اعتقال 13 امرأة حاملا في كمبوديا يعيد قضية تأجير الأرحام إلى الواجهة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أعلنت وزارة الداخلية الكمبودية اعتقال 13 امرأة فلبينية حاملا بتهمة العمل كـ"أمهات بديلات" بشكل غير قانوني، مشيرة إلى أن الكشف عنهن تم ضمن حملة ضد تهريب البشر والاستغلال الجنسي، وهي واحدة من أخطر قضايا الاتجار بالبشر التي تلاحقها السلطات الكمبودية منذ سنوات.
وبحسب المصدر ذاته، تمت مداهمة فيلا في مقاطعة كاندال قرب العاصمة بنوم بنه في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، فعُثر على 24 امرأة أجنبية، من بينهن 20 فلبينية و4 فيتناميات.
السلطات الكمبودية أكدت أن 13 من النساء الفلبينيات كن حوامل، وتم توجيه التهم إليهن في المحكمة بموجب قانون مكافحة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، وهو القانون الذي تم تعديله في عام 2016 لحظر تأجير الأرحام التجاري.
تجارة الأرحام في كمبودياوأصبحت تجارة تأجير الأرحام في البلدان النامية -بما في ذلك كمبوديا- مربحة لبعض الأفراد والشركات بسبب التكاليف المنخفضة مقارنة بالدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأستراليا، حيث قد تصل تكلفة تأجير الأرحام إلى حوالي 150 ألف دولار.
وبعد فرض قيود صارمة في دول مثل تايلند والهند ونيبال، تحولت الأنظار إلى كمبوديا كوجهة بديلة للأجانب الباحثين عن نساء لإنجاب أطفالهم.
في يونيو/حزيران 2017، شهدت كمبوديا إحدى أكبر القضايا المتعلقة بتأجير الأرحام، حيث حكمت محكمة على امرأة أسترالية واثنين من شركائها بالسجن لتقديمهم خدمات تأجير الأرحام التجارية. واليوم، تعود هذه التجارة للواجهة مع قضية النساء الفلبينيات الحوامل، مما يثير تساؤلات جديدة حول تنظيم هذه التجارة.
الغموض يكتنف القضية الجديدةرغم توجيه التهم إلى النساء، لا تزال بعض تفاصيل القضية غير واضحة، إذ لم يوضح المسؤولون ما إذا كانت النساء متورطات بشكل مباشر أو ما إذا كن ضحايا لتلك الشبكات الإجرامية.
المسؤولة في وزارة الداخلية تشو بون إنغ، قالت إن الشركة التي جندت النساء كان مقرها في تايلند، وتم توفير الطعام والإقامة لهن في كمبوديا من هناك.
وأضافت أن النساء الفلبينيات السبع والفيتناميات الأربع غير الحوامل سيتم ترحيلهن قريبا، بينما سيتم احتجاز النساء الحوامل الـ13 في مستشفى في بنوم بنه تحت الرعاية الطبية حتى الولادة، وبعد ذلك قد يتم تقديمهن للمحاكمة بتهم قد تؤدي إلى سجنهن لمدة تتراوح بين عامين و5 أعوام.
من جانبها، أصدرت السفارة الفلبينية في كمبوديا بيانا يؤكد معظم التفاصيل المتعلقة بما وصفته بـ"إنقاذ 20 امرأة فلبينية". وقد حرصت السفارة على إجراء مقابلات مع جميع النساء بحضور ممثلين عن السفارة لضمان حقوقهن ومتابعة التحقيقات بشكل دقيق.
من آسيا إلى أميركا الجنوبيةولا تعد مشكلة تأجير الأرحام مقتصرة على آسيا فقط، ففي دول مثل كولومبيا تُعتبر هذه التجارة قانونية ولكن غير منظمة، مما يفتح الباب أمام ممارسات غير قانونية واستغلال النساء الفقيرات.
وفقا لتقارير إعلامية، يمكن العثور على إعلانات لتأجير الأرحام بسهولة عبر الإنترنت، حيث تلجأ العديد من النساء إلى تأجير أرحامهن كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.
فحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قالت الصحفية الكولومبية لوسيا فرانكو التي تجري استقصاءات حول ظاهرة تأجير الأرحام، إنها صُدمت عندما اكتشفت مدى سهولة العثور على عروض وإعلانات لتأجير الرحم، وكذلك أعداد الأشخاص الذين يبحثون عن هذه العروض.
وأضافت "العثور على هذا العدد من الإعلانات المبوبة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك من قبل نساء فقيرات جدا، يؤجرن أرحامهن كونها الطريقة الوحيدة لكسب لقمة العيش، كان صادما للغاية. والأسعار رخيصة جدا".
وفي كولومبيا، يمكن للنساء أن يخترن بين تأجير الرحم دون توريث أي صفات وراثية للجنين، أو أن يتبرعن بالبويضة ويحملن بالجنين من خلال التلقيح الصناعي. ورغم أن القانون ينص على وضع اسم الأم على شهادة الميلاد، تظل هذه القوانين غير كافية لتنظيم هذه التجارة بشكل فعال.
