سودانايل:
2025-12-13@13:07:27 GMT

انتصرنا ولا يزال السلام سكة طريقنا!

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

???? أكدت ردة الفعل الشعبية السريعة، والمنظمة، والسلمية، والهتافات الديسمبرية التي رددتها الجماهير، وإغلاق الأسواق والطرق وسط مدينة كسلا غداة اغتيال الشاب الشهيد (الأمين محمد نور) قبل أسابيع بواسطة المستنفرين ومخابرات البرهان، أن مبادئ ثورة ديسمبر قد تجذرت بين كل طبقات الشعب، ولم يعد بإمكان قوى الظلام إعادة عقارب الساعة للوراء حتى لو استخدمت أفظع أساليب الترويع والتصفيات الجسدية، وان الجماهير التي عركتها التجارب الممزوجة بالتضحيات لن يسري في دمها افيون الأكاذيب مهما كانت براعة حبكتها.



???? ولكن للحقيقة وحتى نضع قطار التاريخ في مساره الصحيح، لم يكن الفضل في جذرية الوعي تلك يعود إلى الارث المباشر لثورة ديسمبر وحدها، ولكن هناك حدث آخر أيضا نقش اسمه في ذاكرة الشرق، وكسلا بالدماء الطاهرة، وهو مجزرة (15 أكتوبر 2020).

???? وملخص الحدث أن القوات العسكرية المشتركة أطلقت نهاراً يوم (15 أكتوبر 2020م) النار على موكب سلمي كان يمارس حقه في التعبير عن رفض قرار إقالة والي كسلا، ونتج من ذلك سقوط سبعة شهداء وعشرات الجرحى. وامتدت الاحتجاجات بالتوازي لأيام وبأعداد كبيرة أيضا في بورتسودان وسواكن بجانب القضارف وحلفا الجديدة والخرطوم، ولكن انتقل التركيز من بعد إلى كسلا حيث جرت المجزرة، وهي الولاية مركز الحدث.

???? وفي مواجهة الموقف العصيب والامتحان التاريخي الذي وجد فيه تحالف التيار المدني - الأهلي نفسه يقود حراك الشارع، وهو أمام امتحان الاستجابة إلى استفزاز الأجهزة العسكرية التي كانت تدفع الجماهير دفعا إلى التمرد أو اختيار النضال السلمي. وقد حسم التحالف أمره عاجلا، واختار سكة السلم في تلك اللحظات، وهو يواجه الموجة العاتية من خطاب الكراهية والتمييز، وماتفرزه من غبن وضغوط شعبية باتجاه التمرد.

???? وقد اتبع التحالف الذي ضم أحزاباً سياسية ومنظمات مدنية وزعماء قبائل وقادة دين تكتيكات متعددة في مواجهة تداعيات المجزرة ترتكز على تجنب المواجهات العنيفة ضد السلطة أو المواجهات الأهلية التي يرعاها القادة العسكريون، وشملت تلك الوسائل الاعتصام ومواكب السلاسل البشرية والبالونات والاستخدام المكثف للإعلام ورفع الدعاوي أمام المحاكم ومتابعتها والمصالحات الاجتماعية والخطاب السياسي المحدد بمطالب متوافق عليها ..الخ.

???? وقد نجح هذا الحراك المستمر حتى اليوم في تحقيق نسبة مقدرة من مطالبه، ومنها إقالة اللجنة الأمنية لولاية كسلا بقيادة الوالي ومنع تعيين والي آخر إلى حين فتح حوار (أول وال تم تعيينه كان بعد حرب 15 إبريل) وتقديم عدد من المتهمين في المجزرة وحوادث أخرى مصاحبة إلى المحكمة وصدور أحكام إعدام ضدهم وإقامة تجمعات تخليد للذكرى في وسط المدينة والموافقة على تسمية أحد الشوارع الرئيسة في كسلا باسم شهداء (15 أكتوبر) ...الخ.

???? وإذا اتفقنا على أن الأحداث التي شهدها الشرق خلال الفترة الانتقالية تستلزم إجراء تحقيق مطول، وهو ما لا تتوافر الإرادة وقدرات الأجهزة العدلية على تحقيقه الآن وان الطريق للتعاطي مع أحداث الشرق يتم عبر برنامج للعدالة الانتقالية مثله مثل سائر أنحاء السودان، فمن فخر كسلا والشرق أنه قدم نموذجاً عملياً في التعاطي مع (15 أكتوبر) يمكن اتباع أثره لتحقيق العدالة وان هذا النموذج حقق ما يمكن تقديره بنسبة (70%) من مطلوبات العدالة والمتبقي حتى اليوم اعتذار السلطة والإصلاح المؤسسي الذي يمنع تكرار مثل هذه الحوادث وسن قوانين صارمة ضد مروجي خطاب الكراهية الذي كان أهم أسباب الأحداث في الشرق، وتفاقم من بعد، وأمتد إلى كل شبر في السودان بعد الحرب.

