جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-12@10:35:35 GMT

المقاومة.. فكرة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

المقاومة.. فكرة

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

رحل السنوار رحيلًا فريدًا، لم يكن نائمًا في فراشه ولا مقيمًا لاجتماع في الأنفاق أو في إحدى الدول لنُصرة المُقاومة؛ بل مات مقاتلًا مشتبكًا بلباس الحرب وعدته البسيطة، عاش فلسطينيًا بسيطًا يؤمن بفكرة استحقاقه لحقه المسلوب، وقد كلّفه إيمانه بذلك رحلة شاقّة في السجون الإسرائيلية، وانتهى به الأمر إلى قائد يسعى العدو لاغتياله ثم مقاتل عنيد، لا أعتقد أنَّ هناك قارئًا لقصائد محمود درويش مرَّ عليه مشهد اغتيال السنوار دون أن يتذكر هذا المقطع من قصيدة "مديح الظلّ العالي".

سقطتْ ذراعك فالتقطها

واضرب عدوك لا مفر

وسقطتُ قربك فالتقطني

واضرب عدوك بي .. فأنت الآن

حرّ

حرّ

وحرّ

لا يعلم الإعلام الإسرائيلي الغبي أنَّه من خلال بثِّه لمشهد استشهاد السنوار أنه يبث الفكرة ذاتها التي يُحارب من أجلها السنوار، فكرة الاستمرار في المقاومة، فكرة اختزلت في مشهد بسيط ضرورة استمرار الفكرة، فكرة "فسقطتُ قربك فالتقطني واضرب بي عدوي.. فأنت الآن حرّ".

لا أستطيع القول بأن أكتوبر الثائر على النظم الغربية الظالمة والمستبدة للدول والشعوب عاد مجددا ليعيد إلى ذاكرة العالم أحداث السابع من أكتوبر؛ فالعالم ما زال يشهد تلك الأحداث التي رسمت بوضوح تام وجه الغرب القبيح؛ بل وجردته من كامل ما يرتدي؛ ليقف عاريًا من الإنسانية والحقوق والديمقراطية، وبرزت عيناه في أعلى وجهه القذر لتظهر نظرته المُستصْغِرة للدول والشعوب، من خلال ارتفاع مؤشر الجشع والاستعماء والاستحمار الغربي للدول في الشرق الأوسط، من خلال التعامل مع الأحداث؛ لتسدل الستار عن الحامر والمستحمر؛ فالشواهد في غزة وجنوب لبنان قد اختبرت الموقف كاملًا وأظهرت نتيجة التجربة للقول والفعل تمامًا كما قال محمود درويش في القصيدة ذاتها.

سقط القناع

عربٌ أطاعوا رومهم

عربٌ وباعوا روحهم

عربٌ وضاعوا

سقط القناع

لا شك أن الطريق إلى القدس مليء بالعثرات، أولها عثرات المنطقة، عثرات يعلمها جيدًا أولئك الذين يؤمنون بأن الطريق إلى القدس ما هو إلاّ جسر من أرواح الشهداء يمتدّ النصر عبره للوصول بالزمن إلى ساعة التحرير؛ لهذا قاد السنوار معركته سنة كاملة متخذًا لنفسه فيها أول خطوط النار، لم يختبئ في الملاجئ ولم يدير المعركة من غرف التكييف كما يفعل خصمه، وهذا ما أوصله لركب قوافل الشهداء على جسر التحرير.

إنّ هدف المحتل في ملاحقة القادة واغتيالهم لم يكن وليد الأحداث الجديدة؛ بل هو منذ زمن بعيد، لأنهم يظنون أن قتلهم للقادة يكسر شوكة المقاومة ويُشتت صفوفها وتتخلى عن أهدافها؛ لكن تاريخ المقاومة بدأ بفكرة صدق فيها القول مع العمل، فكرة تُعلِّم النشء معنى الموت في سبيل الكرامة، فكرة خُلِقَت مع كلّ مولود ليكون قائدًا؛ ليجد نفسه في يومٍ ما الشيخ أحمد ياسين أو عبدالعزيز الرنتيسي أو إسماعيل هنية أو يحيى السنوار.

وأتذكر هنا مقطع من القصيدة ذاتها:

سقط السقوط وأنت تعلو

فكرةً

ويدًا

و..شامًا

يبدو أن المُحتَل لم يسأل نفسه يومًا عن عُمر المقاومة الذي هو بعمر دولتهم المزعومة، ولم يسأل نفسه لماذا لم تمُت المقاومة بموت القادة؟ هل عندما اُغتِيل الشيخ أحمد ياسين أو عبد العزيز الرنتيسي والقادة تباعًا وصولًا لإسماعيل هنية ماتت المقاومة؟ هل كُنا نحن أو المحتل نعلم أنّ السنوار سيأتي ويقود طوفان الأقصى حين اغتيل الشيخ أحمد ياسين؟!

إنّ هذا المحتل بالفعل غبيٌّ ولعين، والأغبى منه من يُعينه للمكوث طويلًا في المستنقع أمام المقاومة وفي الوحل بعد الطوفان.

لم يُحقق المجرم المهزوم نتنياهو إلى الآن أيَّ نصر يُذكر، سوى إمطار القوة- التي يمده بها الغرب- على رؤس الأبرياء، وهدم المساكن والبنى التحتية والمزيد من الدمار. وفشل حتى في استرداد الأسرى، ووصل به الأمر من الإجرام إلى قصف خيام النازحين في رفع ودير البلح وغيرها من المخيمات، ماضيًا في إبادته دون نهاية.

 

إنَّ ما يحدث الآن في شمال إسرائيل جراء الأحداث الأخيرة للتصعيد على لبنان والهزائم التي لحقت بالعمليات البرية في لبنان، وما حدث للصهاينة من قصف ونزوح يعود بالزمن إلى ساعة الاحتلال عام 1948 وإلى أحداث 2006 في لبنان، جميعها مؤشرات على أن المقاومة- سواء كانت في غزة أو لبنان- تعمل كمنظومة واحدة لا تخطئ الأهداف، لديها من الشجاعة وحبّ الفداء، ما يجعلها تقود المعركة للوصول لنهاية تستحق التضحيات؛ فما أجمل الدوائر حين تدور، وما أجمل الأحداث حين تُنصفنا، كل ما يحدث حاليًا في شمال إسرائيل خاصة في حيفا من قصف وتهجير للصهاينة يُخبر سعيد (س) -الشخصية السلبية والمتخاذلة والتي كانت بين أفواج النازحين عام 1948 في رواية غسّان كنفاني "عائد إلى حيفا"- بأن العودة باتت قريبة على يد ابنه خالد؛ بفضل استمرار الفكرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سهير شلبي: ما زلت أتلقى عروضًا بالزواج.. ولكن مفيش راجل ملى عيني بعد أحمد سمير

أكدت الإعلامية القديرة سهير شلبي أنها مازالت حتى الآن تتلقى عروضا للزواج، إلا أنها ترفض هذا الأمر بشكل قاطع.

وتابعت الإعلامية القديرة سهير شلبي قائلة: بالفعل أتلقى حتي الآن عروضا للزواج، ولكني أرفض تمامًا.

وأضافت سهير شلبي: محدش يملى عيني بعد زوجي الإعلامي الكبير أحمد سمير فقد كان رجلا استثنائيا، فالراحل كان شخصية وقوة وثقافة وشياكة، وخفة دم. 

سهير شلبي واحد من أهم المذيعات اللاتي عملن فى التلفزيون المصري وقدمت العديد من البرامج الحوارية وبرامج المنوعات، ومنها (نجوم في القلب، دردشة)، كما تقلدت عدد من المناصب داخل المبني العريق.

أنضف قلب وأوفى زوجة.. نسرين طافش توجه رسالة دعم لـ بوسي شلبيطليقة جوني ديب تفاجئ جمهورها بتوأم.. ما القصة؟قصة حب سهير شلبي وأحمد سمير:

وكانت كشفت الإعلامية سهير شلبي عن تفاصيل قصة حبها مع زوجها الإعلامي الكبير الراحل أحمد سمير، والتي استمرت سنوات طويلة.

وقالت سهير شلبي في تصريحات سابقة لـ صدي البلد : حين أتحدث عنه لا أسطيع أن أسيطر على دموعي، واثأثر بشكل واضح. 

واستكملت سهير شلبي : من عاش قصة حب حقيقية فى حياته، فهو يمتلك نوع خاص من السمو والشبع العاطفي، وحتي الأن اسمه علي مدخل الفيلا التى أعيش بها منذ أن تزوجته، ولم أستطيع أن اتركها وانتقل إلي مسكن آخر.

طباعة شارك سهير شلبي أحمد سمير الإعلامية

مقالات مشابهة

  • سهير شلبي: ما زلت أتلقى عروضًا بالزواج.. ولكن مفيش راجل ملى عيني بعد أحمد سمير
  • تدشين الانشطة الرياضية للدورات الصيفية بالإصلاحية المركزية بالأمانة
  • كم بلغت نسب الإقتراع حتّى الآن في محافظتيّ الشمال وعكار؟
  • حتّى الآن... كم بلغت نسبة الإقتراع في محافظتيّ الشمال وعكار؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الزمان الأخرس يخطب)
  • وداع رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين
  • وزارة الداخلية تطلق سراح 6 موقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وذلك بحضور إدارة منطقة داريا وعدد من الوجهاء
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نفكر…)
  • افرام من معراب: أشكر أهالي كسروان على ثقتهم التي تجلّت في صناديق الإقتراع
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نفكر…)