أما تايلند، فشهدت بدورها سلسلة من القضايا قبل إصدار قانون يحظر تأجير الأرحام التجاري، كان أشهرها قضية زوجين من أستراليا تركا توأما مريضا بمتلازمة داون في رعاية أم بديلة تايلندية، بينما اصطحبا التوأم الآخر إلى أستراليا.
وفي قضية أخرى، تمكن رجل ياباني من إنجاب 16 طفلا عبر تأجير أرحام تايلندية، مما أثار جدلا عالميا حول تلك الممارسات.
وكانت تايلند قد أعطت موافقتها المبدئية على مسودة القانون الذي يجرم استئجار الأرحام، ووافق البرلمان في القراءة الأولى على المسودة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يدخل القانون حيّز التنفيذ قبل أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تأجیر الأرحام هذه التجارة فی کمبودیا
إقرأ أيضاً:
فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
فارسين أغابكيان، دبلوماسية فلسطينية وُلدت عام 1958، وشغلت مناصب أكاديمية وسياسية عدة، حتى أصبحت أول امرأة تسمى وزيرة للخارجية والمغتربين في السلطة الوطنية الفلسطينية، في تاريخ البلاد.
عُرفت بشخصيتها القيادية ونفوذها الكبير في المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، فضلا عن تشجيعها للنساء للدفاع عن حقوقهن في وجه الانتهاكات التي يتعرضن لها.
المولد والنشأةوُلدت فارسين أوهانس فارتان أغابكيان عام 1958 في العاصمة الأردنية عمّان، من أسرة مسيحية أرمينية تعود أصولها إلى مدينة القدس المحتلة، واضطرت إلى الهجرة منها بسبب انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين.
الدراسة والتكوين العلميتلقت أغابكيان تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدارس أردنية، وحصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة المطران في العاصمة الأردنية عمّان.
سافرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستها الجامعية، ونالت الماجستير في إدارة التمريض من جامعة بيردو بولاية إنديانا، ثم حصلت على الدكتوراه في الدراسات الإدارية والسياسات التربوية من جامعة بيتسبرغ عام 1988.
بعد أن أنهت دراستها الجامعية، عادت أغابكيان إلى فلسطين، وعملت أستاذة بجامعة القدس، ثم أصبحت عميدة كلية المهن الصحية بين عامي 1995 و1998.
تقلدت بعد ذلك عمادة كلية الدراسات العليا حتى عام 2000، وأثناء عملها في الجامعة أشرفت على تأسيس كليات عدة، وطورت العديد من البرامج التعليمية.
عملت مع السياسي البارز فيصل الحسيني في مؤسسة بيت الشرق، وكذلك في وحدة تطوير الموارد البشرية بالمجلس الصحي الفلسطيني، وأيضا مشروع البناء المؤسسي في مكتب رئيس السلطة الفلسطينية.
وفي عام 2003، ترأست أغابكيان إدارة البحث والتخطيط في مؤسسة التعاون الفلسطينية، ثم شغلت عام 2009 منصب المدير التنفيذي لمشروع "القدس عاصمة الثقافة العربية".
وبين عامي 2016 و2018، شغلت منصب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وأثناء هذه الفترة، أصبحت عضوا في لجنة ترميم كنيسة المهد في بيت لحم، وتولت إدارة العمليات في وحدة دعم المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.
إعلانعملت عام 2021 محاضرة في جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، وكلفت أثناء ذلك بالعمل نائبة لرئيس الجامعة للشؤون الإستراتيجية، وأصبحت عضوا في مجلس أمنائها.
وفي عام 2022، أصبحت عضوا في اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين.
أصبحت أواخر مارس/آذار 2024 وزيرة للدولة لشؤون الخارجية والمغتربين في حكومة محمد مصطفى، ثم أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعيينها عضوا في مجلس إدارة المؤسسة الوطنية لتوثيق تاريخ فلسطين.
وفي 23 يونيو/حزيران من العام نفسه، تقلدت منصب نائب رئيس مجلس الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، وظلت بمنصبها حتى عينها الرئيس عباس العام التالي وزيرة للخارجية والمغتربين، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.
أبدت أغابكيان اهتماما بواقع المسيحيين الأرمن في فلسطين لا سيما في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وألّفت في سبيل ذلك العديد من الدراسات التي تناولت أوضاعهم لاسيما فترة الانتداب البريطاني ونكبة عام 1948، إضافة إلى دور الاحتلال في تهجيرهم.
كما اهتمت أغابكيان بقضايا حقـوق المرأة، وعملت على فضح انتهاكات الاحتلال بحق المرأة الفلسطينية، وهي تعمل على تشجيع النساء الفلسطينيات على الدفاع عن حقوقهن في وجه الانتهاكات التي يتعرضن لها.
المؤلفاتنشرت أغابكيان مؤلفات عدة، من أهمها:
"هجرة المسيحيين من فلسطين". "الإصلاح وحقوق المرأة". "تحديات التخطيط في القدس". "فلسطينية أرمينية… ملح الأرض". "ملحمة البقاء: الفلسطينيون الأرمن والانتداب البريطاني والنكبة".