ارتبط السلوك الإجرامي – عبر التاريخ – بالوجود اليهودي/ الإسرائيلي، ارتباطا تلازميا جدليا، فلا يكاد يحضر اليهودي في مكان، إلا وعصفت به نيران الحروب والصراعات، ولا تكاد تخلو حرب شاملة، أو عملية إبادة جماعية، من بصمات عقيدة الإجرام اليهودي، سواء من خلال الفعل المباشر، أو التدخل غير المباشر، الأمر الذي جعلهم موضع كراهية المجتمعات، كونهم أعداء الإنسانية، ومصدر الشر المطلق، بإجماع الشعوب البشرية قاطبة.


يمكن القول إن عقيدة الإبادة وأيديولوجيا الإرهاب الإجرامي، التي يمثلها الكيان الإسرائيلي الغاصب اليوم، قد تشكلت من اجتماع مرجعيتين متناقضتين تمام التناقض؛ تتمثل أولاهما في المرجعية الدينية التوراتية (المحرفة)، المتضمنة نصوص (العنف المقدس)، التي تبيح لليهودي الآخرين الأغيار مطلقا، كونهم حيوانات بشرية، لا أكثر، وهو ما أكدته أحداث وشخصيات السردية التاريخية، التي اجتهد في تنميقها ونمذجتها المخيال اليهودي، ودمجها في بنية النص التوراتي (المقدس)، بوصفها التمثيل الفعلي لشخصية البطل اليهودي الجبار، الذي اختاره إله إسرائيل (رب الجنود)، قائدا لشعبه ومعاركه ضد أعدائه.
وبإضافة ذلك التاريخ القومي الأسطوري، إلى أسفار التوراة، امتزج الديني المحرف بالتاريخي الأسطوري، وتم دمجهما في سياق أيديولوجي واحد، اكتسب طابع القداسة الدينية، والهوية التاريخية القومية معا.
بينما تمثلت ثاني المرجعيتين، في فكر الصهيونية العلمانية، ومرتكزات أيديولوجيا العنف والإجرام، التي استندت عليها رؤيتها الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية، إذ لم تتوقف عند مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، بل ذهبت إلى ضرورة إبادة ومحو هذا الشعب، وتنظيف الأرض من تلك المخلوقات الطفيلية، تمهيدا لإقامة وطن قومي لليهود، أسوة بغيرهم من القوميات والشعوب، وقد نفذت عصابات «الهاجناه» الصهيونية الإجرامية، أبشع المجازر الجماعية، وعمليات القتل والإبادة والتهجير، بحق الفلسطينيين العزل، وهكذا قامت دويلة الكيان الإسرائيلي المحتل، على رصيد تراكمي هائل، من المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، التي غطت كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية، على مدى ما يقارب قرن من الزمان، أسفر عن أقبح وأبشع مؤامرة عبر التاريخ، حملها قادة القوى الاستعمارية (الأباء المؤسسون) فكرة ومشروعا، وتلقفتها الأجيال من بعدهم عملا وتنفيذا، حيث تكاتفت جهودهم وتكاملت إسهاماتهم، في تمكين اليهود من وطنهم القومي، وكأنه دين في أعناقهم جميعا، تسابقوا في الوفاء به لليهود، رغم تباين أيديولوجياتهم، واختلاف توجهاتهم، وتعارض مواقفهم، فقد ذابت كل الخلافات والعداوات بينهم، والعجيب في الأمر أن الكيان اليهودي الوظيفي، قد بلغ من الإفساد الفكري والقيمي، أنه عمم ثقافته وعقيدته وفكره الإجرامي، وتصوراته العدائية الانتقامية، على جميع الشعوب المسيحية، التي كانت تؤمن بثقافة المحبة وسلام المسيح، وحملوا جميعا سيف يهوذا، وعقيدة انتقام رب الجنود.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يدعو لإستراتيجيات وطنية وإقليمية متكاملة لمكافحة الإرهاب

صراحة نيوز- دعا البرلمان العربي إلى تطوير إستراتيجيات وطنية وإقليمية متكاملة تربط بين مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة كجبهة واحدة لا يمكن الفصل بينهما، فضلًا عن تعزيز التعاون الدولي في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتجفيف المالي، بما يقطع شرايين التمويل المشتركة بين الإرهاب والجريمة.
جاء ذلك في المداخلة التي ألقاها النائب عيسى بورقبة عضو البرلمان العربي في المؤتمر البرلماني حول مكافحة الإرهاب، الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع مجلس الشورى القطري في مدينة إسطنبول التركية.
وأكد البرلمان العربي أن الإرهاب لم يعد مجرد عمل منفرد تقوم به جماعات مسلحة بدوافع أيديولوجية فقط، بل تحول في كثير من المناطق إلى صناعة إجرامية متكاملة، تستمد قوتها واستمراريتها من شبكات الجريمة المنظمة، سواء عبر تجارة السلاح غير المشروعة، أو تهريب المخدرات والبشر، أو غسيل الأموال.
وشدد البرلمان العربي، على أن العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة ليست مجرد فرضية نظرية، وإنما واقع حي يعيشه العالم اليوم، تتقاطع فيه شبكات الإرهاب مع شبكات الجريمة المنظمة، لتشكّل تهديدًا مركبًا يتجاوز حدود الدول ويقوّض أسس الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن المنطقة العربية عايشت للأسف نموذجًا صارخًا لاندماج الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو ما تجسد فيما قام به الاحتلال الإسرائيلي من قتل وترويع وحصار شامل للمدنيين في قطاع غزة، وبعقلية إجرامية تتعارض مع جميع قواعد القانون الدولي والإنساني.
كما أكد أن هذا النموذج يجسد بوضوح كيف يمكن أن يتقاطع الإرهاب مع الجريمة المنظمة في ممارسة واحدة، ويبرز خطورة التعامل مع الظاهرتين بمعايير مزدوجة أو كمسارين منفصلين.

مقالات مشابهة

  • البخيتي لقادة الكيان الصهيوني : نود أن نذكركم أن يدنا لا تزال على الزناد
  • إيران تدين اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وتدعو لتحرك دولي عاجل
  • رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يدعو لإطلاق سراح البرغوثي.. وإسرائيل ترفض
  • «بطاقة حمراء لإسرائيل».. احتجاجات في النرويج قبل مواجهة منتخب الكيان الصهيوني
  • كأن المسيح المخلّص يحتضنه بين ذراعيه.. مصور برازيلي يرصد مشهدًا آسرًا لقمر عملاق في سماء ريو دي جانيرو
  • صالون نفرتيتي يحتفي بالحرب والسلام وأمجاد مصر التي خلدها التاريخ بمركز إبداع.. غدا
  • هل يعود الكيان للحرب‎
  • البرلمان العربي يدعو لإستراتيجيات وطنية وإقليمية متكاملة لمكافحة الإرهاب
  • صالون نفرتيتي يحتفي بالحرب والسلام وأمجاد مصر التي خلدها التاريخ
  • الخزانة الأميركية تدرج الذراع الاقتصادي للحشد الشعبي على لائحة الإرهاب