هيثم الخواجة يضيء على الحركة المسرحية الإماراتية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
صدر حديثاً عن الهيئة العربية للمسرح كتاب "المسرح في الإمارات، بين التراث والحداثة" للمسرحي والناقد الدكتور هيثم يحيى الخواجة، والذي يقدم للقارئ فرصة سانحة للاطلاع على الحركة المسرحية الإماراتية من منظور واع ودقيق.
ويطرح المؤلف سؤال، كيف ستكون الكتابة المسرحية الجديدة من حيث المضامين والأشكال؟! موضحاً أن القضايا المستجدة في كل عصر مقلقة، ولا يمكن إغفال المتغيرات التي تطرأ على الإنسان والبيئة، ومبيناً أن استمرار المسرح يكون بالتجدد والتجديد، لأنه يمنحه قوة الحياة، ويمده بالنضارة، ولأن هذا الفن عنصر حضاري، ولابد من الاهتمام به.
ويذكر الخواجة: "أن البعض اهتم بالشكل، واعتبر التجديد في المسرح هو تغيير الأشكال، وآخر اهتم بالمضمون وأهمل الشكل، واعتبر التجديد هو تجديد المضمون، والحقية أن التجديد يجب أن يطال الشكل والمضمون معاً، بما يتلاءم مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية التي شهدها ويشهدها العالمين العربي والغربي، وهذا لا يعني تقييد حرية الكاتب، المهم أن يكون عمله الفني مقنعاً ومؤثراً وناهضاً بالذائقة الجمالية ومدغدغاً للفكر والمشاعر".
ويضيف: "أن المخرج المسرحي الجيد، الذي يواكب حركة الحياة المعاصرة هو الذي يمتلك موهبة متفوقة في فن المسرح، ومعرفة معمقة بالمخترعات الحديثة التي أثرت على سلوك الإنسان وحياته في كافة المجالات".
ويقول: لا بد للنص المسرحي، وللعرض المسرحي أن يتوجه نحو مراعاة رؤية ابن العصر ومستوى ثقافته ومعرفته ورؤيته البصرية والبصيرية، وأن يأخذ كل عنصر من عناصر العرض المسرحي حقه في العرض، من منطلق مرجعية إبداعية معمقة، ومن منطلق التقدم بالمسرح إلى الأمام عبر التجريب لا التخريب.
ويوضح الخواجة: ليس المهم تجاوز الخشبة الإيطالية وكسر الجدار الرابع واستخدام إضاءة فنتازية أو رقمية أو سينوغرافيا مغايرة، المهم أن تقدم ما ينير عقل المتلقي ويقنعه ويشده إلى العمل المسرحي، بمعنى آخر عدم الانجراف نحو الحداثة أو ما بعد الحداثة إلا من خلال وعي المصطلح وتطبيقه بأسلوب علمي وإبداعي، كذلك عدم التخلي عما هو تقليدي، بل السعي إلى جذبه نحو المعاصرة ونحو الجدة والتجديد، لأن المهم هو ما نعرضه على المتلقي، بحيث نحترم فكره وذائقته وما يطلبه من المسرح.
وبالنسبة لمفهوم الكتابة المسرحية الجديدة، يرى: أنها الكتابة التي تحرص على مواكبة العصر، وعلى إقناع المتلقي في آن معاً، سواء أكان ذلك في إبداع نص آسر أم في صناعة الفرجة واستعمال التكنولوجيات في الإبداع المسرحي، مؤكدً أن النص يبقى مكوناً من مكونات العرض الأساسية، التي تنهض بالفرجة المسرحية وتعمق مدلولاتها.
كما يدعو: إلى صناعة فرجة المسرح العربي من منطلق مغاير، دون مغالاة ودون فنتازيا جنونية، ودون تخريب، بل انزياحاً نحو التجريب وتجديد الفن بالاستفادة من التقنيات المسرحية الحديثة دون التخلي عن أهمية الهدف الأعلى وضرورة الحرص على رسالة المسرح.
ويقول: "إنني مع الممارسة المسرحية المتفاعلة مع تحولات صناعة الفرجة المسرحية على المستوى الكوني، ولكنني في الوقت نفسه أدعو إلى فرجة مسرحية عربية لها سماتها وأبعادها وأهدافها، لكي لا يقع بعض المسرحيين في مطب عدم القدرة على الإمساك بناصية هذا الفن وضياع نزوعاتهم الفنية ونرجسياتهم في مهب الريح لعدم إقناع المتلقي العربي بها، لأن بعض النصوص غدت معزولة غير قابلة للعرض، كما خبا ألق بعض العروض، لأن المتلقي وقف ضدها شكلاً ومضموناً".
