جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@01:35:31 GMT

ثراء عُمان بأدوار نسائها

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

ثراء عُمان بأدوار نسائها

 

زكريا الحسني

المرأة هي نواة الأمم وثراؤها، ولا تحلو الحياة من غير المرأة.

الإسلام كرَّم المرأة وجعل لها دورا محوريا في تكوين المجتمع، فالمرأة بجانب الرجل في مشروع الحياة والأسرة.

ويكفينا أن نتذكر المرأة المجيدة التي ساهمت في نمو شجرة الإسلام، بأن وقفت إلى جوار النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وقفة مساندة في كل مجال أمكن، حتى جاء في تفسير قوله تعالى: "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى" (الضحى:8)، أي بمال السيدة خديجة رضي الله عنها، ففي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي قال المباركفوري: "قوله تعالى (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) أي بمال خديجة رضي الله عنها على ما قاله المفسرون".

لقد ساندت رسولنا في مشروعه المتمثل بالرسالة الإلهية بالحال والمال، وكانت سنده المتين والناصح الأمين، وكانت من سادة القوم ومن أكبر تجار مكة، تقدم لها كثير من سادة قريش يطلبون الزواج بها إلّا إنها كانت تأبى الزواج، لأنَّ مشيئة الله شاءت أن تكون هذه المرأة العظيمة لسيد الخلق، وكان النبي الكريم قد قال عنها: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدا إذ حرمني أولاد النساء" (رواه أحمد وحسنه الهيثمي في المجمع). وقد أنجبت للنبي صلى الله عليه وسلم بنتًا صارت سيدة نساء أهل الجنة، فقد قال النبي لفاطمة يومًا: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين". (متفق عليه).

لقد أدرك السلطان قابوس- طيب الله ثراه- باستشرافه للمستقبل أن الأمم لا تتحضر إلا بمشاركة حقيقية من جانب المرأة في بناء الحضارة، لهذا قال رحمه الله: "لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العُمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه. ونحن ماضون في هذا النهج، - إن شاء الله - لقناعتنا بأن الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على هذا التحليق". (الخطاب السامي خلال دور الانعقاد السنوي لمجلس عُمان بتاريخ 16 نوفمبر 2009).

وقرر السلطان الراحل تخصيص يوم للمرأة العُمانية بتاريخ السابع عشر من أكتوبر من كل عام احتفالًا بها وتقديرًا لما قدمته وتقدمه وستقدمه من بذل وعطاء في خدمة مجتمعها.

إنَّ ذلك الاهتمام الفريد في جعل المرأة تساهم في منجزات النهضة العُمانية أفرز تواجدها في سائر المهن الإدارية والقيادية والتنفيذية والأجهزة العسكرية والأمنية، فقد تبوأت العديد من المناصب المرموقة، فضلا عن المهن المختلفة من طب وهندسة وجيولوجيا والطقس وتربية وتعليم وصحافة واعلام، وحقول الأدب والشعر والتأليف، وما إلى ذلك من المهن. وبكلمة جامعة: العُمانية اليوم في كل حقل تنموي.  

والملاحظ اليوم أن السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- تؤدي دورًا بارزًا في دعم المرأة العُمانية وتشجيعها ودفعها إلى الإمام في تقديم مساهماتها لدفع عجلة التنمية إلى الأمام، ولا شك فإن لهذا التشجيع والدعم دور بارز في تحفيز العُمانية وجعلها تمارس دورًا حيويًا في تحقيق عُمان لرؤيتها حول مستقبل التنمية كما سجلته رؤية "عُمان 2040".

وما أجمل ما مدح به المفكر علي الهويريني، المرأة عندما قال:

"هي الشمس أصل النور إن هي أشرقت..

‏كأم يوسف جاءت في التأويل.

‏هي الشمس وما البعل إلا صورة من ضيائها..

‏ كما ترى في المرايا نفسها النفس".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعثة الحج العُمانية تُعزّز كفاءة الخدمات الصحية لضيوف الرحمن

 

 

 

مكة المكرمة- سعيد الهنداسي

تواصل بعثة الحج العُمانية جهودها المستمرة على مدار الساعة، في الأراضي المقدسة، بما يضمن توفير كافة الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وفي مقدمتها الخدمات الصحية.

ومنذ وصول البعثة إلى الديار المقدسة برئاسة سعادة أحمد بن صالح بن سفيان الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية رئيس بعثة الحج العُمانية، باشرت البعثة عملها لتقديم خدماتها لجميع حجاج سلطنة عُمان، وتهيأت كل الظروف من أجل أداء شعائرهم بكل يُسرٍ.

