جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@17:41:49 GMT

"الفلك دوَّار".. وكما تُدين تُدان!

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

'الفلك دوَّار'.. وكما تُدين تُدان!

 

لينا الموسوي

إنها أحاديث وأمثلة نسمعها دائماً تتداول بين الناس في مجتمعاتنا العربية، ويقال إنه حديث نبوي شريف، قد يكون ضعيفًا وبلا سند، لكن محتواه عميق ودقيق؛ حيث إن الحياة على مختلف أزمنتها وعصورها هي الحياة والإنسان وما يتميز بصفات خير أو شر هو الإنسان، منذ أن خُلق، وحتى الآن، وأن أسباب الصراعات البشرية على السلطة والقوة والمال عبر الأزمنة وفي مختلف العصور هي ذات الصراعات لم تتغير إلّا في الأدوات والفكر والأسلوب والاتجاهات.

لذلك نجد في كتاب الله الكريم آيات متكررة فيها عبر وقصص عن حياة شعوب وأقوام في مختلف العصور والأزمان. ولو تفكرنا في تلك القصص لوجدنا بأن ما يحدث اليوم قد حدث في الأمس وأن ظلم وعدل الإنسان لأخية هو واحد، في مختلف العصور وعلى مختلف المستويات سواء في المجتمعات أو على مستوى الدول والحكومات.

أحببتُ أن أتحدث في هذه الكلمات وبعد صمت طويل ومشاعر ألم وحزن لم أستطع أن امتنع عنها، لما يحدث اليوم في عالمنا العربي من دمار متكامل على مختلف مستوياته الفكرية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية، علمًا بأنني بعيدة كل البعد عن السياسة، وأني أعيش في الغرب منذ زمن طويل، لكنني من جيل قد نشأ وتربّى وترعرع على كلمات تدعو إلى الوحدة العربية لكل ما تحمله من مبادئ ودين ولغة وخيرات وحضارات ونسيج اجتماعي مترابط، فأخذ يتناثر وتتساقط أوراقه واحدة تلوا الأخرى وتعصف أجواؤه برياح تسحب كل ما فيها من أخضر ويابس.

كل ذلك نتيجة للانشغال بالحروب والجوع والتهجير والنعرات الدينية والعرقية التي دخلت في قلوب ونفسيات تلك المجتمعات، متناسين أن ما يجمعهم عمومًا هو دين واحد ولغة وعادات وتقاليد واحدة، مجتمع عربي يمتلك المال والخيرات والأراضي والمزروعات والفكر والعلم والعمل والقدرات تحوَّل إلى مجتمع ظاهري استهلاكي غير مبالٍ بما يحدث من حوله، متحمل كل الألم والآهات وأقوى اللكمات.

الحروب المتكررة في مختلف دولنا العربية والتي تسببت في هجرة مئات الآلاف من البشر، على مختلف مستوياتهم الاجتماعية، تاركين خلفهم حضارة ولغة ودينًا وعزًا واسمًا وجاهًا، باحثين عن الراحة والأمان والاستقرار، مُتنقلين بين الجبال وعبر البحار، متعرضين الى الخوف والظلم والجوع والفساد، وأقاويل الفكر السطحي والصراعات، منشغلين بالقيل والقال والكلام الجارح واللامبالاة، وعدم إدراك حقيقة المثل الذي يقول إن "الفلك دوار يدور باتجاهك فينفعك، وآخر ضدك ضار ولو طال الزمان فيضرك"، أو "كما تدين تدان، فلا يدوم مال ولا منصب ولاجاه وما هو دائم إلّا وجه الله".

لذلك- أحبتي- يجب علينا أن نتفكر وندرك أننا شعوب أمة واحدة مهما اختلفت الآراء والأفكار والطوائف والأديان، فنفهم حقائق الأمور، ونبتعد عن الأقاويل والقيل والقال، وندرك حقيقة أن ما يجمعنا كشعوب عربية داخل أو خارج الأوطان أعمق وأكبر مما هو ظاهر للعيان، إنها ليست شعارات ولكنها حقيقة تُقال.

نحن شعوب لدول مختلفة الحضارات متنوعة في الكرم والخيرات، تتميز بالرحمة وتحمل النكبات على رغم كل الكدمات وتهجير الأسر وتشرد الشباب في مختلف الدويلات.. شعوب يظللها دين واحد يدعو الى مؤازرة كل مُتضرر في كل مكان وزمان، وما علينا سوى أن نستذكر دوما أننا أهل الخيرات فنتسلح بالوحدة والتعاون المؤازرة، وألا ننسى أننا مثلما نُدين نُدان!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نعمل على توسيع القاعدة الضريبية.. ولا أعباء ضريبية جديدة على المستثمرين

أجرى أحمد كجوك وزير المالية، حوارًا مفتوحًا مع ممثلي مجتمع الأعمال فى ختام جولته الميدانية بالإسكندرية؛ تنفيذًا لالتزامه بالانفتاح على شركاء الحاضر والمستقبل من الممولين، والاستماع إلى مقترحاتهم، والعمل على تطوير الخدمات الضريبية والجمركية، وتحقيق التوازن للسياسات المالية من أجل الحفاظ على الانضباط والاستقرار المالي، ودعم الأنشطة الاقتصادية أيضًا ببرامج ومبادرات أكثر كفاءة وفعالية وتأثيرًا فى تعزيز النمو المستدام.

