خبير عسكري: هذا سبب تصاعد ضربات حزب الله وهكذا سترد إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن تصاعد ضربات حزب الله الصاروخية باتجاه إسرائيل مرتبط ببعدين محلي وإقليمي، معربا عن قناعته بأن الجانبين يحاولان "التأثير على منظومة القيادة والسيطرة للآخر".
وأوضح الفلاحي للجزيرة أن حزب الله "يصعد من ضرباته الصاروخية نحو أهداف بالعمق الإستراتيجي مثل حيفا وتل أبيب"، ووصف ما يحدث بأنه "عمليات تجريد جوي تجري في قصف المواقع الخلفية بعيدا عن المناطق الأمامية للمعركة".
وبيّن الفلاحي، وهو عقيد عراقي متقاعد، أن هذه الضربات وعمليات الاستنزاف تؤثر بشكل كبير، إذ يقبل طرفا النزاع بـ"خسارة المناطق الحدودية على أن يعمل المركز ذو الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي بفعالية".
وأضاف "هناك ضربات جوية متبادلة، حيث تنفذ إسرائيل غارات على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، ووصل الأمر إلى قصف مناطق الشمال".
وقال إن "حزب الله يحاول استعادة وضعه وقدراته القتالية والتنظيمية"، واصفا ضرباته بالأيام الثلاثة الأخيرة بـ"المتوازنة والمنسقة وفق معلومات دقيقة"، كما جرى في هجوم بنيامينا جنوبي حيفا بمسيّرة انقضاضية.
ويشير الخبير العسكري إلى أن قدرات حزب الله الصاروخية "ليست فقط في ضاحية بيروت الجنوبية"، مستدلا بتصريحات إسرائيلية قالت إن القصف الذي طال تل أبيب انطلق من شمال لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، أن صفارات الإنذار دوّت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على تل أبيب ومناطق الوسط.
وقال الفلاحي إن فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة التحقت بالقتال على الحدود مع لبنان ليصبح الإجمالي 5 فرق، لكنه شدد على أن العمليات البرية "لا تزال في بدايتها".
وخلص إلى أن العمليات تجري على الشريط الحدودي أو بداية الأراضي اللبنانية، متوقعا "ردا إسرائيليا كبيرا على هجوم المسيرة، الذي أصاب معسكر تدريب لواء غولاني، إلى جانب اندفاع بري في بعض المحاور القتالية".
وبالتوازي مع التصعيد في لبنان، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا سريا مع قادة الجيش والاستخبارات، لبحث خطط شن هجوم على إيران.
أما عن العمليات العسكرية في قطاع غزة، فقال الخبير العسكري إن فصائل المقاومة تنفذ كمائن على 3 أو 4 مراحل "وهو ما يعطي دلالة وجود منظومة القيادة والسيطرة".
وبيّن الفلاحي أن توثيق كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكمين جباليا شمالي القطاع ضد سرية مشاة إسرائيلية "يشير إلى أن المقاومة تمتلك زمام المبادرة، وتعمل بالمناطق التي تم تدميرها مستفيدة من الأنقاض والركام".
وبثت القسام مشاهد إيقاع سرية مشاة ميكانيكي آلية في كمين محكم شرق معسكر جباليا بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقسم مقاتلو القسام الكمين إلى 3 مجموعات تمثلت في مجموعة الإسناد وتثبيت الهدف، ومجموعة الإطباق على الهدف، إضافة إلى مجموعة قطع النجدات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات حزب الله
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: تصاعد حاد في معدلات الانهيار بين جنود الجيش
في تقرير نشره موقع "واي نت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، كشفت الكاتبة تشين أرتزي سرور عن تصاعد حاد في معدلات الانهيار النفسي بين جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ممن يشاركون في الحرب على قطاع غزة منذ شهور طويلة، في ظل ما وصفتها بأنها "حرب بلا نهاية".
وتحدثت الكاتبة عن "الصدمة الصامتة" التي يعيشها الجنود، وقالت إن عديدا من العائدين من الميدان يبدون كمن يعيشون حالة من التخدّر العاطفي والانفصال عن الواقع، ويشبهون "الزومبي" بسبب تراكم ما تُعرف بـ"الصدمة الممتدة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحربlist 2 of 2أزمات نفسية واكتئاب وانتحار في جيش الاحتلال بسبب حرب غزةend of listواستعرضت شهادات لجنود وضباط لم يعودوا قادرين على التفاعل مع محيطهم بعد أشهر من القتال، موضحة أن بعضهم عُثر عليه تائها في الشوارع دون وعي، في حين فقد آخرون القدرة على البكاء أو حتى الشعور بالحزن حين تلقّوا نبأ وفاة أقرب الناس إليهم.
شهاداتوفي إحدى الشهادات، تحدّث ضابط احتياط عن لحظة انعدام المشاعر التي عاشها حين دهس طفلا رضيعا يبلغ عدة أسابيع، خلال مداهمة منزل في غزة، قبل أن يعود لاحقا إلى إسرائيل ليرى ابنته الوليدة، لكنه لم يستطع لمسها.
واختفى جندي احتياط آخر لمدّة أيام، ثم عُثر عليه في حالة تشبه الغيبوبة في أحد الأزقة، وملامحه فارغة كأنها لم تعد تعني له شيئا.
وبيّنت تشين أرتزي سرور أن الجيش الإسرائيلي -رغم محاولاته توفير دعم نفسي ميداني- يواجه حالات متفاقمة من الإنهاك العقلي بين صفوف الجنود، لدرجة أن بعض الزوجات هدّدن بالانتحار إذا تم استدعاء أزواجهن مرة أخرى للخدمة.
وأضافت أن نمط "الخدمة المتكرر"، وساعات القتال الطويلة، والاحتكاك المباشر مع المدنيين الفلسطينيين، يخلق بيئة مشبعة بالضغط النفسي والانفجار العاطفي المؤجل.
انهيارونقلت الكاتبة عن الطبيب النفسي رونين سيدي، المتخصص في علاج الجنود، قوله إن الموجة الحالية من الانهيارات لا تشبه أي حالة سابقة، مضيفة أن "الجنود اليوم لا يعانون صدمة واحدة، بل من مزيج معقّد من الذكريات المتداخلة، والتعرض المستمر للخطر، والحرمان العاطفي".
إعلانوأشارت إلى أن بعض الجنود باتوا يظهرون أعراضا تتجاوز اضطراب ما بعد الصدمة التقليدي، كحالة "الجمود النفسي" التي يفقد فيها الشخص مشاعره تماما، ويعيش وكأنه آلة تؤدي المهام دون إدراك أو رغبة.
وأكد الطبيب رونين سيدي أن "أسوأ ما يمكن فعله مع الجنود هو مطالبتهم بالسكوت، وعدم الاعتراف بألمهم، خوفا من إضعاف الجبهة. هذا السلوك لا يُضعفهم فقط، بل يعمّق أزمتهم".
وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب المستمرة على غزة تخلق أيضا جراحا غير مرئية في جسد المجتمع الإسرائيلي.