ويؤكد: "نحن بحاجة إلى نصوص مسرحية خالدة، وبحاجة إلى نقد بناء صادق وحقيقي يواكب حركة وتطور المسرح، وبحاجة إلى دراسات وبحوث معمقة تخدم مسيرة نمو وتطور المسرح".
وفي حديثه عن الاتجاهات الموضوعية والفنية في كتابة النص المسرحي في الإمارات يتوقف الخواجة، عند بعض الكتاب المسرحيين الإماراتيين، مثل سالم الحتاوي، واسماعيل عبد الله الذي يفرد له مساحة كبيرة في الكتاب، ويقول عن نصوصه المسرحية:
"ومن ميزات نصوصه امتلاكه لناصية اللغة وإدارة الحوار بأسلوب ممتع جذاب إضافة إلى قدرته على اقتناص الفكرة وزرقها بخيال مجنح لخلق حياة حقيقية أو شبه حقيقية على الخشبة".
وقد تضمن الكتاب دراسات نقدية عن نصوص مسرحية مهمة، واللافت في الكتاب مزج الكاتب بين الرؤية النقدية والإبداعية، إضافة إلى المصداقية في الطرح، والانطلاق من وعي عميق وفهم واسع للمسرح الإماراتي ودوره في النهضة الثقافية.
وعن توظيف التراث قال: "لقد حرص الكاتب المسرحي الإماراتي على توظيف التراث برؤية معمقة، فالتراث هو حضارة، وهو ثقافة، وهو تاريخ، وهو إنجاز الآباء والأجداد، وهو ضرورة وديناميكية وقوة عندما يوظف في المسرح".
كما يرى "أن توظيف التراث في المسرح الإماراتي ليس من أجل الهروب من الواقع وإنما هو افتخار واعتزاز واهتمام، ولذلك ساهم فرسان المسرح في فتح نوافذ جديدة للتعرف إلى التراث".
يشار إلى أن الخواجة أصدر كتباً كثيرة تستحق التقدير، ومن إصداراته حول "أبو الفنون" على سبيل المثال: "العرض والنص المسرحي في الإمارات – محطات في المسرح العربي – المسرح في الإمارات (بيبلوغرافيا ورأي ) – مسرح أحمد راشد ثاني، وغير ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات فی الإمارات فی المسرح
إقرأ أيضاً:
إعلان أسماء الفائزين بمسابقة « توفيق الحكيم للتأليف المسرحي»
اعتمد المخرج خالد جلال رئيس قطاع المسرح نتائج مسابقة " توفيق الحكيم للتأليف المسرحي "، وذلك بعد تقييم أعضاء لجنة التحكيم للأعمال التي تقدمت للمسابقة، في إطار دور المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الداعم للحركة المسرحية المصرية واكتشاف المواهب المتميزة.
وقال المخرج عادل حسان، مدير عام المركز، إن لجنة تحكيم المسابقة والتي ضمت في عضويتها المخرج القدير سامح مجاهد مدير عام فرقة مسرح الغد التابعة لبيت المسرح، الكاتب د.ياسر علام مدرس الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الناقد د.محمد سمير الخطيب مدرس الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، أقرت في اجتماعها الأخير منح القيمة التشجيعية الأولي بمبلغ مالي 10 آلاف جنيه لنص " ليه نظلم شفيقة " للمؤلف جمال عبد الناصر عوض «أسوان»، والقيمة التشجيعية الثانية بمبلغ مالي ( ثمانية ألاف جنيه ) لنص
" نفر توت " للمؤلف طارق عبد العزيز إبراهيم عمار «الغربية»، وذهبت القيمية التشجيعية الثالثة بمبلغ مالي 6 آلاف جنيه لنص «القفص» للمؤلفة أماني عبد الرحمن حسين «القاهرة».
فضلًا عن نشر النصوص الفائزة ضمن إصدارات المركز، مع ترشيحها للإنتاج في إطار خطة البيت الفني للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، الذي رحب بالمبادرة.
و أضاف حسان أن لجنة التحكيم أوصت في تقريرها بمنح شهادات تقدير للنصوص المسرحية المتميزة ولم تحصل علي أي من القيم المالية التشجيعية المقررة، فضلا عن تنفيذ ورش تدريبية لتطوير الكتابة المسرحية لدي جميع المتقدمين للمسابقة، وتشمل هذه الورشة التدريب علي أصول فنيات الكتابة المسرحية، و أساليب تحليل النص المسرحي، إضافة إلي قابلية النص المكتوب للعرض.
يذكر أن باب التقدم لمسابقة “توفيق الحكيم للتأليف المسرحي” في دورتها الرابعة لعام 2025، تم خلال الفترة من 1 وحتى منتصف مايو الحالي، وتقدم لها ما يزيد عن 70 نصا مسرحيا.
المسابقة تأتي تأكيدًا على حرص المركز على تشجيع الكتاب المسرحيين، وفتح آفاق جديدة لهم.