إفيه يكتبه روبير الفارس: "أبو عقل مسلوخ"
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تربّينا على قصص ظن الأهل أنها تمثل أصل دنيا الرعب، فلم يدركوا أننا سوف نواجه في حياتنا وقائع مرعبة يشيب لها ريش الغراب، ومن تلك القصص القديمة حكاية "أبو رجل مسلوخة" وهو شخص مشوه كريه المنظر، يأكل الأطفال غير المطيعين، فالطاعة والخضوع والخنوع هي الدرس الأول الذي يُرضع ويتعلمه مواليد الشرق الأوسط، بدءًا من التخويف وصولًا إلى "ابن الطاعة تحل عليه البركة".
هذا الدرس الذي ينتج أجيالًا تخشى التساؤل وبالتالي التمرد والابتكار، وبعد كل هذه السنين، اكتشفت أن "أبو رجل مسلوخة" الذي لم أره أبدًا، سوف يسير معنا في كل مراحل حياتنا، لكن المسلوخ فيه "عقله" لا "رجله"، لذلك كان وما زال مرعبًا أكثر من أي تخيل، مرعبًا وبشعًا في "النور" لا في "العتمة" التي كانت المرحلة الأولى لحضوره، فالنور قادر على كشف مواصفاته وتسلخاته وقبحه بوضوح لا يُطاق، ومن ملامح "أبو عقل مسلوخ"، وهو متعدد الأوجه والزوايا والبطن والظهر:
أولًا- هناك "صنم" رئيسي في حياته يتبعه عدد من "الأصنام"، لا يقبل المساس به أو النقاش حوله، إذا اقتربت منه، ظهرت أنيابه وتنجس لسانه فلا "اقتراب ولا تصوير"، ولا مسموح أن تطرح حوله أصغر سؤال، قد يكون هذا الصنم "نصًا" أو "طريقة" أو "مذهبًا" أو "فكرة" أو "شخصًا".
ثانيًا - ينتمي إلى "فرقة ناجية" تملك كل "الحق" وكل "الصح" وكل "الإجابات" عن كل “الأشخاص والأشياء والمعاني”، ومن موقعه هذا "يحكم" على كل "الآخرين" و"المختلفين" و"الرافضين" حكمًا نهائيًا قاطعًا باتًا بلا رجعة ولا "تراجع"، فالكل خارج جنته في "جهنم وبئس المصير".
ثالثًا - تمتلئ التسلخات والتشققات والثنايا في هذا العقل بحشو من الهراء المتوارث والخرافات التي لا تنتهي. أكثرها يحقر ويهين ويذل "المرأة"، ويرى فيها مصدر كل شر ونقيصة ومصيبة، ويعلي من التفاهات ويمجد النكرات ويجري وراء أسخف "الترندات"، فيستحق بذلك موقعه المرذول في قعر الأمم، وحصوله على المركز الأول في تخلف الشعوب، لإهماله "العلوم" وتفوقه فقط في المحفوظ والمنقول والمقصوص.
انظر حولك لتجد مئات ممن تعرفهم من هذه النوعية ذات العقل المسلوخ، والمرعب حقًا، يكفي أن تلتقي في يوم بأصولي سلفي يرفض أن يرد عليك جملة "صباح الخير" لأنه لا يرى في الخير لونًا من السلام، أو أنه يظن أن الفروض والطقوس والكلمات لا السلوك هي الطريق لجني الحسنات بالأرقام، وأن طول "الذقن" تقوي أكثر من العمل الصالح، أو تجد قبطيًا يمثل مع أصحاب الاعتقاد بطبيعة المسيح الواحدة 2% من مسيحيي العالم البالغين 98%، والذين يؤمنون بطبيعتين للمسيح، وهو، خلافًا لغويًا بالأساس، يراهم جميعهم هراطقة، ولابد من إعادة معمودية أكثر من مليار شخص والا جميعهم في النار، وهو بمفرده منفردًا في الملكوت السماوي، ثم يهلل قائلًا "الله محبة"... يا ويلنا من هذه التسلخات.
إفيه قبل الوداع:
أين عقلي؟ (اسم فيلم)
بين الأطلال (اسم فيلم)
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: افيه روبير الفارس قصص الرعب القصص القديمة
إقرأ أيضاً:
الوَلَد !! لَمَسَ الأسد !!
أسمت حكومة إسراٸيل عدوانها علی جمهورية إيران الإسلامية باسم الأسد الصاعد ماتُرجم بالانجليزية-Operatin rising loin وبالعبربة (عَم كِلافی) أي شعبٌ كالأسد أو شعبٌ كلبوٶة.
