بدعوى حماية المدنيين، ونقول لهم كفوا عن هذا، لأن الدولة ستهزم هذا المخطط مثل ما دحرت فرية المجاعة، وستلاحق كل من ينشط في هذا العبث قريبا بعد أن لاحت بوادر النصر ميدانياً ودبلوماسياً.
انتصاراتنا أسطورية، وتحزن الخونة وقريبا سنعيد مناطق ليست في مخيلتهم، وسيحدث تغيير في محاور داخلية وخارجية ستزلزل أركان المتمردين والمرجفين
وكيف تمضي عمليات الجيش العسكرية خاصة بعد عملية العبور وهل يحرز الجيش السوداني تقدماً فعلياً في عموم محاور المعارك في البلاد؟
كان عبوراً أسطورياً، قام به ضباط وجنود القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة، وهو نصر أفرح كل السودانيين الوطنيين داخل وخارج البلاد، وأحزن بالطبع كل الخونة والمرجفين، العمليات تسير بأحسن حال، حيث نقترب من التحام قواتنا في جنوب بحري التي وصلت حتى (استاد التحرير) مع قواتنا القادمة من كرري والكدرو، وفي نفس الوقت الجيش و القوات المشتركة والمواطنين في شمال وغرب دارفور يسطرون أقوى الملاحم والانتصارات، الناس يتوقون للعودة والاستقرار بأسرع ما يمكن، لكننا قوات مسلحة عريقة تحترم وتعمل وفق قوانين الحرب، كما إننا نريد المحافظة على مقدراتنا، لذا نحفر بالإبرة كما قال أخي الرئيس البرهان، وقريباً سيحدث تغيير واستعادة لمناطق ليس في تخيلهم أنها ستعود لحضن الوطن، كما ستحدث تغيرات سريعة في محاور داخلية وخارجية ستزلزل أركان المتمردين والمرجفين في المدينة.
حاورته للمحقق: صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
الإمارات: العقوبات الأميركية على الجيش السوداني تضع النقاط على الحروف
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن العقوبات الأميركية على الجيش السوداني بسبب استخدامه السلاح الكيماوي ضد مواطنيه، تضع النقاط على الحروف.
وقال قرقاش عبر منصة «إكس»: «لا حل إلا بوقف فوري للحرب ومسار سياسي يفضي إلى حكومة مدنية مستقلة».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على الجيش السوداني بعد التوصل لنتيجة مفادها استخدامه أسلحة كيماوية عام 2024 خلال الصراع.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، في بيان، إن العقوبات ستتضمن قيوداً على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية الأميركية، وستدخل حيز التنفيذ في موعد قريب من السادس من يونيو المقبل، بعدما تم إخطار الكونجرس.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة أن «الولايات المتحدة تظل ملتزمة التزاماً كاملاً بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية».
وذكرت أن «الولايات المتحدة توصلت في 24 أبريل الماضي بموجب قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء عليها لعام 1991 إلى أن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية في عام 2024».
ورغم أن بيان الخارجية الأميركية لم يقدم تفاصيل حول نوع الأسلحة الكيميائية، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أشارت إلى استخدام الجيش السوداني الأسلحة الكيميائية، وتحديداً «غاز الكلور» مرتين على الأقل في مناطق نائية بالسودان، وهو غاز يسبب آثاراً مؤلمة ومدمرة، وقد يكون قاتلاً.
وقال أيمن عثمان، القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إن العقوبات الأميركية الأخيرة تمثل صفعة سياسية جديدة لـ«سلطة بورتسودان»، التي تحاول بكل الوسائل تحويل الأنظار عن الانتهاكات التي ترتكبها، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، عبر تصدير الأزمة إلى الخارج.
وأضاف عثمان لـ«الاتحاد» أن العودة لاستخدام ورقة مجلس الأمن واتهام أطراف عربية بدعم قوات الدعم السريع ليست إلا محاولة يائسة من «سلطة بورتسودان» لتدويل الأزمة وخلق أعداء خارجيين وهميين، في وقت بات فيه العالم والسودانيون يدركون أن الخطر الحقيقي يكمن في تحالفه مع فلول نظام البشير الذين يرفضون أي مسار نحو السلام.
وأوضح أن «سلطة بورتسودان» تريد استمرار الحرب لكون ذلك يضمن لهم استمرار السيطرة على مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية.
وفي السياق، قالت لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية لـ«قمم»، وتحالف السودان التأسيسي، إن قرار العقوبات الأميركية على «سلطة بورتسودان» يأتي كمؤشر واضح على أن المجتمع الدولي بدأ يرى حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا النظام بحق شعبه.
وأضافت لنا لـ«الاتحاد» أن العقوبات الأميركية رسالة بأن العالم يرى ولن تنفع محاولات التشويش أو الاتهامات الزائفة في إنقاذ نظام فقد شرعيته، وجر البلاد إلى كارثة إنسانية وسياسية غير مسبوقة.
وأشارت لنا مهدي إلى أنه بدلاً من اعتراف «سلطة بورتسودان» بمسؤوليتها عن هذه الكارثة، تواصل الانخراط في معارك عبثية لا تمت بصلة لمصالح السودان أو سيادته، مستخدمةً منابر دولية كبرى مثل مجلس الأمن لتصدير أزماته الداخلية والهرب من المساءلة.
وأوضحت أن «الزج باسم دول شقيقة للشعب السوداني مثل الإمارات – وهي من أبرز الدول التي دعمت مسار التحول المدني في السودان – أو الدول من محور المناهضة ضد الإخوان، ليس سوى محاولة بائسة لاختلاق عدو خارجي يمنحه مبرراً زائفاً للبقاء في المشهد السياسي، بعد أن فقد أي شرعية أخلاقية أو وطنية»، مشيرة إلى أن البرهان انقلب على المسار الديمقراطي، وأشعل حرباً مدمرة.