وجَّه كجوك، عدة رسائل إيجابية مطمئنة ومحفزة لمجتمع الأعمال، فى اللقاء الذى نظمه اتحاد الغرف التجارية برئاسة أحمد الوكيل، قائلًا: «نعمل على توسيع القاعدة الضريبية، ولا أعباء ضريبية جديدة على المستثمرين.. شكرًا على ثقتكم ودعمكم الملحوظ لمسار الشراكة مع مصلحة الضرائب».

أكد الوزير، أن النتائج الأولية للحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تعكس تجاوب قوى لمجتمع الأعمال مع مبادرتنا، موضحًا أننا ملتزمون بمساندة المجتمع الضريبي وإيجاد شراكة تضمن  تحقيق أكبر قدر من المنافسة والنمو والربحية.

قال كجوك، إن العام المقبل سيشهد حزمة جديدة من الإجراءات التنفيذية الداعمة لهذا المسار الضريبي المحفز، لافتًا إلى أن الإيرادات الضريبية زادت خلال العشرة أشهر الماضية بنسبة ٣٨٪ دون فرض أعباء إضافية.

أكد أن القطاع الخاص يقود النشاط الاقتصادي، ومعًا، سيكون اقتصادنا أكثر قوة وقدرة على الإنتاج والتصدير، والكل سيستفيد، موضحًا أننا سنظل داعمين للنشاط الاقتصادي، بحلول مبتكرة وسهلة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

أضاف أن هناك موازنة طموحة جدًا خلال العام المقبل لمساندة الأنشطة الاقتصادية والتنمية البشرية والحماية الاجتماعية، مشيرًا إلى مضاعفة مخصصات مساندة القطاعات الإنتاجية والصناعية والتصديرية فى موازنة العام المالى المقبل.

أوضح كجوك، أنه سيتم إعلان برنامج جديد للمساندة التصديرية بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية خلال الأسبوع المقبل، لافتًا إلى أنه يتم توجيه أى إيرادات استثنائية لخفض معدلات الدين، ونستهدف مبادلة وتحويل بعض المديونيات إلى استثمارات، وقد نجحنا فى خفض حجم الدين الخارجى لأجهزة الموازنة بثلاثة مليارات دولار خلال العام الماضي، وأننا مستمرون فى نفس النهج.

أشار إلى أننا نستهدف تحقيق أعلى فائض أولى بنسبة ٣،٥٪ من الناتج المحلي خلال العام المالي الحالى، مؤكدًا أننا نعمل مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية على برنامج طموح وعملى لخفض الأعباء غير الضريبية وتوحيد جهات التحصيل.

قال الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، إن مصر تمضي فى مسار إصلاحي متكامل لتمكين القطاع الخاص، وتأتى جهود وزارة المالية معززة وداعمة لهذا المسار بالعمل على انتهاج سياسات أكثر تحفيزًا للنشاط الاقتصادي، وتشجيعًا للاستثمار فى إطار حقيقي من الشراكة بين مجتمع الأعمال والمصالح الإيرادية، لصالح الاقتصاد المصرى.

أكد أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تعد «نقطة انطلاق» فى مسار الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، موضحًا أننا متفائلون بالنهج الجديد الذى انتهجه أحمد كجوك وزير المالية، لبدء صفحة جديدة بين المصالح الإيرادية ومجتمع الأعمال ترتكز على الثقة والشراكة القائمة على قناعة كاملة بأن مساندة الممولين تساعدهم على توسيع أنشطتهم ومن ثم تحقيق العوائد الاقتصادية للدولة.

حضر اللقاء شريف الكيلانى نائب الوزير للسياسات الضريبية، ورشا عبدالعال رئيس مصلحة الضرائب، وأحمد أموى رئيس مصلحة الجمارك.

مقالات مشابهة

  • مركز الفلك: عاصفة مغناطيسية وألسنة لهب شمسية اليوم -صورة
  • الرئيس الإماراتي واللبناني يؤكدان ضرورة الدفع تجاه مسار السلام لمصلحة جميع شعوب المنطقة وتنمية دولها
  • ماهر فرغلي: ثورة 30 يونيو أنقذت أغلب شعوب المنطقة
  • إسماعيل كمال: أسوان بلا إدمان مبادرة مجتمعية للقضاء على تجار المخدرات
  • في وصف لها.. خيري رمضان: منظمة بريطانية حولت الشرع من إرهابي لـ رئيس
  • الأسطورة هوليفيلد.. لياقة بدنية رهيبة في الـ62 من العمر
  • هل تجزئ الأضحية عن العقيقة إذا تصادفا في موعد واحد؟ .. لماذا اختلف الفقهاء
  • وزير المالية: ٣٨٪ زيادة في الإيرادات الضريبية خلال الـ10 أشهر الماضية
  • نعمل على توسيع القاعدة الضريبية.. ولا أعباء ضريبية جديدة على المستثمرين
  • بايدن يتحدث لأول مرة علنا بعد إصابته بالسرطان: سأتمكن من هزيمته