وفي مكة المكرمة، تقدِّم العيادة الطبية ببعثة الحج العُمانية، خدماتها بكل كفاءة؛ حيث يقول محمد آل عبدالسلام أحد الكوادر التمريضية العاملين في العيادة الطبية إن الجهود الصحية تبقى ماثلة للعيان منذ وصول الحاج إلى العيادة الطبية المخصصة لحجاج بيت الله الحرام من العُمانيين؛ حيث يتم استقبالهم وتقديم كل الخدمات الصحية لهم، مع توفير كل الأدوية وجميع المستلزمات الطبيبة الخاصة بجميع الحالات المرضية مع تقديم التعليمات حول كيفية المحافظة على سلامتهم وصحتهم.

وعن الخدمات الصحية الخاصة بالنساء، يضيف آل عبدالسلام أنه جرى تجهيز عيادة مخصصة للنساء يقوم على رعايتهم كادر نسائي عُماني مُتخصِّص في مختلف الحالات المرضية، وذلك على مدار الساعة، لعلاج المرضى من النساء في أجواء من الخصوصية التامة. وبيّن أن العيادة توفر مختلف أنواع الأدوية في الصيدلية التابعة، لعلاج الحالات المرضية المختلفة.

وعن باقي أقسام العيادة الطبية، يوضح آل عبدالسلام أن العيادة الطبية لبعثة الحج العُمانية تضم العديد من الأقسام المتعددة، تعمل على تقديم خدماتها الصحية؛ مثل قسم الاستقبال والتسجيل الذي يتولى استقبال المراجعين من الحجاج العُمانيين وتسجيلهم لتقديم الخدمات الصحية. وأضاف أن هناك وحدة العزل وقسم الإنعاش، مع تجهيز غُرف ملاحظة مُخصَّصة للرجال وأخرى للنساء، من خلال فريق طبي عُماني كُفء مكوَّن من 19 طبيبًا وطبيبة، و19ممرضًا وممرضة، جرى اختيارهم من مختلف المواقع الصحية في السلطنة.

وحول الحالات المرضية التي قد يتعرض لها الحجاج خلال هذه الفترة، يشير الممرض محمد آل عبدالسلام إلى أن أغلب الحالات المرضية تتمثل في حالات الزكام والكحة والإصابة بالتهابات اللوزتين والحلق، وهذا نتيجة لطبيعة موسم الحج؛ حيث الاختلاط المباشر بين الحجاج من مختلف دول العالم.

ويُقدِّم الممرض محمد آل عبدالسلام نصيحة صحية للحجاج العُمانيين وأصحاب حملات الحج القادمين لأداء مناسك الحج هذا العام، قائلًا: "أنصحهم بتجنُّب الازدحام خلال هذه الفترة قدر الإمكان، مع ضرورة ارتداء كمامات الوجه لتفادي انتقال العدوى من شخص آخر، مع ضرورة غسل اليدين بشكل مستمر بسبب استخدام العديد من الأدوات مثل دورات المياه ومقابض الأبواب وغيرها، أو بسبب العطس الذي قد تنتقل الفيروسات والبكتيريا من خلاله، مع الإكثار من شرب المياه، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وفي حالة تعرضهم لأي وعكة صحية، يتعين عليهم ضرورة التوجه لأقرب مؤسسة صحية لتلقي العلاج.

وذكر آل عبدالسلام أنه جرى تفعيل "نظام شفاء" الذي من خلاله يتم التعرف على مختلف الحالات المرضية والحصول على أرقام وإحصائيات دقيقة، بما يضمن تقديم خدمات طبية على أعلى مستوى، إلى جانب متابعة حالة الحاج الصحية منذ وصوله الأراضي المقدسة وطوال فترة تواجده وبعد عودته إلى أرض الوطن عقب موسم الحج.

مقالات مشابهة

  • الشراكة العُمانية - السعودية بوابة لنهضة خليجية مُستدامة
  • بعثة الحج العُمانية تُعزّز كفاءة الخدمات الصحية لضيوف الرحمن
  • اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • الحديدة .. وقفتان نسائيتان في بيت الفقيه والمراوعة نصرة لغزة 
  • هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعي
  • وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
  • حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات
  • العلاقات العُمانية الإيرانية نحو مزيد من الشراكة