الثورة نت:
2025-06-17@07:02:22 GMT
مرجعية الإرهاب الإجرامي.. من وضع سيف يهوذا في يد المسيح
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
ارتبط السلوك الإجرامي – عبر التاريخ – بالوجود اليهودي/ الإسرائيلي، ارتباطا تلازميا جدليا، فلا يكاد يحضر اليهودي في مكان، إلا وعصفت به نيران الحروب والصراعات، ولا تكاد تخلو حرب شاملة، أو عملية إبادة جماعية، من بصمات عقيدة الإجرام اليهودي، سواء من خلال الفعل المباشر، أو التدخل غير المباشر، الأمر الذي جعلهم موضع كراهية المجتمعات، كونهم أعداء الإنسانية، ومصدر الشر المطلق، بإجماع الشعوب البشرية قاطبة.
يمكن القول إن عقيدة الإبادة وأيديولوجيا الإرهاب الإجرامي، التي يمثلها الكيان الإسرائيلي الغاصب اليوم، قد تشكلت من اجتماع مرجعيتين متناقضتين تمام التناقض؛ تتمثل أولاهما في المرجعية الدينية التوراتية (المحرفة)، المتضمنة نصوص (العنف المقدس)، التي تبيح لليهودي الآخرين الأغيار مطلقا، كونهم حيوانات بشرية، لا أكثر، وهو ما أكدته أحداث وشخصيات السردية التاريخية، التي اجتهد في تنميقها ونمذجتها المخيال اليهودي، ودمجها في بنية النص التوراتي (المقدس)، بوصفها التمثيل الفعلي لشخصية البطل اليهودي الجبار، الذي اختاره إله إسرائيل (رب الجنود)، قائدا لشعبه ومعاركه ضد أعدائه.
وبإضافة ذلك التاريخ القومي الأسطوري، إلى أسفار التوراة، امتزج الديني المحرف بالتاريخي الأسطوري، وتم دمجهما في سياق أيديولوجي واحد، اكتسب طابع القداسة الدينية، والهوية التاريخية القومية معا.
بينما تمثلت ثاني المرجعيتين، في فكر الصهيونية العلمانية، ومرتكزات أيديولوجيا العنف والإجرام، التي استندت عليها رؤيتها الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية، إذ لم تتوقف عند مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، بل ذهبت إلى ضرورة إبادة ومحو هذا الشعب، وتنظيف الأرض من تلك المخلوقات الطفيلية، تمهيدا لإقامة وطن قومي لليهود، أسوة بغيرهم من القوميات والشعوب، وقد نفذت عصابات «الهاجناه» الصهيونية الإجرامية، أبشع المجازر الجماعية، وعمليات القتل والإبادة والتهجير، بحق الفلسطينيين العزل، وهكذا قامت دويلة الكيان الإسرائيلي المحتل، على رصيد تراكمي هائل، من المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، التي غطت كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية، على مدى ما يقارب قرن من الزمان، أسفر عن أقبح وأبشع مؤامرة عبر التاريخ، حملها قادة القوى الاستعمارية (الأباء المؤسسون) فكرة ومشروعا، وتلقفتها الأجيال من بعدهم عملا وتنفيذا، حيث تكاتفت جهودهم وتكاملت إسهاماتهم، في تمكين اليهود من وطنهم القومي، وكأنه دين في أعناقهم جميعا، تسابقوا في الوفاء به لليهود، رغم تباين أيديولوجياتهم، واختلاف توجهاتهم، وتعارض مواقفهم، فقد ذابت كل الخلافات والعداوات بينهم، والعجيب في الأمر أن الكيان اليهودي الوظيفي، قد بلغ من الإفساد الفكري والقيمي، أنه عمم ثقافته وعقيدته وفكره الإجرامي، وتصوراته العدائية الانتقامية، على جميع الشعوب المسيحية، التي كانت تؤمن بثقافة المحبة وسلام المسيح، وحملوا جميعا سيف يهوذا، وعقيدة انتقام رب الجنود.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عبد المسيح يتحدث عن تهديد يواجه نهر الجوز!
كتب النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه في منصة "X":" نهر الجوز بين جفاف الطبيعة وغياب الدولة: امتياز منته وتحفة أثرية مهددة بالزوال
من أبرز بدع حكومات الاستقلال الأول التي بنت نفوذها على أنقاض الاستعمار، كانت منح "الامتيازات" التي قسمت الثروات بين العائلات ومراكز النفوذ. من بين هذه الامتيازات، استثمار شركة "هولسيم" لنهر الجوز، الذي يختزن ثروات بيئية وتاريخية لا تُقدّر بثمن، من بينها عدد من المطاحن التي تعود إلى الحقبتين الفينيقية والرومانية، وأبرزها مطحنة تحتوي على "حمّام ملكة"، تقع على عقار تملكه شركة هولسيم، إلى جانب عقارات أخرى ومعمل لتوليد الطاقة الكهربائية تُغذّي من خلاله مصنعها في الهري.
هذه التحفة التاريخية اليوم مهدّدة بالانهيار والزوال إذا لم تبادر الشركة إلى ترميمها تحت إشراف المديرية العامة للآثار، ونقل ملكية العقار إلى المديرية أو إلى بلدية المجدل لإدارتها والحفاظ عليها.
في المقابل، يشهد نهر الجوز في الموقع نفسه جفافاً غير مسبوق بسبب الاستخدام المفرط لمياهه في توليد الكهرباء، ما أدّى إلى تضرر الأشجار واندثار المكوّنات الطبيعية، مهدداً بفقدان أحد أهم المواقع البيئية والسياحية في قضاء الكورة. الصور تتكلم، والبيئة تستغيث بالجميع، وخصوصًا بوزارات الثقافة، البيئة، الطاقة والداخلية، للتحرك سريعاً وإنقاذ معالمنا الطبيعية والتاريخية.
وأخيرًا، لا بد من طرح السؤال: لماذا لم تُمارس أي حكومة لبنانية حتى اليوم حقها في استرداد امتياز نهر الجوز، الممنوح بموجب قانون صادر في آذار 1950، علماً أن مدته انتهت في أوائل التسعينيات؟ الفرصة لا تزال متاحة أمام الدولة لتنظيم ما تبقّى من "أملاكها" قبل أن يُفقد كل شيء" . مواضيع ذات صلة عبد المسيح يحذر: إدراج لبنان على لائحة تبييض الأموال الأوروبية تهديد مالي جدي Lebanon 24 عبد المسيح يحذر: إدراج لبنان على لائحة تبييض الأموال الأوروبية تهديد مالي جدي