???? واليوم إذا كان للشرق ما يتميز به فلا جدال كونه ينعم بالسلام وسط جحيم وجنون الحرب التي أهلكت الناس والبلاد، وان مدن الإقليم وقراه صارت مقصدا لأبناء وبنات الوطن الباحثين عن الأمان. والفضل في ذلك مردود إلى وعي الجماهير وقادتها المدنيين والأهليين الذين تمسكوا بتلابيب الحكمة في أحلك لحظات الجنون، وجنبوا شعبهم بذلك براميل الطيران وفظائع الحرب الأهلية.

???? والخطر القديم والمتجدد الذي يدق اليوم أبوابه حدود الشرق هو الحرب، الحرب بين مكونات السلطة القديمة التي تسببت في تهميش الشرق وزرع الفتن بين الإخوة من أهله، وتتخذ الآن من الإقليم منصة للحرب، وتستخدم كل وسائل الاستغفال والاستهبال من أجل تزييف تاريخها الحافل بالانتهاكات والعنصرية سعيا إلى خداع أهل الشرق وجرهم إلى حرب الحفاظ على الامتيازات بينما لا يحفل سجلهم في الحكم بأي إنجاز تجاه أهل الإقليم الذي حرم حتى من الماء، وهو على مقربة من حدوده بينما امتدت أنابيب البترول (1600 كيلومتر) من جنوب السودان إلى موانيه التي لم يكتفوا بنهب عائداتها، وزادوا على ذلك انتحال أسماء جديدة لها، وأضحت بذلك (اوشيري) تسمى (بشائر) !

???? وبعد أربع سنوات من الفاجعة، وما دمنا قد اجتزنا كل تلك الأشواك والمرارات ، وما دامت تلكم الجماهير في كامل استعدادها لتدافع عن حقها في الحرية والسلام والعدالة، وتفسد مكر الأفاعي من دعاة الحروب، وما دام أهل الإقليم يتدافعون لتسيير قوافل المساعدات لبعضهم البعض، ومعها جلسات الصلح والصفاء دون وسيط، فنحن بخير والحمد لله.

???? وعلى ذلك، فإن دماء الشهداء - كل الشهداء كانت منارا وفداء لقادم الأجيال التي من حقها وواجبها علينا أن تعيش بسلام وكرامة، وأرواح الشهداء تقرئنا السلام، وليس هناك أعظم من أن نحيي ذكراهم، ونحن نقبض على جمر السلام ونلهج بالسلام.
وسكة طريقنا السلام!

15 اكتوبر 2024م

#شهداء_كسلا15اكتوبر

#شرق_آمن

#سودان_آمن  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي

 

أكدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في مؤتمر "المرأة والسلام والأمن" بأرمينيا، أن السلام يبدأ بتمكين النساء وتعزيز الديمقراطية وترسيخ العدالة.

 

وقالت كرمان في كلمتها خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلام والأمن وإطلاق خطة العمل الوطنية الثالثة لأرمينيا: "يشرفني الانضمام إليكم في يريفان للاحتفال بحدثٍ تاريخيٍّ بارز. مرّت خمسة وعشرون عامًا منذ أن أكّد العالم بالإجماع حقيقةً لطالما أدركتها النساء وعايشتها: أن السلام لا يمكن تحقيقه ولا استدامة له من دون الإدماج الكامل للمرأة".

 

وأضافت أن قرار مجلس الأمن رقم 1325 لم يكن مجرد اعتماد وثيقة أممية، بل كان إعلانًا لضمير عالمي جديد يعترف بالنساء ليس كضحايا للصراع، بل كقائدات ووسيطات وحاميات ومفاوضات وصانعات للسلام.

 

وأوضحت كرمان أن العالم يجتمع اليوم في وقت تتناسل فيه الحروب، وتتوسع فيه الأنظمة الاستبدادية، وتواجه حقوق الإنسان اعتداءات غير مسبوقة، مع صراعات محتدمة في غزة وأوكرانيا والسودان وميانمار واليمن ولبنان. وقالت: "ملايين النساء والأطفال يدفعون الثمن الباهظ لفشل النظام الدولي، فيما تتنامى النزعات القومية والتطرف، ويتوسع القمع الرقمي، ويُستخدم الكراهية كسلاح".