وقد توقف غير قليل من المتابعين عند (إسم هذه الحرب) التی اشعلتها إسراٸيل فی 13 يونيو 2025م فأدخلت نفسها والعالم فی ورطة حقيقية مفتوحة علی كل الإحتمالات.
(الأسد) كان هو شعار عرش (محمد رضا بهلوي) إمبراطور إيران الذي أسقطته ثورة إيران الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الإمام الخميني، في الحادي عشر من فبراير 1979م، وأُعلنت إيران جمهورية إسلامية، وهدمت أركان عرش امبراطورية آل بهلوی، وأُزيل بذلك شعار (الأسد)، لذا فالدلالة من اسم العملية الإسرائيلية واضحةً، وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تغيير نظام الجمهورية الإسلامية في إيران تحت إدعاء تدمير قدرات إيران النووية !! ويتضح ذلك من الضربة العسكرية الإسراٸيلية، التي أسماها نتنياهو بالضربة الإفتتاحية الناجحة.
فقد نجحت إسرائيل فی اغتيال قادة بارزين فی الجيش والحرس الثوري الإيرانيين وعلماء فی مجال الطاقة الذرية، بجانب إحداث خساٸر واضحة فی مواقع عسكرية ومدنية كثيرة، ظنت إسراٸيل إن عمليتها ستكون كافية لتحريك الشعب الإيراني ليثور ضد حكومته ومن هنا يبدأ (الأسد) فی الصعود وتعود أسرة بهلوي للحكم ومن ثم فلا حاجة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لأن زوال الجمهورية الإسلامية يعني تلقاٸياً زوال التهديد النووي الإيرانی!!
لكن ما حدث كان هو العكس تماماً،فقد استوعبت إيران الدولة،الصدمة، وملأت الفراغات التی أحدثتها الإغتيالات، بين قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني، وبدأت فی الرد داخل العمق الإسراٸيلي، بالطاٸرات المسيَّرة وطيف واسع من الصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية واستهدفت مقار أمنية وعسكرية وبحثية وتقنية،إسراٸيلية، مما يدل علی تماسك الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدرتها علی التصدي للعدوان الصهيوني ولايزال العرض مستمراً .
ولابد إن إسراٸيل قد علمت الآن بأنها أقصر قامةً من إيران بالرغم من تفوقها الجوي في سماء إيران، وقد جأرت بالشكوی وأعلنت عن حاجتها لإنخراط ماما أمريكا في الحرب بشكل صريح، إذ لا يكفي الإمداد الذي تقدمه أمريكا بالأسلحة المتطورة والذخاٸر الذكية ووساٸل الحرب السيبرانية، بجانب المشاركة في الدفاع الجوي باسقاط المسيرات الإيرانية الذی تقوم به حاملات الطاٸرات الأمريكية، وطاٸرات رافال الفرنسية انطلاقاً من الإمارات، وطاٸرات تايفون البريطانية انطلاقاً من قبرص، وإن افلتت الصواريخ والمسيرات الإيرانية من كل هذا فإن في انتظارها شبكة معقدة من الصواريخ الإعتراضية الإسراٸيلية الأمريكية، مثل حيتس 3 وحيتس 2 ومقلاع داٶود ومنظومة ثاد والقبة الحديدية وغيرها، ومع كل ذلك تصل صواريخ ايران الی قلب إسراٸيل بل كل الأراضي التي تحتلها اسراٸيل، وتوجع وتشعل النيران، وتُبقی الصهاينة في الملاجٸ،وتزيد الجبهة الداخلية الصهيونية هشاشةً، وأمريكا تقدم قدماً وتٶخر أخریٰ ، وعينها علی ماسيجره تدخلها الصريح من ويلات لها أول وليس لها آخر، أقلها إغلاق مضيق هرمز الذی يمر به رُبع التجارة العالمية مثل النفط وغيره. وتغيرت اللغة من تدمير البرنامج النووي الإيراني، إلیٰ اغتيال المرشد علي خامنئي، كهدف من هذه الحرب.
الامبراطور الأثيوبی هيلاسلاسي عندما كان يجلس علی عرش يهوذا وشعاره (الأسد) !! كان شديد الحفاوة بالأُسود، يرعاها بنفسه في قصره الامبراطوری، وقد نُقِل عنه قوله:-
(من السهل أن تُطلِق الأسد من القفص، ولكن من الصعب جداً أن تُعيده إليه). ويبدو إن نتنياهو لم يفهم الدرس لأنه غبی بإمتياز.
اللهم نصرك الذی وعدت
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب