جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@20:36:02 GMT

المقاومة.. فكرة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

المقاومة.. فكرة

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

رحل السنوار رحيلًا فريدًا، لم يكن نائمًا في فراشه ولا مقيمًا لاجتماع في الأنفاق أو في إحدى الدول لنُصرة المُقاومة؛ بل مات مقاتلًا مشتبكًا بلباس الحرب وعدته البسيطة، عاش فلسطينيًا بسيطًا يؤمن بفكرة استحقاقه لحقه المسلوب، وقد كلّفه إيمانه بذلك رحلة شاقّة في السجون الإسرائيلية، وانتهى به الأمر إلى قائد يسعى العدو لاغتياله ثم مقاتل عنيد، لا أعتقد أنَّ هناك قارئًا لقصائد محمود درويش مرَّ عليه مشهد اغتيال السنوار دون أن يتذكر هذا المقطع من قصيدة "مديح الظلّ العالي".

سقطتْ ذراعك فالتقطها

واضرب عدوك لا مفر

وسقطتُ قربك فالتقطني

واضرب عدوك بي .. فأنت الآن

حرّ

حرّ

وحرّ

لا يعلم الإعلام الإسرائيلي الغبي أنَّه من خلال بثِّه لمشهد استشهاد السنوار أنه يبث الفكرة ذاتها التي يُحارب من أجلها السنوار، فكرة الاستمرار في المقاومة، فكرة اختزلت في مشهد بسيط ضرورة استمرار الفكرة، فكرة "فسقطتُ قربك فالتقطني واضرب بي عدوي.. فأنت الآن حرّ".

لا أستطيع القول بأن أكتوبر الثائر على النظم الغربية الظالمة والمستبدة للدول والشعوب عاد مجددا ليعيد إلى ذاكرة العالم أحداث السابع من أكتوبر؛ فالعالم ما زال يشهد تلك الأحداث التي رسمت بوضوح تام وجه الغرب القبيح؛ بل وجردته من كامل ما يرتدي؛ ليقف عاريًا من الإنسانية والحقوق والديمقراطية، وبرزت عيناه في أعلى وجهه القذر لتظهر نظرته المُستصْغِرة للدول والشعوب، من خلال ارتفاع مؤشر الجشع والاستعماء والاستحمار الغربي للدول في الشرق الأوسط، من خلال التعامل مع الأحداث؛ لتسدل الستار عن الحامر والمستحمر؛ فالشواهد في غزة وجنوب لبنان قد اختبرت الموقف كاملًا وأظهرت نتيجة التجربة للقول والفعل تمامًا كما قال محمود درويش في القصيدة ذاتها.

سقط القناع

عربٌ أطاعوا رومهم

عربٌ وباعوا روحهم

عربٌ وضاعوا

سقط القناع

لا شك أن الطريق إلى القدس مليء بالعثرات، أولها عثرات المنطقة، عثرات يعلمها جيدًا أولئك الذين يؤمنون بأن الطريق إلى القدس ما هو إلاّ جسر من أرواح الشهداء يمتدّ النصر عبره للوصول بالزمن إلى ساعة التحرير؛ لهذا قاد السنوار معركته سنة كاملة متخذًا لنفسه فيها أول خطوط النار، لم يختبئ في الملاجئ ولم يدير المعركة من غرف التكييف كما يفعل خصمه، وهذا ما أوصله لركب قوافل الشهداء على جسر التحرير.

إنّ هدف المحتل في ملاحقة القادة واغتيالهم لم يكن وليد الأحداث الجديدة؛ بل هو منذ زمن بعيد، لأنهم يظنون أن قتلهم للقادة يكسر شوكة المقاومة ويُشتت صفوفها وتتخلى عن أهدافها؛ لكن تاريخ المقاومة بدأ بفكرة صدق فيها القول مع العمل، فكرة تُعلِّم النشء معنى الموت في سبيل الكرامة، فكرة خُلِقَت مع كلّ مولود ليكون قائدًا؛ ليجد نفسه في يومٍ ما الشيخ أحمد ياسين أو عبدالعزيز الرنتيسي أو إسماعيل هنية أو يحيى السنوار.

وأتذكر هنا مقطع من القصيدة ذاتها:

سقط السقوط وأنت تعلو

فكرةً

ويدًا

و..شامًا

يبدو أن المُحتَل لم يسأل نفسه يومًا عن عُمر المقاومة الذي هو بعمر دولتهم المزعومة، ولم يسأل نفسه لماذا لم تمُت المقاومة بموت القادة؟ هل عندما اُغتِيل الشيخ أحمد ياسين أو عبد العزيز الرنتيسي والقادة تباعًا وصولًا لإسماعيل هنية ماتت المقاومة؟ هل كُنا نحن أو المحتل نعلم أنّ السنوار سيأتي ويقود طوفان الأقصى حين اغتيل الشيخ أحمد ياسين؟!

إنّ هذا المحتل بالفعل غبيٌّ ولعين، والأغبى منه من يُعينه للمكوث طويلًا في المستنقع أمام المقاومة وفي الوحل بعد الطوفان.

لم يُحقق المجرم المهزوم نتنياهو إلى الآن أيَّ نصر يُذكر، سوى إمطار القوة- التي يمده بها الغرب- على رؤس الأبرياء، وهدم المساكن والبنى التحتية والمزيد من الدمار. وفشل حتى في استرداد الأسرى، ووصل به الأمر من الإجرام إلى قصف خيام النازحين في رفع ودير البلح وغيرها من المخيمات، ماضيًا في إبادته دون نهاية.

 

إنَّ ما يحدث الآن في شمال إسرائيل جراء الأحداث الأخيرة للتصعيد على لبنان والهزائم التي لحقت بالعمليات البرية في لبنان، وما حدث للصهاينة من قصف ونزوح يعود بالزمن إلى ساعة الاحتلال عام 1948 وإلى أحداث 2006 في لبنان، جميعها مؤشرات على أن المقاومة- سواء كانت في غزة أو لبنان- تعمل كمنظومة واحدة لا تخطئ الأهداف، لديها من الشجاعة وحبّ الفداء، ما يجعلها تقود المعركة للوصول لنهاية تستحق التضحيات؛ فما أجمل الدوائر حين تدور، وما أجمل الأحداث حين تُنصفنا، كل ما يحدث حاليًا في شمال إسرائيل خاصة في حيفا من قصف وتهجير للصهاينة يُخبر سعيد (س) -الشخصية السلبية والمتخاذلة والتي كانت بين أفواج النازحين عام 1948 في رواية غسّان كنفاني "عائد إلى حيفا"- بأن العودة باتت قريبة على يد ابنه خالد؛ بفضل استمرار الفكرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لا تضيعوا وقتكم بتصريحات براك.. عون ينفي التزامه بورقة مع حزب الله قبل انتخابه: فلينشروها الآن

وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس اللبناني أن هذه التصريحات مرفوضة من كافة اللبنانيين، قائلا: "لا تضيعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين".

تناول الرئيس اللبناني جوزاف عون جملة ملفات سياسية وأمنية وإعلامية داخلية وإقليمية، خلال استقباله وفدا من جمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، حيث عرض رؤيته لعدد من القضايا المطروحة في المرحلة الراهنة، في ظل التطورات الأمنية والسياسية التي يشهدها لبنان والمنطقة.

لبنان لا يحتمل حربا جديدة

أكد الرئيس عون أنه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها إلى طريق مسدود، يتم بعد ذلك الإتجاه إلى خيار التفاوض، متسائلا: "هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا أمام عدو يحتل أرضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه أسرى من أبنائنا؟".

وأوضح أن لبنان كان منذ نحو سنة يتحدث عن هذا الخيار، كاشفا أنه وصله خبر يوم السبت من الأميركيين قبل مجيء البابا ليو الرابع عش يوم الأحد إلى بيروت، يفيد بأنهم توصلوا إلى خرق مع الإسرائيليين الذين وافقوا على وجود مدني في الناقورة ضمن لجنة الميكانيزم فهل نرفض الفكرة؟.

وأشار إلى أنه اختار السفير السابق سيمون كرم لهذه المهمة كونه كان سفيرا سابقا في الولايات المتحدة الأميركية وشارك في المفاوضات السابقة في مدريد، لافتا إلى أنه استدعاه يوم الثلاثاء بعد مغادرة البابا، وبعد التشاور مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، موضحا أن الجو الأوروبي والأميركي كان إيجابيا لمجرد حضوره اجتماعات لجنة الميكانيزم.

الصورة التي نشرها مكتب الرئاسة اللبنانية خلال استقبال الرئيس جوزاف عون وفداً من جمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، بعبدا، 12 ديسمبر 2025. AP Photo "تصريحات توم براك مرفوضة"

وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس اللبناني أن هذه التصريحات مرفوضة من كافة اللبنانيين، قائلا: "لا تضيعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين".

Related لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟جوزاف عون وأحمد الشرع على طاولة واحدة في القاهرة فهل تجبّ القمة ما قبلها؟سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟ ترسيم الحدود مع قبرص: تثبيت قواعد سابقة

وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار عون إلى أنه منذ العام 1943 لم ترسم الحكومات المتتالية الحدود مع أحد، موضحا أنه في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قواعد الترسيم.

وأكد أن ما قامت به الرئاسة هو تثبيت هذه القواعد، مع تعديل الخط من الرقم 1 إلى الرقم 23، لافتا إلى أنه تم استشارة هيئة التشريع والقضايا في ما إذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب إلى المجلس النيابي، فجاء الجواب بالنفي، وأنه يكفي أن يكلف مجلس الوزراء أحد الوزراء بالتوقيع.

ونفى الاتهامات التي تحدثت عن التخلي عن نحو خمسة آلاف كيلومتر مربع، مشددا على أن الترسيم اعتمد مبدأ الخط الوسط المعتمد في قوانين الترسيم البحري الدولية.

دور الإعلام: حرية مسؤولة لا فوضى

من جهة أخرى، شدد عون على أن دور الإعلاميين أساسي، وهو قائم على التصرف بحرية مسؤولة، معتبرا أن الحرية المطلقة باتت توازي الفوضى، وتحت شعارها بات البعض يعتبر نفسه محصنا وله الحق في إتهام الآخر من دون إثبات وعبر التعرض للكرامات الشخصية.

وأكد أن حدود حرية كل أحد تتوقف عند حدود حرية الآخر، مشددا على أن دور الإعلام الحقيقي هو تكوين وتصويب وتصحيح الرأي العام، لافتا إلى أنه منذ توليه قيادة الجيش وحتى اليوم لم يرفع دعوى بحق أي صحافي، لأنه منسجم مع نفسه ومرتاح مع ضميره.

علاقات خارجية وملفات عالقة

وفي ما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية مع ليبيا، أشار عون إلى وجوب حل قضية إختفاء الإمام موسى الصدر، معتبرا أن هذا الملف حق، ومن حق اللبنانيين معرفة مصيره ومصير رفاقه.

وعن العلاقات مع سوريا، أوضح أن العلاقات بطيئة لكنها تتطور إلى الأفضل، معربا عن الأمل بكل الخير، لافتا إلى أن مطلب لبنان هو تفعيل الإتفاقية القضائية بين البلدين، ولا سيما في ما يتعلق بالموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.

وكشف كذلك أن فرنسا أعطت لبنان خرائط حول الحدود مع سوريا، مؤكدا جاهزية اللجنة اللبنانية لترسيم الحدود عندما يقرر الجانب السوري ذلك، مشيرا إلى إمكانية إنشاء لجنة للترسيم البحري وأخرى للترسيم البري، على أن تترك مزارع شبعا للمرحلة الأخيرة.

دعم الجيش اللبناني: أولوية ثابتة

وعن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، أوضح عون أن هناك عدة برامج مساعدة، وكل منها يغطي أمرا خاصا، لافتا إلى أنه للمرة الأولى يذكر في قرار رسمي وجوب مساعدة الجيش اللبناني، معتبرا ذلك أمرا إيجابيا وأساسيا.

وأشار إلى وجود أصوات كثيرة ومؤثرة داخل الإدارة الأميركية تدعو إلى مساعدة الجيش، مقابل بعض الأصوات اللبنانية في الولايات المتحدة التي تحرض على عدم تقديم الدعم وتشوش على ما يقوم به الجيش، رغم أن مهمته لا تقتصر على تطبيق حصرية السلاح، بل تشمل مكافحة المخدرات ومحاربة الإرهاب وضبط الحدود وتأمين الأمن الداخلي.

ولفت إلى أن الجيش اللبناني قام خلال زيارة قداسة البابا بتأمين الأمن على الأرض عبر خمسة وعشرين ألف عسكري، مؤكدا أنه لا يوجد امتعاض أميركي من أداء الجيش الذي يقوم بواجباته وبكافة الخطوات المطلوبة منه.

حصرية السلاح: قرار متخذ والتنفيذ مستمر

وردا على سؤال حول ما إذا كان الجيش سيواصل حصرية السلاح شمال الليطاني، أوضح الرئيس عون أن الحكومة وهو شخصيا أول من تحدث عن حصرية السلاح، وتم إتخاذ القرار بذلك، وأن التنفيذ يخضع تقنيا للجيش اللبناني.

وأشار إلى أن التنفيذ بدأ منذ سنة، وأن ما أنجز حتى الآن لم يكن بالسهولة التي يتوقعها البعض، وقد دفع الجيش شهداء من خيرة عناصره وأخصائييه في سبيل ذلك، نظرا لصعوبة التعاطي مع ذخائر لا يعرف أصلها ولا كيفية تخزينها ولا أماكن وجودها، والتي باتت تشكل خطرا كبيرا.

وأكد أن الجيش اللبناني لا يركز عمله على الجنوب فقط، بل هو منتشر في كل لبنان ويقوم بمهامه كاملة، مشددا على أن القرار إتخذ وهو يطبق وسيستكمل.

الانتخابات النيابية: إصرار على الموعد

أكد رئيس الجمهورية إصراره على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، موضحا أنه لا يعود له كرئيس للجمهورية تحديد القانون الذي ستجري على أساسه، معتبرا أن هذا الدور يعود إلى مجلس النواب، ومشيرا إلى أن الحكومة أرسلت مشروع قانون إلى المجلس النيابي في هذا الخصوص.

حزب الله: لا التزام ولا ورقة موقعة

وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب الله أنه أعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة انتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه إلى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية أشارت إلى أن هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: "فلينشروها الآن ... إذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزمت بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • لا تضيعوا وقتكم بتصريحات براك.. عون ينفي التزامه بورقة مع حزب الله قبل انتخابه: فلينشروها الآن
  • الزمالك يحسم موقف ثلاثي الفريق قبل مباراة حرس الحدود
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
  • للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون! 
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للحلفاء: «تخبزوا بالافراح»
  • يديعوت تكشف تفاصيل خطة لاجتياح غزة بريا قبل “طوفان الأقصى”