 

وأكدت أن أجندة السلام العالمية تواجه تهديدًا ليس بسبب قصورها، بل نتيجة غياب الالتزام الدولي بها، مشددة على ضرورة تجديدها وتوسيع نطاقها وحمايتها. وأشارت إلى أن رحلة أرمينيا في هذا المضمار هي رحلة بقاء وعزيمة وتطلع ديمقراطي، وأن خطة العمل الوطنية الثالثة ليست مجرد وثيقة سياسية، بل التزام ببناء أرمينيا أكثر أمانًا وشمولًا وديمقراطية.

 

وقالت كرمان إن الخطة تقر بثلاث حقائق أساسية: أن المرأة عنصر لا غنى عنه للأمن الوطني، وأن الديمقراطية والسلام لا ينفصلان، وأن السلام يتطلب العدالة والمساواة، مؤكدة أن بدون الحقوق والمساءلة والإشراك يصبح السلام مجرد وقف إطلاق نار هش. وأضافت أن أرمينيا ترسل رسالة للعالم بأنها اختارت طريق القيادة المسؤولة والتعاون الإقليمي، حتى بعد سنوات من عدم الاستقرار والصراع.

 

وأشارت إلى تجارب النساء حول العالم، قائلة: "في جميع أنحاء العالم، كانت النساء القوة المعنوية التي واجهت الحرب والتطرف والاستبداد: في ليبيريا، قادت النساء حركة تاريخية سلمية أنهت 14 عامًا من الحرب الأهلية. في كولومبيا، صاغت النساء اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) من خلال ترسيخ العدالة والتعويضات وحقوق الناجين. في اليمن، قادت النساء لجان الحوار الوطني ووضعن خارطة الطريق الشاملة الوحيدة للانتقال الديمقراطي قبل أن تأتي عليها الحرب. في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، تواصل النساء مساعي حماية المجتمعات والمطالبة بالمساءلة".

 

وأضافت: "تُذكرنا هذه التجارب بحقيقة بسيطة: عندما تقود النساء، يدوم السلام. عندما تمتلك النساء السلطة، تتعافى الأمم. ونحن نحيي هذه الذكرى، يجب أن نسأل: أي عالم نريد بناءه للجيل القادم من النساء والفتيات؟ نحن بحاجة إلى أجندة متجددة للمرأة والسلام والأمن، تطالب بما يلي: المساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. الحماية من الرقابة الرقمية، والعنف الإلكتروني، والحرب السيبرانية. التمكين الاقتصادي، والمساواة في الوصول إلى الموارد. قيادة المرأة على جميع مستويات مفاوضات السلام والحوكمة. إنهاء سباق التسلح، وتحويل الأولويات العالمية من العسكرة إلى التنمية. إيجاد حلول لأزمة المناخ، التي أصبحت الآن محركًا للصراع والنزوح. هذه ليست مثالية، بل ضرورة".

 

وقالت كرمان: "تقف أرمينيا اليوم عند مفترق طرق بين جراح الماضي وإمكانيات المستقبل. خطة العمل الوطنية الثالثة الخاصة بكم هي فرصة - ليس فقط لحماية النساء، بل لإطلاق العنان لطاقاتهن الكامنة كركائز للديمقراطية، وحارسات للاستقرار، وصانعات للسلام".

 

واختتمت كلمتها قائلة: "السلام ليس مجرد غياب الحرب؛ السلام هو العدالة؛ السلام هو المساواة؛ السلام هو الكرامة الإنسانية؛ السلام هو الشجاعة في مجابهة الظلم. السلام هو أن يعلو صوت على نحو لا يُقهر ولا يقبل المساومة. ونحن نحتفي بمرور ٢٥ عامًا على أجندة المرأة والسلام والأمن، فلنلتزم بالـ 25 عاماً القادمة بلا مواربة وبشجاعة وأمل. شعبنا يستحق السلام؛ ونساؤنا يستحقن القيادة؛ وعالمنا يستحق ما هو أفضل من الحرب".

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: الاعتراف بالحقوق الفلسطينية طريقنا الوحيد للسلام
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • الصايغ من بعبدا: عون يخطط لنقل لبنان من الحرب إلى السلام الأهلي
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • اتصال هاتفي بين رجي ووزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: التعاون لمنع أي تصعيد إسرائيلي
  • بعد اتهامه بتزوير مستندات.. القوات اللبنانية: صليبا يتابع ملفّه القضائي وهو لا يزال قيد النظر
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي