قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الرابع عشر من أكتوبر هو اليوم الأغر الذي تجلت فيه إرادة الشعب اليمني، ونكست فيه رايات الاستعمار والسلطنات، وتوجت فيه نضالاته التي أنجزت التحرر والاستقلال الكامل.

وأضافت توكل كرمان في خطاب بمناسبة عيد ثورة 14 أكتوبر في ذكراها الحادية والستين، إن الرابع عشر من أكتوبر اليوم المجيد الذي رسم الطريق لأجيال اليمنيين من بعده وما يزال يلهمنا وينير لنا الطريق أمام التحديات التي تقف أمام شعبنا اليوم من قوى الارتهان للنفوذ الخارجي الساعية لإعادة شعبنا إلى عهود السلطنات وقوى الإمامة الكهنوتية التي تمثل التحدي الأكبر أمام شعبنا وحريته وكرامته وهويته الوطنية.

 

وأنتقدت كرمان التيارات والجهات الجنوبية التي تتجاهل ذكري ثورة الاستقلال والحرية حيث قالت " أي جنوب يتحدثون عنه وهم غافلون عن ثورة أكتوبر ومناضليها وتاريخها ومسارها الوطني الذي مضت فيه وحددته للأجيال من بعدها؟ المسار الوطني الذي يكتسب أهميته وديمومته من طبيعة القضايا التي انحاز إليها وبنى مشروعها الوطني وأنجز تحت راياتها الاستقلال الوطني وتوحيد الجنوب بعد أن جزأه الاستعمار إلى سلطنات ومشيخات بقيت لزمن طويل في خدمته تحمي أطماعه الاستعمارية ومصالحه اللامشروعة.

 

وتابعت كرمان: إن الميليشيات الحوثية في صنعاء وميليشيات المجلس الانتقالي في عدن تعادي احتفالاتنا بأعياد سبتمبر وأكتوبر، ويستفزها احتفال اليمنيين بثوراتهم الوطنية واستذكارهم لتاريخها ورموزها ومناضليها وإرثها النضالي والوطني. 

وأردفت كرمان قائلة: في صنعاء يحتفلون بمناسباتهم الطائفية والمذهبية ويسعون لفرض ثقافتهم المتخلفة وخزعبلاتهم وأئمتهم وخرافاتهم على سكان المدن والأرياف والقرى الواقعة تحت قبضتهم وسيطرتهم. 

واستدركت كرمان: وفي عدن، كم كنا نتمنى أن يدركوا أن تاريخ اليمن النضالي يتضمن ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي تمثل ركنه الركين وعماد هويته الوطنية وتاريخه المجيد.

 

وقالت كرمان: لقد كانت ثورة 14 أكتوبر 1963 واستقلال الجنوب في الثلاثين من نوفمبر 1967 مسارًا طبيعيًا متزامنا مع الثورة السبتمبرية المجيدة، توحدت اليمن أولًا في وجدان اليمنيين وقلوبهم وثوراتهم الوطنية قبل أن تتوحد سياسيًا بقيام الجمهورية اليمنية.

وأشارت كرمان إلى أن الأعداء يفجرون اليوم في عدائهم وخصومتهم لليمن وشعبها، ويعتقدون أن الوقت حان ليعلنوا فجورهم في وجه اليمن واليمنيين وتصفية قضيتهم وتقسيم بلدهم. وفي مواجهتهم سينهض شعبنا اليمني العظيم متمسكًا بثوابته الوطنية المتمثلة بثورتي سبتمبر وأكتوبر؛ الجمهورية والاستقلال والديمقراطية والوحدة.

وتابعت كرمان: لن ننسى أن الغدر بالوحدة في حرب صيف 1994 الظالمة والإخلال بالشراكة الوطنية في دولة الوحدة قد أسس لنهج إقصائي نقيض لقيم الوحدة ومضامينها الوطنية. 

وقالت كرمان إن ثورة 11 فبراير كانت انتصارًا لقيم الوحدة وفتحت الطريق لبناء الدولة الوطنية العادلة الممثلة لجميع فئات الشعب اليمني وقواه الاجتماعية في كل مناطق اليمن دون هيمنة ودون إقصاء، موضحة أن ثورة 11 فبراير أرادت أن تطوي نهج الغلبة المدمر لليمن، وكان من نتائجها مخرجات الحوار الوطني التي أقرت النظام الفيدرالي وأنجزت مشروع الدستور الجديد، لكن الثورة المضادة وقفت حجر عثرة أمام طموحات اليمنيين للتغيير وبناء دولة القانون والمواطنة. 

وشددت كرمان على أن شعبنا اليمني الذي رفض نظام الغلبة المناطقي العائلي، لن يقبل الرضوخ لغلبة العنصرية الإمامية التي تمثلها ميليشيات الحوثيين التي أذاقت شعبنا الويلات وتسببت في كل ما مرت به بلادنا من دمار وانهيار وحروب واستباحة داخلية وخارجية. لن يقبل شعبنا العودة إلى الإمامة والاستعمار؛ والتشرذم بين دويلات الميليشيات وأمراء الحرب.

وقالت توكل كرمان: وإنني على يقين تام أن طريق الانتصار على قوى الماضي الطائفية والسلاطينية وأعوانهم في الخارج لن يتم إلا بالتمسك بقضايانا الكبرى: الجمهورية والديمقراطية والوحدة اليمنية. 

وتابعت كرمان: سننتصر بالمشروع الوطني الذي يوحد اليمنيين ويجمع شملهم تحت رايته، لا برايات الميليشيات والشعارات الطائفية والمناطقية والعنصرية. 

وأضافت كرمان: واجبنا اليوم هو التأكيد على ما يجمع اليمنيين لا ما يفرقهم. واجبنا هو الثبات على المبادئ التي رسمها لنا جيل المؤسسين الكبار في ثورتي سبتمبر وأكتوبر. 

ولفتت كرمان إلى أن عشر سنوات من الحرب أذاقت شعبنا الويلات، مبينة أن الميليشيا الانقلابية الحوثية تذل سكان المدن والقرى وتنهيهم بالجباية والإتاوات. تفرض عليهم أفكارها الطائفية في المدارس والجوامع ومؤسسات الدولة التي سيطرت عليها وحولتها إلى أدوات تستخدمها لفرض سلطتها الكهنوتية الطائفية. 

وأعربت كرمان عن أسفها لفشل الشرعية في بناء دولة اليمنيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، مضيفة: يستحق شعبنا في هذه المحافظات أن ينعم بالاستقرار والخدمات، لكن فشل المجلس القيادي الرئاسي وحكومته كان واضحًا في معاناة الناس من انهيار العملة وارتفاع الأسعار وضعف مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية والتعليمية وعدم قدرتها على تلبية احتياجات الناس ومتطلبات حياتهم اليومية. 

وقالت كرمان: عندما نتحدث عن الميليشيات الانقلابية الحوثية فنحن نتحدث عن أعداء شعبنا الذين تسببوا في مأساة بلادنا والحرب المدمرة التي طالت كل شيء؛ حياة الناس ومعيشتهم ومدنهم وكل حياتهم. أما عندما نتحدث عن حكومات الشرعية فنحن نتحدث عن خيبة أملنا فيمن يُفترض أن يكونوا مخلصين لقضيتنا وشعبنا. 

واعتبرت كرمان أن الاهتمام بمعيشة الناس وإدارة حياتهم اليومية والحفاظ على استقرار العملة وتخفيض الأسعار وإدارة مؤسسات الدولة بما يخدم حياة المواطنين وتسهيل حياتهم اليومية هو مسؤولية الشرعية بكل مؤسساتها، والتقصير في هذه المسؤولية هو عمل عدائي ضد شعبنا ويقدم خدمة لأعدائه من الميليشيات الإمامية ومن يقف خلفها. 

وشددت كرمان على أن تقديم نموذج ناجح في إدارة مناطق الدولة الشرعية لا يقل أهمية عن الانتصار المنتظر أمام الميليشيات الانقلابية الحوثية. 

وقالت كرمان إن الانتصار لا يتحقق باستعادة المحافظات والمديريات المستباحة من قبل الحوثيين ولكنه قبل ذلك يبدأ ببناء مؤسسات الدولة في مناطق الشرعية. يبدأ بتقديم نموذج دولة تخدم مواطنيها وتحل قضاياهم وتحفظ مصالحهم وتحفظ أمنهم واستقرارهم بإدارة عادلة تحتكم للقانون والدستور والقوانين النافذة دون محاباة أو خضوع لنفوذ يتحرك خارج الدولة والدستور والقانون

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في دولة الإمارات باستخدام نظام “سينتيماغ”

في خطوة متقدمة لعلاج سرطان الثدي في دولة الإمارات، نجح مستشفى أن أم سي رويال في مجمع دبي للاستثمار في إجراء أول عملية جراحية لسرطان الثدي باستخدام نظام “سينتيماغ”، وهو تقنية حديثة وخالية من الإشعاع لتحديد العقد اللمفاوية الحارسة، مما يمثل إنجازًا بارزًا في مجال الابتكار الجراحي على مستوى الدولة.

وقد أُجريت العملية، وهي الأولى من نوعها ضمن شبكة “أن أم سي للرعاية الصحية” بأكملها، في عيادة سرطان الثدي المتخصصة بالمستشفى، على يد الدكتورة عفاف الصحراوي، أخصائية جراحة الثدي والغدة الدرقية والغدة الجار درقية، والمعتمدة من هيئة الصحة النرويجية. ويستبدل نظام “سينتيماغ” استخدام المواد المشعة والأصباغ الزرقاء ببديل مغناطيسي آمن، مما يعزز من أمان المرضى ودقة العمليات الجراحية.

في الجراحة الحديثة لسرطان الثدي، تُعد خزعة العقدة اللمفاوية الحارسة خطوة أساسية لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر خارج الورم. وبشكل تقليدي، تتطلب هذه العملية استخدام نظائر مشعة وأصباغ زرقاء لتحديد موقع العقد اللمفاوية الحارسة، وهي طرق تنطوي على مخاطر تشمل التعرض للإشعاع، واحتمال حدوث ردود فعل تحسسية، وتعقيدات لوجستية نتيجة الحاجة لتوقيت دقيق لحقن المواد المتتبعة.

ويقدم نظام “سينتيماغ” بديلًا مبتكرًا من خلال استخدام تقنية آمنة وغير مشعة. ويعتمد على مادة “ماجتريس”، وهي محلول يحتوي على جزيئات نانوية مغناطيسية يتم حقنه قبل الجراحة. وخلال العملية، يُستخدم مسبار يدوي لاكتشاف الإشارات المغناطيسية بدقة لتحديد موقع العقدة الحارسة وإزالتها. كما يمكن للنظام ذاته استخدام “ماجسيد”، وهي علامة مغناطيسية دقيقة تُزرع لتحديد الأورام غير القابلة للجس في الثدي، ما يُغني عن الحاجة لاستخدام الأسلاك الإرشادية التقليدية.

وكانت أول مريضة تُجري العملية باستخدام نظام “سينتيماغ” في مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار، سيدة تبلغ من العمر 47 عامًا، تم تشخيصها بسرطان ثدي غازي يبلغ حجمه 26 ملم، وهو ورم خبيث انتشر خارج نسيج الثدي. وبعد تقييم حالتها من قبل لجنة متعددة التخصصات لعلاج الأورام، تقرر خضوعها لجراحة تحفظية للثدي مع خزعة للعقد اللمفاوية الحارسة باستخدام نظام “سينتيماغ”.

ونظرًا لكون الورم قابلاً للجس، كانت مادة “ماجتريس” كافية وحدها، وتمت العملية بنجاح من خلال شق جراحي محدود، حيث تم تحديد العقد الحارسة بدقة وإزالتها دون أي مضاعفات. وقد أسهمت التقنية في تقليل وقت التعافي بشكل كبير، إذ غادرت المريضة المستشفى بعد ست ساعات فقط من الجراحة، وشهدت تعافيًا ممتازًا خلال زيارتها للمتابعة بعد أسبوع دون ظهور أي علامات للعدوى.

وقالت الدكتورة عفاف صحراوي: “توفر هذه التقنية تقدمًا أكثر أمانًا وراحة للمريضة في جراحة سرطان الثدي. من خلال الاستغناء عن الإشعاع والصبغة الزرقاء، لا نقلل فقط من المخاطر، بل نبسط كذلك العملية الجراحية دون التأثير على دقة التشخيص. إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال صحة المرأة في دولة الإمارات”.

وأضافت الدكتورة شائسته ميراج، استشارية الأشعة: “يُحدث نظام سينتيماغ ثورة في جراحة العقدة الحارسة من خلال تقديم بديل دقيق وخالٍ من الإشعاع. كما يوسّع من إمكانية الوصول إلى الرعاية للمرضى، خصوصًا في المرافق التي لا تحتوي على نظائر مشعة، مما يعزز كفاءة العيادات المتخصصة في الثدي عبر توفير حل مستدام وصديق للمرضى”.

إن إدخال نظام “سينتيماغ” يُعزز التزام مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار بالابتكار والرعاية المرتكزة على المريض، ليصبح بذلك أحد أوائل المستشفيات في دبي التي تقدم هذا الحل المتقدم والخالي من الإشعاع في جراحات سرطان الثدي. ويُعزز هذا الإنجاز من خدمات عيادة سرطان الثدي في المستشفى، ويعكس التزام “أن أم سي للرعاية الصحية” المستمر بتقديم علاجات قائمة على الأدلة وبمستوى عالمي للمرضى في جميع أنحاء الدولة.


مقالات مشابهة

  • الخرباوي: ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة أنقذت الدولة المصرية
  • سلطان الجابر وأحمد الصايغ يحضران حفل سفارة روسيا الاتحادية بمناسبة اليوم الوطني
  • توكل كرمان تدعو لنزع السلاح النووي من إسرائيل وإيران دون انتقائية
  • «لم يحضر أحد».. إحالة العاملين بالوحدة الصحية بالبديني في بني سويف للتحقيق
  • خارجية “الوحدة الوطنية” تنفي صلة أي قوة ليبية رسمية بهجمات على الحدود السودانية
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
  • قيادى بالجبهة الوطنية: ثورة 30 يونيو تعلمنا دروسًا عظيمة في الوحدة الوطنية
  • مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في دولة الإمارات باستخدام نظام “سينتيماغ”
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
  • مقطع مثير للجدل للإخوانية توكل كرمان ترقص وتهز في جامعة غانا .. فيديو